«الحواجري» و«عرفة» .. شهيدان كانا في مقدمة الصفوف الأمامية في «مسيرات العودة»
غزة (الاتجاه الديمقراطي) (تقرير تامر عوض الله)
يوافق يوم 30 آذار (مارس) 2020، الذكرى الرابعة والأربعين ليوم الأرض الخالد، تزامناً مع الذكرى الثانية لانطلاق «مسيرات العودة وكسر الحصار»، حيث تقدم خلالها الفلسطينيون العزل إلى الحدود الشرقية الفاصلة بين قطاع غزة وأراضي الـ48، مجسدين أروع ملاحم التحدي والبطولة، وجعلوا من المنطقة الأمنية المحظورة الاقتراب ساحة اشتباك دائمة مع جنود الاحتلال الاسرائيلي الذين أفرطوا باستخدام القوة المميتة ضدهم، ما أدى إلى استشهاد المئات منهم واصابة عشرات الآلاف بجراح مختلفة. وتقدم في هذه المسيرات أعضاء وكوادر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وجناحها العسكري كتائب المقاومة الوطنية الصفوف الأولى، ملبيين نداء الأرض والوطن، متحدين الاحتلال بصدورهم العارية، معبدين بدمائهم طريق الحرية والانتصار.
وتتصادف هذه الذكرى مع استشهاد الرفيقين الشهيدين عبد القادر مرضي الحواجري «بدار»، القيادي في الجبهة الديمقراطية في المحافظة الوسطى، وأحمد عمر عرفة، أحد مقاتلي كتائب المقاومة الوطنية في دير البلح، واستشهدا برصاص قناصة الاحتلال خلال مشاركتهما في المسيرات شرقي مخيم البريج وسط القطاع.
«بدار» وشغف النضال
ولد الشهيد عبد القادر الحواجري بتاريخ 6 تشرين ثاني (نوفمبر) 1976، وتربى في اكناف عائلته الفلسطينية المناضلة التي هجرت قسراً من قرية الجمامة الواقعة غربي مدينة بئر السبع المحتلة في نكبة عام 1948، وقدمت عدد كبير من خيرة أبنائها شهداء وجرحى وأسرى على مذبح الحرية والاستقلال كباقي عائلات فلسطين.
عرف «بدار» بحسن الخلق والاحترام، وحبه الشديد للنضال والمقاومة، والتحق في صفوف الجبهة الديمقراطية في مطلع العام 1992، وتدرج في العمل التنظيمي متنقلاً بين منظماتها الحزبية حتى تولى في فترة ما قيادة فرع الجبهة بمخيم النصيرات وسط القطاع.
ونظراً لحبه وشغفه للنضال والعمل المقاوم، انضم «بدار» إلى مجموعات النجم الأحمر في العام 1993، وقاوم الاحتلال وعملائه في أزقة وشوارع المخيمات الفلسطينية في المحافظة الوسطى. وينسب لشهيدنا المشاركة في كافة الفعاليات الوطنية التي نظمتها الجبهة الديمقراطية منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في خريف عام 2000، كما كانت لشهيدنا بصمة واضحة في أشكال النضال المتعددة ومنها: النضال الوطني ضد الاحتلال الاسرائيلي والنضال الاجتماعي والمطلبي، حيث كان يتقدم صفوف الفعاليات والوقفات الاجتماعية والمطلبية التي كانت تنظمها الجبهة الديمقراطية في محافظتي الوسطى وغزة.
استشهد الحواجري بتاريخ 30 آذار (مارس)2018، ملبياً نداء العودة والوطن في اليوم الأول لـ «مسيرات العودة وكسر الحصار»، حيث أصابه قناص اسرائيلي برصاصة متفجرة في بطنه أدخلته غرفة العمليات، لكنه سرعان ما فارق الحياة تاركًا خلفه خمسة أطفال وزوجته الحامل التي انجبت بعد استشهاده إحدى بناته.
«عرفة» المقاتل المتوثب
ولد الشهيد المقاتل أحمد عمر محمد عرفة عام 1993 في مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة، وتربى في أحضان عائلة فلسطينية مناضلة هجرت من قرية النعناعي إبان نكبة عام 1948.
التحق الشهيد بالجبهة الديمقراطية بعد أن انتقلت عائلته للعيش في مدينة دير البلح، متنقلاً في منظماتها الحزبية، ومشاركاً في الفعاليات الوطنية ومواكب تشييع الشهداء، وانضم إلى صفوف جناحها العسكري كتائب المقاومة الوطنية في العام 2011، وتلقى العديد من الدورات العسكرية، ودورات التثقيف الحزبية التي تنظمها الجبهة الديمقراطية لأعضائها وكوادرها في قطاع غزة، وشارك بشكل اسبوعي في حراسة وتأمين المحاور الشرقية للمحافظة الوسطى، والتصدي لعمليات التوغل الاسرائيلي على المخيمات الفلسطينية.
وقام الشهيد عرفة بتنفيذ العديد من العمليات البطولية، ونذكر منها اطلاق عدد من قذائف الهاون على موقع «أبو مطيبق » العسكري الاسرائيلي بتاريخ 10 آذار (مارس) 2012، كما شارك مع رفاقه في كتائب المقاومة الوطنية في التصدي للعدوان الاسرائيلي الكبير على القطاع في صيف العام 2014، بما توفر من امكانيات ووسائل متاحة، وسبق لشهيدنا أن أصيب إصابة مباشرة أثناء تصديه لعدوان الاحتلال، إلا أن إصابته لم تثنيه عن مواصلة النضال والمقاومة.
في تاريخ 3 نيسان (ابريل) 2018، لم تكن مسيرات العودة وكسر الحصار قد تخطت أسبوعها الأول، كان الشهيد متواجداً مع أفراد عائلته في مخيمات العودة على الحدود الفاصلة بين شرق مخيم البريج وأراضي الـ 48، وتعرض لعملية قنص مباشرة من قبل جنود الاحتلال، حيث اخترقت رصاصة متفجرة صدره، ما أدى إلى استشهاده على الفور، ليسجل شهيدنا الرقم (17) من شهداء تلك المسيرات.■
ملاحظة: نشرت في مجلة الحرية الفلسطينية في العدد 1769
يوافق يوم 30 آذار (مارس) 2020، الذكرى الرابعة والأربعين ليوم الأرض الخالد، تزامناً مع الذكرى الثانية لانطلاق «مسيرات العودة وكسر الحصار»، حيث تقدم خلالها الفلسطينيون العزل إلى الحدود الشرقية الفاصلة بين قطاع غزة وأراضي الـ48، مجسدين أروع ملاحم التحدي والبطولة، وجعلوا من المنطقة الأمنية المحظورة الاقتراب ساحة اشتباك دائمة مع جنود الاحتلال الاسرائيلي الذين أفرطوا باستخدام القوة المميتة ضدهم، ما أدى إلى استشهاد المئات منهم واصابة عشرات الآلاف بجراح مختلفة. وتقدم في هذه المسيرات أعضاء وكوادر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وجناحها العسكري كتائب المقاومة الوطنية الصفوف الأولى، ملبيين نداء الأرض والوطن، متحدين الاحتلال بصدورهم العارية، معبدين بدمائهم طريق الحرية والانتصار.
وتتصادف هذه الذكرى مع استشهاد الرفيقين الشهيدين عبد القادر مرضي الحواجري «بدار»، القيادي في الجبهة الديمقراطية في المحافظة الوسطى، وأحمد عمر عرفة، أحد مقاتلي كتائب المقاومة الوطنية في دير البلح، واستشهدا برصاص قناصة الاحتلال خلال مشاركتهما في المسيرات شرقي مخيم البريج وسط القطاع.
«بدار» وشغف النضال
ولد الشهيد عبد القادر الحواجري بتاريخ 6 تشرين ثاني (نوفمبر) 1976، وتربى في اكناف عائلته الفلسطينية المناضلة التي هجرت قسراً من قرية الجمامة الواقعة غربي مدينة بئر السبع المحتلة في نكبة عام 1948، وقدمت عدد كبير من خيرة أبنائها شهداء وجرحى وأسرى على مذبح الحرية والاستقلال كباقي عائلات فلسطين.
عرف «بدار» بحسن الخلق والاحترام، وحبه الشديد للنضال والمقاومة، والتحق في صفوف الجبهة الديمقراطية في مطلع العام 1992، وتدرج في العمل التنظيمي متنقلاً بين منظماتها الحزبية حتى تولى في فترة ما قيادة فرع الجبهة بمخيم النصيرات وسط القطاع.
ونظراً لحبه وشغفه للنضال والعمل المقاوم، انضم «بدار» إلى مجموعات النجم الأحمر في العام 1993، وقاوم الاحتلال وعملائه في أزقة وشوارع المخيمات الفلسطينية في المحافظة الوسطى. وينسب لشهيدنا المشاركة في كافة الفعاليات الوطنية التي نظمتها الجبهة الديمقراطية منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في خريف عام 2000، كما كانت لشهيدنا بصمة واضحة في أشكال النضال المتعددة ومنها: النضال الوطني ضد الاحتلال الاسرائيلي والنضال الاجتماعي والمطلبي، حيث كان يتقدم صفوف الفعاليات والوقفات الاجتماعية والمطلبية التي كانت تنظمها الجبهة الديمقراطية في محافظتي الوسطى وغزة.
استشهد الحواجري بتاريخ 30 آذار (مارس)2018، ملبياً نداء العودة والوطن في اليوم الأول لـ «مسيرات العودة وكسر الحصار»، حيث أصابه قناص اسرائيلي برصاصة متفجرة في بطنه أدخلته غرفة العمليات، لكنه سرعان ما فارق الحياة تاركًا خلفه خمسة أطفال وزوجته الحامل التي انجبت بعد استشهاده إحدى بناته.
«عرفة» المقاتل المتوثب
ولد الشهيد المقاتل أحمد عمر محمد عرفة عام 1993 في مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة، وتربى في أحضان عائلة فلسطينية مناضلة هجرت من قرية النعناعي إبان نكبة عام 1948.
التحق الشهيد بالجبهة الديمقراطية بعد أن انتقلت عائلته للعيش في مدينة دير البلح، متنقلاً في منظماتها الحزبية، ومشاركاً في الفعاليات الوطنية ومواكب تشييع الشهداء، وانضم إلى صفوف جناحها العسكري كتائب المقاومة الوطنية في العام 2011، وتلقى العديد من الدورات العسكرية، ودورات التثقيف الحزبية التي تنظمها الجبهة الديمقراطية لأعضائها وكوادرها في قطاع غزة، وشارك بشكل اسبوعي في حراسة وتأمين المحاور الشرقية للمحافظة الوسطى، والتصدي لعمليات التوغل الاسرائيلي على المخيمات الفلسطينية.
وقام الشهيد عرفة بتنفيذ العديد من العمليات البطولية، ونذكر منها اطلاق عدد من قذائف الهاون على موقع «أبو مطيبق » العسكري الاسرائيلي بتاريخ 10 آذار (مارس) 2012، كما شارك مع رفاقه في كتائب المقاومة الوطنية في التصدي للعدوان الاسرائيلي الكبير على القطاع في صيف العام 2014، بما توفر من امكانيات ووسائل متاحة، وسبق لشهيدنا أن أصيب إصابة مباشرة أثناء تصديه لعدوان الاحتلال، إلا أن إصابته لم تثنيه عن مواصلة النضال والمقاومة.
في تاريخ 3 نيسان (ابريل) 2018، لم تكن مسيرات العودة وكسر الحصار قد تخطت أسبوعها الأول، كان الشهيد متواجداً مع أفراد عائلته في مخيمات العودة على الحدود الفاصلة بين شرق مخيم البريج وأراضي الـ 48، وتعرض لعملية قنص مباشرة من قبل جنود الاحتلال، حيث اخترقت رصاصة متفجرة صدره، ما أدى إلى استشهاده على الفور، ليسجل شهيدنا الرقم (17) من شهداء تلك المسيرات.■
ملاحظة: نشرت في مجلة الحرية الفلسطينية في العدد 1769
أضف تعليق