27 تشرين الثاني 2024 الساعة 07:54

خطيبة الأسير منذر صنوبر: السجن لا يستطيع ان يوقف خفقات قلوبنا وأمنياتى حريته..

2020-06-18 عدد القراءات : 586
جنين (الاتجاه الديمقراطي) (تقرير علي سمودي)
«السجن لا يستطيع  ان يوقف خفقات قلوبنا لغاية هذه اللحظة  ..  ورغم الوضع السياسي الصعب جدا ، لكن أمنياتي وأحلامي حريته .. وأن نؤسس منزلنا وأسرتنا ونشرب القهوة معنا .. ونبقى رفيقين وصديقين للابد ».
 قالت الناشطة الحقوقية هبة عياد في مستهل حديثها عن خطيبها الأسير منذر نايف متعب صنوبر ، معبرة عن اعتزازها الكبير بعقد قرانها عليه رغم قيد الاحتلال الذي قضى بحكمه بالسجن المؤبد 4 مرات ، وأضافت «نربط بعلاقتنا مصطلح الحرية ، فانا لا أنظر الى السجن بأنه نهاية العالم، ولحالتي بكوني حرة أو نظرة الى مصيري كوني بنت فلسطينية»، وتكمل «هذه العلاقة ليست غريبة، وارتباطي بانسان داخل السجن ليس بمعنى المصطلحات، فكل نهاية لها بداية ، ونحن الفلسطينيين خلقنا لندفع الثمن ، لان الوطن غالي»، وتتابع «هناك شيئ يجمعنا أنا و خطيبي منذر ، كوننا  توأم في التفكير بل  نفس التفكير، أليس من خلال المقاومة  هو اختار الحب للوطن ، ونجتمع حالياً من خلال علاقتنا  لقناعتنا ان هناك مصطلح باسم حرية ، علاقتي به على الضوء الذي يريد ان يراه في نهاية هذا النفق»، وتستدرك « ارتباطنا وثيق كوننا  مؤمنين بحقوق شعبنا  وبدولتنا الفلسطينية  والاستقلال وحرية الاسرى أيضا».
..التعارف والخطوبة ..
 تنحدر الخطيبة هبة 34 عاماً ، من بلدة أبو ديس ، وتعتبر ناشطة حقوقية منذ 10 سنوات في دعم قضية الأسرى لايمانها بعدالتها وحريتهم ، نشأت وتربن في بلدة مناضلة ومنزل مناضل ، وتقول «عشت مع عائلتي الم ووجع تجارب الاعتقال لاشقائي وصمودهم وبطولاتهم التي زرعت في اعماقي حب الوطن والانتماء اليه، تربيت وسط هذا الواقع المشبع بالروح الوطنية والكفاحية التي تعززت من خلال مطالعتي وسماعي لاغاني الثورة الفلسطينية التي صنعت في كياني الاحاسيس والمشاعر الوطنين التي يجب ان تتحلى بها  كل فتاة فلسطينية»، وتضيف «خلال مرحلة استهداف الاحتلال لاخواني وخوضهم ، كانت  والدتي الداعم الاول للنضال ولدورهم البطولي الذي جعلني ادرك مبكراً معنى قضيىة الأسر والسر الحقيقي للانسان المناضل خلف القضبان، لذلك لم أتردد بالموافقة على خطوبة منذر»، وتكمل «موافقتي على الاقتران بمنذر، جاءت  عن قناعة تامة وليس لمجرد التعاطف معه كونه اسير، فقد التقيت به عدة مرات على شباك الزيارة في السجون خلال زيارة  شقيقي الاسير، فتقدم لخطوبتي وعقد قراننا في 30/9/2016 ، في حفلة خاصة  بحضور جاهة كبيرة في ابو ديس».
..الأسير منذر ..
 في بلدة «يتما» بمحافظة نابلس ، ولد الأسير منذر بتاريخ  31/10/1976 ، وتقول خطيبته هبة «نشأ وتربى وعاش في بلدته التي تعلم بمدارسها حتى انهى الصف الاول ثانوي ، وخلال دراسته برزت لديه روح النضال والانتماء للوطن والاستعداد للكفاح ، التحق بصفوف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ولعب دوراً مميزاً على الصعيد الجماهيري والنضالي»، وتضيف «تعرض للاعتقال في المرة الاولى وامضى عام خلف القضبان بعدما تعرض للتعذيب والتحقيق الذي لم ينال من عزيمته ومعنوياته».
..الاعتقال والحكم ..
 عندما اندلعت انتفاضة الاقصى ، لبى منذر النداء ، ولم يكتفي بالمسيرات والحجارة ، فانتسب لكتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، ولنشاطه ودوره الفاعل ، ادرج الاحتلال اسمه ضمن قائمة المطلوبين ، وتقول خطيبته هبة «تمرد ورفض تسليم نفسه وأكمل مشواره النضالي بنفس ثوري وبطولة في تحدي ومقاومة الاحتلال حتى حوصر واعتقل بتاريخ 31/12/2003»، وتضيف «فور اعتقاله، اقتادوه لاقبية التحقيق وتعرض للتعذيب والعزل والضغوطات لمدة 3 شهور حتى بدات جلسات المحاكمة وبعد فترة قليلة ، حوكم بالسجن المؤبد  4 مرات  اضافة ل40 عاماً  بتهمة تشكيل خلايا عسكرية لكتائب المقاومة الوطنية»، وتكمل «عاقبت المحكمة منذر بفرض الحكم العالي بحقه لرفضه الاعتذار عن دوره بالمقاومة ولانه اجاب ورد على القاضي عندما اعلن حكمه بالمؤبد قائلا « مؤدب وليس مؤبد»، فرد عليه القاضي بغضب «سازيد حكمك لانك قلت عكس كلمة المؤبد ، لكنه وقف بشموخ وصلابة ولم ينال الحكم من عزيمته ومعنوياته».
..مبدع وموهوب ..
 في سجن «ريمون»، استقبل الأسير منذ عامه الاعتقال السابع عشر بصمود وتحدي ، وتقول خطيبته هبة «ما زال يكمل حياته بشكل طبيعي ، يشارك الاسرى معارك الحرية والصمود والكرامة لانتزاع الحرية وكسر القيد ، وقد تحدى الاحتلال بمواصلة تعليمه ، نجح في الثانوية العامة ، والتحق بالجامعة تخصص خدمة اجتماعية وشارف على نهاية دراسته الجامعية»، وتضيف «خطيبي ، رياضي ومثقف ، يتمتع بموهبة كتاة الشعر الوطني والانساني والاجتماعي ، ألف الكثير من القصائد عن النضال وفلسطين والقدس وقضية الاسرى والمراة  الفلسطينية»، وتكمل «من أجمل ما كتبه مؤخراً ، خاطرة  بعنوان كم امضيت من عمرك في السجن» ، ويقول فيها لا تسألني عن معاناتي وحرماني داخل السجن ، لاتسألني كيف أمضي يومي وكيف أفكر وبماذا أحلم ، لا تسألني  كيف افكر بالحياة والمستقبل ، لا تسألني كيف ساتزوج وانجب اطفالاً ..  لانني تجاوزت كل هذه رغم السجن والسجان . . بل اسألني ماذا اضاف لك السجن.
..الزيارة عيد ..
 تواظب هبة على زيارة خطيبها مع والدته الصابرة صبحية صنوبر «أم منير»، والتي ما زالت كما تقول «صابرة وصامدة رغم ما تعانيه من مشاعر الحزن والالم لفقدان ابنها المستمر منذ 17 عاماً ، لكن عقد قراننا ادخل لقلبها الفرح وعزز في اعماقها الامل بحريته واجتماع الشمل وتحقيق امنية عمرها بالفرح بزفافه»، وتضيف «عندما أزور منذر، اعيش مشاعر كأنه يوم العيد ، فلا يمهني او يعيقني مشقة السفر ومعاناة الحواجز وممارسات الاحتلال، فالمهم ان نلتقي ونجتمع ونواصل الحلم »، وتكمل«بعد التفتيش، اجلس اترقب في غرقة الانتظار فتح البوابة، أراقب السجان حتى يفتح البوابة لنتحدى كل عقوباتهم خاصة فترة الزيارة القليلة ، نراه لمدة 45 دقيقة تعتبر غير كافية، لكنها لحظات جميلة نسرق دقائها ضمن الوقت المحدد لنواصل رسم احلامنا بعد الحرية، فدوما لدينا طموح وامل كبير في لقاء الحرية وليس داخل السجن»، وتتابع «نواجه ونعاني الامرين ، البعد والفقدان، ورغم بعد منذر الا انه يعتبر الاول الذي يستطيع ان يعوضني عن كل  نقص بالحياة،  بصورته واطلالته  التي  تساوي الدنيا ومافيها ، فالسجن لايستطيع  ان يوقف خفقات قلوبنا لغاية هذه اللحظة وللابد».■

أضف تعليق