أزمة غاز الطهي تعود إلى الواجهة في غزة
«الحرية» - غزة من عبد الرحيم أبوكويك
■يشتكي الفلسطينيون في قطاع غزة من أزمة نقص غاز الطهي التي ما تزال تراوح مكانها منذ أكثر من أسبوعين، حيث أوصدت محطات الوقود بغزة أبوابها أمام حركة المواطنين الذين توافدوا إليها مع بدء استفحال الأزمة، لتعبئة أسطواناتهم الفارغة، وسد احتياجاتهم الضرورية من الغاز في ظل الحديث عن عدم وجود بوادر حقيقية لحلحلة الأزمة في الوقت الحالي .
ومع عودة أزمة نقص غاز الطهي، وشح كمياتها الموردة من الجانب المصري وسلطات الاحتلال، تفاقمت معاناة الفلسطينيين نظراً لحاجتهم الماسة له خاصة في فصل الشتاء، حيث لا يخفى على أحد أن الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، تعتبر من العوامل الرئيسية في حدوث أزمة نقص الغاز وغيرها من الأزمات.
وقد صاحب وقوع أزمة نقص غاز الطهي توثيق الكثير من المواطنين، ما جرى لهم خلال قيامهم بتعبئة كميات بسيطة من أسطواناتهم الفارغة بأسعار أكثر من التي حددتها وزارة الاقتصاد بغزة، حيث نشر البعض صوراً توثق هذه اللحظات بشكل يسخر من الأزمة. وقال المواطن أبو المجد سعد لـ«للحرية»: إن «أسطوانة الغاز الوحيدة لديه لا تزال عند أحد موزعين الغاز منذ أكثر من عشرة أيام، ولم أتمكن من تعبئتها لتكدس عدد كبير من أسطوانات الغاز في محطات التعبئة».
وعبر سعد عن استيائه الشديد لعجز المسئولين في غزة عن حل هذه الأزمة، وعدم نشرهم المعلومات الكافية عن أسبابها، وأضاف أن غاز الطهي لا يمكن الاستغناء عنه في فصل الشتاء ويجب على المسئولين وضع حل جذري لهذه الأزمة التي تتكرر كل عام.
أما المواطن أبوماهر حجي والذي كان يقف في طابور المصطفين قرب محطات التوزيع بغزة عبر عن غضبه قائلاً : « في كل عام تحدث أزمة غاز الطهي، ونحن كمواطنين لا يمكننا الاستغناء عنه بسبب حاجتنا الماسة إليه في البيت والمطبخ والحمام وفي رعاية الأطفال والنساء والشيوخ ، وأضاف: «تعبنا من هذه الأزمة ونريد حلها بأقرب وقت، ونطالب بمعاملة حسنة من أصحاب محطات التوزيع عند استلامنا للغاز».
أما المواطن محمد حمارنة قال «إنه يعاني من قلة الغاز والذي ما زال مقطوعاً عنه منذ ستة أيام» ، مشيراً إلى أنه لديه بيت صغير وليس باستطاعته أن يقوم بإيقاد النار فيه ، وبسبب حاجته الماسة للغاز اضطر لتعبئة اسطوانته بـ 4 كيلو لقضاء حاجته وتوفير متطلبات الأكل لأبنائه.
نفاذ الغاز
وأعلنت جمعية أصحاب شركات الغاز في غزة عن نفاذ مخزون الغاز لديها بشكل كامل، ولحقتها محطات التعبئة بالإعلان عن إغلاق أبوابها أمام المواطنين الذين عبروا بدورهم عن تذمرهم وغضبهم جراء تفاقم هذه الأزمة .
بدوره كشف مدير عام الإعلام في وزارة المالية بغزة بيان بكر في حديث لـ«الحرية»، عن جود عجز متراكم في نسبة التوريد اليومي لغاز الطهي من الجانب المصري وسلطات الاحتلال إلى قطاع غزة ، والتي تصل إلى ما بين (40- 50%) في آن واحد ، مشيراً إلى أن القطاع يستهلك ما بين ( 200-250) طن يومياً.
وعن أسباب تجدد الأزمة، قال بكر إن :«كميات الغاز التي دخلت قطاع غزة خلال الأيام الماضية غير كافية لسد احتياجات المواطنين، وهي مرتبطة بأسباب فنية، أبرزها تقليص الإمدادات من الجانب المصري والإسرائيلي، وسوء الحالة الجوية ، وتجمد الغاز خلال إجراءات النقل».
الأسعار لم تتغير
وعن طبيعة رفع الأسعار خلال تعبئة الاسطوانات، أكد بكر أن أسعار الغاز لم تتغير ، وتصل كحد أقصى إلى 55 شيكلاً ، ولا يوجد أي مبرر لرفعها، مشدداً على أنه سيتم ملاحقة أيه جهة تقوم برفعها قانونياً، متابعاً: « كل من يتعرض للابتزاز في الأسعار يتوجه لدائرة حماية المستهلك والمباحث العامة بغزة لتقديم الشكاوى لتقوم بمتابعة هذه القضايا حرصاً منها على عدم التلاعب في الأسعار».
وأوضح بكر أن أولوية التوزيع للغاز مخصصة للمستشفيات، والمخابز، ومزارع الدواجن، منوهاً أنه قد تم تخصيص حصة للمواطنين والاستهلاك المنزلي.
يشار إلى أن تزويد قطاع بالغاز الإسرائيلي بدأ بناءاً على طلب هيئة البترول في رام الله، والتي أعلنت أن الغاز الإسرائيلي الذي يدخل القطاع لا يتجاوز الـ (100) طن، وهي كميات محدودة لا يمكنها أن تسد حاجة المواطنين للغاز خاصة في هذه الأوقات التي يزيد فيها إقبال المواطنين على استهلاكه .
هذا وقد تعرض مربو الدواجن والإنتاج الحيواني بغزة، لخسائر فادحة لعدم توفر الكميات المطلوبة من الغاز لأجل التدفئة ، في حين تعتمد الكثير من المركبات على الغاز بدلا من الوقود السائل، نظراً لذلك اضطر سائقو سيارات الأجرة المكوث لساعات أمام المحطات، على أمل تعبئة كميات تكفي لضمان استمرارهم في العمل.
وبحسب جمعية أصحاب شركات البترول والغاز في غزة، فإن القطاع يحتاج شهرياً إلى ما يتراوح بين 7 و8 آلاف طن من غاز الطهي يجري استيراد غالبيتها من الجانب المصري، بالإضافة إلى كميات بسيطة يتم استيرادها من الجانب الإسرائيلي.
وتلعب مصر دوراً كبيراً في إمدادات نقل غاز الطهي إلى قطاع غزة، حيث برز دورها خلال العام الماضي بعد التفاهمات التي رعتها مصر بين قطاع غزة وإسرائيل، والتي سُمح بموجبها مرور عشرات البضائع المصرية إلى القطاع عبر بوابة صلاح الدين جنوب القطاع. ■
المصدر: مجلة الحرية الفلسطينية في عددها 1760
ومع عودة أزمة نقص غاز الطهي، وشح كمياتها الموردة من الجانب المصري وسلطات الاحتلال، تفاقمت معاناة الفلسطينيين نظراً لحاجتهم الماسة له خاصة في فصل الشتاء، حيث لا يخفى على أحد أن الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، تعتبر من العوامل الرئيسية في حدوث أزمة نقص الغاز وغيرها من الأزمات.
وقد صاحب وقوع أزمة نقص غاز الطهي توثيق الكثير من المواطنين، ما جرى لهم خلال قيامهم بتعبئة كميات بسيطة من أسطواناتهم الفارغة بأسعار أكثر من التي حددتها وزارة الاقتصاد بغزة، حيث نشر البعض صوراً توثق هذه اللحظات بشكل يسخر من الأزمة. وقال المواطن أبو المجد سعد لـ«للحرية»: إن «أسطوانة الغاز الوحيدة لديه لا تزال عند أحد موزعين الغاز منذ أكثر من عشرة أيام، ولم أتمكن من تعبئتها لتكدس عدد كبير من أسطوانات الغاز في محطات التعبئة».
وعبر سعد عن استيائه الشديد لعجز المسئولين في غزة عن حل هذه الأزمة، وعدم نشرهم المعلومات الكافية عن أسبابها، وأضاف أن غاز الطهي لا يمكن الاستغناء عنه في فصل الشتاء ويجب على المسئولين وضع حل جذري لهذه الأزمة التي تتكرر كل عام.
أما المواطن أبوماهر حجي والذي كان يقف في طابور المصطفين قرب محطات التوزيع بغزة عبر عن غضبه قائلاً : « في كل عام تحدث أزمة غاز الطهي، ونحن كمواطنين لا يمكننا الاستغناء عنه بسبب حاجتنا الماسة إليه في البيت والمطبخ والحمام وفي رعاية الأطفال والنساء والشيوخ ، وأضاف: «تعبنا من هذه الأزمة ونريد حلها بأقرب وقت، ونطالب بمعاملة حسنة من أصحاب محطات التوزيع عند استلامنا للغاز».
أما المواطن محمد حمارنة قال «إنه يعاني من قلة الغاز والذي ما زال مقطوعاً عنه منذ ستة أيام» ، مشيراً إلى أنه لديه بيت صغير وليس باستطاعته أن يقوم بإيقاد النار فيه ، وبسبب حاجته الماسة للغاز اضطر لتعبئة اسطوانته بـ 4 كيلو لقضاء حاجته وتوفير متطلبات الأكل لأبنائه.
نفاذ الغاز
وأعلنت جمعية أصحاب شركات الغاز في غزة عن نفاذ مخزون الغاز لديها بشكل كامل، ولحقتها محطات التعبئة بالإعلان عن إغلاق أبوابها أمام المواطنين الذين عبروا بدورهم عن تذمرهم وغضبهم جراء تفاقم هذه الأزمة .
بدوره كشف مدير عام الإعلام في وزارة المالية بغزة بيان بكر في حديث لـ«الحرية»، عن جود عجز متراكم في نسبة التوريد اليومي لغاز الطهي من الجانب المصري وسلطات الاحتلال إلى قطاع غزة ، والتي تصل إلى ما بين (40- 50%) في آن واحد ، مشيراً إلى أن القطاع يستهلك ما بين ( 200-250) طن يومياً.
وعن أسباب تجدد الأزمة، قال بكر إن :«كميات الغاز التي دخلت قطاع غزة خلال الأيام الماضية غير كافية لسد احتياجات المواطنين، وهي مرتبطة بأسباب فنية، أبرزها تقليص الإمدادات من الجانب المصري والإسرائيلي، وسوء الحالة الجوية ، وتجمد الغاز خلال إجراءات النقل».
الأسعار لم تتغير
وعن طبيعة رفع الأسعار خلال تعبئة الاسطوانات، أكد بكر أن أسعار الغاز لم تتغير ، وتصل كحد أقصى إلى 55 شيكلاً ، ولا يوجد أي مبرر لرفعها، مشدداً على أنه سيتم ملاحقة أيه جهة تقوم برفعها قانونياً، متابعاً: « كل من يتعرض للابتزاز في الأسعار يتوجه لدائرة حماية المستهلك والمباحث العامة بغزة لتقديم الشكاوى لتقوم بمتابعة هذه القضايا حرصاً منها على عدم التلاعب في الأسعار».
وأوضح بكر أن أولوية التوزيع للغاز مخصصة للمستشفيات، والمخابز، ومزارع الدواجن، منوهاً أنه قد تم تخصيص حصة للمواطنين والاستهلاك المنزلي.
يشار إلى أن تزويد قطاع بالغاز الإسرائيلي بدأ بناءاً على طلب هيئة البترول في رام الله، والتي أعلنت أن الغاز الإسرائيلي الذي يدخل القطاع لا يتجاوز الـ (100) طن، وهي كميات محدودة لا يمكنها أن تسد حاجة المواطنين للغاز خاصة في هذه الأوقات التي يزيد فيها إقبال المواطنين على استهلاكه .
هذا وقد تعرض مربو الدواجن والإنتاج الحيواني بغزة، لخسائر فادحة لعدم توفر الكميات المطلوبة من الغاز لأجل التدفئة ، في حين تعتمد الكثير من المركبات على الغاز بدلا من الوقود السائل، نظراً لذلك اضطر سائقو سيارات الأجرة المكوث لساعات أمام المحطات، على أمل تعبئة كميات تكفي لضمان استمرارهم في العمل.
وبحسب جمعية أصحاب شركات البترول والغاز في غزة، فإن القطاع يحتاج شهرياً إلى ما يتراوح بين 7 و8 آلاف طن من غاز الطهي يجري استيراد غالبيتها من الجانب المصري، بالإضافة إلى كميات بسيطة يتم استيرادها من الجانب الإسرائيلي.
وتلعب مصر دوراً كبيراً في إمدادات نقل غاز الطهي إلى قطاع غزة، حيث برز دورها خلال العام الماضي بعد التفاهمات التي رعتها مصر بين قطاع غزة وإسرائيل، والتي سُمح بموجبها مرور عشرات البضائع المصرية إلى القطاع عبر بوابة صلاح الدين جنوب القطاع. ■
المصدر: مجلة الحرية الفلسطينية في عددها 1760
أضف تعليق