الاصدار الحادي والثلاثون من سلسلة «كراسات ملف» «في الانتخابات الإسرائيلية المأزومة»
دمشق (الاتجاه الديمقراطي)
ساهمت عدة عوامل، ذاتية وموضوعية، في إستمرار نتنياهو على رأس الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ إنتخابات الكنيست الثامنة عشرة (10/2/2009). وكان ضعف الخصوم في الأحزاب المنافسة وإنعدامهم في حزبه الليكود عاملاً مهماً في هذا الإستمرار. لكن ما مكنه بالأساس من تشكيل الحكومة ما بعد تلك الإنتخابات ومن ثم إستمراره هو نجاحه في قديم «الليكود» (بقيادته) بإعتباره الحامل الأقوى للمشروع السياسي والإقتصادي لليمين الصهيوني، في ظل تراجع وإضمحلال الأحزاب التي صنفت في خانتي اليسار ويمين الوسط (العمل وكاديما نموذجاً)، وفي ظل الإنزياح المجتمعي والسياسي المضطرد نحو اليمين .. واليمين المتطرف.
يتناول هذا الكراس مقدمات ونتائج ثلاث محطات إنتخابية للكنيست الإسرائيلي، بدءاً من إنتخابات الكنيست العشرين (17/3/2015) حتى الثانية والعشرين (17/9/2019).
ـ تتميز المحطة الأولى بكونها أول إنتخابات إسرائيلية تجري بعد إقفال باب التسوية، إثر إعلان فشلها من قبل جميع الأطراف المعنية في نهاية النصف الأول من العام 2014. وقد إنفلت «الليكود» برئاسة نتنياهو أكثر من أي وقت مضى في تنفيذ مشروعه الإستعماري التوسعي والعنصري، وانعكس تأثير ذلك بوضوح في القفزة التي حققها «الليكود» في نتائج هذه الإنتخابات.
ـ وسبق هذه الإنتخابات عدوان «الجرف الصامد» على قطاع غزة في 14/7/2014، وقد إمتدت تداعياته السياسية على المشهد الإسرائيلي إلى ما بعد هذه الإنتخابات بعامين مع صدور «تقرير مراقب الدولة»، الذي كشف عن تناقضات مابين المستوين السياسي والأمني.
ـ وشهدت هذه المحطة تشكيل «القائمة المشتركة» في أول معركة انتخابية تخوضها الأحزاب العربية بشكل موحد.وبفعل ذلك، حازت القائمة على 13 مقعدا واحتلت الترتيب الثالث في تسلسل القوى البرلمانية في الكنيست.
* انتخابات الكنيست الـ21 (9/4/2019)، هي الأولى منذ فوز دونالد ترامب في إنتخابات الرئاسة الأميركية (تشرين الثاني/نوفمبر2016)، الذي نقل العلاقات الأميركية - الإسرائيلية من التحالف الإستراتيجي، إلى الشراكة في الأهداف والتطبيق ،عبر الخطة التي أعلنت باسم «صفقة العصر».
وقد ساهمت القرارات والإجراءات العدوانية التي تتخذها إدارة ترامب بشأن القضية الفلسطينية في تعزيز موقع نتنياهو في المشهد السياسي والحزبي الإسرائيلي. لكن ذلك، لوحده، لم يسعف نتنياهو في تشكيل حكومته الخامسة بسبب رفض ليبرمان وحزبه« إسرائيل بيتنا» الانضمام إليها، مما وضع إسرائيل مجددا أمام انتخابات مبكرة أخرى.
ـ ولقد شهدت هذه المحطة الانتخابية ظهور كتلة«كاحال لافون»،(أزرق ـ أبيض)، المنافسة برئاسة بيني غانتس رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق»، والتي حازت على عدد المقاعد ذاته الذي حاز عليه «الليكود»،(35 مقعدا).
* انتخابات الكنيست الـ22 (17/9/2019)، وهي الأولى، التي تعاد فيها انتخابات الكنيست في العام وذاته. وقد تم حل الكنيست الـ 21 بعد 50 يوما على الانتخابات السابقة. وقد فشل نتنياهو أيضا في تشكيل الحكومة في ظل استمرار الاستقطاب الحاد في الخريطة الحزبية الإسرائيلية.وفشل كذلك بيني غانتس مع افتقاده لمعسكر يؤيده قادر على تشكيل الحكومة، وتعذر قيام «حكومة وحدة».
وأشار محللون إلى أن التنافس الحزبي الرئيسي في هذه الإنتخابات دار بين «اليمين الصلب»، الذي يمثله الليكود وباقي أطراف معسكر نتنياهو و«اليمين الناعم»، ويمثله ـ بحسب المحللين ـ تحالف «أزرق أبيض»، الذي يتبنّى – عملياً - أجندة اليمين الصلب، في ما يتعلق بالتسوية السياسية مع الجانب الفلسطيني.
ولاحظ المحللون أنه على الرغم من عدم تمثل حركة «عوتسما يهوديت» في هذه الكنيست، إلا أن المعطيات تشير إلى اتساع مضطرد في قاعدة التطرف العنصري. فقد زادت أصوات هذه الحركة العنصرية بمقدار 24,6% عن الأصوات التي حصلت عليها الحركة في إنتخابات 2013.
ومع اقفال صناديق الاقتراع في انتخابات الكنيست الثانية والعشرين ، يكون نتنياهو قد خاض وهو على رأس «الليكود» 6 دورات انتخابية للكنيست (خمس دورات متتالية) استغرقت جميعها نحو 13 عاما (منها عشر سنوات متصلة). ونجح نتنياهو في تشكيل الحكومة عقب أربع دورات، فيما استعصى عليه ذلك في آخر دورتين انتخابيتين(21 ـ 22). وربما من هذه الزاوية كثرت التساؤلات عما إذا كان هذا الفشل مجرد استعصاء عابر،أم أنه مؤشر جدي وحاسم على قرب نهاية الحياة السياسية لبنيامين نتنياهو، وبداية حقبة جديدة في المشهد الحزبي والسياسي في إسرائيل.
المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات «ملف»
ساهمت عدة عوامل، ذاتية وموضوعية، في إستمرار نتنياهو على رأس الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ إنتخابات الكنيست الثامنة عشرة (10/2/2009). وكان ضعف الخصوم في الأحزاب المنافسة وإنعدامهم في حزبه الليكود عاملاً مهماً في هذا الإستمرار. لكن ما مكنه بالأساس من تشكيل الحكومة ما بعد تلك الإنتخابات ومن ثم إستمراره هو نجاحه في قديم «الليكود» (بقيادته) بإعتباره الحامل الأقوى للمشروع السياسي والإقتصادي لليمين الصهيوني، في ظل تراجع وإضمحلال الأحزاب التي صنفت في خانتي اليسار ويمين الوسط (العمل وكاديما نموذجاً)، وفي ظل الإنزياح المجتمعي والسياسي المضطرد نحو اليمين .. واليمين المتطرف.
يتناول هذا الكراس مقدمات ونتائج ثلاث محطات إنتخابية للكنيست الإسرائيلي، بدءاً من إنتخابات الكنيست العشرين (17/3/2015) حتى الثانية والعشرين (17/9/2019).
ـ تتميز المحطة الأولى بكونها أول إنتخابات إسرائيلية تجري بعد إقفال باب التسوية، إثر إعلان فشلها من قبل جميع الأطراف المعنية في نهاية النصف الأول من العام 2014. وقد إنفلت «الليكود» برئاسة نتنياهو أكثر من أي وقت مضى في تنفيذ مشروعه الإستعماري التوسعي والعنصري، وانعكس تأثير ذلك بوضوح في القفزة التي حققها «الليكود» في نتائج هذه الإنتخابات.
ـ وسبق هذه الإنتخابات عدوان «الجرف الصامد» على قطاع غزة في 14/7/2014، وقد إمتدت تداعياته السياسية على المشهد الإسرائيلي إلى ما بعد هذه الإنتخابات بعامين مع صدور «تقرير مراقب الدولة»، الذي كشف عن تناقضات مابين المستوين السياسي والأمني.
ـ وشهدت هذه المحطة تشكيل «القائمة المشتركة» في أول معركة انتخابية تخوضها الأحزاب العربية بشكل موحد.وبفعل ذلك، حازت القائمة على 13 مقعدا واحتلت الترتيب الثالث في تسلسل القوى البرلمانية في الكنيست.
* انتخابات الكنيست الـ21 (9/4/2019)، هي الأولى منذ فوز دونالد ترامب في إنتخابات الرئاسة الأميركية (تشرين الثاني/نوفمبر2016)، الذي نقل العلاقات الأميركية - الإسرائيلية من التحالف الإستراتيجي، إلى الشراكة في الأهداف والتطبيق ،عبر الخطة التي أعلنت باسم «صفقة العصر».
وقد ساهمت القرارات والإجراءات العدوانية التي تتخذها إدارة ترامب بشأن القضية الفلسطينية في تعزيز موقع نتنياهو في المشهد السياسي والحزبي الإسرائيلي. لكن ذلك، لوحده، لم يسعف نتنياهو في تشكيل حكومته الخامسة بسبب رفض ليبرمان وحزبه« إسرائيل بيتنا» الانضمام إليها، مما وضع إسرائيل مجددا أمام انتخابات مبكرة أخرى.
ـ ولقد شهدت هذه المحطة الانتخابية ظهور كتلة«كاحال لافون»،(أزرق ـ أبيض)، المنافسة برئاسة بيني غانتس رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق»، والتي حازت على عدد المقاعد ذاته الذي حاز عليه «الليكود»،(35 مقعدا).
* انتخابات الكنيست الـ22 (17/9/2019)، وهي الأولى، التي تعاد فيها انتخابات الكنيست في العام وذاته. وقد تم حل الكنيست الـ 21 بعد 50 يوما على الانتخابات السابقة. وقد فشل نتنياهو أيضا في تشكيل الحكومة في ظل استمرار الاستقطاب الحاد في الخريطة الحزبية الإسرائيلية.وفشل كذلك بيني غانتس مع افتقاده لمعسكر يؤيده قادر على تشكيل الحكومة، وتعذر قيام «حكومة وحدة».
وأشار محللون إلى أن التنافس الحزبي الرئيسي في هذه الإنتخابات دار بين «اليمين الصلب»، الذي يمثله الليكود وباقي أطراف معسكر نتنياهو و«اليمين الناعم»، ويمثله ـ بحسب المحللين ـ تحالف «أزرق أبيض»، الذي يتبنّى – عملياً - أجندة اليمين الصلب، في ما يتعلق بالتسوية السياسية مع الجانب الفلسطيني.
ولاحظ المحللون أنه على الرغم من عدم تمثل حركة «عوتسما يهوديت» في هذه الكنيست، إلا أن المعطيات تشير إلى اتساع مضطرد في قاعدة التطرف العنصري. فقد زادت أصوات هذه الحركة العنصرية بمقدار 24,6% عن الأصوات التي حصلت عليها الحركة في إنتخابات 2013.
ومع اقفال صناديق الاقتراع في انتخابات الكنيست الثانية والعشرين ، يكون نتنياهو قد خاض وهو على رأس «الليكود» 6 دورات انتخابية للكنيست (خمس دورات متتالية) استغرقت جميعها نحو 13 عاما (منها عشر سنوات متصلة). ونجح نتنياهو في تشكيل الحكومة عقب أربع دورات، فيما استعصى عليه ذلك في آخر دورتين انتخابيتين(21 ـ 22). وربما من هذه الزاوية كثرت التساؤلات عما إذا كان هذا الفشل مجرد استعصاء عابر،أم أنه مؤشر جدي وحاسم على قرب نهاية الحياة السياسية لبنيامين نتنياهو، وبداية حقبة جديدة في المشهد الحزبي والسياسي في إسرائيل.
المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات «ملف»
أضف تعليق