«الديمقراطية»: عبد الناصر أكبر من ذكرى وأكثر عمقاً من تجربة قائد وشعب ووطن
دمشق (الاتجاه الديمقراطي)
في الذكرى الخمسين لرحيل القائد الوطني والقومي والأممي الكبير الرئيس جمال عبد الناصر، أصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بياناً قالت فيه إن الذكرى الخالدة للرئيس عبد الناصر ستبقى على الدوام حية في قلوب الوطنيين والديمقراطيين واليساريين والمناضلين من أجل الإنسانية والسلام العادل والعدالة الاجتماعية. فلقد شكل حالة فريدة في تاريخ مصر والمنطقة، وفي تاريخ حركات التحرر في العالم.
فقد نجح في تحرير مصر من قيود الإقطاع والاستعمار والإمبريالية، وتأميم قناة السويس، وإعادتها إلى أصحابها أبناء الشعب المصري المناضل، وتصدى للعدوان الثلاثي، وأجهض أهدافه، مؤكداً، كما فعل الشعب الكوبي الصديق في خليج الخنازير أن القيادة الوطنية حين تثق بشعبها تستطيع على الدوام أن تلحق الهزيمة بأعدائها وخصومها، وأن تصون الكرامة الوطنية لشعبها ووطنها. كذلك، ورغم أنف الاستعمار والإمبريالية وصندوق النقد الدولي، بنى السد العالي، الهرم الرابع لمصر الناهضة، ونفذ خطط الإصلاح الزراعي، وأشاد القطاع العام الذي لعب دوراً في بناء الطبقة العاملة المصرية وتطوير اقتصادها وتوفير الأمن الغذائي لشعبها، وأصدر قوانين التحولات الاشتراكية بناء على الدروس الغنية لتجربة الانفصال مع سورية.
ورغم هزيمة حزيران 67، إلا أنه استند إلى الإرادة الشعبية المصرية، والعربية، وأعاد استنهاض قوى مصر، تحت شعار «محو آثار العدوان» بأهدافه السياسية والعسكرية والمجتمعية، وشرع في إعادة بناء جيش مصر القوي ورسم خطط حرب ومعارك استعادة سيناء المحتلة، إلا أن القدر لم يسعفه فغادر باكراً، تاركاً وراءه منطقة عربية وعالماً يضجان بالحروب والتحولات العاصفة.
وعلى الصعيد القومي نجح عبد الناصر في إطلاق مشروعه القومي العربي، الذي استنهض قوى الشعوب العربية من الخليج إلى المحيط، وأنجز الوحدة مع سوريا، ودعم الحركات السياسية العربية الوطنية والقومية والتقدمية، ودعا إلى الوحدة العربية الشاملة، ودعم بكل الوسائل حروب الاستقلال والتحولات السياسية في أكثر من قطر عربي كالجزائر، وتونس، واليمن، والمغرب، وسوريا ولبنان والعراق وغيرها. كما يسجل التاريخ لعبد الناصر أنه لعب الدور الكبير في بناء منظمة التحرير التي نجح الشعب الفلسطيني، بحيويته السياسية، في تحويلها إلى كيانه السياسي وممثله الشرعي والوحيد في ظل برنامجها المرحلي. كما دعم المقاومة الفلسطينية بكل قواه ورأى فيها النور الساطع في ظلام هزيمة حزيران 67.
وعلى الصعيد الأممي استنهض الروح القومية لشعوب آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، ونجح مع صف من قادة العالم الثالث في القارات الثلاث في بناء حركة عدم الانحياز والحياد الإيجابي، وبنى أفضل العلاقات مع الإتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية، وناهض الاستعمار والإمبريالية العداء في كل مكان، وصار عنواناً للروح الوطنية والقومية وروح التحرر والبناء والعدالة الاجتماعية في كل مكان.
غير أن عبد الناصر لم ينجح في تنظيم القاعدة الشعبية العريضة، وتنظيم الملايين الذين التفوا حوله في أطر واتحادات ومنظمات شعبية تقوم على الديمقراطية وحرية الرأي، بعيداً عن أعمال القمع السياسي وتدخل الأجهزة الأمنية في السياسة وفي التنظيم الجماهيري. لذلك سرعان ما نجح خصوم عبد الناصر في الانقلاب عليه والارتداء عن مبادئه وأهدافه، وتقويض الكثير مما بناه، وأعادوا الاعتبار لمفاهيم التبعية والفساد، تحت شعارات كاذبة منها الانفتاح الاقتصادي والديمقراطية.
ومع ذلك ستبقى صفحات عبد الناصر وضاءة في تاريخ مصر، وتاريخ المنطقة العربية، وتاريخ شعوب العالم النامي من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وستبقى ذكراه أكثر من كونها وقفة استذكارية، بل محطة مفتوحة على مصراعيها لاستخلاص الدروس ومواصلة الطريق لتحقيق الأهداف التي نذر عبد الناصر ورفاقه أنفسهم لتحقيقها.■
في الذكرى الخمسين لرحيل القائد الوطني والقومي والأممي الكبير الرئيس جمال عبد الناصر، أصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بياناً قالت فيه إن الذكرى الخالدة للرئيس عبد الناصر ستبقى على الدوام حية في قلوب الوطنيين والديمقراطيين واليساريين والمناضلين من أجل الإنسانية والسلام العادل والعدالة الاجتماعية. فلقد شكل حالة فريدة في تاريخ مصر والمنطقة، وفي تاريخ حركات التحرر في العالم.
فقد نجح في تحرير مصر من قيود الإقطاع والاستعمار والإمبريالية، وتأميم قناة السويس، وإعادتها إلى أصحابها أبناء الشعب المصري المناضل، وتصدى للعدوان الثلاثي، وأجهض أهدافه، مؤكداً، كما فعل الشعب الكوبي الصديق في خليج الخنازير أن القيادة الوطنية حين تثق بشعبها تستطيع على الدوام أن تلحق الهزيمة بأعدائها وخصومها، وأن تصون الكرامة الوطنية لشعبها ووطنها. كذلك، ورغم أنف الاستعمار والإمبريالية وصندوق النقد الدولي، بنى السد العالي، الهرم الرابع لمصر الناهضة، ونفذ خطط الإصلاح الزراعي، وأشاد القطاع العام الذي لعب دوراً في بناء الطبقة العاملة المصرية وتطوير اقتصادها وتوفير الأمن الغذائي لشعبها، وأصدر قوانين التحولات الاشتراكية بناء على الدروس الغنية لتجربة الانفصال مع سورية.
ورغم هزيمة حزيران 67، إلا أنه استند إلى الإرادة الشعبية المصرية، والعربية، وأعاد استنهاض قوى مصر، تحت شعار «محو آثار العدوان» بأهدافه السياسية والعسكرية والمجتمعية، وشرع في إعادة بناء جيش مصر القوي ورسم خطط حرب ومعارك استعادة سيناء المحتلة، إلا أن القدر لم يسعفه فغادر باكراً، تاركاً وراءه منطقة عربية وعالماً يضجان بالحروب والتحولات العاصفة.
وعلى الصعيد القومي نجح عبد الناصر في إطلاق مشروعه القومي العربي، الذي استنهض قوى الشعوب العربية من الخليج إلى المحيط، وأنجز الوحدة مع سوريا، ودعم الحركات السياسية العربية الوطنية والقومية والتقدمية، ودعا إلى الوحدة العربية الشاملة، ودعم بكل الوسائل حروب الاستقلال والتحولات السياسية في أكثر من قطر عربي كالجزائر، وتونس، واليمن، والمغرب، وسوريا ولبنان والعراق وغيرها. كما يسجل التاريخ لعبد الناصر أنه لعب الدور الكبير في بناء منظمة التحرير التي نجح الشعب الفلسطيني، بحيويته السياسية، في تحويلها إلى كيانه السياسي وممثله الشرعي والوحيد في ظل برنامجها المرحلي. كما دعم المقاومة الفلسطينية بكل قواه ورأى فيها النور الساطع في ظلام هزيمة حزيران 67.
وعلى الصعيد الأممي استنهض الروح القومية لشعوب آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، ونجح مع صف من قادة العالم الثالث في القارات الثلاث في بناء حركة عدم الانحياز والحياد الإيجابي، وبنى أفضل العلاقات مع الإتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية، وناهض الاستعمار والإمبريالية العداء في كل مكان، وصار عنواناً للروح الوطنية والقومية وروح التحرر والبناء والعدالة الاجتماعية في كل مكان.
غير أن عبد الناصر لم ينجح في تنظيم القاعدة الشعبية العريضة، وتنظيم الملايين الذين التفوا حوله في أطر واتحادات ومنظمات شعبية تقوم على الديمقراطية وحرية الرأي، بعيداً عن أعمال القمع السياسي وتدخل الأجهزة الأمنية في السياسة وفي التنظيم الجماهيري. لذلك سرعان ما نجح خصوم عبد الناصر في الانقلاب عليه والارتداء عن مبادئه وأهدافه، وتقويض الكثير مما بناه، وأعادوا الاعتبار لمفاهيم التبعية والفساد، تحت شعارات كاذبة منها الانفتاح الاقتصادي والديمقراطية.
ومع ذلك ستبقى صفحات عبد الناصر وضاءة في تاريخ مصر، وتاريخ المنطقة العربية، وتاريخ شعوب العالم النامي من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وستبقى ذكراه أكثر من كونها وقفة استذكارية، بل محطة مفتوحة على مصراعيها لاستخلاص الدروس ومواصلة الطريق لتحقيق الأهداف التي نذر عبد الناصر ورفاقه أنفسهم لتحقيقها.■
أضف تعليق