23 كانون الأول 2024 الساعة 19:32

من النكبة الى الصفقة التحديات وآفاق النضال المشتركة عنوان لندوة الكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي

2020-05-28 عدد القراءات : 800

برلين ( الاتجاه الديمقراطي )

في ظل التدابير الاستثنائية الصعبة وما رافقها من تداعيات جراء انتشار جائحة كورونا، وما نتج عنها من تدابير الاغلاق الشامل ومنع التجمعات والمظاهرات، نظم اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في أوروبا وبالتعاون مع الحملة العالمية للأسبوع العالمي للنضال ضد الامبريالية ندوة رقمية قيمة بمناسبة الذكرى ال 72 للنكبة الفلسطينية الكبرى، تحت عنوان "من النكبة الى الصفقة، التحديات وآفاق النضال المشتركة"، بمشاركة الدكتور هنيدة غانم، عالمة اجتماع وأنثروبولوجي فلسطينية، الدكتور يوسف جبارين، عضو في القائمة العربية المشتركة ومتخصص في حقوق الانسان، السيدة انيتا غروت، عضو سابق في البرلمان الألماني وناشرة، والسيد سهيل الناطور عضو في المجلس الوطني الفلسطيني وأمين سر الحقوقيين الفلسطينيين، وبحضور مجموعة كبيرة من الشخصيات السياسية والحزبية والإعلامية الفلسطينية والعربية ونشطاء وحقوقيين ومتضامنين أوروبيين وعددا من دول العالم.
إفتتح الندوة الرفيق جورج رشماوي رئيس اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في أوروبا  الذي رحب بجميع الحضور شاكرا الجميع على مشاركتهم القيمة في هذه الندوة الرقمية، التي تحمل عنوان القضية الفلسطينية، التي تعتبر قضية كل انسان حر ومدافع عن القيم الإنسانية والعدالة في العالم وليست فقط قضية الشعب الفلسطيني، خاصة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني الذي يواجه مشروع التصفية الأمريكي الصهيوني، وهذا ما يمثل استمرارا لفصول النكبة الفلسطينية الكبرى التي بدأت قبل 72 عاما ومازالت مستمرة حتى يومنا هذا.
انقسمت الندوة الى أربع مداخلات رئيسية تركزت حول تطورات القضية الفلسطينية، وما يعيشه الشعب الفلسطيني اليوم من تهديد حقيقي لشطب كيانه السياسي ومشروعه الوطني الذي يناضل في سبيله منذ أكثر من 72 عاما
بدأت الندوة بمداخلة للدكتور هنيدة غانم، التي اعتبرت ان الشعب الفلسطيني اليوم يمر بلحظات حرجة ومصيرية نتيجة مشروع التصفية الصهيوني الأمريكي الذي اعلن عنه تحت مسمى "صفقة القرن"، والذي ينال من الكيانية السياسية للشعب الفلسطيني، ويعيد القضية الفلسطينية الى مربع نكبة عام 1948، وأكدت غانم ان "صفقة القرن" هي نتاج لصعود القوى اليمينية في الساحة الامريكية والتي تتقاطع بمشروعها وتتساوق مع قوى اليمين المتطرف الصهيوني بقيادة نتنياهو، والتي تسعى الى فرض السيادة الإسرائيلية على جميع الأراضي الفلسطينية ووضع الشعب الفلسطيني تحت سيطرة قوى اليمين الصهيونية، وتشطب حق اللاجئين الفلسطينيين من العودة الى اراضيهم التي هجروا منها عام 1948، في حين تمنح الصهاينة الحق في الاستيطان في فلسطين، مؤكدة ان ما يحصل اليوم للشعب الفلسطيني اسوء مما جرى في اعقاب نكبة 1948 على الرغم من فظاعتها لان التحالف الصهيوني الأمريكي ومن خلال "صفقة القرن" يحاول ان يسحق القضية الفلسطينية بشكل نهائي.
تلاها مداخلة للدكتور يوسف جبارين، والذي استهلها بالتأكيد على جدية مشروع الضم الصهيوني الذي يستهدف مساحات واسعة من الضفة الغربية وغور الأردن، كجزء أساسي من بنود "صفقة القرن" الامريكية التي أعلن عن شقها السياسي الرئيس "دونالد ترامب" بمؤتمر صحفي وبحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، الذي يحاول الاستفادة اليوم من نجاحه في الانتخابات الأخيرة الإسرائيلية وإعادة انتخابه كرئيس للحكومة الإسرائيلية من اجل تنفيذ هذا المشروع التصفوي للقضية الفلسطينية، والذي بدأت معالمه الأولى من خلال التصويت في الكنيسيت الإسرائيلي على مشروع قانون يهودية الدولة الذي يعتبر دولة الاحتلال الإسرائيلي دولة لليهود وتحصر حق تقرير المصير باليهود في هجوم عنصري ضد جميع الفلسطينيين العرب الذين يعيشون داخل "إسرائيل"، في تنكر لتاريخ الوجود الفلسطيني على ارض فلسطين التاريخية، وهذا ما يتعارض مع قرارا الشرعية الدولية، مما يتطلب تدخلا دوليا عاجلا وخاصة من قبل الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على "إسرائيل" لمنعها من تنفيذ مشروع الضم الصهيوني.
بدوره قدم الأستاذ سهيل الناطور مداخلة أكد من خلالها ان العصابات الصهيونية وفي اعقاب نكبة عام 1948 حولت اكثر من 850 الف مواطن فلسطيني الى لاجئين في مختلف دول العالم، بفعل المجازر الرهيبة التي ارتكبتها هذه العصابات بحق الشعب الفلسطيني، بالإضافة الى انتهاجها سياسية التدمير الممنهجة للقرى الفلسطينية والتي وصل عددها لأكثر من 500 قرية، بهدف خلق وقائع جديدة على الأرض تكرس سياسية الامر الواقع، وأضاف الناطور ان العدو الإسرائيلي لطالما راهن على عامل الزمن في شطب حق العودة وفي نسيان الأجيال الجديدة من الفلسطينيين حقهم في العودة، الا ان الشعب الفلسطيني وفي مقدمته اللاجئين الذين اصبحوا اليوم اكثر من 6 مليون لاجئ تمسكوا بحقهم في العودة، وهذا ما دفع بالإدارة الامريكية لوضع ملف اللاجئين على رأس اوليات الاستهداف والشطب في ما بات يعرف ب"صفقة القرن" وذلك من خلال قطع المساعدات عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا باعتبارها الشاهد الدولي على لجوء الشعب الفلسطيني، مؤكدا على استمرار اللاجئين الفلسطينيين بالتمسك بجميع حقوقهم الوطنية وخاصو حق العودة كما كفلته قرارات الشرعية الدولية وخاصة القرار صاحب الرقم 194.
كما قدمت السيدة انيتا غروت مداخلة، اعتبرت من خلالها ان علاقات تعاون وثيقة ربطت ومازالت الاتحاد الأوروبي "بإسرائيل" وبشكل خاص التعاون العسكري والتكنلوجي، على الرغم من تنكر "إسرائيل" وعلى الدوام لجميع القرارات الدولية، وعلى الرغم من انتهاك "إسرائيل" لحقوق الانسان، واستمرارها بانتهاج سياسية الاستهداف الممنهجة للشعب الفلسطيني والأراض الفلسطينية، الامر الذي حصل في قطاع غزة في اعقاب مسيرات العودة الكبرى، بحيث أقدمت القوات الإسرائيلية على استهداف المتظاهرين السلميين، وادت الى استشهاد ما يقارب 60 شهيد فلسطيني بيوم واحد، في ظل استنكار خجول وشبه صامت في العالم، وهذا ما يشجع "إسرائيل" على الاستمرار في انتهاك منظومة حقوق الانسان والقرارات الدولية، مما أدى الى الطرح الإسرائيلي لمشروع الضم في اطار "صفقة القرن"، الذي يستهدف كامل الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
كما تخلل الندوة العديد من الأسئلة التي وجهت الى المحاضرين بالإضافة الى مجموعة من المداخلات الصغيرة والتعليقات، من وحي المناسبة.

أضف تعليق