23 كانون الأول 2024 الساعة 16:29

«حكايا السوق».. معارض صور وفعاليات ثقافية وفنية توحّد الجغرافيا الفلسطينية

2021-07-03 عدد القراءات : 1016
غزة (الاتجاه الديمقراطي) (كتب يوسف الشايب)
تحوّلت المواقع التاريخية في البلدات القديمة لسبع مدن فلسطينية، وتحديداً الأسواق القديمة فيها إلى معرض فوتوغرافي معاصر، ومقرّات لاحتضان فعاليات ثقافية وفنية وانطلاق أخرى، في إطار مشروع «حكايا السوق» الذي أطلقته رابطة الأنثروبولوجيين الفلسطينيين (إنسانيّات)، في مقر الجالية الإفريقية بالقدس، وساحة المنارة في نابلس، وسباط الشيخ وجمعية بليبل ومقهى ليوان في الناصرة، وجاليري شبابيك وعلى أنقاض برج الشروق وسط سوق الرمال في غزة، وضيافة يافا، والساحة مقابل جامع الجزّار في عكا.
اشتملت فعاليات المشروع علاوة على المعارض الفوتوغرافية التي تبرز يوميّات الأسواق الفلسطينية، على تنظيم ندوات وفعاليات ثقافية وفنيّة متعددة، وجولات ومسارات، بالشراكة مع مؤسسات وتجمعات شبابية في كل مدينة.
واستقطب المشروع مصورات ومصورين من أبناء هذه البلدات، وكُلفوا بالتقاط صور من الحياة اليومية داخل الأسواق؛ ومن خلال عرضها في أزقة السوق، يحاول هذا المعرض توحيد الجغرافيا الفلسطينية الممزقة وإعادة تشكيل المساحة العامة في السوق، وتحويلها إلى معرض حيّ يسرد في ممراتها وأزقتها.
ويهدف المشروع (المعرض) إلى خلق لحظة متزامنة وتجربة مشتركة تتجاوز الحدود، لتجمع أهل السّوق وأبناء وبنات الوطن عامّة داخل فضاءات السوق، وتتحول الصور الثابتة إلى شبابيك تطل على تاريخها وإرثها المشتركين.
ويرى القائمون على المعرض أن السوق بحجارته وأهله هو وطن مصغر، يعرض تنوّع الثقافة في فلسطين التاريخية وثراءها وتركيبة حياة الفلسطينيين بداخله، وأنه على اختلاف أماكنه وأشكاله، يعبرُ عن تنوعٍ جمالي، ومعماري واجتماعي تجمعه جذور ثقافية واحدة.
إلا أن القائمين عليه يسلطون الضوء على كون مكانة هذا الحيّز تتعرض لتهديد وتهميش يتواصلان، لا سيّما إثر صعود المراكز التجارية الحديثة من جهة وممارسات الاحتلال الإسرائيليّ، في إعادة تشكيل حدود الجغرافيا بين الفلسطينيين من جهة أخرى.
ولفت منسق مركز يافا الثقافي لـ«حكايا السوق» شاهر بدوي، إلى أن الفكرة بدأت من مجموعات شبابية في الداخل، ثم تبلورت أكثر واحتضنتها رابطة "إنسانيات"، قبل أن تمتد لتشمل شركاء كثراً على امتداد الجغرافيا الفلسطينية.
وأضاف: «هذا المعرض يشكل تجربة فريدة وتاريخية، تجمعنا رغم الحدود والجدران التي حاولت تقسيمنا وتوزيعنا على أقطارٍ مقطوعة عن بعضها، وحصرنا في انتماءات ضيّقة وخانقة، بحيث نخوض هذه التجربة معاً داخل أسواق فلسطين الواسعة».
ويعتمد المعرض على القوة التطوعية الوطنية الحاضرة في البلدات، بحيث أقيمت المعارض والفعاليات الموازية لها، بالتعاون بين المجموعات الشبابية والشعبية الفاعلة محلياً في كل مدينة ومنها: مجموعة «عكا 5000»، و«جمعية بليبل» و«مقهى ليوان الثقافي» في الناصرة، و«محترف شبابيك» و«جمعية مركز غزة للثقافة والفنون»، كما شارك «المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني» و«مركز يافا الثقافي» في نابلس، و«مشروع مساحات للثقافة والفنون»، وشركة «فريقك» في الخليل، علاوة على جمعية «شباب البلدة القديمة» وجمعية «الجالية الإفريقية» و«برج اللقلق» في مدينة القدس، فيما شاركت مجموعة «ناشطات» في مدينة يافا.
«الحكاية» أكبر من مجموعة صور لعدد من المصورين الشباب في أكثر من مدينة فلسطينية، يقول الفنان التشكيلي شريف سرحان وهو أحد القائمين على المعرض في قطاع غزة، «فهي المرة الأولى التي يقام فيها معرض موحد في أكثر من مدينة فلسطينية، متخطياً ومجتازاً كل الحواجز التي وضعها الاحتلال، وربما كان هذا الهدف الأساسي الذي عمل القائمون على تحقيقه منذ لمعت الفكرة في رأس بضعة فناني الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1948» ■

أضف تعليق