23 كانون الأول 2024 الساعة 08:44

اسماعين في ضيافة سعد الدين… مقاومة التطبيع أم تطبيع المقاومة؟!

2021-06-19 عدد القراءات : 873
يحاول المرء ان يعصر ذهنه ليفهم لماذا يقوم رئيس حماس، رئيس اهم فصائل المقاومة في فلسطين، الخارج لتوه من انتصار موثق ومؤكد على اسرائيل وجماعتها، بزيارة الى دولة نظام ملكي موغل في المآخذ والمناقص، لم يكد حبر توقيعه الاعتراف بالعدو ان يجف بعد ، متزامنا بتوجيه رأس هرمه، الملك، رسالة تهنئة الى الفاشي الجديد فوزه في رئاسة حكومة الكيان .
لا يظنن احد ممن ذهبوا لعصر اذهانهم ان يخرجوا بأن الرجل ذهب ليقنع المغرب بالتراجع عن التوقيع ، فهذا أمر مستحيل ، لأنه حتى وان رغبوا ، فإنه ممنوع عليهم التنصل، انظر الى الاردن، بل الى مصر التي وصل الى سدتها اركان حكم جديد بعد ثورة عارمة اطاحت بالقديم “حسني مبارك” وبالجديد “محمد مرسي” و زجت بهما في السجن في آن معا، دون ان تتمكن من الغاء اتفاقيات كامب ديفيد قبل اكثر من اربعين سنة .
هل لكون هنية والعثماني “اسماعين وسعد الدين” انهما من مشرب ديني واحد؟ من انه جمعهما يوما عيش وملح الاخوان ، وان العشرة كما يقال لا تهون الا على اولاد الحرام ؟ ولكن هذه تسجل ضد قائد نصرنا ، فعلاقتهم مع مصر التي تحارب الاخوان بلا هوادة ، علاقة وصلت حد التنكر لما هو ابعد من عيشهم وملحهم ، وحين قضى رئيسهم المنتخب في سجنه مظلوما ومغلولا ، حظر عليهم اقامة صلاة الجنازة عليه في غزة ، رضخوا ، وكأن غزة محافظة مصرية .
كيف يا سيد المقاومة في فلسطين ، ستدعو بعد اليوم الى مقاومة التطبيع مع العدو ؟ الا إذا وازنت المعادلة بمعادلة اخرى من نوع تطبيع على الطريقة الاسلامية ، او بالادق على الطريقة الاخوانية ، العثمانية “سعد الدين العثماني” تحت امرة الملك المغربي ، او على الطريقة الاردوغانية ، والتي في جوهرها “عثمانية” ايضا .
كنت يا سيد المقاومة الفلسطينية ، اول من قال ان ما بعد موقعة “سيف القدس” ليس كما قبلها، واعتقدنا انك بذلك انما تملك ناصية مرحلة جديدة بمفاهيم جديدة تنسف القديم من جذوره المتعفنة ، لكنك لا تدرك الآن ربما ، انك ذهبت في هذا القديم المتعفن ابعد بكثير مما ذهب سابقوك ، الى نظام قيل انه اكثر نظام عربي استضاف القمم العربية ذلك انه بالاتفاق مع الموساد زرع اجهزة تنصت في قاعة الاجتماع . كيف يمكن الآن لشعب الصحراء ان يؤيد مقاومتنا ، بل كيف للشعب المغربي ذاته الاطمئنان الينا وانت في ضيافة عدوه الذي قمع تحركاته ضد التطبيع بل تحركاته لنصرة غزة .
بزيارتكم المغرب ، انما تسهمون بإدراك او بدون، انكم تبددون الانتصار الذي صنعه المقاتلون أشلاء الاطفال، انه المسمار الثاني في جسم الانتصار، – المسمار الاول تديين الصراع والمعركة، وكأنها بين المسلمين واليهود، لانها بعد انتصار المسلمين ستكون بين السنّة والشيعة .
خاب ظن من ظن يا سيدي ، ان دمشق ستكون اولى محطاتكم. إن بعض الظن إثم.

أضف تعليق