متلازمة العدوان ويافطة «التهدئة» تجاه قطاع غزة
غزة (الاتجاه الديمقراطي) (تقرير تامر عوض الله)
تواصل الطائرات الإسرائيلية بأنواعها المختلفة تحليقها في أجواء قطاع غزة، رغم حالة الهدوء النسبي التي سادت القطاع بعد جولة التصعيد الأخيرة، التي بدأتها إسرائيل في 12 تشرين ثاني (نوفمبر) الماضي، ما يرفع حالة القلق لدى الفلسطينيين ويثير مخاوفهم من عدوان جديد قد يرتكبه جيش الاحتلال، لاسيما في ظل حساسية الموقف داخل دولة الاحتلال، والفرص الضعيفة لتشكيل الحكومة، وما يواجهه بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي من قضايا فساد قد تطيح بسلطته.
وأعلن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو(2/12)، أنه لن يكون هناك تهدئة طويلة الأمد مع فصائل المقاومة الفلسطينية، أذا استمرت الأخيرة بإطلاق الصواريخ صوب المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.
وأكد نتنياهو خلال افتتاحه لأحد المصانع في مدينة عسقلان المحتلة، إنه سيتم وضع حد لمسألة «تنقيط الصواريخ» التي تطلق من داخل القطاع، على حد وصفه. مضيفاً: «نمتلك خططاً عملياتية مفاجئة، وستكون أكثر مفاجأة مما شاهدتموه خلال الأسابيع الأخيرة الماضية».
وقال نتنياهو:« سكان عسقلان وجنوب إسرائيل يستحقون نفس الهدوء الذي يستحقه سكان سائر المناطق الأخرى، والهدوء يتم فقط بفضل قوة الردع التي تمتلكها المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية».
على حافة الهاوية
ويري مراقبون ومختصون في الشأن الإسرائيلي، أن تصريحات نتنياهو الأخيرة تهدف لإخفاء الحقيقة واثبات عدم خضوعه للمقاومة الفلسطينية في جولة القتال الأخيرة في القطاع، إضافة إلى حديثه بما يتعلق بضم غور الأردن وشمال البحر الميت لدولة الاحتلال، واتهامه لقادة أحزاب «أزرق – أبيض» و«إسرائيل بيتنا» بإفشال تشكيل الحكومة، تأتي استمراراً لحملته الانتخابية الفاشلة التي تهدف لكسب عدد من أصوات الناخبين الاسرائيليين في حال أجريت جولة انتخابات ثالثة، خاصة أن مهلة تشكيل الحكومة الاسرائيلية اوشكت على الانتهاء.
واعتبر المراقبون، أن نتنياهو سوف يرفع من حدة تصريحاته الاستفزازية لقادة الأحزاب الصهيونية المنافسة له، ويريد من خلالها التوجه لانتخابات ثالثة يراهن عليها للتغطية على ملفات الفساد المنسوبة إليه، خاصة بعد فشله في تشكيل حكومة إسرائيلية برئاسته.
وأضاف المراقبون: «نتنياهو يحاول في هذه الفترة الحساسة التي تهدد مصيره، حشد مزيد من الإسرائيليين وكسب المؤيدين، خاصة من يعيشون في المستوطنات المحاذية للقطاع، أو ما يسمى «غلاف غزة»، إلى جانب محاولاته للحصول على نسبة أعلى يمكن من خلالها إزالة كل العثرات والعراقيل التي تواجه تشكيل حكومة برئاسته.
عدوان متحمل
واعتقد المراقبون أن شن عدوان اسرائيلي على قطاع غزة في هذه الفترة الحساسة، لن ينقذ نتنياهو ولن يبقيه على كرسي الحكم، والتجارب التي خاضها مع المقاومة خلال جولات التصعيد العسكري المتتالية في غزة، غنية بمشاهد الذل والخيبة لنتنياهو، فهي بكل تأكيد لن يكون لها تأثير داخل المجتمع الإسرائيلي، ولن تنقي صورته المشوهة.
وأشار المراقبون إلى أن تصريحات نتنياهو ما هي إلا بداية لسلسلة من التصريحات والتهديدات التي يطلقها قادة الأحزاب الإسرائيلية المتصارعة على كرسي الحكم ضد الفلسطينيين عامة والمقاومة وقادتها وأفرادها خاصة.
وتوقع المراقبون أن تشهد المرحلة القادمة عمليات اغتيال و«تصفية جسدية» لقادة وعناصر في المقاومة داخل القطاع الذي بات يشكل معلماً بارزاً للمقاومة بحاضنتها الشعبية، أو في خارج الأراضي الفلسطينية، ما سيؤدي لانفجار الأوضاع من جديد، والدخول في جولة مواجهة عسكرية جديدة.
وشهد العام الجاري جولات مواجهة عسكرية متوالية في قطاع غزة بين الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية، ممثلة بـ «غرفة العمليات المشتركة» وجيش الاحتلال، شنت إسرائيل خلالها مئات الغارات التي أدت إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين واصابة المئات بجراح، فضلاً عن تدمير مئات المنازل والمؤسسات الإعلامية والمنشآت الاقتصادية والمواقع العسكرية، لكن المقاومة التي أربكت الاحتلال وافشلت حساباته، بإطلاق رشقاتها الصاروخية المكثفة تجاه مواقع الاحتلال العسكرية ومستوطناته المحاذية للقطاع، والتي وصلت إلى عمق المدن المحتلة الكبرى في بعض الأحيان، ونفذت عمليات قنص واستهداف لجنود الاحتلال وتفجير عدد من الآليات العسكرية على السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وأراضي الـ 48، وانتهت بتوصل الجانبان مرات عديدة إلى وقف لإطلاق النار بوساطة مصرية وأممية، لكنها لم تصمد طويلاً.
نشر في مجلة الحرية الفلسطينية في العدد 1753
تواصل الطائرات الإسرائيلية بأنواعها المختلفة تحليقها في أجواء قطاع غزة، رغم حالة الهدوء النسبي التي سادت القطاع بعد جولة التصعيد الأخيرة، التي بدأتها إسرائيل في 12 تشرين ثاني (نوفمبر) الماضي، ما يرفع حالة القلق لدى الفلسطينيين ويثير مخاوفهم من عدوان جديد قد يرتكبه جيش الاحتلال، لاسيما في ظل حساسية الموقف داخل دولة الاحتلال، والفرص الضعيفة لتشكيل الحكومة، وما يواجهه بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي من قضايا فساد قد تطيح بسلطته.
وأعلن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو(2/12)، أنه لن يكون هناك تهدئة طويلة الأمد مع فصائل المقاومة الفلسطينية، أذا استمرت الأخيرة بإطلاق الصواريخ صوب المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.
وأكد نتنياهو خلال افتتاحه لأحد المصانع في مدينة عسقلان المحتلة، إنه سيتم وضع حد لمسألة «تنقيط الصواريخ» التي تطلق من داخل القطاع، على حد وصفه. مضيفاً: «نمتلك خططاً عملياتية مفاجئة، وستكون أكثر مفاجأة مما شاهدتموه خلال الأسابيع الأخيرة الماضية».
وقال نتنياهو:« سكان عسقلان وجنوب إسرائيل يستحقون نفس الهدوء الذي يستحقه سكان سائر المناطق الأخرى، والهدوء يتم فقط بفضل قوة الردع التي تمتلكها المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية».
على حافة الهاوية
ويري مراقبون ومختصون في الشأن الإسرائيلي، أن تصريحات نتنياهو الأخيرة تهدف لإخفاء الحقيقة واثبات عدم خضوعه للمقاومة الفلسطينية في جولة القتال الأخيرة في القطاع، إضافة إلى حديثه بما يتعلق بضم غور الأردن وشمال البحر الميت لدولة الاحتلال، واتهامه لقادة أحزاب «أزرق – أبيض» و«إسرائيل بيتنا» بإفشال تشكيل الحكومة، تأتي استمراراً لحملته الانتخابية الفاشلة التي تهدف لكسب عدد من أصوات الناخبين الاسرائيليين في حال أجريت جولة انتخابات ثالثة، خاصة أن مهلة تشكيل الحكومة الاسرائيلية اوشكت على الانتهاء.
واعتبر المراقبون، أن نتنياهو سوف يرفع من حدة تصريحاته الاستفزازية لقادة الأحزاب الصهيونية المنافسة له، ويريد من خلالها التوجه لانتخابات ثالثة يراهن عليها للتغطية على ملفات الفساد المنسوبة إليه، خاصة بعد فشله في تشكيل حكومة إسرائيلية برئاسته.
وأضاف المراقبون: «نتنياهو يحاول في هذه الفترة الحساسة التي تهدد مصيره، حشد مزيد من الإسرائيليين وكسب المؤيدين، خاصة من يعيشون في المستوطنات المحاذية للقطاع، أو ما يسمى «غلاف غزة»، إلى جانب محاولاته للحصول على نسبة أعلى يمكن من خلالها إزالة كل العثرات والعراقيل التي تواجه تشكيل حكومة برئاسته.
عدوان متحمل
واعتقد المراقبون أن شن عدوان اسرائيلي على قطاع غزة في هذه الفترة الحساسة، لن ينقذ نتنياهو ولن يبقيه على كرسي الحكم، والتجارب التي خاضها مع المقاومة خلال جولات التصعيد العسكري المتتالية في غزة، غنية بمشاهد الذل والخيبة لنتنياهو، فهي بكل تأكيد لن يكون لها تأثير داخل المجتمع الإسرائيلي، ولن تنقي صورته المشوهة.
وأشار المراقبون إلى أن تصريحات نتنياهو ما هي إلا بداية لسلسلة من التصريحات والتهديدات التي يطلقها قادة الأحزاب الإسرائيلية المتصارعة على كرسي الحكم ضد الفلسطينيين عامة والمقاومة وقادتها وأفرادها خاصة.
وتوقع المراقبون أن تشهد المرحلة القادمة عمليات اغتيال و«تصفية جسدية» لقادة وعناصر في المقاومة داخل القطاع الذي بات يشكل معلماً بارزاً للمقاومة بحاضنتها الشعبية، أو في خارج الأراضي الفلسطينية، ما سيؤدي لانفجار الأوضاع من جديد، والدخول في جولة مواجهة عسكرية جديدة.
وشهد العام الجاري جولات مواجهة عسكرية متوالية في قطاع غزة بين الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية، ممثلة بـ «غرفة العمليات المشتركة» وجيش الاحتلال، شنت إسرائيل خلالها مئات الغارات التي أدت إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين واصابة المئات بجراح، فضلاً عن تدمير مئات المنازل والمؤسسات الإعلامية والمنشآت الاقتصادية والمواقع العسكرية، لكن المقاومة التي أربكت الاحتلال وافشلت حساباته، بإطلاق رشقاتها الصاروخية المكثفة تجاه مواقع الاحتلال العسكرية ومستوطناته المحاذية للقطاع، والتي وصلت إلى عمق المدن المحتلة الكبرى في بعض الأحيان، ونفذت عمليات قنص واستهداف لجنود الاحتلال وتفجير عدد من الآليات العسكرية على السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وأراضي الـ 48، وانتهت بتوصل الجانبان مرات عديدة إلى وقف لإطلاق النار بوساطة مصرية وأممية، لكنها لم تصمد طويلاً.
نشر في مجلة الحرية الفلسطينية في العدد 1753
أضف تعليق