23 كانون الأول 2024 الساعة 10:00

واشنطن بوست: ارتياح ديمقراطي لخروج نتنياهو

2021-06-07 عدد القراءات : 637

واشنطن(الاتجاه الديمقراطي)(وكالات)

 نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا لمراسلة البيت الأبيض آن غيران، قالت فيه إن التغير القريب في القيادة الإسرائيلية أدى إلى إعادة تفكير عاجلة في البيت الأبيض. وقالت إن بنيامين نتنياهو ظل في منصب رئاسة الوزراء الإسرائيلية منذ الشهور الأولى لباراك أوباما وطوال 8 أعوام من حكمه، و 4 أعوام من حكم دونالد ترامب والأشهر الأولى من إدارة جوزيف بايدن.

لكن سنوات حكم نتنياهو الـ 12 والتي قاد فيها إسرائيل كيميني متطرف، تقترب من نهايتها، ومعها فصل مضطرب وانقسامي في تاريخ العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية. كل هذا قاد بايدن وفريقه وعدد من المشرعين والناشطين وطيف من جماعات المصالح للبحث عن طرق للتكيف مع التغير وما يعنيه للولايات المتحدة.

ويرى بعض من الديمقراطيين أن خروج نتنياهو يعبد الطريق أما تحول في العلاقات بعد تقاربه الوثيق مع الحزب الجمهوري. وقال النائب الديمقراطي عن ولاية ميتشغان أندي ليفين “اتخذ بيبي نتنياهو قرارا لخلق واستغلال الانقسام الحزبي حول إسرائيل في الولايات المتحدة”، و “كان خطأ فظيعا لأن الدعم لإسرائيل يجب أن يكون من الحزبين” مضيفا أن “مغادرته تدعو على الارتياح العظيم”.

وأكد البيت الأبيض في تصريحاته العلنية ألا شيء سيتغير، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي “لدينا علاقة طويلة ووثيقة- علاقات استراتيجية مع إسرائيل وسيظل الوضع كما هو أيا كان زعيم البلد”.

لكن حديث ساكي يغطي على الدور الذي لعبه نتنياهو في إعادة كتابة شروط العلاقة الأمريكية مع إسرائيل والتحدي الذي يتركه الآن. وأكد بايدن أنه لن يتابع العملية السلمية كما فعل سلفه، لكن الأحداث الأخيرة وتغير القيادة قد تغير من حساباته.

وتقرب نتنياهو الذي قضى شبابه في أمريكا وافتخر بمعرفته الحياة في واشنطن من الإنجيليين الأمريكيين وابتعد عن اليهود الليبراليين في أمريكا واتخذ من علاقته مع ترامب وسيلة للحصول على ما يريد.

ومن المتوقع خلال الأيام المقبلة أن يطاح به ويحل مكانه نفتالي بينيت، وهو متطرف آخر ولكنه قدم بعضا من الملامح البراغماتية. وسيشرف بينيت على تحالف ضيق وهش يضم حزبا عربيا وعبر عن رغبة في اتباع منهج وحدوي أكثر من نتنياهو. ولكن بينيت غير معروف في واشنطن، ولم يعرف البيت الأبيض إن كان بايدن قد التقى به أم لا.

ورد الجمهوريون بحذر على قرب رحيل نتنياهو، فقد ظهر السيناتور عن ساوث كارولينا، ليندزي غراهام مع نتنياهو في الأسبوع الماضي وابتسم كلاهما أمام الكاميرا. وقال غراهام مخاطبا نتنياهو “لا أحد فعل لإسرائيل مثلما فعلت”. وشكر غراهام نتنياهو الذي وصفه بـ “الصديق العظيم” ولكنه توقع ألا يتغير شيء في الدعم الحزبي لإسرائيل أيا كان القائد. وقال غراهام في زيارته لإسرائيل يوم الثلاثاء ” من منظورنا لا يتعلق الأمر بفرد ولكن العلاقات”. وتوقع أن يوافق الكونغرس و”يبحر” طلب إسرائيل مليار دولار لتزويد القبة الحديدية بصواريخ جديدة بعد حرب غزة الأخيرة.
ورد الديمقراطيون بحس من الارتياح، وقال النائب الديمقراطي عن تينسي ستيف كوهين “أعتقد أن نتنياهو أصبح عائقا” أمام دعم الحزبين لإسرائيل. وقال “الولايات المتحدة وإسرائيل لديهما علاقات قوية ولكنها عانت من مشاكل في السنوات الخمس الماضية”. وأجبر الديمقراطيون في السنوات الأخيرة على الموازنة غير المريحة بين الدفاع عن إسرائيل وانتقاد قيادتها. وكذا الموازنة بين دعم الدولة اليهودية وشجب معاملتها للفلسطينيين. وأقام ترامب ونتنياهو تحالفا قويا حيث ظهرت صورة ترامب في حملات نتنياهو الانتخابية.

وقال ليفين العضو في لجنة مجلس النواب للشؤون الخارجية ” كان في القوة وتمسك بها وتلاعب للبقاء فيها وهو قومي- عرقي متعصب” و “أعتقد أنه قوة تدميرية في السياسة”. ويرى المحافظون في نتنياهو شخصية قوية دافع عن إسرائيل وحملوا بايدن المسؤولية للضغط عليه كي يخفض التوتر في الحرب الأخيرة. وفي زيارة للسيناتور الجمهوري عن ولاية تكساس تيد كروز إن طريقة تعامل بايدن مع الحرب الأخيرة أعطى “صورة عن الضعف”.

ويرى محللون في إسرائيل أن مناورات نتنياهو ربما أثمرت نتائج عندما كان الجمهوريون في السلطة، ولكن إسرائيل تدفع الثمن الآن. ويقولون إن بينيت قد يحاول إعادة التوازن للعلاقة. وقالت شيرا إيفرون الباحثة الإسرائيلية بمؤسسة راند إن “نتنياهو عمل السحر في واشنطن، ولا سؤال من أن دعمه للحزب الجمهوري كان سببا في تراجع دعم الديمقراطيين أو من يوصفون بأنهم أقل دعما لإسرائيل”.
وأضافت أن التراجع في الدعم الحزبي لإسرائيل مسؤول عنه نتنياهو. ويعبر بايدن عن رمزية التحول في السياسات الديمقراطية، فقد انضم إلى الكونغرس عندما كانت التقاليد الحزبية داعمة لإسرائيل. ودخل الكونغرس بعد فترة قليلة من حرب 1967 عندما سيطرت إسرائيل على ملايين الفلسطينيين وكانت رئيسة الوزراء هي غولدا مائير.

وكان الشق الديمقراطي واضحا أثناء حرب غزة، حيث ضغط الجيل الليبرالي الشاب على بايدن للضغط على إسرائيل كي توقف قصفها غير المتناسب. وتردد بايدن في البداية بالضغط على نتنياهو لكنه فوجيء بعمق الغضب على إسرائيل من داخل الحزب الديمقراطي، حيث تبنى الناشطون لغة العدالة والمساواة التي عبرت عنها حركة “حياة السود مهمة”. وقام في النهاية بالضغط على نتنياهو وقف الحرب. ولكنه أكد على دعم حزبه لإسرائيل و “لنكن واضحين، فحتى تعترف دول المنطقة بشكل لا لبس فيه بحق إسرائيل الوجود وكدولة مستقلة لليهود فلن يكون هناك سلام”. ومع ذلك حاول بايدن العودة للموقف المحايد وإرجاع سياسات ترامب، حيث أعاد العلاقات مع الفلسطينيين وترك نتنياهو منتظرا أسابيع قبل أن يتصل به. ورغم المشاكل التي تواجه نتنياهو منذ سنين إلا أن الكثيرين في واشنطن اعتقدوا أنه سينجو من المشاكل كما فعل في الماضي، ولا يبدو الوضع الآن إلا إذا قام بعرقلة الاتفاق الأخير. وخليفته بينيت ليس حمامة، فهو معروف بمعارضته للدولة الفلسطينية المستقلة ويدعم ضم مناطق الضفة الغربية، لكنه تحالفه هو خليط من المتطرفين وجماعات اليسار والوسط، وهو ما سيعقد من مهمة بينيت لاتخاذ مواقف متطرفة قد تغضب إسرائيل. ويقول جيرمي بن عامي من مجموعة الضغط اليهودية الأمريكية “جي ستريت” إن نتنياهو معروف بثقته لمواجهة الرئيس الأمريكي في السياسات مثل إيران. لكن قادة الائتلاف الجديد وإن كانوا يعارضون الاتفاقية النووية إلا أنهم لن يحاولوا تقويض المفاوضات الأمريكية مع إيران.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في واشنطن يوم الأربعاء في زيارة مرتبة حيث طلب دعما بمليار دولار للقبة الحديدية، وقال إن التحول بات واضحا في الطريقة التي ستعبر فيها إسرائيل عن خلافاتها مع أمريكا. وفي زيارته للمنطقة اجتمع وزير الخارجية أنتوني بلينكن مع يائير لابيد زعيم المعارضة المكلف بتشكيل الحكومة حيث فسر الإجتماع بأن أمريكا باتت تعتقد أن أيام نتينياهو معدودة. وأعلن لابيد وبينيت عن شراكتهما بعد ذلك.

وأعقبت زيارة بلينكن زيارات من مشرعين مثل كروز وغراهام للتعبير عن دعمهم لإسرائيل في أعقاب غزة، واستقبلوا جميعا بحرارة من نتنياهو.
ونظرا لهشاشة ائتلاف لابيد- بينيت فسيكون اهتمامها داخلي ولن تكون معنية بافتعال معارك مع بايدن. وقال دبلوماسي مطلع “ستكون حكومة تختلف على كل شيء وستكون عاجزة” وعمرها قصير. وعندما يتعلق الأمر بالولايات المتحدة فالمهم هي العودة لدعم الحزبين وليس الحزب الواحد كما فعل نتنياهو.

أضف تعليق