انتصر عنيد خليل الرحمن «مقداد».. على القيد
غزة (الاتجاه الديمقراطي) (شيماء ناصر الدرة)
هذا الفتى المقداد، رق عظمه ونحل جسده، بدأت ذاكرته تتلاشى، ولا يقوى على النطق، هذا الفتى لا يزال بمقتبل العمر وبداياته.. لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره!! وقد شاخ مبكرًا، وأصبح مُهددًا بالكثير من الأمراض التي قد تصل إلى فقدان الحياة لا قدر الله، إلا أن الوهن لم يبلغ روحه!!
هذا مقدامنا المقداد، الذي جابه بأمعائه الخاوية دولة الاحتلال بجيشها واستخباراتها وقادتها، مقداد كسر حاجز المئة يوم من إضرابه عن الطعام لينل حريته، الذي نخر الجوع عظامه واستحكمت جسده الآلام، إلا أنه بقى صامدًا حتى انتزع مناله، تمكن من أن يقهر السجن والسجان، وينتصر على الذين لم يفهموا كيف للجوع أن يهزم دولة؟؟
ابن خليل الرحمن "مقداد القواسمي" ولد في كنفها، ومنع من السفر منها منذ كان 14عام، لتحيا فلسطين فيه، تعلم في مدارسها حتى انهى الثانوية العامة، وعمل فيها بالتجارة، ومجال البناء والأعمال الحرة بصورة متقطعة، وهو اليوم طالب في السنة الثانية بكلية خضوري/فرع العروب، في تخصص "الغرافيك"، وتأخر في دراسته الجامعية بسبب كثرة اعتقالاته، كما حصل معه هذا العام لم يناقش مشروع تخرجه لأنه معتقل.
عاش رحلة طويلة من القهر، بدأت تجربة الاعتقال الأولى عام 2015 ،وأمضى 4 سنوات تنقل خلالها بين السجون الاسرائيلية بين أحكام واعتقال إداري، وكان اعتقاله في المرة الأخيرة مع مفتتح العام الحالي، ولكن عجز المحققين عن إيجاد أدلة ضده، فتم تحويله إلى الاعتقال الإداري مدة 6 أشهر، وهو ما رفضه لأنه مقتنع تماماً -وفق والده- أن هذا الاعتقال كيدي وبلا أدلة من مخابرات الاحتلال الإسرائيلي التي تحدّاها أن تثبت عليه أي تهمة.
بتاريخ 20-7-2021 كان على موعد مع الحرية، ولكن أبى الاحتلال إلا أن ينغص فرحته بتجديد اعتقاله الاداري للمرة الثانية على التوالي، أراد أن يقف في وجه الظلم بخوض معركته بأمعاء الخاوية كي لا يتحكموا بما تبقى من حياته، ملف سري لا يوجد له سقف زمني ولا نهاية، ولا جرم واضح سوى انه فلسطيني، القواسمي لا يزال لليوم أسيراً في عيادة سجن الرملة الإسرائيلي "المسلخ".
وعانق مقداد والدته ووالده لأول مرة منذ اعتقاله بعد 77 يوم من الإضراب، بعد صدور قرار المحكمة الإسرائيلية بتجميد أمر اعتقاله الإداري، إلا أن هذا التجميد ليس تحريرًا ولا حرية... هو مجرد تجميد لا يعني شيئًا إلاّ السماح للناس برؤيته، وذلك ظنًا من الاحتلال أن الأهل والأصحاب قد يقوموا بالضغط على نجلهم عند رؤيته على هذه الحالة.
وفي أول رسالة له منذ اعتقاله قال القواسمي: “لن أرجع عن قرار الأضراب حتى أنال حريتي كاملة، ولا أرضى بقرار تجميد الاعتقال، ولن أتناول أي طعام ولا ملح ولا سكر ولا فيتامينات، ولو اضطر الأمر أن أضرب عن الماء أيضاً سأفعل، ولن أتراجع حتى حصولي على قرار (إنهاء أمر اعتقال)”.
في يومه السادس بعد المئة، بعد ترقب أيامٌ وليالٍ بين كفوف غاصبة وبين فكوك غاضبة الشاباك الإسرائيلي أخرج مقداد من العناية المكثفة وأعاده إلى التوابيت الحجرية "سجن الرملة"، إعادة تفعيل قرار الاعتقال الإداري بحقه، تمهيداً لاغتياله.
فأبى إلا أن يخط درسًا جديدًا في انتزاع الحرية، وقف في وجه الموت عظيم الثبات، شديد الإرادة، واثقًا من قراره، فإما حياة تسر الصديق واما ممات يغيظ العدا.
فانتزع نصره بعد إضراب استمر 113 يومًا، بعد أن تم التواصل لقرار بوقف اعتقاله الاداري والافراج عنه في شهر فبراير القادم، لكن لم تنته معاناته بعد، كونه سيبقي في مسلخ الرملة بحجة العلاج، هذا المسلخ ما هو إلا مكان لتجارب الأدوية في أجساد الأسرى.
من اللحظة الأولى كنا على يقين بنصرك وانتصارك، نعلم صلابة إرادتك، نعرف من اليوم الأول أنك المنتصر، وقوة المظلوم بحبل إيمانه القوي بعدل الله، فأنت اليوم مقداد الثورة ونصرت المنتصر ونصرت فلسطين المحتلة.
فمن أين ورث المقداد هذه العزيمة؟ هل هناك في عائلته من يمكن الإشارة إليه؟؟
وهو نجل القيادي في حماس المبعد العائد عمر القواسمة، وله شقيق أسير معتقل منذ شهر آذار الماضي، وأعمامه الشهداء القساميين عبد الله وشفيق، وأبناء عمه حاتم وباسل من قافلة الشهداء.
خاض "مقداد" معركة كانت فيها كل يوم من عمره هي عبارة عن سنة، فخلال أيام تجاوز مئة وسبعة وثلاثون سنة، فهل رأى العالم كيف يقفز الفلسطيني في تعداد السنوات هكذا؟؟
ليقول لنا مقداد : "من عاش منكم احتلالًا فليغيره بيده، بأمعائِه، بفمه، بلسانه، بقلبه بكل جسده إن استطاع فهذا أقوى الإيمان بالحرية."
هذا الفتى المقداد، رق عظمه ونحل جسده، بدأت ذاكرته تتلاشى، ولا يقوى على النطق، هذا الفتى لا يزال بمقتبل العمر وبداياته.. لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره!! وقد شاخ مبكرًا، وأصبح مُهددًا بالكثير من الأمراض التي قد تصل إلى فقدان الحياة لا قدر الله، إلا أن الوهن لم يبلغ روحه!!
هذا مقدامنا المقداد، الذي جابه بأمعائه الخاوية دولة الاحتلال بجيشها واستخباراتها وقادتها، مقداد كسر حاجز المئة يوم من إضرابه عن الطعام لينل حريته، الذي نخر الجوع عظامه واستحكمت جسده الآلام، إلا أنه بقى صامدًا حتى انتزع مناله، تمكن من أن يقهر السجن والسجان، وينتصر على الذين لم يفهموا كيف للجوع أن يهزم دولة؟؟
ابن خليل الرحمن "مقداد القواسمي" ولد في كنفها، ومنع من السفر منها منذ كان 14عام، لتحيا فلسطين فيه، تعلم في مدارسها حتى انهى الثانوية العامة، وعمل فيها بالتجارة، ومجال البناء والأعمال الحرة بصورة متقطعة، وهو اليوم طالب في السنة الثانية بكلية خضوري/فرع العروب، في تخصص "الغرافيك"، وتأخر في دراسته الجامعية بسبب كثرة اعتقالاته، كما حصل معه هذا العام لم يناقش مشروع تخرجه لأنه معتقل.
عاش رحلة طويلة من القهر، بدأت تجربة الاعتقال الأولى عام 2015 ،وأمضى 4 سنوات تنقل خلالها بين السجون الاسرائيلية بين أحكام واعتقال إداري، وكان اعتقاله في المرة الأخيرة مع مفتتح العام الحالي، ولكن عجز المحققين عن إيجاد أدلة ضده، فتم تحويله إلى الاعتقال الإداري مدة 6 أشهر، وهو ما رفضه لأنه مقتنع تماماً -وفق والده- أن هذا الاعتقال كيدي وبلا أدلة من مخابرات الاحتلال الإسرائيلي التي تحدّاها أن تثبت عليه أي تهمة.
بتاريخ 20-7-2021 كان على موعد مع الحرية، ولكن أبى الاحتلال إلا أن ينغص فرحته بتجديد اعتقاله الاداري للمرة الثانية على التوالي، أراد أن يقف في وجه الظلم بخوض معركته بأمعاء الخاوية كي لا يتحكموا بما تبقى من حياته، ملف سري لا يوجد له سقف زمني ولا نهاية، ولا جرم واضح سوى انه فلسطيني، القواسمي لا يزال لليوم أسيراً في عيادة سجن الرملة الإسرائيلي "المسلخ".
وعانق مقداد والدته ووالده لأول مرة منذ اعتقاله بعد 77 يوم من الإضراب، بعد صدور قرار المحكمة الإسرائيلية بتجميد أمر اعتقاله الإداري، إلا أن هذا التجميد ليس تحريرًا ولا حرية... هو مجرد تجميد لا يعني شيئًا إلاّ السماح للناس برؤيته، وذلك ظنًا من الاحتلال أن الأهل والأصحاب قد يقوموا بالضغط على نجلهم عند رؤيته على هذه الحالة.
وفي أول رسالة له منذ اعتقاله قال القواسمي: “لن أرجع عن قرار الأضراب حتى أنال حريتي كاملة، ولا أرضى بقرار تجميد الاعتقال، ولن أتناول أي طعام ولا ملح ولا سكر ولا فيتامينات، ولو اضطر الأمر أن أضرب عن الماء أيضاً سأفعل، ولن أتراجع حتى حصولي على قرار (إنهاء أمر اعتقال)”.
في يومه السادس بعد المئة، بعد ترقب أيامٌ وليالٍ بين كفوف غاصبة وبين فكوك غاضبة الشاباك الإسرائيلي أخرج مقداد من العناية المكثفة وأعاده إلى التوابيت الحجرية "سجن الرملة"، إعادة تفعيل قرار الاعتقال الإداري بحقه، تمهيداً لاغتياله.
فأبى إلا أن يخط درسًا جديدًا في انتزاع الحرية، وقف في وجه الموت عظيم الثبات، شديد الإرادة، واثقًا من قراره، فإما حياة تسر الصديق واما ممات يغيظ العدا.
فانتزع نصره بعد إضراب استمر 113 يومًا، بعد أن تم التواصل لقرار بوقف اعتقاله الاداري والافراج عنه في شهر فبراير القادم، لكن لم تنته معاناته بعد، كونه سيبقي في مسلخ الرملة بحجة العلاج، هذا المسلخ ما هو إلا مكان لتجارب الأدوية في أجساد الأسرى.
من اللحظة الأولى كنا على يقين بنصرك وانتصارك، نعلم صلابة إرادتك، نعرف من اليوم الأول أنك المنتصر، وقوة المظلوم بحبل إيمانه القوي بعدل الله، فأنت اليوم مقداد الثورة ونصرت المنتصر ونصرت فلسطين المحتلة.
فمن أين ورث المقداد هذه العزيمة؟ هل هناك في عائلته من يمكن الإشارة إليه؟؟
وهو نجل القيادي في حماس المبعد العائد عمر القواسمة، وله شقيق أسير معتقل منذ شهر آذار الماضي، وأعمامه الشهداء القساميين عبد الله وشفيق، وأبناء عمه حاتم وباسل من قافلة الشهداء.
خاض "مقداد" معركة كانت فيها كل يوم من عمره هي عبارة عن سنة، فخلال أيام تجاوز مئة وسبعة وثلاثون سنة، فهل رأى العالم كيف يقفز الفلسطيني في تعداد السنوات هكذا؟؟
ليقول لنا مقداد : "من عاش منكم احتلالًا فليغيره بيده، بأمعائِه، بفمه، بلسانه، بقلبه بكل جسده إن استطاع فهذا أقوى الإيمان بالحرية."
أضف تعليق