06 تشرين الثاني 2024 الساعة 03:00

خطر انتهاء الهجمات في إيران بالبكاء والدم

2020-07-23 عدد القراءات : 549
كتب جدعون ليفي - هآرتس
«القلائل الذين يتخذون القرارات والذين فقدوا ثقة الكثير من الاسرائيليين بهم، عندما يصل الامر الى إيران نقوم بالاستسلام لهم ونحييهم بخضوع وتقدير. وهناك احتمالية أن ينجح هذا مرة اخرى، لكن هناك ايضا خطر من أن ينتهي هذا بالبكاء والدم».
دولة مجهولة، هويتها غير واضحة، تتحدث في الاشهر الاخيرة ايران كما لم تتحداها في أي وقت مضى. فهي تقوم بتفجير منشآت وتشعل موانئ وتزرع الفوضى والاهانة ايضا. وهي تستغل ضعف إيران الغارقة في الصراع ضد الكورونا التي ضربتها بشدة، اضافة الى العقوبات الدولية الشديدة التي فرضت عليها. ايضا العالم ينشغل بالكورونا، وفي واشنطن يوجد رئيس يحتضر من اجل البقاء. هذا الضعف الدولي تستغله الدولة المجهولة من اجل القيام بهجمات جريئة ومغامرة ومستفزة وخطيرة.
هذا اللعب بالنار شمل عدد لا يحصى من الاحداث التي ربما حدثت بسبب «مشاكل في البنية التحتية»، كما تم تفسير ذلك. ولكن ربما ايضا حدثت بشكل متعمد ودقيق عن بعد. حادثة تلو الاخرى وإيران صامتة. هجوم تلو هجوم وإيران تتلقى الاهانة. الى متى ستلعق إيران لعابها؟ من الصعب معرفة ذلك. الى أي درجة هذه الاستفزازات المستمرة خطيرة؟ الامر لا يتجاوز احتمال من احتمالين: إما أن إيران هي حقا تشكل الخطر الوجودي الذي يحلق فوق اسرائيل، التي هي دولة عظمى اقليمية وخطيرة عشية تسلحها بالسلاح النووي، إذا من الواضح أن تحديها هو خطير جدا. وإما أن إيران أقل قوة مما يتم وصفها في حملة زرع الرعب في اسرائيل وهي نمر آخر من ورق، حينها فان تحديها واستفزازها هو أقل خطورة. ولكن لا يمكن الادعاء بأن إيران خطيرة واستفزازها غير خطير.
هل بالذات ضعف ايران يمكن أن يفتح الباب امام احتمالات اخرى غير القصف والاشعال؟ كما أن الجدوى من الهجمات غير واضحة. هل اشعال سبع سفن في ميناء بوشهر يبعد إيران عن القنبلة النووية؟ أم يقربها منها؟ الهجمات بالتأكيد ستضيف هالة من البطولة للمشعلين عن بعد.
الجنرال كينت ماكنزي، قائد القوات الامريكية في الشرق الاوسط، قال إنه على قناعة بأن ايران سترد على الدولة التي تهاجمها. وذكر اسم اسرائيل لسبب ما. وفي اسرائيل مرت اقواله بتثاؤب ممل. هل سيهاجمون أم لا – هذا لا يهم. حتى الآن لم تولد عملية عسكرية لإسرائيل لم يتم استقبالها هنا بالهتاف، أو للأسف باستخفاف ورضى عن النفس، طالما لم تجب الثمن بأرواح الاسرائيليين.
مع ذلك، لا يمكن عدم الاستغراب: هناك دولة خلف هذه الهجمات، في البداية في سوريا وبعد ذلك في ايران، ويبدو أنها منتشية بالانتصار وبنجاحها ويشجعها عدم رد ايران. ربما تفقد الزمام، وتغرس سهم تلو سهم في جسد الثور النازف، وطوال هذه الفترة لا يجري فيها أي نقاش عام حول الاخطار والاحتمالات، وكلاهما أمر مصيري. ايضا احتمالية أن اسرائيل تحاول جر إيران الى حرب مثلما فعلت في السابق مع دول عربية اخرى، لا تعني أي أحد. هل هو مرض اشعال الحرائق أم سياسة محسوبة، السير حتى شفا الكارثة أم لعبة حرب مخطط لها جيدا، عدم مسؤولية كامل أم قصة نجاح مدهشة – في اسرائيل حتى لا يسألون عن ذلك.
حتى الشك الدائم الذي اصابنا الآن بشكل خاص بأن كل شيء تم اعداده للاستهلاك الداخلي، لا يثير أي علامات تساؤل. هل ربما محاولة لحرف النظر عن امور اخرى أقل راحة؟ وربما استغلال الوقت المناسب لتحقيق الحلم الاسرائيلي بقصف إيران وحتى بدون قصفها حقا، في الوقت الذي فيه لا يعرف أحد بصورة صحيحة أي فائدة سنجبيها ولأي فترة؟ من يعرف. الجميع يصمتون، يتركون الساحة للقلائل الذين يتخذون القرارات. ولكن هؤلاء ربما هم القلائل، رئيس الحكومة ووزراءه، الذين فقدت غالبية الجمهور في اسرائيل الثقة بهم. وهؤلاء ربما هم اجهزة الاستخبارات الذين اشتروا أو سرقوا اجهزة التنفس التي لا حاجة اليها، وكذلك تبجحوا بهذا الامر. ولكن عندما يصل الامر الى إيران فان الجميع يقفون بصمت، صمت متوتر، صمت هادئ. وفجأة نصبح نثق بهم وبتقديراتهم بعيون مغمضة. فجأة هم يعرفون ما هو الجيد لإسرائيل ونحن نستسلم لهم ونحييهم بخضوع وتقدير.
هناك احتمالية أن ينجح هذا مرة اخرى. كما يوجد ايضا خطر بأن هذا سينتهي بالبكاء والدم. لمن يعنيه الامر.

أضف تعليق