23 تشرين الثاني 2024 الساعة 22:14

32 عاما على انتفاضة الحجارة .. سلام على الحجر الذي قاوم جيش الاحتلال

2019-12-08 عدد القراءات : 578

غزة ( الاتجاه الديمقراطي)

يصادف اليوم الاحد الثامن من كانون الأول، الذكرى الـ(32) لاندلاع الانتفاضة الأولى انتفاضة الحجارة.
واندلعت الشرارة الاولى لانتفاضة الحجارة في الثامن من كانون الأول من العام 1987، بعد ان دهست شاحنة عسكرية إسرائيلية حافلة تقل عمالا فلسطينيين كانوا عائدين من أماكن عملهم في الداخل المحتل الى قطاع غزة، ما أدى الى استشهاد أربعة عمال وجرح سبعة آخرين من سكان مخيم جباليا.
في اليوم التالي وخلال تشييع الشهداء الأربعة، اندلع بركان الغضب الشعبي من مخيم جباليا، حيث يقطن أهالي الضحايا، ليشمل قطاع غزة، قامت خلاله الحشود بإلقاء الحجارة على موقع لجيش الاحتلال في جباليا البلد، وقد شاركت الطائرات المروحية للاحتلال في قذف القنابل المسيلة للدموع والدخانية لتفريق المتظاهرين، وقد استشهد وأصيب في ذلك اليوم عدد من المواطنين، وفرضت سلطات الاحتلال نظام منع التجول على بلدة ومخيم جباليا وبعض الأحياء في قطاع غزة.
واصل الفلسطينيون في غزة انتفاضتهم ضد قمع الاحتلال لمسيرات تشييع الشهداء، وامتد الغضب الجماهيري إلى الضفة الغربية، معلنا الحجر سلاحه في مواجهة جيش الاحتلال والمسيرات السلمية وسيلته في سعيه للخلاص من الاحتلال.
في 10-12-1987 تجددت المظاهرات والاشتباكات مع قوات الاحتلال، حيث عمت مختلف مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة، في أكبر تحد لسلطات الاحتلال واجراءاتها التعسفية والقمعية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، الذي واجه في الضفة الغربية وقطاع غزة رصاص قوات الاحتلال عزلا، وأمطروا جنود الاحتلال الذين تمترسوا بسياراتهم المدرعة بالحجارة والزجاجات الفارغة وقنابل المولوتوف، ما أدى الى استشهاد وإصابة العديد من المواطنين برصاص جيش الاحتلال.
في اليوم التالي وجه الرئيس الراحل ابو عمار، رسالة عاجلة الى الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران مطالبا اياه بتحرك فرنسي دفاعا عن حقوق الانسان الفلسطيني في مواجهة الوحشية الاسرائيلية، حيث قام ما يسمى بـ"الحكم العسكري الاسرائيلي" بإنزال قوات عسكرية خلال الخمسة أيام الأولى بمهاجمة المخيمات الفلسطينية في الضفة والقطاع، ما أدى الى سقوط 54 شهيدا و152 جريحا في ذلك الوقت القصير من عمر الانتفاضة.
أبرز ما كان في المشهد الفلسطيني في ذلك الوقت هو الطرق المسدودة بالمتاريس، والمدارس والجامعات المغلقة، والشوارع التي يملأها الحطام، والدخان الأسود المنبعث من الإطارات المحترقة، والأعلام الفلسطينية، وصور الشهداء.
واتسمت انتفاضة الحجارة بالعصيان المدني الواسع، وبالشمولية والسرية والتنظيم الجيد والمشاركة الفاعلة من كل شرائح المجتمع، كما أنها حملت في طياتها بذور التجدد، فدم كل شهيد كان كالوقود يغذي الانتفاضة ويمدها بالقوة لتستمر، وتشديد الاحتلال وقمعه عزز الانتفاضة الشعبية وصاعد من حدتها.
تضاربت الأرقام والإحصائيات حول أعداد الشهداء والجرحى، بعض الأرقام تحدثت عن استشهاد ما يزيد على 1500 مواطن بقليل، وبعضها تحدث عن استشهاد أكثر من ألفي مواطن، أما عدد الجرحى فوصل إلى 120 ألفا، وعدد المعتقلين إلى 120 ألف معتقل أيضا، بينما شرد 150 ألف مواطن عن منازلهم.

أضف تعليق