معادلة… أما انا فأشعر في المخيم انه وطن
أما انا فاشعر في المخيم “الدهيشة” بأنه وطن ، وطّـّنت نفسي بعد ان ولدتني امي فيه ، ان اموت فيه ، إذ من غير المنطقي أن “يلد” العالم دولة جديدة “اسرائيل” ، حتى لو كانت سفاحا ، لتلفظ انفاسها بعد عقد او عقدين ، او حتى عشرة ، فهذا عمر الانسان لا عمر الدول . ولذا شعرت ان هذا المخيم وطن ، بل مملكة ، والاقرب انه كومونة ، الاشتباك فيه يومي ـ اذا لم تشتبك مع الاحتلال تشتبك مع الوطنجيين ، و مع حراس الدين ، وطبعا مع التجار الذين يتعمدوا شراء البيض الفاسد فيبيعوه للناس كيفما اتفق، الاشتباك كما تعلمون امتد ليطول وكالة الغوث الدولية التي احضروها لنصرتنا ومساعدتنا وغيثنا وتشغيلنا . الاشتباك مع المدرسين في المدرسة، خاصة مع المدرسات اللواتي يعلمن الطفلات اول ما يعلمن لبس الحجاب للقضاء على القمل ، وتجنب عذاب القبر ….. الخ.
الاشتباكات اليومية كانت تطول لقمة العيش ، والصراع عليها لم يقتصر على ابن الجيران او السوق او حقول الفلاحين في القرى المجاورة او مطعم الوكالة ، بل داخل البيت ذاته ، ولا أذكر يوما ان أمي قاسمتنا الطعام الا بعد أن نشبع و نكف ايادينا عنه.
هذه الاشتباكات لم تكن لتستثنى منها القرية المجاورة للمخيم ، الخضر وارطاس و تقوع و الولجة ووادي فوكين ، لا ولا حتى القرية التي لجأ منها اباؤنا واجدادنا؛ زكريا، عجور، اجراش، بيت عطاب، بيت نتيف … الخ ، وتحتاج لحسمها – الاشتباكات – على الاقل قرن من الزمان ، نكون متنا وشبعنا موتا ، لكن الاهم نكون قد اتخمنا اشتباكات نحول فيها المكان مكانا نظيفا وصحيا وخلقيا وآمنا، وهذا ما فعله الاسرى في السجون ، حولوها بالاشتباك اليومي مع السجان الى أكاديمية للثورة و مكان يليق باشتباكية المناضلين، خاصة لمن سيمضي اكثر من نصف عمره في غياهبها.
قبل ايام توفي والد القيادي في حماس يحيى السنوار ، الذي قال انه حزين لان والده توفي قبل ان يعود الى عسقلان . تخيلوا لو ان حماس اشتبكت باكرا ولم تنتظر اربعين سنة ، وكذا منظمة التحرير وفصائلها التي انتظرت حوالي عشرين سنة. قبل أيام هب شعب النقب يدافع عن معقله الاخير ، تخيلوا لو انه اشتبك قبل سبعين سنة، هل كان يمكن ان يتجند ابناؤه في “جيش الدفاع”، وهل كان سيصدّر لنا في الواجهة القيادية عباس منصور واضرابه ممن ذهبوا “للجهاد” في سوريا الشقيقة.
لقد قلت للرئيس عباس في حملته الانتخابية اليتيمة ما معناه ارجوك ان لا توقع على ما يسقط حقي في العودة كلاجيء ، لقد مات جدي وهو يحلم بالعودة ، ومات ابي كذلك ، ولكن هذا حق شخصي كفلته لنا الشرعية الدولية.
أما “سعيد” فقال لزوجته “صفية” في “عائد الى حيفا”: الوطن يا صفية ليس البيت في حي الحليصة ولا شارع الملك فيصل ولا الدرجة الرابعة المكسورة ولا ريشات الطاووس السبعة. الوطن يا صفية كل هذا، وأن لا نفعل ما فعلناه طوال عشرين سنة.
الاشتباكات اليومية كانت تطول لقمة العيش ، والصراع عليها لم يقتصر على ابن الجيران او السوق او حقول الفلاحين في القرى المجاورة او مطعم الوكالة ، بل داخل البيت ذاته ، ولا أذكر يوما ان أمي قاسمتنا الطعام الا بعد أن نشبع و نكف ايادينا عنه.
هذه الاشتباكات لم تكن لتستثنى منها القرية المجاورة للمخيم ، الخضر وارطاس و تقوع و الولجة ووادي فوكين ، لا ولا حتى القرية التي لجأ منها اباؤنا واجدادنا؛ زكريا، عجور، اجراش، بيت عطاب، بيت نتيف … الخ ، وتحتاج لحسمها – الاشتباكات – على الاقل قرن من الزمان ، نكون متنا وشبعنا موتا ، لكن الاهم نكون قد اتخمنا اشتباكات نحول فيها المكان مكانا نظيفا وصحيا وخلقيا وآمنا، وهذا ما فعله الاسرى في السجون ، حولوها بالاشتباك اليومي مع السجان الى أكاديمية للثورة و مكان يليق باشتباكية المناضلين، خاصة لمن سيمضي اكثر من نصف عمره في غياهبها.
قبل ايام توفي والد القيادي في حماس يحيى السنوار ، الذي قال انه حزين لان والده توفي قبل ان يعود الى عسقلان . تخيلوا لو ان حماس اشتبكت باكرا ولم تنتظر اربعين سنة ، وكذا منظمة التحرير وفصائلها التي انتظرت حوالي عشرين سنة. قبل أيام هب شعب النقب يدافع عن معقله الاخير ، تخيلوا لو انه اشتبك قبل سبعين سنة، هل كان يمكن ان يتجند ابناؤه في “جيش الدفاع”، وهل كان سيصدّر لنا في الواجهة القيادية عباس منصور واضرابه ممن ذهبوا “للجهاد” في سوريا الشقيقة.
لقد قلت للرئيس عباس في حملته الانتخابية اليتيمة ما معناه ارجوك ان لا توقع على ما يسقط حقي في العودة كلاجيء ، لقد مات جدي وهو يحلم بالعودة ، ومات ابي كذلك ، ولكن هذا حق شخصي كفلته لنا الشرعية الدولية.
أما “سعيد” فقال لزوجته “صفية” في “عائد الى حيفا”: الوطن يا صفية ليس البيت في حي الحليصة ولا شارع الملك فيصل ولا الدرجة الرابعة المكسورة ولا ريشات الطاووس السبعة. الوطن يا صفية كل هذا، وأن لا نفعل ما فعلناه طوال عشرين سنة.
أضف تعليق