15 تشرين الثاني 2024 الساعة 05:25

الرفض الكلامي ليس كافيًا

2020-06-28 عدد القراءات : 642
تميّزت مواقف الأطراف والدول العربية المختلفة من نوايا رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الشروع، مطلع يوليو/ تموز المقبل، بإجراءات ضم مساحات واسعة من غور الأردن لدولة الاحتلال، أو بدلًا من ذلك الاكتفاء بفرض سيادة إسرائيلية على كتل استيطانية مختلفة، لغاية الآن بتحذيرات وتهديدات، بأن مثل هذه الخطوة ستمس بالاستقرار الإقليمي وبالأسس التي قامت عليها عملية السلام، وقد تؤدي إلى عمليات غير مرغوب بها، وفق الموقف الأردني المعلن عن رفض كل خطوة باتجاه الضم أو فرض السيادة، مرورًا باستجداء دولة الاحتلال عدم سد الطريق أمام مسيرة التطبيع معها، وفق رسالة الاستجداء الإماراتية، كما وردت في مقالة سفير الإمارات لدى واشنطن يوسف العتيبة، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وانتهاء بتهديدات السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني وتنفي هذه التهديدات جزئيًا.
كل هذه الرسائل العربية، ومن ضمنها الفلسطينية، لم تردع حكومة الاحتلال، ورئيسها بنيامين نتنياهو، بل دفعت الأخيرة إلى تكليف وإيفاد رئيس "الموساد" يوسي كوهين، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، في اليومين الماضيين لإجراء اتصالات مكثفة مع العاهل الأردني عبد الله الثاني، ومدير الاستخبارات المصرية عباس كامل، وأطراف عربية أخرى، تعزز من التقديرات التي تبثها إسرائيل بأن الدول العربية، سواء المجاورة، مصر والأردن، أو دول الخليج التي تسابق الزمن لتكثيف تطبيعها مع دولة الاحتلال، لن تكون عقبة أمام خطوة إسرائيلية تكرس مزيدًا من الاستيطان والتنكر للحقوق الفلسطينية.
ويبدو في ظل هذه التطورات، وعدم نفي الأردن ومصر، لطبيعة الاتصالات مع كوهين، أن دولة الاحتلال تراهن على مواقف عربية تقليدية، تبدأ بالشجب وتنتهي بالاستنكار، من دون أن تتبع ذلك بخطوات عملية، ولو على مستوى استدعاء سفيري البلدين الأخيرين، من تل أبيب للمشاورات، كرسالة لجدية مواقف الأردن ومصر في رفض مخططات الضم وفرض السيادة.
في المقابل، فإن الرد الفلسطيني الرسمي المعلن، وتسريبات الأخبار عن رفض تلقي اتصالات دولية وأميركية، لا يشكل هو الآخر رسالة مطمئنة فلسطينيًا، بقدر ما يبدو تعويلًا على ضغوط أوروبية ودولية على دولة الاحتلال فقط لتفادي "زعزعة الاستقرار وانهيار السلطة". ومن شأن هذا الأمر أن يُعرّض السلطة لاحقًا، ويجرها إلى ردود "منضبطة" ومتاهات حراك دولي طويل الأمد، فيما تكرس دولة الاحتلال واقعًا جديدًا على الأرض، ولو اقتصر فقط على "ضم كتلة استيطانية" لا غير، أو فرض سيادة على مستوطنات صغيرة.■

أضف تعليق