إنهاء الإنقسام وبناء الإجماع على البرنامج الوطني من أهم دروس ذكرى ياسر عرفات
دمشق ( الاتجاه الديمقراطي)
[ ألقى فهد سليمان نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، كلمة في مهرجان الذكرى 17 لاستشهاد القائد والزعيم ياسر عرفات، توجه فهد سليمان إلى أبناء فتح بالتحية قائلاً: ]
• أدرك عرفات أن انتصار الحق لا يكون إلا باستنفار القوة
• إنهاء الإنقسام وبناء الإجماع على البرنامج الوطني من أهم دروس ذكرى عرفات
• ندعو لاستراتيجية بركيزتين: المقاومة الشاملة والتدويل
• لكم أن تعتزوا بالإنتماء إلى حركة لعبت ومازالت تلعب دوراً حاسماً في إطلاق وإدامة المسار الصاعد للحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة.
• ولكم أن ترفعوا الرأس عالياً بإنتمائكم إلى حركة قدمت الآلاف والآلاف من الشهداء، من بينهم كوكبة من القادة المتميّزين الذين إفتدوا فلسطين بأرواحهم.
• ولكم أن تفخروا بالكبير ياسر عرفات قائداً لحركتكم وزعيماً للحركة الوطنية الفلسطينية، التي لم تختلف يوماً عليه، حتى عندما كانت تختلف معه.
■■■
• في هذه المناسبة الوطنية الجامعة، التي بتنا نحييها سنوياً في مخيم اليرموك، قلب الوطنية الفلسطينية النابض في الشتات، في دمشق العروبة حاملة راية فلسطين.
• في هذه المناسبة نستحضر ما احتل موقعاً متقدماً في فكر ياسر عرفات وانعكس على عمله طيلة عقود نضاله، وهو علاقة الحق بالقوة، أي تلك المعادلة التي ترسم مصير الشعوب.
■■■
• لقد كان الرجل- كما هو حالنا جميعاً- يؤمن بأن القوة الغاشمة للمشروع الصهيوني الغاصب، لا تقيم له حقاً في فلسطين،
• لكنه كان يؤمن أيضاً – وبنفس القدر- أن انتصار الحق الفلسطيني لا يكون إلا باستنفار عناصر القوة الذاتية، فالحق المشروع الذي لا يقوم على القوة يتآكل مع الزمن. هذا ما تثبته وقائع الحاضر، فضلاً عن دروس التاريخ.
• لقد قرأ ياسر عرفات علاقة الحق بالقوة قراءة جدلية صحيحة، فإذا كانت القوة الغاشمة لا تقيم حقاً غاصباً، فإن الحق الشرعي لا ينتصر، إلا بإعداد صاحب الحق كل المستطاع من عناصر القوة،
• فالحق الشرعي بلا قوة يَتَبدَد، والحق الغاصب بالقوة الغاشمة يَتَثبَّت، وهذه معادلة موضوعية لا انفكاك من أحكامها.
■■■
• لقد إنطلق ياسر عرفات وإخوانه في حركة فتح من هذه القراءة، لِيعُمِلوها على معادلات الصراع. وفي هذا كان الصواب، وهو وفير، كما كان الخطأ، وهو خطير.
• وإذا كان الصحيح لا يحتاج إلى تبرير، فإن منشأ الخطأ، كثيراً ما انحكم إلى تقدير مبالغ به لقدرة الحركة الوطنية على تجاوز سلبيات ناجمة عن تنازلات كانت تقدم، مقابل ما كان يُقدر أنه يندرج في خانة مكاسب، وبرهان أن تفتح بدورها على آفاق واعدة لتقدم حركة النضال.
• وفي هذا خطأ في احتساب علاقات القوى، كان ياسر عرفات يستدركه، وهنا تكمن عظمة الرجل، بالإقدام على استدارات حادة كانت تنقل الحالة الفلسطينية إلى خيار استراتيجي بديل، كلما استبان له إنسداد الطريق أمام الخيار الأصيل.
• ولعل قراره التاريخي بتفجير الإنتفاضة الثانية، بكل ما انطوى عليه هذا القرار من مخاطر، لم يكن أقلها -وهذا ما كان يدركه تمام الإدراك- ما قاد إلى استشهاده، هو من بين الأمثلة التي يمكن إدراجها في هذا السياق، والتي تسلط الضوء على القامة الحقيقية لهذا الكبير.
■■■
• في حضرة الشهادة التي نقف أمامها بخشوع في كل عام، ما الذي نستخلصه من «حقبة» ياسر عرفات؟
• نستخلص أولاً، الأهمية التي لا تُضاهى لتجاوز الإنقسام وإعادة بناء الوحدة الداخلية الفلسطينية في إطار مؤسسات م.ت.ف التي لا بديل لها، ولا غنى عنها، وهي المؤسسات التي باتت تستوجب إعادة بناء شاملة لجهة إنفتاحها على تمثيل جميع القوى الفلسطينية تعزيزاً لمكانة م.ت.ف وموقعيتها في العملية الوطنية، بالإنتخابات إن أمكن، وعندما يتعذر ذلك بالتوافق الوطني الذي يقود إنتقالياً إلى الانتخابات.
• نستخلص ثانياً، الأهمية الفائقة لإعادة بناء الإجماع الوطني على البرنامج الوطني المرحلي، الممر الإجباري للشعب الفلسطيني على طريق إنتزاع حقه في تقرير مصيره على كامل ترابه الوطني، أي فلسطين الـ27 ألف وَنيِّف كم2.
• نستخلص أخيراً، الضرورة القصوى لاعتماد إستراتيجية كفاحية تقوم على ركيزتي المقاومة الشاملة والتدويل: المقاومة بكل أشكالها، وفي القلب منها المقاومة الشعبية وصولاً إلى العصيان العام من جهة؛ ومن جهة أخرى مواصلة الجهد لتدويل القضية الفلسطينية على أوسع نطاق، إعترافاً بالحقوق الوطنية، ومطاردة إسرائيل في المحافل الدولية ومحاصرتها ومعاقبتها على إمعانها في إنتهاك المواثيق الدولية وقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.
• إن كل هذا يستوجب تعبئة طاقات الشعب الفلسطيني في كافة مناطق تواجده، وتعزيز صموده في الضفة الغربية بما فيه القدس، وقطاع غزة، وتوثيق العلاقة مع الحركة السياسية لأبناء شعبنا، بما فيه تحالفاتها، في مناطق الـ48.
■■■
بهذا نستعيد عناصر القوة الفلسطينية التي استشهد الكبير ياسر عرفات وهو بصدد استحضار فعلها، لا بل وهجها المنير؛ وبهذا نكون أوفياء لوصيته، مخلصين لذكراه
عاشت ذكرى الكبير ياسر عرفات
عاشت منظمة التحرير الفلسطينية
وعاشت فلسطين،
• أدرك عرفات أن انتصار الحق لا يكون إلا باستنفار القوة
• إنهاء الإنقسام وبناء الإجماع على البرنامج الوطني من أهم دروس ذكرى عرفات
• ندعو لاستراتيجية بركيزتين: المقاومة الشاملة والتدويل
• لكم أن تعتزوا بالإنتماء إلى حركة لعبت ومازالت تلعب دوراً حاسماً في إطلاق وإدامة المسار الصاعد للحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة.
• ولكم أن ترفعوا الرأس عالياً بإنتمائكم إلى حركة قدمت الآلاف والآلاف من الشهداء، من بينهم كوكبة من القادة المتميّزين الذين إفتدوا فلسطين بأرواحهم.
• ولكم أن تفخروا بالكبير ياسر عرفات قائداً لحركتكم وزعيماً للحركة الوطنية الفلسطينية، التي لم تختلف يوماً عليه، حتى عندما كانت تختلف معه.
■■■
• في هذه المناسبة الوطنية الجامعة، التي بتنا نحييها سنوياً في مخيم اليرموك، قلب الوطنية الفلسطينية النابض في الشتات، في دمشق العروبة حاملة راية فلسطين.
• في هذه المناسبة نستحضر ما احتل موقعاً متقدماً في فكر ياسر عرفات وانعكس على عمله طيلة عقود نضاله، وهو علاقة الحق بالقوة، أي تلك المعادلة التي ترسم مصير الشعوب.
■■■
• لقد كان الرجل- كما هو حالنا جميعاً- يؤمن بأن القوة الغاشمة للمشروع الصهيوني الغاصب، لا تقيم له حقاً في فلسطين،
• لكنه كان يؤمن أيضاً – وبنفس القدر- أن انتصار الحق الفلسطيني لا يكون إلا باستنفار عناصر القوة الذاتية، فالحق المشروع الذي لا يقوم على القوة يتآكل مع الزمن. هذا ما تثبته وقائع الحاضر، فضلاً عن دروس التاريخ.
• لقد قرأ ياسر عرفات علاقة الحق بالقوة قراءة جدلية صحيحة، فإذا كانت القوة الغاشمة لا تقيم حقاً غاصباً، فإن الحق الشرعي لا ينتصر، إلا بإعداد صاحب الحق كل المستطاع من عناصر القوة،
• فالحق الشرعي بلا قوة يَتَبدَد، والحق الغاصب بالقوة الغاشمة يَتَثبَّت، وهذه معادلة موضوعية لا انفكاك من أحكامها.
■■■
• لقد إنطلق ياسر عرفات وإخوانه في حركة فتح من هذه القراءة، لِيعُمِلوها على معادلات الصراع. وفي هذا كان الصواب، وهو وفير، كما كان الخطأ، وهو خطير.
• وإذا كان الصحيح لا يحتاج إلى تبرير، فإن منشأ الخطأ، كثيراً ما انحكم إلى تقدير مبالغ به لقدرة الحركة الوطنية على تجاوز سلبيات ناجمة عن تنازلات كانت تقدم، مقابل ما كان يُقدر أنه يندرج في خانة مكاسب، وبرهان أن تفتح بدورها على آفاق واعدة لتقدم حركة النضال.
• وفي هذا خطأ في احتساب علاقات القوى، كان ياسر عرفات يستدركه، وهنا تكمن عظمة الرجل، بالإقدام على استدارات حادة كانت تنقل الحالة الفلسطينية إلى خيار استراتيجي بديل، كلما استبان له إنسداد الطريق أمام الخيار الأصيل.
• ولعل قراره التاريخي بتفجير الإنتفاضة الثانية، بكل ما انطوى عليه هذا القرار من مخاطر، لم يكن أقلها -وهذا ما كان يدركه تمام الإدراك- ما قاد إلى استشهاده، هو من بين الأمثلة التي يمكن إدراجها في هذا السياق، والتي تسلط الضوء على القامة الحقيقية لهذا الكبير.
■■■
• في حضرة الشهادة التي نقف أمامها بخشوع في كل عام، ما الذي نستخلصه من «حقبة» ياسر عرفات؟
• نستخلص أولاً، الأهمية التي لا تُضاهى لتجاوز الإنقسام وإعادة بناء الوحدة الداخلية الفلسطينية في إطار مؤسسات م.ت.ف التي لا بديل لها، ولا غنى عنها، وهي المؤسسات التي باتت تستوجب إعادة بناء شاملة لجهة إنفتاحها على تمثيل جميع القوى الفلسطينية تعزيزاً لمكانة م.ت.ف وموقعيتها في العملية الوطنية، بالإنتخابات إن أمكن، وعندما يتعذر ذلك بالتوافق الوطني الذي يقود إنتقالياً إلى الانتخابات.
• نستخلص ثانياً، الأهمية الفائقة لإعادة بناء الإجماع الوطني على البرنامج الوطني المرحلي، الممر الإجباري للشعب الفلسطيني على طريق إنتزاع حقه في تقرير مصيره على كامل ترابه الوطني، أي فلسطين الـ27 ألف وَنيِّف كم2.
• نستخلص أخيراً، الضرورة القصوى لاعتماد إستراتيجية كفاحية تقوم على ركيزتي المقاومة الشاملة والتدويل: المقاومة بكل أشكالها، وفي القلب منها المقاومة الشعبية وصولاً إلى العصيان العام من جهة؛ ومن جهة أخرى مواصلة الجهد لتدويل القضية الفلسطينية على أوسع نطاق، إعترافاً بالحقوق الوطنية، ومطاردة إسرائيل في المحافل الدولية ومحاصرتها ومعاقبتها على إمعانها في إنتهاك المواثيق الدولية وقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.
• إن كل هذا يستوجب تعبئة طاقات الشعب الفلسطيني في كافة مناطق تواجده، وتعزيز صموده في الضفة الغربية بما فيه القدس، وقطاع غزة، وتوثيق العلاقة مع الحركة السياسية لأبناء شعبنا، بما فيه تحالفاتها، في مناطق الـ48.
■■■
بهذا نستعيد عناصر القوة الفلسطينية التي استشهد الكبير ياسر عرفات وهو بصدد استحضار فعلها، لا بل وهجها المنير؛ وبهذا نكون أوفياء لوصيته، مخلصين لذكراه
عاشت ذكرى الكبير ياسر عرفات
عاشت منظمة التحرير الفلسطينية
وعاشت فلسطين،
أضف تعليق