أنهار الديك.. سيخرج جنينها من رحمها الحاني إلى قسوة الواقع في سجون الاحتلال
غزة (الاتجاه الديمقراطي) (تقرير سنابل الغول)
بلوعة محمومة الأطراف، وروح يعتصرها القلق والألم، تحيا الأم الأسيرة أنهار الديك بين ظلمات سجون الاحتلال الإسرائيلي منتظرة ولادة طفلها الثاني، الذي سيأتي وهي لا تزال خلف قضبان الزنازين المهترئة وتنام على «البرش» الذي أنهك جسدها ومفاصلها، متسبباً لها بآلام في منطقة الحوض، ما جعل قلبها يتآكل خوفاً ووجعاً على جنينها الذي لم يولد بعد.
بقلب أم مكلومة موجومة تشفق على فلذة كبدها والمصير الذي ينتظره حين يولد في غياهب سجون الاحتلال، تتسائل أنهار: «سيضعوني في العزل، أنا وابني بسبب الكورونا، ويا ويل قلبي عليه، لا أدري كيف سأعتني به وأحميه من أصواتهم المخيفة، رغم أني سأكون قوية ولكني سأضعف أمام ما يفعلونه بي وبالأسيرات».
أثقل كاهلها هم لا تقوى الجبال على حِمله، تلوك المعاناة من حملها ثنائي القطب وتحتاج لرعاية خاصة، ظلت صابرة طيلة أشهر حملها وصمدت أمام قسوة السجان وما تعانيه هي وغيرها من الأسيرات بين جنبات السجون.
كانت ترتقب توالي الأيام ليقدم فلذة كبدها على الحياة، رسمت أحلام لمراسم استقبال تليق به، والتجهيزات التي ستقوم بها، قبيل مجيئه، والملابس التي ستشتريها له وهي تتخيله يرتديها بجسده الغض، ركلات أقدامه الصغيرة وهو بداخلها حينما يشعر بالجوع أو وقتما يحتاج للعب، حرمها الاحتلال لذة التمتع بتلك التفاصيل وقتما اعتقلها وهي في شهرها الرابع من الحمل، حرم عائلتها الصغيرة من مشاركتها تفاصيل رحلة الوهن على وهن.
حرم ابنتها جوليا ذات العام والنصف العام من التهيئة النفسية لقدوم أخ لها يكن سندها ورفيقها في الحياة، اختطف أمها من بين يديها الصغيرتين اللتين لا تدركان معنى غياب الأم وعدم احتضانها صبحة وعشية.
نيران مشتعلة في قلب الأم على ابنتها البعيدة وطفلها الذي يسكن أحشائها وسيبصر نور الحياة في غياهب سجون الاحتلال.
سيحرم أنهار من الاتكاء على كتفٍ حين ولادتها القيصرية التي أصبحت ككابوسٍ ساحقٍ لا يمكنها تخيله وهي بعيدة عن عائلتها في تلك اللحظات،
كيف ستضع الأسيرة مولودها وهي مكبلة الأيدي بالأصفاد الحديدية، كيف لها أن تحتمل كل تلك الأوجاع ، ألا يكفيها آلام المخاض، وما بعد وضع الجنين؟
من سيعتني بها وبولدها الصغير، ومن سيمسك يدها برفق وقتما تخطي أولى خطواتها بعد العملية القيصرية، كيف ستحتضن طفلها دون أن يفتك بها ألم بطنها الشائك بالغرز، من سيعطيها إياه كلما احتاج للرضاعة!
كيف ستنام على «البرش»، ذاك السرير القاسي جداً والغير مريح المصنوع من الحديد أو الخشب الذي يفترشه الاحتلال للأسرى في السجون، وهي بهذا الوضع الصحي الذي تدمي له القلوب، وكيف سيحتمل جسد الملاك الصغير الغض النوم عليه؟
وكم سيفزع بعد كلما أتت دورية تفتيش، كيف له أن يحتمل كل تلك الأصوات المرعبة التي سُتقلِق نومه الملائكي ؟!
ماذا فعل هذا الصغير لكي يخرج من رحم أمه الحاني إلى رحم ظلمة معاناة السجون القاسية؟!
ما الجرم الذي دفعه ووالدته لكي يُكابد هذا الكم الهائل من المعاناة والقسوة والظلم؟!
وإلى متى سيظل كل من على هذه الأرض يدفع ثمن انتمائه لفلسطين؟. ■
بلوعة محمومة الأطراف، وروح يعتصرها القلق والألم، تحيا الأم الأسيرة أنهار الديك بين ظلمات سجون الاحتلال الإسرائيلي منتظرة ولادة طفلها الثاني، الذي سيأتي وهي لا تزال خلف قضبان الزنازين المهترئة وتنام على «البرش» الذي أنهك جسدها ومفاصلها، متسبباً لها بآلام في منطقة الحوض، ما جعل قلبها يتآكل خوفاً ووجعاً على جنينها الذي لم يولد بعد.
بقلب أم مكلومة موجومة تشفق على فلذة كبدها والمصير الذي ينتظره حين يولد في غياهب سجون الاحتلال، تتسائل أنهار: «سيضعوني في العزل، أنا وابني بسبب الكورونا، ويا ويل قلبي عليه، لا أدري كيف سأعتني به وأحميه من أصواتهم المخيفة، رغم أني سأكون قوية ولكني سأضعف أمام ما يفعلونه بي وبالأسيرات».
أثقل كاهلها هم لا تقوى الجبال على حِمله، تلوك المعاناة من حملها ثنائي القطب وتحتاج لرعاية خاصة، ظلت صابرة طيلة أشهر حملها وصمدت أمام قسوة السجان وما تعانيه هي وغيرها من الأسيرات بين جنبات السجون.
كانت ترتقب توالي الأيام ليقدم فلذة كبدها على الحياة، رسمت أحلام لمراسم استقبال تليق به، والتجهيزات التي ستقوم بها، قبيل مجيئه، والملابس التي ستشتريها له وهي تتخيله يرتديها بجسده الغض، ركلات أقدامه الصغيرة وهو بداخلها حينما يشعر بالجوع أو وقتما يحتاج للعب، حرمها الاحتلال لذة التمتع بتلك التفاصيل وقتما اعتقلها وهي في شهرها الرابع من الحمل، حرم عائلتها الصغيرة من مشاركتها تفاصيل رحلة الوهن على وهن.
حرم ابنتها جوليا ذات العام والنصف العام من التهيئة النفسية لقدوم أخ لها يكن سندها ورفيقها في الحياة، اختطف أمها من بين يديها الصغيرتين اللتين لا تدركان معنى غياب الأم وعدم احتضانها صبحة وعشية.
نيران مشتعلة في قلب الأم على ابنتها البعيدة وطفلها الذي يسكن أحشائها وسيبصر نور الحياة في غياهب سجون الاحتلال.
سيحرم أنهار من الاتكاء على كتفٍ حين ولادتها القيصرية التي أصبحت ككابوسٍ ساحقٍ لا يمكنها تخيله وهي بعيدة عن عائلتها في تلك اللحظات،
كيف ستضع الأسيرة مولودها وهي مكبلة الأيدي بالأصفاد الحديدية، كيف لها أن تحتمل كل تلك الأوجاع ، ألا يكفيها آلام المخاض، وما بعد وضع الجنين؟
من سيعتني بها وبولدها الصغير، ومن سيمسك يدها برفق وقتما تخطي أولى خطواتها بعد العملية القيصرية، كيف ستحتضن طفلها دون أن يفتك بها ألم بطنها الشائك بالغرز، من سيعطيها إياه كلما احتاج للرضاعة!
كيف ستنام على «البرش»، ذاك السرير القاسي جداً والغير مريح المصنوع من الحديد أو الخشب الذي يفترشه الاحتلال للأسرى في السجون، وهي بهذا الوضع الصحي الذي تدمي له القلوب، وكيف سيحتمل جسد الملاك الصغير الغض النوم عليه؟
وكم سيفزع بعد كلما أتت دورية تفتيش، كيف له أن يحتمل كل تلك الأصوات المرعبة التي سُتقلِق نومه الملائكي ؟!
ماذا فعل هذا الصغير لكي يخرج من رحم أمه الحاني إلى رحم ظلمة معاناة السجون القاسية؟!
ما الجرم الذي دفعه ووالدته لكي يُكابد هذا الكم الهائل من المعاناة والقسوة والظلم؟!
وإلى متى سيظل كل من على هذه الأرض يدفع ثمن انتمائه لفلسطين؟. ■
أضف تعليق