سعد الحريري يحذّر من حرب أهلية ويحضّ على إحياء «خطة ماكرون»
بيروت (الاتجاه الديمقراطي)
إذا سارت الأمور كما يشتهي سعد الحريري، فلن تفضي حصيلة الاستشارات التي يجريها الرئيس اللبناني ميشال عون الخميس المقبل إلا إلى حصوله على تكليف جديد بتأليف الحكومة، بعد إعلانه بشكل واضح أنه مرشح طبيعي لرئاستها، مؤكداً أنه سيقوم هذا الأسبوع بسلسلة اتصالات مع مختلف الأطراف، للتأكد إن كانوا لا يزالون يؤيدون «المبادرة الفرنسية»، مراهناً على أنه الفرصة الأخيرة أمام «إنقاذ لبنان»، أكد رئيس الوزراء السابق سعد الحريري بشكل واضح، ومن دون أي مواربة، أنه «مرشح طبيعي» لرئاسة حكومة جديدة تهدف إلى وقف الانهيار الاقتصادي بعد الانفجار الهائل في ميناء بيروت، مع تحذيره من «حرب أهلية»، في وقت وجه رسائل عدة أهمها كان لـ«حزب الله»، باعتبار تدخله في سورية بمثابة «البلاء» للبنان.
وأوضح الحريري، في مقابلة تلفزيونية مساء أمس الأول، «حكماً أنا مرشح لرئاسة الحكومة من دون جميلة أحد. لدي كتلة نيابية ومعروف من أنا، لكنني لا أهدد أو أتوعد كما يفعل الآخرون، بعض المنتقدين والمزايدين يريدونني أن أهدد وأنا لن أفعل، أنا ابن رفيق الحريري المعتدل، ولن أقفل الباب أمام الأمل الوحيد الموجود أمام لبنان لوقف هذا الانهيار».
ومن المقرر أن يجري رئيس الجمهورية ميشال عون مشاورات نيابية لتكليف رئيس وزراء جديد، الخميس المقبل، بعد اعتذار مصطفى أديب عن هذه المهمة.
وقال الحريري: «أنا مستعد للقيام بجولة من الاتصالات السياسية خلال هذا الأسبوع، إذا كان كل الفرقاء السياسيين ما زالوا متفقين على البرنامج، الذي تمت مناقشته مع ماكرون».
وكانت حكومة الحريري استقالت تحت ضغط الشارع في الخريف الماضي، بعد اندلاع احتجاجات حاشدة للمطالبة بإصلاح طبقة سياسية متهمة بالفساد وعدم الكفاءة.
كما استقالت الحكومة التي أعقبتها، التي ترأسها حسان دياب، بعد الانفجار الضخم في بيروت، في حين أعاد اعتذار أديب الوضع السياسي في لبنان إلى المربع صفر.
واصطدمت جهود أديب تحديدا بشروط وضعها «حزب الله» و«حركة أمل»، المدعومان من إيران، بسبب تمسكهما بتسمية وزراء بأعينهم والاحتفاظ بحقيبة المالية.
خلافات وحرب أهلية
وحصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشهر الماضي على تعهد من جميع الأطراف السياسيين في لبنان، بدعم تشكيل حكومة سريعا في إطار خريطة طريق لإخراج لبنان من الأزمة، لكن الجهود باءت بالفشل حتى الآن.
وأشار الحريري إلى أن ماكرون طلب من الفرقاء السياسيين «تجميد خلافاتهم السياسية لمدة 6 أشهر» من أجل وضع حد للانهيار الاقتصادي في لبنان.
وقال: «بعد ما جرى في المبادرة الفرنسية، انكشف البلد على مختلف الاحتمالات الأمنية إلى الانهيار الاقتصادي، ولا يمكن نجاح أي دستور في ظل فرض الأحزاب للأمور بقوة السلاح الذي تمتلك، ومن لديه فائض قوة يستخدمه لفرض معادلات يرفضها اللبنانيون». وتابع: «أخشى من حرب أهلية وما يحصل من تسليح وما نراه من عراضات عسكرية في الشارعين السني والمسيحي وما يحصل اليوم في بعلبك- الهرمل يعني انهيار الدولة. إذا كان القرار بأن يحمل كل فريق سلاحه سأترك السياسة حينها».
وقال: «إذا أردنا حل المشكل يجب أن نذهب إلى الأساس والذي هو كيفية إدخال الدولار إلى البلد، وذلك لا يتم إلا بالحصول على برنامج من صندوق النقد الدولي».
وتابع: «يجب أن نكون واضحين، المبادرة الفرنسية هي السبيل الوحيد والأسرع لإعادة إعمار بيروت. بالنسبة لي إعمار بيروت تحصيل حاصل، ولكن يجب أن يكون هناك جوّ عام في البلد لبدء الإعمار».
ووجه الحريري خطابه للسياسيين قائلا: «إذا فعلا تريدون وقف الانهيار وإعادة إعمار بيروت، شرفوا (تفضّلوا) نفذوا هذه المبادرة الفرنسية».
وأعطى السياسيين المتنافسين مدة 72 ساعة للتفكير.
تصفية الحسابات
وفي سياق تصفية الحسابات مع جميع القوى، لكن من دون ان يكسر الجرة مع أحد، قال الحريري: «ألوم حزب الله لانه يعرف انه هو سبب المشكلة في لبنان والشعب اللبناني غير مسؤول عن العقوبات التي تفرض عليه، إذا اراد مصلحة اللبنانيين عليه القيام بالتضحيات»، وتابع: «هناك أفرقاء داخل البلد لم يتركوا لنا صديقاً خليجياً وصديقا عربيا ينظر إلى اللبنانيين في هذه المحنة التي يمرّ فيها، وتدخل حزب الله في سورية والعراق واليمن اتى بالبلاء على لبنان».
واعتبر أن «في البلد هناك 3 مشاريع: مشروع حزب الله وحركة أمل المرتبط بالخارج، ومشروع يريد أن يخرج لبنان من هذه الأزمة ويعمل على مبدأ لبنان أولا، ومشروع من المزايدين الذين أوصلوا البلد إلى ما نحن عليه»، وأضاف: «التمسك بتسمية سعد الحريري من قبل حركة أمل وحزب الله هي فقط لتفادي الاحتقان السني-الشيعي».
وتطرق رئيس الحكومة السابق للتدخلات الخارجية في لبنان قائلا: «لا نريد مشاريع خارجية تفرّط بهذا البلد، وهذا تاريخ الطائفة السنية، والحاضن الوحيد لجميع الطوائف في لبنان هي الدولة ومؤسساتها»، وأضاف: «علاقتي بالمملكة العربية السعودية لا يهزّها أحد، وسمير جعجع عمل مصلحته وجبران باسيل يتحمّل مسؤولية افشال العهد».
وأضاف الحريري: «البعض يقول عن سعد الحريري ضعيف وقلبه طيب ويضحي، هل شاهدوا ما حصل في سورية. ٨٥٪ من السوريين من الطائفة السنية، أين هم الآن؟ الاكيد انني لن اكون السبب بأن يعاني اللبنانيون ما عاناه الشعب السوري».
وعن السبب الأساسي وراء انفجار مرفأ بيروت، الذي أودى بحياة قرابة 200 شخص وأصاب وشرد الآلاف من اللبنانيين، أعرب رئيس حكومة لبنان السابق عن اعتقاده بأن «الإهمال» هو السبب. وقال إنه لو «كان لديّ علم بوجود المواد الخطيرة التي سببت انفجار المرفأ في 4 أغسطس، لخربت الدني» ■
إذا سارت الأمور كما يشتهي سعد الحريري، فلن تفضي حصيلة الاستشارات التي يجريها الرئيس اللبناني ميشال عون الخميس المقبل إلا إلى حصوله على تكليف جديد بتأليف الحكومة، بعد إعلانه بشكل واضح أنه مرشح طبيعي لرئاستها، مؤكداً أنه سيقوم هذا الأسبوع بسلسلة اتصالات مع مختلف الأطراف، للتأكد إن كانوا لا يزالون يؤيدون «المبادرة الفرنسية»، مراهناً على أنه الفرصة الأخيرة أمام «إنقاذ لبنان»، أكد رئيس الوزراء السابق سعد الحريري بشكل واضح، ومن دون أي مواربة، أنه «مرشح طبيعي» لرئاسة حكومة جديدة تهدف إلى وقف الانهيار الاقتصادي بعد الانفجار الهائل في ميناء بيروت، مع تحذيره من «حرب أهلية»، في وقت وجه رسائل عدة أهمها كان لـ«حزب الله»، باعتبار تدخله في سورية بمثابة «البلاء» للبنان.
وأوضح الحريري، في مقابلة تلفزيونية مساء أمس الأول، «حكماً أنا مرشح لرئاسة الحكومة من دون جميلة أحد. لدي كتلة نيابية ومعروف من أنا، لكنني لا أهدد أو أتوعد كما يفعل الآخرون، بعض المنتقدين والمزايدين يريدونني أن أهدد وأنا لن أفعل، أنا ابن رفيق الحريري المعتدل، ولن أقفل الباب أمام الأمل الوحيد الموجود أمام لبنان لوقف هذا الانهيار».
ومن المقرر أن يجري رئيس الجمهورية ميشال عون مشاورات نيابية لتكليف رئيس وزراء جديد، الخميس المقبل، بعد اعتذار مصطفى أديب عن هذه المهمة.
وقال الحريري: «أنا مستعد للقيام بجولة من الاتصالات السياسية خلال هذا الأسبوع، إذا كان كل الفرقاء السياسيين ما زالوا متفقين على البرنامج، الذي تمت مناقشته مع ماكرون».
وكانت حكومة الحريري استقالت تحت ضغط الشارع في الخريف الماضي، بعد اندلاع احتجاجات حاشدة للمطالبة بإصلاح طبقة سياسية متهمة بالفساد وعدم الكفاءة.
كما استقالت الحكومة التي أعقبتها، التي ترأسها حسان دياب، بعد الانفجار الضخم في بيروت، في حين أعاد اعتذار أديب الوضع السياسي في لبنان إلى المربع صفر.
واصطدمت جهود أديب تحديدا بشروط وضعها «حزب الله» و«حركة أمل»، المدعومان من إيران، بسبب تمسكهما بتسمية وزراء بأعينهم والاحتفاظ بحقيبة المالية.
خلافات وحرب أهلية
وحصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشهر الماضي على تعهد من جميع الأطراف السياسيين في لبنان، بدعم تشكيل حكومة سريعا في إطار خريطة طريق لإخراج لبنان من الأزمة، لكن الجهود باءت بالفشل حتى الآن.
وأشار الحريري إلى أن ماكرون طلب من الفرقاء السياسيين «تجميد خلافاتهم السياسية لمدة 6 أشهر» من أجل وضع حد للانهيار الاقتصادي في لبنان.
وقال: «بعد ما جرى في المبادرة الفرنسية، انكشف البلد على مختلف الاحتمالات الأمنية إلى الانهيار الاقتصادي، ولا يمكن نجاح أي دستور في ظل فرض الأحزاب للأمور بقوة السلاح الذي تمتلك، ومن لديه فائض قوة يستخدمه لفرض معادلات يرفضها اللبنانيون». وتابع: «أخشى من حرب أهلية وما يحصل من تسليح وما نراه من عراضات عسكرية في الشارعين السني والمسيحي وما يحصل اليوم في بعلبك- الهرمل يعني انهيار الدولة. إذا كان القرار بأن يحمل كل فريق سلاحه سأترك السياسة حينها».
وقال: «إذا أردنا حل المشكل يجب أن نذهب إلى الأساس والذي هو كيفية إدخال الدولار إلى البلد، وذلك لا يتم إلا بالحصول على برنامج من صندوق النقد الدولي».
وتابع: «يجب أن نكون واضحين، المبادرة الفرنسية هي السبيل الوحيد والأسرع لإعادة إعمار بيروت. بالنسبة لي إعمار بيروت تحصيل حاصل، ولكن يجب أن يكون هناك جوّ عام في البلد لبدء الإعمار».
ووجه الحريري خطابه للسياسيين قائلا: «إذا فعلا تريدون وقف الانهيار وإعادة إعمار بيروت، شرفوا (تفضّلوا) نفذوا هذه المبادرة الفرنسية».
وأعطى السياسيين المتنافسين مدة 72 ساعة للتفكير.
تصفية الحسابات
وفي سياق تصفية الحسابات مع جميع القوى، لكن من دون ان يكسر الجرة مع أحد، قال الحريري: «ألوم حزب الله لانه يعرف انه هو سبب المشكلة في لبنان والشعب اللبناني غير مسؤول عن العقوبات التي تفرض عليه، إذا اراد مصلحة اللبنانيين عليه القيام بالتضحيات»، وتابع: «هناك أفرقاء داخل البلد لم يتركوا لنا صديقاً خليجياً وصديقا عربيا ينظر إلى اللبنانيين في هذه المحنة التي يمرّ فيها، وتدخل حزب الله في سورية والعراق واليمن اتى بالبلاء على لبنان».
واعتبر أن «في البلد هناك 3 مشاريع: مشروع حزب الله وحركة أمل المرتبط بالخارج، ومشروع يريد أن يخرج لبنان من هذه الأزمة ويعمل على مبدأ لبنان أولا، ومشروع من المزايدين الذين أوصلوا البلد إلى ما نحن عليه»، وأضاف: «التمسك بتسمية سعد الحريري من قبل حركة أمل وحزب الله هي فقط لتفادي الاحتقان السني-الشيعي».
وتطرق رئيس الحكومة السابق للتدخلات الخارجية في لبنان قائلا: «لا نريد مشاريع خارجية تفرّط بهذا البلد، وهذا تاريخ الطائفة السنية، والحاضن الوحيد لجميع الطوائف في لبنان هي الدولة ومؤسساتها»، وأضاف: «علاقتي بالمملكة العربية السعودية لا يهزّها أحد، وسمير جعجع عمل مصلحته وجبران باسيل يتحمّل مسؤولية افشال العهد».
وأضاف الحريري: «البعض يقول عن سعد الحريري ضعيف وقلبه طيب ويضحي، هل شاهدوا ما حصل في سورية. ٨٥٪ من السوريين من الطائفة السنية، أين هم الآن؟ الاكيد انني لن اكون السبب بأن يعاني اللبنانيون ما عاناه الشعب السوري».
وعن السبب الأساسي وراء انفجار مرفأ بيروت، الذي أودى بحياة قرابة 200 شخص وأصاب وشرد الآلاف من اللبنانيين، أعرب رئيس حكومة لبنان السابق عن اعتقاده بأن «الإهمال» هو السبب. وقال إنه لو «كان لديّ علم بوجود المواد الخطيرة التي سببت انفجار المرفأ في 4 أغسطس، لخربت الدني» ■
أضف تعليق