«ام هارون» مرة اخرى!!
كشف مسلسل «ام هارون» والجدل المصاحب له عن عدد من العيوب ونقاط الضعف التي تعتري مجتمعاتنا العربية، وأزاح الستار عن مدى حدة وخطورة التناقضات المتراكمة تاريخيا في بنية هذه المجتمعات وتحديدا ذلك التناقض بين «القومي» و«الديني»، وهو التناقض الذي انتجته عوامل كثيرة وعلى مدى أكثر من سبعة عقود وكان من أبرزها على الإطلاق صناعة «إسرائيل» وزرعها في قلب العالم العربي، وما نتج عن ذلك من شعور عميق بالهزيمة وفقدان الثقة بالذات والشعور بالدونية.
مسلسل «ام هارون» وعلى الرغم من علاته الكثيرة ساهم في كشف هشاشة «أنماط التفكير لدى بعض العرب» بعد أن أدخل هذا المسلسل الأمة في دوامة جدل «مبكي – مضحك» بشان طبيعة العلاقة بين «اليهود العرب» والصهيونية العالمية، وبين العرب والقضية الفلسطينية، وهو الجدل الذي كُسرت فيه الثوابت وارتُكبت خلاله المحرمات وتسيده «الجهلة وأشباه المثقفين» وخلص بالنتيجة إلى إعادة إنتاج «الخديعة الكبرى» وإلصاق الصهيونية بالدين اليهودي واعتبار اليهودية حالة مناقضة للعروبة ومعادية لها، وهو الأمر الذي تريده إسرائيل وتعمل على تعزيزه، فيما ذهب البعض الاخر في خضم هذا الجدل إلى ما هو أخطر من ذلك وجاهر بقناعات «عبثية وشاذة» ربما تفاجأ بها عتاة المتطرفين من الصهاينة والتي تقود إلى إنتاج عروبة «ممسوخة» ترى أن الصهيونية – الاشكنازية التي تمثلها دولة الاحتلال هي الحليف والصديق الوفي، وأن «الفلسطيني وقضيته» هما عبء تاريخي عليه، وأحد أسباب تخلفه "حضاريا" وعامل من عوامل زعزعة استقرار حياته ومعيشته.
يمارس «أصحاب العروبة الممسوخة» عملية «وأد جاهلية» لدفن الحقائق المتعلقة بتاريخ المنطقة وجغرافيتها وطبيعتها الديمغرافية ومن أبرز تلك الحقائق أن اليهود العرب عاشوا قرونا طويلة (منذ فجر التاريخ) في أوطانهم على امتداد الجغرافيا العربية كمواطنين واشقاء للمسيحيين والمسلمين ونالوا حقوقهم كاملة في تعايش خلاق وإبداعي أعطى لهذا الشرق العربي تميزه الحضاري والإنساني، وأنه لولا الأعمال الإرهابية للوكالة اليهودية ضد اليهود العرب بعد عام 1948 وتهديد حياتهم ومصالحهم، وبخاصة في العراق ومصر لما كانت الأعداد القليلة منهم تركت أوطانها الأصلية وهاجرت.
خطورة مسلسل «ام هارون» هي محاولته تكريس الصورة النمطية التي تريدها الصهيونية والمتمثلة بربط هجرة اليهود العرب وتركهم أوطانهم وممتلكاتهم «بإكذوبة» الاضطهاد الديني والمجتمعي وهي الصورة التي تحمل تزويرا مريعا للتاريخ، وتروج الاضطهاد المفترض لليهود ليكون مبررا ومسوغا لسلب الحق الفلسطيني وتحويل اليهودية كنقيض للعروبة والإسلام.
عن «الرأي» الأردنية
مسلسل «ام هارون» وعلى الرغم من علاته الكثيرة ساهم في كشف هشاشة «أنماط التفكير لدى بعض العرب» بعد أن أدخل هذا المسلسل الأمة في دوامة جدل «مبكي – مضحك» بشان طبيعة العلاقة بين «اليهود العرب» والصهيونية العالمية، وبين العرب والقضية الفلسطينية، وهو الجدل الذي كُسرت فيه الثوابت وارتُكبت خلاله المحرمات وتسيده «الجهلة وأشباه المثقفين» وخلص بالنتيجة إلى إعادة إنتاج «الخديعة الكبرى» وإلصاق الصهيونية بالدين اليهودي واعتبار اليهودية حالة مناقضة للعروبة ومعادية لها، وهو الأمر الذي تريده إسرائيل وتعمل على تعزيزه، فيما ذهب البعض الاخر في خضم هذا الجدل إلى ما هو أخطر من ذلك وجاهر بقناعات «عبثية وشاذة» ربما تفاجأ بها عتاة المتطرفين من الصهاينة والتي تقود إلى إنتاج عروبة «ممسوخة» ترى أن الصهيونية – الاشكنازية التي تمثلها دولة الاحتلال هي الحليف والصديق الوفي، وأن «الفلسطيني وقضيته» هما عبء تاريخي عليه، وأحد أسباب تخلفه "حضاريا" وعامل من عوامل زعزعة استقرار حياته ومعيشته.
يمارس «أصحاب العروبة الممسوخة» عملية «وأد جاهلية» لدفن الحقائق المتعلقة بتاريخ المنطقة وجغرافيتها وطبيعتها الديمغرافية ومن أبرز تلك الحقائق أن اليهود العرب عاشوا قرونا طويلة (منذ فجر التاريخ) في أوطانهم على امتداد الجغرافيا العربية كمواطنين واشقاء للمسيحيين والمسلمين ونالوا حقوقهم كاملة في تعايش خلاق وإبداعي أعطى لهذا الشرق العربي تميزه الحضاري والإنساني، وأنه لولا الأعمال الإرهابية للوكالة اليهودية ضد اليهود العرب بعد عام 1948 وتهديد حياتهم ومصالحهم، وبخاصة في العراق ومصر لما كانت الأعداد القليلة منهم تركت أوطانها الأصلية وهاجرت.
خطورة مسلسل «ام هارون» هي محاولته تكريس الصورة النمطية التي تريدها الصهيونية والمتمثلة بربط هجرة اليهود العرب وتركهم أوطانهم وممتلكاتهم «بإكذوبة» الاضطهاد الديني والمجتمعي وهي الصورة التي تحمل تزويرا مريعا للتاريخ، وتروج الاضطهاد المفترض لليهود ليكون مبررا ومسوغا لسلب الحق الفلسطيني وتحويل اليهودية كنقيض للعروبة والإسلام.
عن «الرأي» الأردنية
أضف تعليق