23 كانون الأول 2024 الساعة 17:46

التحول بموقف الادارة الاميركية يمهد لنشاطات استيطانية جديدة

2019-11-23 عدد القراءات : 772

نابلس ( الاتجاه الديمقراطي)

قال المكتب الوطني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير في تقريره الأسبوعي من 16/11/2019-22/11/2019 : " بعد سلسلة من القرارات و الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الامريكية والتي تمثلت في الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل ونقل سفارتها من تل ابيب الى القدس المحتلة ، وإغلاق (مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية) في واشنطن ، ووقف دعم وكالة الأمم المتحدة المختصة باللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة ، وفي الوقت الذي يجمع به العالم على ان النشاط الاستيطاني الاسرائيلي في الضفة الغربية، مخالف للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن الولايات المتحدة لم تعد تصنف المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة باعتبارها مخالفة للقانون الدولي ، وذلك في مسعى للتنصل من تعهدات سابقة ، حيث كان الموقف الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية الصادر عام 1978، يؤكد على أن البناء الاستيطاني في الضفة الغربية يتعارض مع القانون الدولي . وتأتي الخطوة الأميركية عقب قرار المحكمة العليا للاتحاد الأوروبي الذي صدر الاسبوع الماضي وأقر وسم البضائع الإسرائيلية التي تنتج في المستوطنات المقامة في الأراضي المحتلة عام 1967، والتي يتم تصديرها إلى دول الاتحاد وكأنه في السياق رد على على فرار المحكمة الاوروبية ".
جدير بالذكر ان الموقف الأمريكي الجديد كانت قد سبقته خطوات إسرائيلية تمهيدية بهذا الشأن ، حيث سن الكنيست الإسرائيلي في السادس من شباط 2017، قانون شرعنة الاستيطان ( قانون تنظيم الاستيطان في يهودا والسامرة - 2017)، الذي يهدف فعليًا إلى مصادرة أراضي الفلسطينيين الخاصّة التي بُنيت عليها مستوطنات في مناطق الضفّة الغربيّة وتخصيصها للمستوطنين الإسرائيليين
وكشف الموقف الذي أعلنه وزير الخارجية الامريكي بشأن الاستيطان عن مخططات البناء الاستيطاني في القدس والمناطق المحيطة . ومن بين تلك المخططات مخطط يستهدف ايجاد امتداد بين القدس ومستوطنة معاليه ادوميم –منطقة الخان الاحمر والذي يمتد شرقا الى المنطقة "اي 1" ومخططات آخرى للبناء في أراضي مطار القدس (مطار قلنديا) وفي "جفعات همطوس" على أراضي بلدة بيت صفافا . ويبلغ عدد الوحدات الاستيطانية المقرر اقامتها على هذه الاراضي الاف الوحدات السكنية وهي تجتاز مراحل تنظيم مختلفة . ويتضمن مشروع"جفعات همطوس"بناء 2600 وحدة سكنية منها 600 وحدة لتوسيع بلدة بيت صفافا وقد صادقت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء على هذه المخططات . مخطط آخر ينتظر الضوء الاخضر في منطقة تسميها سلطات الاحتلال منطقة "مبسيرت أدوميم" ويمتد المخطط على مساحة 12 دونما وتنص المرحله الاولى منه على بناء عشرات الاف الوحدات السكنية . ويتضمن مخطط آخر على توسيع مستوطنة "النبي يعقوب" شمال القدس وذلك من خلال اضافة 2000 وحدة سكنية ويشكل هذا المخطط جزءا من الاتفاق الرئيسي بين بلدية القدس وكل من وزارة المالية و سلطة تطوير المدينة .اما في منطقة قلنديا فتتناول المخططات تحويل منطقة المطار الى حي سكني حريدي يتضمن هو الآخر ألاف الوحدات السكنية
وتوالت ردود الفعل على هذا الموقف الجديد للادارة الاميركية . وكان اكثرها وضوحا قد صدر في الولايات المتحدة الاميركية . فقد وقع أكثر من 135 عضواً من أعضاء الكونغرس الأمريكي، نهاية الاسبوع عريضة طالبوا فيها وزير الخارجية مايك بومبيو بالتراجع عن قراره اعتبار المستوطنات التي اقامتها اسرائيل في الضفة الغربية أمراً لا يتعارض مع القانون الدولي، وذلك في سياق استمرار ردود الفعل الدولية المنددة بهذا القرار . وبين الأعضاء الموقعون على العريضة أن الموقف الاميركي هذا يزعزع مصداقية الولايات المتحدة كوسيط نزيه بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية، ويلحق أضراراً بالغة بمستقبل السلام، ويعرّض أمن أمريكا وإسرائيل والشعب الفلسطيني للخطر". ويشكل انتهاكا صارخا للمادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة. ودعوا وزير الخارجية مايك بومبيو الى التراجع عن سياسة أمريكية استمرت لعقود تجاه المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة وكانت تعتبر هذه المستوطنات المدنية تتعارض مع القانون الدولي .واكد اعضاء الكونغرس أن الإدارة بتجاهلها للقانون الدولي قد زعزعت الموقف الأخلاقي لأمريكا، وبعثت رسالة خطيرة لأولئك الذين لا يشاركوننا قيمنا، مفادها أنّ حقوق الإنسان والقانون الدولي اللذان يحكمان النظام الدولي ويحميان القوات والمدنيين الأميركيين منذ عام 1949، لم تعد قيد التطبيق. بعد ان تخلت الولايات المتحدة عن القانون الدولي وقانون حقوق الإنسان من جانب واحد، ما يعني أنّ القرن الحادي والعشرين لن يكون سوى قرناً أكثر فوضوية ووحشية بالنسبة للأمريكان وحلفائهم، بما في ذلك الشعب الإسرائيلي .
كما لاقت هذه الخطوة استنكارا واسعا على المستوى الدولي في كل من روسيا الاتحادية والصين الشعبية وبريطانيا وفرنسا وغيرها من عواصم القرار في دول العالم . وفي الامم المتحدة أعلنت الأمم المتحدة أن التغير في السياسة الأميركية ليس له أي تأثير على الوضع القانوني للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة وشرقي القدس وأكدت أن المستوطنات تنتهك القانون الدولي . كما أعلن الاتحاد الأوروبي على لسان الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ، فيدريكا موغريني أن موقفه الرافض لأنشطة الاستيطان الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة لم يتغير وأن جميع المستوطنات غير قانونية
وبعد يوم واحد من اعلان الادارة الامريكية لموقفها الجديد تجوّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، الذي تلاحقه تهم الفساد والرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في الكتلة الاستيطانية "غوش عتصيون"، جنوب بيت لحم ، حيث أعترف وكأنه يمهد لحملة انتخابية جديدة بأنه يشعر بانفعال كبير ، فنحن متواجدون هنا في "غوش عتصيون "الذي طردنا منه إبان حرب الاستقلال وها نحن في هذا اليوم التاريخي حيث تم تحقيق إنجاز عظيم لدولة إسرائيل عملنا على تحقيقه على مدار فترة طويلة ، وجاءت إدارة الرئيس ترامب لتصحح ظلما تاريخيا ووقفت إلى جانب الحقيقة والعدل على حد زعمه ، نتنياهو تصرف بعد الموقف الاميركي الجديد وكأنه يمهد لحملة انتخابات ثالثة فاجتمع مع رؤساء مجالس المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الضفة الغربية يخطب ودها وتأييدها ، ما دفع دافيد الحياني رئيس المجلس الاستيطاني في غور الاردن والضفة الغربية لمخطبة نتنياهو قائلا : كل هذا بفضل جهودك ، ليوضح
نتنياهو بدوره في كلمة مصورة نشرها في حسابه الرسمي على "تويتر"، إن "القرار التاريخي من الإدارة الأمريكية يتيح لاسرائيل فرصة فريدة لتحديد الحدود الشرقية لإسرائيل وضم غور الأردن".
وفي السياق ايضا وافق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تفعيل مشروع القانون حول ضم غور الأردن لإسرائيل ، حيث أكدت شارين هاسكل عضو الكنيست عن حزب "الليكود"، التي قدمت مشروع القانون، إن "القانون يحظى بالدعم الكامل من رئيس الوزراء" وطلبت إعفاء مشروعها من فترة الانتظار الإلزامية، التي تصل لستة أسابيع ، ليصبح من الممكن التصويت عليه خلال اسبوع في اللجنة التنظيمية للكنيست ، التي يترأسها النائب أفي نيسنكورن من تحالف "أزرق أبيض". ودعت هاسكل ممثلي "أزرق أبيض" و"إسرائيل بيتنا" و"العمل – غيشر" لدعم جهود "الليكود" لتمرير مشروع القانون بأغلبية 80 صوتا من مجوع أعضاء الكنيست .
على صعيد آخر وفي سياق سياسة التهجير والتطهير العرقي الصامت التي تمارسها سلطات وبلدية الاحتلال في القدس تم تجريف أراضي قرب تجمع جبل البابا في بلدة العيزرية وهو الوحيد الموصل إلى بلدة العيزرية. وتسببت اعمال التجريف بتدمير خط المياه الرئيسي الواصل للتجمع . وجبل البابا هو احد التجمعات البدوية في محيط القدس، ويسعى الاحتلال إلى تهجير سكانها من أجل إقامة مشاريعه الاستيطانية وربط مستوطنة "معاليه أدوميم" بالقدس، وتنفيذ المخطط المعروف بـ"E1"، الذي يهدف إلى فصل مدينة القدس نهائيا وبشكل كامل عن امتدادها الفلسطيني.
وشهدت عددة محافظات في االضفة الغربية سلسلة تطورات وموجة اعتداءات ممنهجة من قبل قطعان المستوطنين حيث تعرضت بلدات وقرى مجدل بين فاضل وقبلان وبرقة وبيت دجن وكفر الديك لاعتداءات شملت إحراق أراضي زراعية واعطاب عجلات عشرات المركبات وإحراق مركبات أخرى، وخط شعارات عنصرية معادية تحرض على قتل العرب في القرى الثلاث.
وفي خطوة استفزازية لما لها من دلالات تنطوي على تزوير تاريخ مدينة الخليل ألصق المستوطنون نقوشا حجرية حفر عليها شمعدان فوق احدى قناطر بلدة الخليل العتيقة يدعون انها "نقش المنارات" وانه كان رمزا تاريخيا لليهود في الخليل العتيقة . واقتحم عشرات المستوطنين كنيسة المسكوبية في المدينة بحماية قوة كبيرة من جيش الاحتلال وباسناد مروحية احتلالية ، لممارسة طقوس تلمودية وهي المرة الأولى التي يقوم فيها المستوطنون باقتحامها منذ سنوات طويلة. وتقع الكنيسة في حي الجلدة بالمنطقة الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية على مدينة الخليل . كما اقتحم مستوطنون منزلاً يعود لعائلة غالب طهبوب ، وبدأوا بإنشاء غرفة من الصفيح (الزينكو) بمساحة حوالي 20 متراً مربعاً . يذكر أن البيت يقع في شارع الشلالة الصغرى ومجاور للبؤرة الاستيطانية "الدبويا " وهي منطقة مغلقة بأوامر عسكرية ويحظر دخول المواطنين الفلسطينيين أليها منذ أكثر من خمسة عشر عاماً . وفي سابقة قامت مجموعة من المستوطنين، بوضع لافتات في أسواق البلدة القديمة من مدينة الخليل، تحت حماية من جنود الاحتلال . ويأتي هذا في وقت تشهد فيه المنطقة الخاضعة لسيطرة الاحتلال من مدينة الخليل حركة نشطة للمستوطنين الذين يستعدون للاحتفال بعيد ما يسمى "السيدة سارة". وقد قام مستوطنون بنصب خيام في محيط الحرم الابراهيمي
وفي محافظة نابلس هاجم مستوطنون بحماية جيش الاحتلال المزارعين في قرية جالود جنوب نابلس وقاموا بطردهم من أراضيهم بعد سرقة محصول الزيتون الذي جنوه ، فيما اقتحمت قوة عسكرية الموقع الأثري في بلدة سبسطية شمال نابلس وسط اطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع ، الأمر الذي أدى الى اندلاع مواجهات ، حيث تتعرض البلدة لهجمة شرسة واقتحام شبه يومي من قبل الاحتلال ومستوطنيه . وفي الوقت نفسه هاجم عدد من المستوطنين 10 مركبات بالقرب من حاجز زعترة ورشقوها بالحجارة .وصادرت قوات الاحتلال "حفارا" تعود ملكيته للمواطن على عيسي مخلفوف من بلده عصيرة القبلية جنوب نابلس، بعد اقتحام مكان عمله بالقرب من مستوطنة "ايتسهار"
وفي محافظة سلفيت جددت سلطات الاحتلال الاسرائيلي إخطارها بالإستيلاء على مئات الدونمات من أراضي المواطنين في محافظة سلفيت شمال الضفة ، والتي وضع الاحتلال يده عليها منذ سنوات "لأغراض عسكرية". وهذه المناطق يستخدمها الاحتلال لعدة سنوات تتراوح ما بين 4-6 سنوات لأغراض عسكرية ، وهي المناطق المحاذية لجدار الفصل العنصري والمحيطة بالمستوطنات الاسرائيلية المقامة على اراضي المواطنين وبعد الانتهاء من هذه الفترة الزمنية يقوم الاحتلال بتجديد مصادرته لعدة سنوات اخرى لنفس الهدف ، وقد تم تجديد الاخطار لعام لـ 31/12/2022. وتغطي المناطق المشمولة بالاخطار مساحات من الاراضي تقع في محيط قرية ديراستيا، ( خلة هزيم وخلة حسنين وموقع عقبة جردا ) وقرية كفل حارس، ( المنطقة الغربية، والخربة وخلة ابو احمد ) وقرية بروقين ، ( خربة الفخاخير ) , وفي قرية كفرالديك، ( خربة سوسية، ودير سمعان ) وفي قرية ديربلوط، ( وادي جبارين، والخيزر ) .وقرية سكاكا، ( خلة ابداح، والحريق الخفيف ) . وقرية مسحة ( وادي مسحة والوادات والحريق ) وفي قرية الزاوية ( سريسيا،خلة حمد، مرج الكاكا، خلة ابو زيتونة، الزرد،خلايل الزاوية، الكركند، حبيبة، وادي إسماعيل ، الوجه الغربي ) وفي قرية مردا ( منطقة الدعوق، والشعب، جنات شعلة تين ) وفي بديا، ( منطقة ابو انوس ".حارس، "واد عواد ) .

أضف تعليق