فهد سليمان: ثلاثة تحديات تعترض مسارنا النضالي
· مخيم اليرموك يتحرق شوقاً لاستعادة أهله وموقعه
· عرفات تمتع بسمة القدرة على الأخذ بالخيار البديل في اللحظة المناسبة
· نتعاطى مع مشاريع ادارة بايدن بقدر ما تلتزم بمعايير الشرعية الدولية للحقوق الوطنية الثابتة لشعبنا وإلا فالميدان هو الفصل
· لن يخل التطبيع في ميزان القوى لان برنامجنا يعتمد على تعبئة طاقاتنا النضالية ودعم الشعوب والقوى الديمقراطية لنا
· نواجه الوضع الجديد باعادة بناء الوحدة الداخلية والتعبئة الوطنية تحت راية المقاومة الشعبية الشاملة
دمشق (الاتجاه الديمقراطي)
قال فهد سليمان نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن ثلاثة تحديات تعترض المسار الحالي للعملية الوطنية، متمثلة بانتقال الحكم في واشنطن، التطبيع، وما تستدعيه الحالة الداخلية والتعبئة العامة لمواجهة الاحتلال والاستيطان.
وكان فهد سليمان يلقي كلمة منظمة التحرير الفلسطينية في المهرجان الجماهيري الذي اقامته حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح، في مخيم اليرموك، قرب دمشق، احياء للذكرى السادسة عشر لرحيل القائد الوطني والزعيم الكبير ياسر عرفات.
اليرموك رمز النهوض من الركام
استهل فهد سليمان كلمته بالحديث عن مخيم اليرموك موقعاً ودوراً وطنياً فقال:
في اليرموك الجريح، إنما المتحفز أبداً للنهوض من ركامه واستعادة أهله؛
في اليرموك، مخيم الشهداء الذي يحتضن رفاة كبار القادة المؤسسين والآلاف من شهداء الثورة الفلسطينية المعاصرة؛
في اليرموك الذي يتحرق شوقاً لاستعادة موقعه، حاضرة وطنية للشتات الفلسطيني،
نجدد الوعد له ببذل كل المستطاع من أجل أن يعود هذا الموقع لأهله أولاً، كما ولعموم الحركة الوطنية التي قد يخوننا التعبير في تصوير كم هي ملحة حاجتها إليه.
في اليرموك إذن، نلتقي اليوم، إحياءً للذكرى السادسة عشر لرحيل ياسر عرفات، قائد الحركة الوطنية المعاصرة على امتداد ما يقارب أربعة عقود من الزمن الصعب.
عرفات وتجسيد القضية الوطنية
وعن صاحب الذكرى ياسر عرفات قال فهد سليمان:
في هذه المناسبة التي نحييها كل عام، لا أجد ما يُلخص إرث ياسر عرفات أكثر تعبيراً من أنه جسَّدَ بشخصه القضية الوطنية بروايتها، ورموزها، ومسارها الشاق بكل تعرجاته؛
جسَّد القضية الوطنية عندما رفع شعار: إما البندقية أو غصن الزيتون، فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي؛ فتحوَّل هذا الشعار بالممارسة إلى «عقيدة عرفات»؛
جسَّدها بالقول والعمل، أي بالقول المطابق للعمل، وصولاً إلى الشهادة التي – مع حبِّه للحياة في وطن حر ومستقل – لم يتهرب يوماً من استحقاقها. ومن منا ينسى صوته يصدح عالياً: «يريدونني قتيلاً، أو سجيناً، أو طريداً، ولن أكون إلا شهيداً».
وأضاف نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يقول:
عديدة هي المزايا التي تجعل من عرفات قائداً تاريخياً.
صحيح أن الشعب – ضمن ظروف محددة – هو صانع التاريخ، لكن الفرد عندما يكون على موعد معه، يرتقي بحاله إلى مصاف التاريخ، فيترك بصماته على مساره..
إن التاريخ مُبصرٌ، رؤية ورؤيا، وله اتجاه محدد وصاعد في نهاية المطاف، إنه لا يَسير عشوائياً ولا يُسيَّر بالصدف، بل هناك من يصنعه، وهناك من يقف في مقدمة صانعيه، مرشداً وموجهاً، ومؤثراً في مجرى الأحداث...
ولعل نظرة إلى المراحل الست التي اجتازها النضال الوطني الفلسطيني في الفترة التاريخية التي آلت مقاليد قيادته إلى ياسر عرفات: الأردن، لبنان، تونس، الإنتفاضة الأولى، المرحلة الأولى من أوسلو، الإنتفاضة الثانية التي اختتمها شهيداً...
إن نظرة إلى هذه المراحل، بالتحديات الكبرى التي إنطوت عليها، إنما تعكس مزايا هذا الرجل في القيادة وتدبير الأمور.
واستطرد فهد سليمان قائلاً:
لقد كانت كل مرحلة من هذه المراحل تمثل قطيعة حادة مع التي سبقتها. ولنا أن نتصور حجم الصعوبات التي كانت تعترض سبيل القيادة والحركة الوطنية عموماً، كلما كانت بصدد الانتقال من مرحلة إلى أخرى، والتي لولا المزايا التي كانت تتمتع بها تلك القيادة، لما أمكن العبور من مرحلة إلى أخرى بأعلى درجة ممكنة من السلامة الوطنية.
وهذا ما ينطبق – من باب أولى – على ياسر عرفات، الذي قاد هذه المسيرة بجدارة لقدرته على الجمع ما بين ميزتي التشاورية والقرار الحاسم، أي القدرة على اتخاذ القرار الصعب بعد التشاور المعمق مع القادة، أنداده، باعتباره الأول بين متساوين.
وإلى هذا نضيف تمتع ياسر عرفات بسمة الإقدام على الأخذ بالخيار البديل، كلما اتضح له أن الطريق الذي سلكه لا يفضي إلى الهدف المنشود، أي إلى إنجاز الحقوق الوطنية لشعب فلسطين. وهل من مثال أبلغ على هذا، من انتقاله إلى تفجير الانتفاضة الثانية، بعد أن اتضح له عقم مسار أوسلو وانسداده؛
ألم يكن هذا ترجمة حقيقية لاعتماد ما ينبغي اعتماده بعد أن أسقطوا غصن الزيتون من يده؟
وألم يكن هذا تطبيقاً لـ «عقيدة عرفات»؟
· عرفات تمتع بسمة القدرة على الأخذ بالخيار البديل في اللحظة المناسبة
· نتعاطى مع مشاريع ادارة بايدن بقدر ما تلتزم بمعايير الشرعية الدولية للحقوق الوطنية الثابتة لشعبنا وإلا فالميدان هو الفصل
· لن يخل التطبيع في ميزان القوى لان برنامجنا يعتمد على تعبئة طاقاتنا النضالية ودعم الشعوب والقوى الديمقراطية لنا
· نواجه الوضع الجديد باعادة بناء الوحدة الداخلية والتعبئة الوطنية تحت راية المقاومة الشعبية الشاملة
دمشق (الاتجاه الديمقراطي)
قال فهد سليمان نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن ثلاثة تحديات تعترض المسار الحالي للعملية الوطنية، متمثلة بانتقال الحكم في واشنطن، التطبيع، وما تستدعيه الحالة الداخلية والتعبئة العامة لمواجهة الاحتلال والاستيطان.
وكان فهد سليمان يلقي كلمة منظمة التحرير الفلسطينية في المهرجان الجماهيري الذي اقامته حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح، في مخيم اليرموك، قرب دمشق، احياء للذكرى السادسة عشر لرحيل القائد الوطني والزعيم الكبير ياسر عرفات.
اليرموك رمز النهوض من الركام
استهل فهد سليمان كلمته بالحديث عن مخيم اليرموك موقعاً ودوراً وطنياً فقال:
في اليرموك الجريح، إنما المتحفز أبداً للنهوض من ركامه واستعادة أهله؛
في اليرموك، مخيم الشهداء الذي يحتضن رفاة كبار القادة المؤسسين والآلاف من شهداء الثورة الفلسطينية المعاصرة؛
في اليرموك الذي يتحرق شوقاً لاستعادة موقعه، حاضرة وطنية للشتات الفلسطيني،
نجدد الوعد له ببذل كل المستطاع من أجل أن يعود هذا الموقع لأهله أولاً، كما ولعموم الحركة الوطنية التي قد يخوننا التعبير في تصوير كم هي ملحة حاجتها إليه.
في اليرموك إذن، نلتقي اليوم، إحياءً للذكرى السادسة عشر لرحيل ياسر عرفات، قائد الحركة الوطنية المعاصرة على امتداد ما يقارب أربعة عقود من الزمن الصعب.
عرفات وتجسيد القضية الوطنية
وعن صاحب الذكرى ياسر عرفات قال فهد سليمان:
في هذه المناسبة التي نحييها كل عام، لا أجد ما يُلخص إرث ياسر عرفات أكثر تعبيراً من أنه جسَّدَ بشخصه القضية الوطنية بروايتها، ورموزها، ومسارها الشاق بكل تعرجاته؛
جسَّد القضية الوطنية عندما رفع شعار: إما البندقية أو غصن الزيتون، فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي؛ فتحوَّل هذا الشعار بالممارسة إلى «عقيدة عرفات»؛
جسَّدها بالقول والعمل، أي بالقول المطابق للعمل، وصولاً إلى الشهادة التي – مع حبِّه للحياة في وطن حر ومستقل – لم يتهرب يوماً من استحقاقها. ومن منا ينسى صوته يصدح عالياً: «يريدونني قتيلاً، أو سجيناً، أو طريداً، ولن أكون إلا شهيداً».
وأضاف نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يقول:
عديدة هي المزايا التي تجعل من عرفات قائداً تاريخياً.
صحيح أن الشعب – ضمن ظروف محددة – هو صانع التاريخ، لكن الفرد عندما يكون على موعد معه، يرتقي بحاله إلى مصاف التاريخ، فيترك بصماته على مساره..
إن التاريخ مُبصرٌ، رؤية ورؤيا، وله اتجاه محدد وصاعد في نهاية المطاف، إنه لا يَسير عشوائياً ولا يُسيَّر بالصدف، بل هناك من يصنعه، وهناك من يقف في مقدمة صانعيه، مرشداً وموجهاً، ومؤثراً في مجرى الأحداث...
ولعل نظرة إلى المراحل الست التي اجتازها النضال الوطني الفلسطيني في الفترة التاريخية التي آلت مقاليد قيادته إلى ياسر عرفات: الأردن، لبنان، تونس، الإنتفاضة الأولى، المرحلة الأولى من أوسلو، الإنتفاضة الثانية التي اختتمها شهيداً...
إن نظرة إلى هذه المراحل، بالتحديات الكبرى التي إنطوت عليها، إنما تعكس مزايا هذا الرجل في القيادة وتدبير الأمور.
واستطرد فهد سليمان قائلاً:
لقد كانت كل مرحلة من هذه المراحل تمثل قطيعة حادة مع التي سبقتها. ولنا أن نتصور حجم الصعوبات التي كانت تعترض سبيل القيادة والحركة الوطنية عموماً، كلما كانت بصدد الانتقال من مرحلة إلى أخرى، والتي لولا المزايا التي كانت تتمتع بها تلك القيادة، لما أمكن العبور من مرحلة إلى أخرى بأعلى درجة ممكنة من السلامة الوطنية.
وهذا ما ينطبق – من باب أولى – على ياسر عرفات، الذي قاد هذه المسيرة بجدارة لقدرته على الجمع ما بين ميزتي التشاورية والقرار الحاسم، أي القدرة على اتخاذ القرار الصعب بعد التشاور المعمق مع القادة، أنداده، باعتباره الأول بين متساوين.
وإلى هذا نضيف تمتع ياسر عرفات بسمة الإقدام على الأخذ بالخيار البديل، كلما اتضح له أن الطريق الذي سلكه لا يفضي إلى الهدف المنشود، أي إلى إنجاز الحقوق الوطنية لشعب فلسطين. وهل من مثال أبلغ على هذا، من انتقاله إلى تفجير الانتفاضة الثانية، بعد أن اتضح له عقم مسار أوسلو وانسداده؛
ألم يكن هذا ترجمة حقيقية لاعتماد ما ينبغي اعتماده بعد أن أسقطوا غصن الزيتون من يده؟
وألم يكن هذا تطبيقاً لـ «عقيدة عرفات»؟
ثلاث تحديات
واستعرض فهد سليمان، في معرض كلمته الحالة الوطنية وقال إنها في ظل الوضع الحالي تتعرض لثلاثة تحديات. وأوضح:
على اقتصار ما سبق على جوانب محدودة من تجربة نضالية زاخرة كتلك التي خاضها ياسر عرفات قائداً ومناضلاً، فإنها تكفي بما تختزنه من دروس وعبر، لتسليط الضوء على أسلوب التعاطي مع أهم التحديات التي تعترض المسار الحالي للعملية الوطنية، والمتمثلة بثلاثة تحديات، هي التالية:
· التحدي الأول، هو الذي يفرضه علينا إنتقال الحكم في واشنطن من الجمهوريين إلى الديمقراطيين، والذي كان موضع ترحيب من غالبية الشعوب والدول في العالم.
وفي هذا نخص بالذكر الشعب الفلسطيني نظراً للأضرار البالغة التي ألحقتها بقضيتنا الوطنية، الإدارة الآفلة، تلك الأضرار التي لا يساويها – على الأرجح – في تاريخ الإدارات الأميركية سوى ما أقدمت عليه إدارة هاري ترومان (1945-1953) التي رعت ولادة دولة إسرائيل؛ وإدارة ليندون جونسون (1963-1969) التي تم الاعداد لحرب الـ 67 سياسياً في غرفة عملياتها.
إن عنوان التحدي المطروح هو: كيف نتعاطى مع الإدارة الجديدة برئاسة جو بايدن. وعلى هذا نجيب: نتعاطى معها بحذر شديد، وعلى القاعدة التالية: ننفتح على الحلول، أو المقترحات، أو المشاريع التي قد تتقدم بها هذه الإدارة، بقدر ما تلتزم بمعايير الشرعية الدولية في التعاطي مع الحقوق الوطنية الثابتة لشعب فلسطين، وإلا فالميدان هو الحَكَمْ الفصل بيننا.
التطبيع ومخاطر التحاف مع إسرائيل
أما التحدي الثاني كما وصفه فهد سليمان الذي قال فيه:
· التحدي الثاني، هو الذي تطرحه عملية التطبيع التي تستهدف عدداً من الدول العربية والمسلمة، والتي تؤسس – في حقيقة الأمر– لتحالف بقيادة إسرائيل والولايات المتحدة بأبعاد متعددة: سياسية، عسكرية، أمنية، اقتصادية، ثقافية مجتمعية، الخ...
وبرفعنا لهذا التحدي نقول: التطبيع لا يخيفنا، إلا من زاوية خشيتنا بأن يُلحق هذا التحالف المزيد من الأضرار بشعوب هذه البلدان، التي هي – في نهاية الأمر – شعوب شقيقة ومُحبة تجمعنا بها العروة الوثقى، ولا يمكن أن نتمنى لها سوى كل الخير.
وإلى هذا نضيف: إن هذا التحالف لن يؤدي إلى إخلال فادح في ميزان القوى بيننا وبين دولة الإستعمار الإستيطاني الغاشم، لأن البرنامج الوطني الذي نناضل في سبيل إنتصار أهدافه يعتمد بالأساس على تعبئة الطاقات النضالية والموارد البشرية للشعب الفلسطيني بأسره، مع ما يتوفر من دعم وتضامن خارجي، وليس الدعم الرسمي للدول المطبعة أو المستهدفة بالتطبيع هو الأساس فيها، بأقله في الواقع الحالي للأمور.
وفي كل الأحوال نقول للدول المطبعة أو السائرة على طريق التطبيع: نحن على موعد معكم بعد سنة، سنتين، أو ثلاث، لتوافوا الرأي العام في بلادكم أولاً، بالفوائد التي جنيتموها جرّاء ما اقدمتم عليه (!).
التبعية الشاملة في مواجهة الاحتلال والاستيطان
وتوقف فهد سليمان أمام الأوضاع الداخلية الفلسطينية باعتبارها التحدي الثالث وقال:
· التحدي الثالث، هو الذي تستدعيه الحالة الفلسطينية الداخلية، إن كان فيما يتصل ببناء الوحدة الداخلية، أو بالتعبئة الفلسطينية العامة لمواجهة الإحتلال والإستيطان تحت راية المقاومة الشعبية الشاملة.
لقد عُلقت آمال كبيرة على ما تمخضت عنه الاتصالات والاجتماعات التي تجددت ديناميتها بعد قرار القيادة الفلسطينية الذي أعلنه الرئيس أبو مازن في 19/5، والقاضي بالتحلل من الإتفاقات والإلتزامات والتعهدات الموقعة مع الحكومتين الأميركية والإسرائيلية، رداً على قرار الضم المعتمد في برنامج الحكومة الإسرائيلية حديثة التشكيل.
وتوجت هذه الجهود، مستظلة بقرار 19/5، باجتماع الأمناء العامين في 3/9 والبيان الصادر عنه، ويضحى المطلوب هو مواصلة الجهود لتذليل الصعاب التي مازالت تعترض سبيل تنفيذ ما ورد في البيان المذكور، أي إنشاء القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة الشعبية، والهيئة الوطنية المعنية باعداد البرنامج الوطني الإستراتيجي لتجاوز الإنقسام وإجراء المصالحة وتحقيق الشراكة والمشاركة في إطار م.ت.ف، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وعن الشراكة الوطنية قال فهد سليمان:
أما فيما يتعلق بالمشاركة والشراكة الوطنية، التي هي الأساس الذي ينبغي أن تقوم عليه الوحدة الداخلية، فإن تعذر تحقيقها – على ما تؤكده الوقائع للأسف الشديد - في المدى القريب بواسطة الإنتخابات، وهي الآلية الديمقراطية الأرقى التي تُبنى عليها المؤسسات الوطنية الجامعة، تشريعية كانت أم تنفيذية، فإنه من الأفضل، بدلاً من أن تبقى الحالة على ما هي عليه الآن، بما تنطوي من عوامل قد تؤدي إلى تآكل النتائج الإيجابية التي حققها إجتماع 3/9، والعودة إلى أجواء السجالات المقيتة، من الأفضل أن يُدار حوار داخلي يقود إلى اعتماد توافقات وطنية للتطويرات الواجب إحداثها - بتنازلات متبادلة - على أوضاع اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي، واستتباعاً حكومة السلطة الوطنية، تفتح الطريق أمام إجراء العملية الإنتخابية الشاملة في أقرب فرصة ممكنة.
وختم مؤكداً: إن الوحدة الداخلية، معطوفة على المواجهة في الميدان، هي الرافعة الأهم لمواجهة التحديات المذكورة، وهذه هي الرسالة التي نستلهمها من إرث ياسر عرفات، والتي على أساس منها نهضت تلك القامة التاريخية التي نحيي اليوم، وفي مخيم اليرموك بالتحديد، الذكرى السادسة عشر لحلولها■
واستعرض فهد سليمان، في معرض كلمته الحالة الوطنية وقال إنها في ظل الوضع الحالي تتعرض لثلاثة تحديات. وأوضح:
على اقتصار ما سبق على جوانب محدودة من تجربة نضالية زاخرة كتلك التي خاضها ياسر عرفات قائداً ومناضلاً، فإنها تكفي بما تختزنه من دروس وعبر، لتسليط الضوء على أسلوب التعاطي مع أهم التحديات التي تعترض المسار الحالي للعملية الوطنية، والمتمثلة بثلاثة تحديات، هي التالية:
· التحدي الأول، هو الذي يفرضه علينا إنتقال الحكم في واشنطن من الجمهوريين إلى الديمقراطيين، والذي كان موضع ترحيب من غالبية الشعوب والدول في العالم.
وفي هذا نخص بالذكر الشعب الفلسطيني نظراً للأضرار البالغة التي ألحقتها بقضيتنا الوطنية، الإدارة الآفلة، تلك الأضرار التي لا يساويها – على الأرجح – في تاريخ الإدارات الأميركية سوى ما أقدمت عليه إدارة هاري ترومان (1945-1953) التي رعت ولادة دولة إسرائيل؛ وإدارة ليندون جونسون (1963-1969) التي تم الاعداد لحرب الـ 67 سياسياً في غرفة عملياتها.
إن عنوان التحدي المطروح هو: كيف نتعاطى مع الإدارة الجديدة برئاسة جو بايدن. وعلى هذا نجيب: نتعاطى معها بحذر شديد، وعلى القاعدة التالية: ننفتح على الحلول، أو المقترحات، أو المشاريع التي قد تتقدم بها هذه الإدارة، بقدر ما تلتزم بمعايير الشرعية الدولية في التعاطي مع الحقوق الوطنية الثابتة لشعب فلسطين، وإلا فالميدان هو الحَكَمْ الفصل بيننا.
التطبيع ومخاطر التحاف مع إسرائيل
أما التحدي الثاني كما وصفه فهد سليمان الذي قال فيه:
· التحدي الثاني، هو الذي تطرحه عملية التطبيع التي تستهدف عدداً من الدول العربية والمسلمة، والتي تؤسس – في حقيقة الأمر– لتحالف بقيادة إسرائيل والولايات المتحدة بأبعاد متعددة: سياسية، عسكرية، أمنية، اقتصادية، ثقافية مجتمعية، الخ...
وبرفعنا لهذا التحدي نقول: التطبيع لا يخيفنا، إلا من زاوية خشيتنا بأن يُلحق هذا التحالف المزيد من الأضرار بشعوب هذه البلدان، التي هي – في نهاية الأمر – شعوب شقيقة ومُحبة تجمعنا بها العروة الوثقى، ولا يمكن أن نتمنى لها سوى كل الخير.
وإلى هذا نضيف: إن هذا التحالف لن يؤدي إلى إخلال فادح في ميزان القوى بيننا وبين دولة الإستعمار الإستيطاني الغاشم، لأن البرنامج الوطني الذي نناضل في سبيل إنتصار أهدافه يعتمد بالأساس على تعبئة الطاقات النضالية والموارد البشرية للشعب الفلسطيني بأسره، مع ما يتوفر من دعم وتضامن خارجي، وليس الدعم الرسمي للدول المطبعة أو المستهدفة بالتطبيع هو الأساس فيها، بأقله في الواقع الحالي للأمور.
وفي كل الأحوال نقول للدول المطبعة أو السائرة على طريق التطبيع: نحن على موعد معكم بعد سنة، سنتين، أو ثلاث، لتوافوا الرأي العام في بلادكم أولاً، بالفوائد التي جنيتموها جرّاء ما اقدمتم عليه (!).
التبعية الشاملة في مواجهة الاحتلال والاستيطان
وتوقف فهد سليمان أمام الأوضاع الداخلية الفلسطينية باعتبارها التحدي الثالث وقال:
· التحدي الثالث، هو الذي تستدعيه الحالة الفلسطينية الداخلية، إن كان فيما يتصل ببناء الوحدة الداخلية، أو بالتعبئة الفلسطينية العامة لمواجهة الإحتلال والإستيطان تحت راية المقاومة الشعبية الشاملة.
لقد عُلقت آمال كبيرة على ما تمخضت عنه الاتصالات والاجتماعات التي تجددت ديناميتها بعد قرار القيادة الفلسطينية الذي أعلنه الرئيس أبو مازن في 19/5، والقاضي بالتحلل من الإتفاقات والإلتزامات والتعهدات الموقعة مع الحكومتين الأميركية والإسرائيلية، رداً على قرار الضم المعتمد في برنامج الحكومة الإسرائيلية حديثة التشكيل.
وتوجت هذه الجهود، مستظلة بقرار 19/5، باجتماع الأمناء العامين في 3/9 والبيان الصادر عنه، ويضحى المطلوب هو مواصلة الجهود لتذليل الصعاب التي مازالت تعترض سبيل تنفيذ ما ورد في البيان المذكور، أي إنشاء القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة الشعبية، والهيئة الوطنية المعنية باعداد البرنامج الوطني الإستراتيجي لتجاوز الإنقسام وإجراء المصالحة وتحقيق الشراكة والمشاركة في إطار م.ت.ف، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وعن الشراكة الوطنية قال فهد سليمان:
أما فيما يتعلق بالمشاركة والشراكة الوطنية، التي هي الأساس الذي ينبغي أن تقوم عليه الوحدة الداخلية، فإن تعذر تحقيقها – على ما تؤكده الوقائع للأسف الشديد - في المدى القريب بواسطة الإنتخابات، وهي الآلية الديمقراطية الأرقى التي تُبنى عليها المؤسسات الوطنية الجامعة، تشريعية كانت أم تنفيذية، فإنه من الأفضل، بدلاً من أن تبقى الحالة على ما هي عليه الآن، بما تنطوي من عوامل قد تؤدي إلى تآكل النتائج الإيجابية التي حققها إجتماع 3/9، والعودة إلى أجواء السجالات المقيتة، من الأفضل أن يُدار حوار داخلي يقود إلى اعتماد توافقات وطنية للتطويرات الواجب إحداثها - بتنازلات متبادلة - على أوضاع اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي، واستتباعاً حكومة السلطة الوطنية، تفتح الطريق أمام إجراء العملية الإنتخابية الشاملة في أقرب فرصة ممكنة.
وختم مؤكداً: إن الوحدة الداخلية، معطوفة على المواجهة في الميدان، هي الرافعة الأهم لمواجهة التحديات المذكورة، وهذه هي الرسالة التي نستلهمها من إرث ياسر عرفات، والتي على أساس منها نهضت تلك القامة التاريخية التي نحيي اليوم، وفي مخيم اليرموك بالتحديد، الذكرى السادسة عشر لحلولها■
أضف تعليق