23 كانون الأول 2024 الساعة 22:00

هل يدفع الفلسطينيون ثمن أزمات لبنان؟

2021-07-24 عدد القراءات : 931
يمر لبنان بأزمات متلاحقة. الوضع مؤاتٍ جداً للاستغلال والمقايضة. فبعد الضغط الاقتصادي والمعيشي وإفلاس الخزينة، يحتاج لبنان إلى مساعدة مالية خارجية للخروج ولو قليلاً من المأزق. أمام هذه المعادلة، لا بد من ضحية أو استثمار في أوراق مهمة. ولأن الفلسطينيين يرفضون التوطين كما اللبنانيين، يمكن تعويض المقايضة بترتيب مختلف، فيعطى الفلسطيني جواز سفر لبنانياً مع حقوق إنسانية من دون حق الانتخاب والترشح في الانتخابات، مقابل منح لبنان بضع مليارات من العملات الصعبة. هذا السيناريو وارد جداً، لأن مراجعة الوضع الإقليمي ودخول السلطة الفلسطينية بمفاوضات جديدة مع الاحتلال برعاية أميركية، سيكون ملف اللاجئين في أجندة المباحثات. إضافة إلى أن إدارة جو بايدن، تستند إلى ما فعله دونالد ترامب في الملف الفلسطيني، لا سيما في أجزاء من صفقة القرن، وخطاب ترامب في الأمم المتحدة عام 2017، حيث تناول وضع اللاجئين وضرورة إعادة توطينهم في أماكن تواجدهم. ويمكن للطرف الأميركي استغلال أزمة لبنان الخانقة لطرح ورقة الفلسطيني لإنقاذه من الانهيار الحتمي. وإزاء ذلك، يمكن للحكومة اللبنانية أن تطلب من الفلسطينيين تسليم سلاحهم خارج المخيمات وداخلها.
في مقابل الاستغلال الخارجي للأزمة اللبنانية وربطه بالملف الفلسطيني، هناك استغلال أمني من أجهزة محلية وأجنبية، تسمح الظروف في المخيمات للتوتير الأمني أن يأخذ المشهد المأزوم إلى فتن متنقلة، والمؤشرات كثيرة:
- مخدرات واشتباكات: من مخيم الرشيدية في الجنوب إلى البداوي في الشمال، إضافة إلى شاتيلا وبرج البراجنة في بيروت، تستمر الاشتباكات ووقوع الضحايا. التجار والمروجون معروفون، ويمكن أن تتطور الأمور إلى صراع مسلح مع القوة الأمنية أو بين العائلات.
- «فتح» و«حماس»: بعد فشل حوار القاهرة الأخير للمصالحة الفلسطينية، قاطعت حركة «فتح» زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إلى بيروت. وتبعها شبه مقاطعة بين التنظيمين. وانعكس ما حصل في الضفة الغربية خلال الشهر الماضي على المخيمات، حتى إنها رُفعت بعض الشعارات والصور المستفزة للطرفين في بعض المخيمات. ويمكن لأي واقعة فردية أن تتحول إلى اشتباك تنظيمي، ربما تشارك فيه تنظيمات إسلامية أخرى.
- دحلان و«فتح»: التنافس بين حركة «فتح» و«التيار الإصلاحي» المنشق عنها بقيادة محمد دحلان، يمكن أن يتحول إلى صراع وانتقاله إلى المخيمات في لبنان. حصل قبل أيام أن تلاسناً بين شخصين ينتميان للفريقين تحول إلى شجار موسع فأصدر «الأمن الوطني» التابع لـ«فتح» بياناً شديد اللهجة لا يخلو من التهديد والوعيد.
ووسط الوضع المعيشي المتردي جداً في المخيمات، ترجح أوساط سياسية أن تحصل بعض الاغتيالات لشخصيات فلسطينية لها حيثية معينة، لافتعال اشتباكات داخلية أو مع جهات أمنية لبنانية. لذلك، الحذر واجب وضروري ■

أضف تعليق