23 كانون الأول 2024 الساعة 05:28

«جيجي وأرنب علي» مجموعة قصصية للكاتب أمير حمد تتناول تفاصيل حياة المقدسيين تحت الاحتلال

2021-11-14 عدد القراءات : 1022
القدس المحتلة (الاتجاه الديمقراطي)
تم مساء السبت، إطلاق ومناقشة كتاب “جيجي وأرنب علي” للكاتب أمير حمد خلال لقاء ثقافي عقد في مركز يبوس الثقافي، بحضور حشد من الفنانين والكتاب والادباء ومن المهتمين في المدينة المقدسة.
وأدارت الأمسية الثقافية الكاتبة مي كالوتي، حيث تناول جوانب الكتاب، وحاورت الكاتب أمير حمد عن حياته وحيثيات الكتاب وفصوله وأسباب، دافعة اياه للحديث عن مشاعره وابطال روايته.
وأهدى أمير حمد كتابه لجدتيه ولوالده ووالدته، لافتا إلى تأثره البالغ بالجدتين، وقال بأنه تناول من خلال الكتاب بعض المشاهد والصور التي يعيشها المقدسي داخل جدار الفصل العنصري وخارجه، وما يعانيه المقدسيون خلال مرورهم اليومي على حاجز قلنديا العسكري، وانعكاساته النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
ووصف حمد علاقته بالقدس بأنها أحاسيس متشابكة ومعقدة، فيها الكثير من الشجون والألم.
وتحدث مطولاً حمد عن مشاعره وشخوص روايته، وكيف خرجت معه بهذا الشكل المتناغم، وناقش مع مي كلوتي وسرد بعض الفصول والمقاطع من الكتاب امام الحضور، واستعرض مقاطع مصورة لبعض فصول الكتاب.
يذكر ان المجموعة القصصية “جيجي وأرنب علي” للكاتب أمير حمد، صدرت، عن برنامج الثقافة والتربية في مؤسسة عبد المحسن القطان، والأهلية للنشر والتوزيع وفازت بجائزة الكاتب الشاب في حقل القصة القصيرة للعام 2019.
وذكرت لجنة تحكيم المسابقة أن المجموعة “تُنبئ وتبشّر بوعد كبير في حقلها، حيث يسرد الكاتب حكاياته، ويقدّم شخوصَه، ويرصد بيئتَه وقضاياه من بؤرة الطفولة وببوصلتها، فيبدو كلُّ شيء بكراً، وطازجاً، وبسيطاً وشعريّاً ومَبعثَ إثارة وفضول، ما يدفع القارئ إلى أفق المغامرة والتوقّع، ويشدّ البصرَ للمرئيّات والنفسَ للإحساس، معتمداً الوصف أداةً أولى؛ إمّا لرسم الشخصيّة أو لوحات البيئة، وإمّا لتوليد الإحساس، وهي مهارة مطلوبة في فنّ القصّ عندما يتضافر عنصرا السرد والتشخيص، ويوظَّفان لبناء القصّة ونقل محكيّها وتوصيل خطابها وضمنه مرماها ومعناها”.
وأضافت اللجنة “لا تخفق أيّ قصّة في إثارة الدهشة وقدرة الكاتب على تنوّع عوالمه وتعدّدها، وقدرته على تشكيل هذه العوالم المتنوّعة بالمهارة نفسها، كاشفة عن كتابة ممتازة واستثنائيّة، وأسلوب خاصّ ومتفرّد يحوي السخرية اللاذعة، وذكاء الالتقاط، وخفّة السرد في قصص فلسطينيّة تروي اليوميّ والمنسيّ في التفاصيل الصغيرة للحياة تحت الاحتلال، وفي ظلّه”.
يشار إلى أن حمد فاز، أيضاً، في دورة المسابقة نفسها، بجائزة الشعر عن مجموعته الشعرية “بحثت عن مفاتيحهم في الأقفال” مناصفة مع تغريد عبد العال عن مجموعتها الشعرية “العشب بين طريقين”.
وُلد الكاتب حمد في القدس عام 1992 ويقيم فيها، وحصل على درجة البكالوريوس في علم الحاسوب من جامعة بيرزيت في العام 2016، ونشر نصوصاً وترجماتٍ أدبيّةً في عددٍ من المنصّات الثقافيّة مثل جريدة وموقع العربي الجديد.
وقال حمد خلال اللقاء لماذا جيجي ؟ ومن هي جيجي:”كانت زيارة خالته وابنتها جيجي البالغة من العمر عشرين ربيعًا فرصته الذهبيّة، عليه أن يستغل وجودهما، أن يستغل الجو المريح الذي يخلقه حضورهما، وأن يخرج بخطّةٍ محكمةٍ تلعبان الدور الرئيسيّ فيها. فخالته التي قضت أكثر من عشرين عامًا في أميركا، بعد أن تزوجها شابٌ هولنديٌّ مناصرٌ للقضيّة الفلسطينيّة أسلم في القدس، أصبحت تُشبه الأجانب، صارت لطيفةً مثلهم، تحتفل بأعياد ميلاد أطفال العائلة جالبةً الهدايا الثمينة، وتحضنهم بدلًا عن القبلات حين يأتون للزيارة. لكن الشيء الأهمّ بالنسبة له، كان شغفها بالحيوانات وسماحها لأولادها بتربيتهم، فمرةً -كما أخبرته- سمحت لابنها بأن يربّي سحلية إيجوانا رغم خوفها من ذيلها، كما أنّها تمتلك حاليًّا كلبًا ضخمًا اسمه بوتشي، تتحدث عنه دائمًا بالخير، وحين يكلمها زوجها عبر تطبيق “سكايب”، تطلب منه أن يقرّب الكاميرا من وجه بوتشي، فتقبله عدّة قبلاتٍ على زجاج التابلت، كما لو كان زوجها.
وتابع حمد يقول عن الازمة وحاجز قلنديا:”كانت المركبات الخاصّة والعامّة تترك الشارع وتتجاوز الطابور الصنميّ مسرعةً على رصيف المشاة، يشّجعها الاختناق المروريّ، ومراقبة جيجي من مسافةٍ يتغبّر فيها شعرها من ملامسة غطاء المحرّك الأبيض بسبب المشي في طريق الكسّارات. كانت كلّ الرؤوس -حتى رأس السائق- تخرج من النوافذ اليمنى للمركبة وتحدّق بالجسد الشاب، صامتةً أو مصفّرةً أو عارضةً توصيلةً “للعسل”. لكنّ علي كان يقف لهم بالمرصاد، زائرًا بوجههم وشاتمًا إيّاهم شتيمةً من العيار الثقيل، بعد أن يُغلق بأصابعه أُذني مريم، فتضحك جيجي التي لم تتعلم الشتائم بالعربيّة بعد، بعد أن تُحسّ بلا وعيها قوّةَ الشّتيمة.بعد نصف ساعة مشيٍّ، وبعد أن انتهى فصل كفر عقب، وتحت مدخل مدينة البيرة المحفور عليه “البيرة تستودعكم القدس”، سألت جيجي بعربيّتها العرجاء علي عن المدّة المتبقيّة للوصول، فأجابها:
– عشر دقايق بس
فأكّدت مريم:
– بس عشرة
فأخبرته جيجي أنّه قال لها “عشر دقايق” قبل نصف ساعةٍ، فردّ علي:
– لأنّك بتمشي زي الحلزونة، لو إنّك بتمشي بسرعة زينا أنا ومريم كان مبارح وصلنا
أوقف علي مركبة فوردٍ صفراء عموميّة. كانت المركبة خاليةً، وحين ركب علي بجانب السائق سمعه يقول له:
– ولك كيفك يا علي؟
كان السائق ابن عمّ والده من سنجل. فلم يأخذ أُجرةً منهم، كما أنّه لم يُقلّ معهم أيّ ركابٍ آخرين كي ترتاح ضيفتهم، فابنة خالة ابن ابن عمّه بمثابة أُخته. تمنى علي وقتها وهو يتذكر تذمّر جيجي والكنافة اللذيذة، لو أنّه شاهد ابن عمّ والده في طريق الذهاب. لكنّه نسي أحزانه حين أخبره السائق -الذي يصطاد في أوقات فراغه- كيف اصطاد حيوان النّيص الأُسبوع الماضي.
وفي ختام اللقاء أجاب حمد على أسئلة الحضور ووقع لبعضهم نسخة من المجموعة القصصية.

أضف تعليق