24 تشرين الثاني 2024 الساعة 11:22

تصاعد وتيرة المشاريع الاستيطانية في القدس وبيت لحم والخليل

2020-07-25 عدد القراءات : 561

نابلس (الاتجاه الديمقراطي)

قال المكتب الوطني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير في تقريره الاسبوعي :"إن النشاط الاستيطاني الاسرائيلي لا يتوقف ، وهو يتنقل من محافظة الى أخرى في الضفة الغربية ، غير أن بؤرة تركيزه في الفترة الأخيرة تتخذ من مناطق الاغوار الفلسطينية ومن محافظني بيت لحم والقدس هدفا لها ، حيث تنشط منظمات الاستيطان ويجري تسجيل الاراضي التي يتم الاستيلاء عليها باسم هذه المنظمات او باسم ما يسمى الصندوق القومي اليهودي".
فقد شهدت محافظة بيت لحم الاسبوع الفائت هجمة استيطانية حيث أعلن ما يسمى بـ”الصندوق القومي الإسرائيلي” الانتهاء من إجراءات تسجيل وضم 526 دونما، من أراضي بلدة نحالين جنوب غرب بيت لحم لصالح “مجمع غوش عتصيون الاستيطاني” عقب رفض محاكم الاحتلال دعوى أصحابها الفلسطينيين , فقد رفضت محاكم الاحتلال جميع الأوراق التي قدمها الفلسطينيون على مدار أعوام وتثبت ملكيتهم للأراضي . وحكمت  بالقضية لصالح المستوطنين ، وجرى على إثر ذلك تسجيلها على اسم الصندوق القومي الإسرائيلي الذي منح الاراضي بدوره للمستوطنين . وقال رئيس مجلس غوش عتصيون الاستيطاني شلومو نئمان: “إنه بعد 76 عاما انتهى إجراء طويل لتسجيل الأراضي باسم شركة “هيمونوتا” التي استحوذ عليها الصندوق القومي اليهودي قبل سبعة عقود”، مضيفا “هذا يوم تاريخي ومهم لغوش عتصيون”..وفي تعقيب لمسؤول الصندوق “داني عطار” قال بإن “هذا يوم تاريخي لصالح الصهيونية ما يسمح ببناء مئات الوحدات الاستيطانية على الأرض بمنطقة روش تسوريم في التجمع”.
والى الشرق من مدينة بيت لحم استولت سلطات الاحتلال الاسرائيلي أيضا على 700 دونم زراعي تقع في منطقة العقبان في محيط جبل الفرديس. وتم تسييجها بأسلاك شائكة ونصبت بوابة حديدية عليها قبل أربعة أيام ، لصالح اقامة حديقة “هيرودون”. وتعود ملكية الأراضي إلى عائلات : الوحش، والعساكر، والمساعدة . فيما تتعرض  المنطقة الشرقية لمحافظة بيت لحم منذ فترة إلى هجمة استيطانية من خلال مواصلة آليات الاحتلال الإسرائيلي تجريف مساحات من أراضي المواطنين في قرية كيسان التي تبعد نحو 20 كم عن مدينة بيت لحم ، لصالح توسيع حدود مستوطنة “ايبي هناحل” المقامة على أراضي القرية ، وتم نصب عدد من البيوت المتنقلة “كرفانات” قرب القرية على مساحة 50 دونم تعود ملكيتها لمواطنين فلسطينين مقيمين بالاردن  وقد اقتلعت عشرات الأشجار ونصبت عشرات الأعمدة الكهربائية ، لفائدة مخطط استيطاني يخدم مستوطنتين مقامتين على جزء  من الأراضي الأمر الذي يهدد بتهجير مواطني القرية البالغ عددهم نحو 800 نسمة .
وفي إطار تنفيذ المخطط الاستيطاني الذي اعلن عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في شباط من العام الجاري والذي يقضي ببناء 5200 وحدة استيطانية جديدة  0220  منها ستقام في مستوطنة “هارحوماه”، المقامة على أراضي جبل أبو غنيم، إضافة إلى 3000 وحدة استيطانية في مستوطنة “جفعات همتوس”  تم كشف النقاب عن مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة في مناطق مختلفة من محافظة القدس المحتلة وتسويق 1700 وحدة استيطانية في مستوطنة ( جفعات همطوس ) فضلا عن تسويق مشروع سكني جديد في مستوطنة ( نوف تسيون ) القائمة على اراضي جبل المكبر جنوب شرق البلدة القديمة في القدس المحتلة . ويتضمن المشروع 216 وحدة سكنية جديدة في 12 مبنى يتكون كل منها من ستة طوابق ، ويصف المسوقون المنطقة بأنها قرب متنزه قصر المندوب السامي تطل على البلدة القديمة في القدس.
وفي مدينة القدس المحتلة تواصل سلطات الاحتلال الاسرائيلي مشاريعها التهويدية حيث تعمل بلدية القدس على إقامة دولاب ضخم في متنزه “أرمون هنتسيف” (قصر المندوب السامي) الذي سيطل على البلدة القديمة. وينضم هذا الدولاب إلى مجموعة الإغراءات السياحية الأخرى المخطط لإقامتها في منطقة الحوض التاريخي للقدس ، منها القطار المعلق إلى “حائط المبكى”، والأوميغا ، وجسر معلق ، ومنشأة للتزلج . ويجري العمل على إقامة الدولاب الضخم بالتعاون مع ما يسمى سلطة تطوير القدس في إطار خطة شاملة لترميم متنزه “أرمون هنتسيف”، وتشمل الخطة ترميم المتنزه وإقامة مطاعم وحديقة تماثيل ومسارات للدراجات ومركزاً للموسيقى . وأمام المتنزه على الطرف الثاني للشارع يخطط لإقامة ستة فنادق . وسيكون الدولاب بارتفاع 40 – 60 متراً.فيما بدأت جمعية “العاد” الاستيطانية التي تشغل الحديقة الوطنية في ما يسمى مدينة داود في سلوان بإقامة مركز جديد للزوار في المبنى التاريخي الذي يسمى “بيت شاتس”. واستكمال المبنى سيوسع مجال نفوذ الجمعية التي تعمل الآن في سلوان. وهي تخطط أيضاً لإقامة أوميغا بين متنزه قصر المندوب السامي وغابة السلام ، وجسر معلق في الجزء الغربي من الحوض التاريخي في البلدة القديمة. وفي المنطقة نفسها سيمر القطار المعلق الذي سيوصل إلى حائط المبكى. وقبل أسبوعين تقريباً ناقشت المحكمة العليا التماسات ضد هذا القطار، لكن القضاة لم يتخذوا أي قرار حوله بعد.
وفي القدس أيضا هدمت طواقم سلطة الطبيعة الإسرائيلية  3 مخازن في حي وادي حلوة ببلدة سلوان ، جنوب المسجد الأقصى،في أرض للمواطن مروان صيام في منطقة “باب المغاربة – حي وادي حلوة بحجة “تحويل الأرض للمنفعة العامة”، وذلك ضمن خطة التوسع الاستيطاني والتهويد ، حيث تم اقتحام أرض تعود للمواطن مروان صيام في منطقة “باب المغاربة – حي وادي حلوة “، وشرعت طواقم بلدية الاحتلال بهدم 3 مخازن بواسطة أدوات الهدم اليدوية، بحجة أن جزءاً من الأرض ستحول للمنفعة العامة، حيث حاولت جمعية “العاد” الاستيطانية عدة مرات اقتحام الأرض والقيام بأعمال حفر فيها . وتخطط بلدية الاحتلال لإقامة ” طريق للمشاة” في الأرض يوصل من مشروع “كيدم الاستيطاني” عند مدخل الحي ، وصولاً إلى باب المغاربة وحائط البراق ، كما تقع الأرض على بعد عدة أمتار من بناء إحدى محطات مشروع “القطار الهوائي -التلفريك”. أما الهدف فهو تحولها الى جزء من “مشروع كيدم” وتحويلها لجمعية “العاد” الاسيتطانية ، حيث حاولت تلك الجمعية إرسال مساحين وعمال إلى الأرض والمنطقة المستهدفة إلا أن أصحاب الأراضي تصدوا لها مراراً  . وتبلغ مساحة الأرض تقريباً 1000 متر مربع، وهي في منطقة حساسة واستراتيجية فهي ملاصقة لباب المغاربة الباب الجنوبي للمدينة المقدسة، والمدخل الرئيسي لحائط البراق والمسجد الأقصى من باب المغاربة.
وما زال المستوطنون يواصلون اعمال العربدة في مختلف المحافظات في الضفة الغربية ، بدءا بالتشويش على حركة المواصلات على الطرق ورشق السيارات الفلسطينية بالحجارة مرورا بإشعال الحرائق في اراضي وممتلكات الفلسطينيين وانتهاء بالاعتداء على مشاريعهم الانتاجية ومحاولة تخريبها . وفي هذا الاطار هاجم مستوطنون إسرائيليون متطرفون ينتمون الى منظمات ارهاب يهودية تتخذ من مستوطنة يتسهار وعدد من البؤر االاستيطانية في المحيط ملاذات آمنة بحماية قوات الاحتلال محجرًا في قرية جماعين الواقعة جنوب غرب مدينة نابلس وحاولوا إشعال النار في جرافة وحفارة في الموقع . ولسنوات  سمحت إسرائيل بوضوح لمستوطنيها بالاعتداء على الفلسطينيين وإلحاق أضرار بممتلكاتهم كإحدى سياساتها في ظل توفير الحماية العسكرية لهم ، وفي بعض الحالات مشاركة القوات النشطة في الهجوم  ، كما أضرم عدد من مستوطني “تفوح”، النار في أراضٍ زراعية في جبل صبيح التابع لأراضي بلدة بيتا جنوب نابلس ما أدى لاحتراق مساحات زراعية واسعة بالمنطقة،وفي الوقت نفسه أحرق مستوطنون من مستوطنة “يتسهار” المقامة على أراضي ست قرى جنوب نابلس ، النار بمئات أشجار الزيتون في المنطقة الجنوبية لقرية بورين وقرية مادما.وشرع مستوطنون، بحماية قوات الاحتلال  بتجريف أراض بمنطقة “النقار” شرق قرية عصيرة القبلية جنوب نابلس .
ويعيش أكثر من 750000 مستوطن في أكثر من 158 مستوطنة ونحو 230  بؤرة استيطانية  بنيت منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية القدس. وبحسب منظمات حقوق الإنسان ، بما فيها منظمات اسرائيلية كمنظمة بتسيلم ويش دين وغيرهما فإن حوادث التخريب والعنف التي يرتكبها المستوطنون المتطرفون ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم تقع يومياً في جميع أنحاء الضفة الغربية.
على صعيد آخر أوضح تقرير “حماية المدنيين” الجديد الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة “أوتشا”، أوضح بان دولة الاحتلال تتنكر للنداءات الدولية والمطالبات التي تحثها على وقف عمليات هدم منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية، ومصادرة أراضيهم، لمخالفتها القوانين الدولية، حيث رصد التقرير الجديد قيام تلك القوات بهدم 31 مبنى يملكه فلسطينيون، خلال الأسبوعين الماضيين، بحجة الافتقار إلى رخص البناء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية.
وفي السياق ، كان المقرر الأممي لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، مايكل لينك، اعتبر ممارسات إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني إهانة للعدالة ولسيادة القانون، وقال لينك في تقرير له أمام الدورة الرابعة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان: “يمكن معاقبة المذنبين فقط على أفعالهم، وفقط بعد عملية عادلة. لا يمكن معاقبة الأبرياء على أفعال الآخرين ”. وانتقد المقرر الخاص سياسة إسرائيل المستمرة بهدم منازل الفلسطينيين بشكل عقابي، وقال إنه ومنذ عام 1967، دمرت إسرائيل أكثر من 2000 منزل فلسطيني، مصممة على معاقبة عائلات فلسطينية على أفعال ربما ارتكبها بعض أفرادها، لكن تلك العائلات لم ترتكب أي شيء، وشدد على أن القانون الدولي الإنساني حظر “العقاب الجماعي” بشكل واضح.

أضف تعليق