25 تشرين الثاني 2024 الساعة 22:44

سليمان: نضالات الحركة الشعبية المناهضة للاحتلال رهاننا الوطني للفوز بحقوقنا المشروعة

2021-10-04 عدد القراءات : 704

دمشق ( الاتجاه الديمقراطي)

■ قال فهد سليمان، نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن نضالات الحركة الشعبية المناهضة للاحتلال، هي رهاننا الوطني للفوز بحقوقنا المشروعة بديلاً للرهانات الهابطة، كالحلول الجزئية، والدعوة لمفاوضات تؤكد الوقائع أنها ما زالت بعيدة المنال، ولم تنعقد شروطها، من أجل عملية سياسية ذات مغزى، تستجيب وقرارات الشرعية الدولية، التي تكفل لنا حقوقنا الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف.
وكان فهد سليمان يتحدث في الجلسة الختامية لأعمال المؤتمر الوطني الأول للشباب الفلسطيني، الذي كان قد افتتح أعماله نهاية شهر أيلول (سبتمبر) الماضي.
وقال فهد سليمان في مداخلته:  
في القول إن لـ«معركة القدس» ما قبلها وما بعدها، معانٍ عدة، لعل أهمها، في الحسابات الوطنية الفلسطينية، التأكيد، أن هذه المعركة لم تكن مجرد حدث عابر، فجرته واقعة طارئة، بل كان في واقع الحال، إختماراً لأحداث سبقته، أسهمت، من مواقع مختلفة، في توفير الشروط اللازمة لهبّة جماهيرية، أشعلت نيران الغضب الثوري، ليس في القدس وحدها، رداً على تغولات مشاريع التهويد وطمس المعالم الوطنية لعاصمة فلسطين، وليس في الضفة الغربية وحدها، رداً على تصاعد الأعمال الإجرامية لقوات الاحتلال، وتصاعد أعمال العربدة والسطو على أيدي عصابات المستوطنين، وليس في الـ 48 وحدها، رداً على سياسات التهميش والإقصاء ومصادرة الأراضي والتمييز العنصري، وليس في الشتات وحده، رداً على سياسات رفض الاعتراف بالحقوق المشروعة للاجئين، إن في العودة أو في الحق في حياة كريمة،... بل جاءت معركة القدس، بفصولها المتلاحقة، من مقاومة شعبية إلى مقاومة مسلحة، نتيجة لهذا كله، وتقدمت المعركة، والحال هكذا، بالفعل الوطني الفلسطيني، خطوات كبرى إلى الأمام، رصدتها تحليلات المراقبين وملاحظاتهم ودراساتهم المختلفة، وارتقت في أدواتها النضالية درجات، مستفيدة من الخبرات العميقة التي راكمتها الحركة الكفاحية الفلسطينية على طول مسيرتها النضالية.
وبالتالي يمكن القول، بل يتوجب القول، إن معركة القدس، شكلت حداً فاصلاً بين مساقين، فثمة ما قبلها، وثمة ما بعدها.

وقال فهد سليمان: إذا كان ما قدمناه هو «ما قبلها»، فما هو «ما بعدها»؟! لا شك أن «معركة القدس» أحدثت موازين جديدة في إدارة العلاقات الوطنية، خاصة بين طرفي السلطة، ما عزز الفرقة والتباعد بينهما، بدلاً من إحداث التقارب والتفاهم والتوافق على تثمير إنتصارات المعركة، واستيعاب دروسها الغنية. لكن، وهنا مربط الفرس، أنها جددت طرح مشاريع «السلام الاقتصادي» بديلاً من التقدم نحو الحل السياسي المستجيب لتطلعات الشعب الفلسطيني في العودة والحرية والإستقلال الوطني الناجز. وفي هذا السياق تندرج خطط «بناء الثقة»، و«تقليص الصراع» و«الأمن والهدوء مقابل الإقتصاد»، وغير ذلك من المشاريع الرامية إلى إدامة الاحتلال، باعتماد أساليب وآليات قديمة - جديدة، هي في جوهرها، محاولة لإحلال الحلول الجزئية، الإقتصادية، بديلاً للحل الحقيقي الذي يكفل للشعب الفلسطيني كامل حقوقه الوطنية المشروعة.
واستطرد نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية مؤكداً: أما المشهد الواجب تسليط الضوء عليه، واعتباره هو الجوهر في ما يمكن اعتباره «ما بعد معركة القدس»، فهو مشهد الحركة الجماهيرية، حاضنة المقاومة بأساليبها وأشكالها المختلفة.
ففي الوقت الذي توقف فيه هدير المدافع، واصلت الحركة الجماهيرية معركتها ضد الإحتلال، لم تقيدها لا مشاريع هنا أو هناك، ولا تقوم حساباتها على أساس معادلات إقليمية أو دولية، بل هي منطلقة من واقع يقول إن المعركة ضد الاحتلال، ليست مجرد فصل دون غيره، بل هي فصول متتالية، فصلاً وراء آخر، في تراكم كمي من أجل الفعل النوعي.
وبالتالي، فإن ما تشهده الضفة الغربية، وفي القلب منها القدس، من مجابهات يومية ضد الاحتلال، وفي أيقونات المقاومة الشعبية في بيتا وبيت دجن، وجنين، والخليل، والبيرة ورام الله، وفي نابلس، وأنحاء أخرى كسلوان والشيخ جراح وغيرها، وما تشهده خطوط التماس مع مناطق الاحتلال في قطاع غزة، كلها مؤشرات على أننا أمام معركة مديدة، بأشكال مختلفة، تضعنا جميعاً أمام مشهد فلسطيني يؤكد، بدون أدنى شك، أن هذا الغليان في المناطق المحتلة، وكذلك في الـ48، وأن هذا التحفز في الشتات، ليس إلا مقدمة لحدث قادم، ليس بالضرورة أن يكرر سيناريو «معركة القدس»، لكنه في كل الأحوال، وبكل تأكيد فصل جديد، من فصول الحرب الوطنية الفلسطينية من أجل الاستقلال.
وختم فهد سليمان قائلاً: هذا ما يملي على القوى الفلسطينية أن تقرأ جيداً ما يعتمل في قلب الحالة الشعبية من غليان. كما يملي على القوى الوطنية أن تستعد لاستقبال إستحقاقات المعركة القادمة، والتي تعتبر «معركة القدس» واحدة من مقدماتها. ولعل أبرز ما يجب فعله لاستقبال هذا الاستحقاق، هو إنهاء الانقسام، وتوفير المبادرات والأفكار البناءة لوضع الأمور في نصابها الصحيح، بعيداً عن التشتت السياسي والإنقسام المؤسساتي، الذي بات هو العقبة الرئيسية في طريق النهوض الكبير■

أضف تعليق