«فيسبوك» يطبق «معايير» الاحتلال على المنشورات الفلسطينية
غزة (الاتجاه الديمقراطي) (تقرير وسام زغبر)
يواصل موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» حربه على المحتوى الفلسطيني الذي يساهم في نقل الرواية الفلسطينية وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني،تبدأ بحظر الحسابات الشخصية والصفحات العامة عن النشر وتمتد لإغلاقها قبل حذفها بشكل نهائي.
دفعت هذه الإجراءات غير المبررة العديد من الفلسطينيين إلى إطلاق عدة حملات ضد «فيسبوك»، والتي كان آخرها حملة تغريدية (2/10) بهاشتاغ «fbblockspalestine» عبر خلالها الصحفيون والنشطاء الفلسطينيون عن سخطهم وغضبهم لمحاولات فيسبوك المتكررة محاربة الرواية الفلسطينية في انحياز كامل لجانب دولة الاحتلال التي تواصل عدوانها وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني ونهب أرضه وتهويد مقدساته.
وغردت منى اشتية عبر صفحتها على «فيسبوك»: «حذف المحتوى الفلسطيني على هذه المنصة هو أكبر من سياستها، لكن الأولى أن نفكر بالخصم وهو الإحتلال الإسرائيلي الذي يرصّد ويبلّغ، هذا عمل خلايا ممنهجة، الحملات الفلسطينية يجب أن لا تكون دفاعية، حملتنا يجب أن تكون هجومية، لذلك على الفلسطينيين والحكومة الفلسطينية تنظيم وحدة كاملة متكاملة ترصّد وتبلّغ عن المحتوى الإسرائيلي التحريضي ضد الفلسطينيين».
وأضافت اشتية: «لن يستجيب فيسبوك لمقاطعة النشطاء، 2 مليون مستخدم في عالم فيسبوك لا يعني شيئاً، طالما أن المبرر لفيسبوك هو أن البلاغات تأتي بشكل ممنهج، علينا لوم أنفسنا وسلطتنا لضعفها في تشكيل وحدة رصد وتبليغ عن المحتوى الإسرائيلي المحرض ضدنا، وغياب قدرتهم على المواجهة في الفضاء الرقمي التي لا تختلف عن غيابهم في مواجهة الواقع».
وقف الإعلانات الممولة
ودعت حملة «fbblockspalestine» أصحاب الحسابات والصفحات الفلسطينية لوقف الإعلانات الممولة عبر «فيسبوك» انتصاراً لحقوق فلسطين الرقمية. مؤكدةً أن الرأسمال الوطني يجب أن يكون جزءاً من معركة النضال الرقمي.وقال القائمون على الحملة: «هدف هذه الخطوة التفاعلية هي التأثير على إدارة موقع فيسبوك لإجباره على التراجع عن سياسته باستهداف المحتوى الفلسطيني».
ويتذرع «فيسبوك» حظره وحذفه مئات الحسابات الفلسطينية المهمة والموثقة في نقل الرواية الفلسطينية وفضح جرائم الاحتلال بأنها «مخالفة لمعايير مجتمع فيسبوك وتنتهك سياساته»، في الوقت الذي تتغاضى إدارة «فيسبوك» عن آلاف التعليقات عبر الحسابات والصفحات الإسرائيلية المحرضة ضد الفلسطينيين، منها صفحات تحريضية تدعو لاعتقال وقتل الأطفال الفلسطينيين.
خوارزمية الذكاء الاصطناعي
وأنشأ الموقع الأزرق خوارزمية تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي تقوم بحظر صاحب المنشور وحذف محتواه بشكل فوري في حال شملت على مصطلحات وكلمات معينة دون النظر إلى السياق الذي ترد به هذه المصطلحات، مثل: «شهيد، مقاوم، الجبهة الديمقراطية، حماس، الجهاد، الجبهة الشعبية، المقاومة الوطنية، سرايا القدس، القسام».
وقال الصحفي والناشط الفلسطيني سامح مناصرة: «فيسبوك تَحوَّل اليوم إلى قاعدة بيانات ضخمة لعدد كبير من المستخدمين حول العالَم، وحين يتعامل معنا بهذه الطريقة، فبالتأكيد يستخدم البيانات الخاصَّة بنا ضدنا».
وأضاف: «عند إنشاء حساب جديد حذفه فيسبوك سابقاً، يُحذَف في غضون دقائق، إذا استخدم نفس الاسم والصورة والـ«IP» في إنشائه، بما يعني أن فيسبوك تَحوَّل لأداة قمع بيد إسرائيل وليس منحازاً فقط لها، ويلاحق شخصيات معينة دون غيرها».
ووثقَّ مركز صدى سوشيال 139 انتهاكاً على موقع «فيسبوك» بحق المحتوى الفلسطيني خلال شهر سبتمبر الماضي، متنوعة ما بين منع النشر على الصفحات والحسابات وحظرها وحذفها وتقييد الوصول للصفحات ومنع البث المباشر وحذف منشورات قديمة تعود إلى سنوات.
وأوضح «صدى سوشيال» أن «فيسبوك» استجاب لما نسبته 90% من طلبات الاحتلال لإزالة وحظر الحسابات والصفحات الفلسطينية منذ بداية عام 2019، وأكثر من 200 انتهاك للمحتوى الفلسطيني منذ بداية العام.
وقال مدير المركز إياد الرفاعي، «وجّهنا رسالة شديدة اللهجة إلى مديرة قسم السياسات العامَّة في فيسبوك بالشرق الأوسط نشوى حسين، قدّمنا من خلالها شرحاً للتضييق الذي ارتفعت وتيرته مؤخَّراً تجاه المحتوى الفلسطيني».
وأكد رفضه للآلية التي عمل «فيسبوك» خلالها على تطوير خوارزميات جديدة عبر القيام بفلترة مصطلحات فلسطينية ليعتبرها «إرهابية» وممنوعة من التداول. مديناً هذه السياسات المخالفة للقوانين والمواثيق الدولية التي كفلت حرية الاعتقاد وحرية الرأي والتعبير وحرية العمل الصحفي.
تقييد المحتوى الفلسطيني
وأضاف «سندرس خطوات عملية على أرض الواقع من شأنها الضغط على فيسبوك للعدول عن التضييق الكبير الذي يرتكبه ضدّ المحتوى الفلسطيني، وسنعقد اجتماعاً لشبكة المنظَّمات الأهلية، لكي تتبني بياناً مشتركاً تضغط فيه على فيسبوك للعدول عن هذه الممارسات، وسنُجرِي مشاورات مع الحكومة الفلسطينية لكي يكون لها دور فعال في الموضوع».
وكشفت مؤسسة بحثية دولية أن دولة الاحتلال توظف علاقاتها مع شركة فيسبوك وتستغلها في محاربة المحتوى الفلسطيني في الفضاء الإلكتروني لموقع الشركة.
وربطت مؤسسة «إمباكت الدولية لسياسات حقوق الإنسان» في تقرير صدر عنها، بين الشكاوى الفلسطينية من إجراءات «فيسبوك» على المحتوى الفلسطيني، وبين وجود ارتباط مصالح اقتصادية مع إسرائيل.
وأشارت المديرة التنفيذية للمؤسسة مها الحسيني إلى تكرار زيارات كبار مسؤولي «فيسبوك» لإسرائيل، وإبرام اتفاقيات بينهما بدعوى محاربة التحريض، مما أسفر عن تقييد شديد للمحتوى الفلسطيني، في الوقت الذي تواصل إسرائيل التحريض على الفلسطينيين ونشر الكراهية والدعاية ضدهم، وقلما ما يتم التعامل مع الصفحات الإسرائيلية.
ودعت الحسيني «فيسبوك» للالتزام بالضوابط الأخلاقية الخاصة بها والتي تدعو لتعزيز حرية التعبير ورفض الكراهية والعنف واحترام كرامة الإنسان وحياته.
وانتقد رواد «فيسبوك» تجاهل موقع التواصل الاجتماعي للصفحات والحسابات الإسرائيلية التي تحرّض ضدّ الفلسطينيين، وتدعو إلى قتل الأطفال واعتقالهم وسلب الأراضي. وتساءل بعضهم عن سبب عدم حذف حسابات تحرّض مباشرةً ضدّ الفلسطينيين، مثل حساب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ونجله يائير.
ونشرت صحيفة «هآرتس» العبرية في إبريل (نيسان) الماضي عن استثمار كبير لـ«فيسبوك» في عمليات الذكاء الاصطناعي بإسرائيل من خلال مركز جديد للبحث والتطوير مصمم لمساعدة عمل المهندسين والمبرمجين بالشركة الأميركية وخارجها.
وأبرزت الصحيفة أن «فيسبوك» من بين أكثر من 300 شركة متعددة الجنسيات فتحت منشآت للبحث والتطوير في إسرائيل.ونشر يائير منشوراً عنصريّاً ضدّ الفلسطينيين على «فيسبوك»، كتب فيه، «لن يكون سلام هنا حتى يغادر جميع العرب والفلسطينيين أرض إسرائيل».
دون إنذار
من جهته، رصدَّ المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) في شهر أيلول الماضي، إغلاق وحظر 34 صفحة إخبارية وحساب خاص بصحفيين من الضفة الفلسطينية وقطاع غزة يتابعها مئات آلاف الأشخاص، بدعوى «انتهاك معايير خصوصية مجتمع فيسبوك».
وأوضح «مدى» أن هذه الإغلاقات تأتي في إطار اتفاقيات أو تفاهمات أبرمتها الشركة مع حكومة الاحتلال، ما يعني تبني وجهة نظر سلطات الاحتلال فيما يتعلق بمصطلحي «التحريض والإرهاب»، متناسية خصوصية الوضع للفلسطينيين كشعب لا زال يرزح تحت نير الاحتلال. مشيراً إلى أن معظم الصفحات التي أُغلقت تحظى بمتابعات واسعة، ولم يتلقَّ أصحابها أي إنذارات مسبقة، أو تفسيرات لإقدام شركة فيسبوك على خطوة الإغلاق أو الحجب.
وقال المركز إنه «خاطب دائرة السياسات العامة في شركة فيسبوك في تاريخ 30/5/2019، عن أسباب إقدامها على حجب وإغلاق نحو 58 صفحة إخبارية وصفحات شخصية لصحفيين فلسطينيين دون إنذارات أو إيضاحات مسبقة». مضيفاً: «ردت فيسبوك في 30/9/2019 بإعادة تفعيل 9 حسابات من أصل 58، مبررة ذلك بأسباب تتعلق بـ«معايير فيسبوك»».
واعتبر مركز «مدى» أن الحملة الواسعة لـ«فيسبوك» على صفحات إعلامية تُعتبر مساساً جسيماً وخطيراً بالحريات الإعلامية واستجابة لمواقف إسرائيل بشأن ما تعتبره تحريضاً عليها أو ضدّ سياساتها وجيشها.
وقامت شركة «فيسبوك» بإغلاق وحظر مئات الحسابات الشخصية والصفحات الإخبارية والتابعة للفصائل الفلسطينية بدعوى نشرهم مواد تحريضية وخرق معايير مجتمع فيسبوك، ومنها حظر النشر لمدة شهر لحساب الصحفيين إسماعيل أبو عمر (14 ألف متابع)، ومحمد جربوع ويوسف الحسني، وإغلاق صفحة الصحفي حسن إصليح (31 ألف متابع) وصفحة مدير شبكة برق غزة حسان أبو وردة، وتعطيل صفحات الصحفيين يونس العبادلة، محمود اللوح ومحمد عبد النبي، وحذف حسابات الصحفيين محمد الهمص وإسماعيل الغول، وإغلاق صفحات كتائب المقاومة الوطنية، الجبهة الديمقراطية- الإعلام المركزي، يوميات بيت لحم، حديث اليوم، وحظر النشر لمدة شهر لحساب المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية بقطاع غزة وشبكة دورا الإعلامية.
ولم تكتف «فيسبوك» بانتهاكاتها المستمرة للمحتوى الفلسطيني، بل تحوّل الموقع لمصيّدة أمنية يرصد الاحتلال الإسرائيلي من خلالها مشاركات النشطاء الفلسطينيين ويعتقلهم بناءً عليها ويحاكمهم عليها بتهم التحريض. ■
* ملاحظة: نشر بـ«مجلة الحرية» في عددها 1745
يواصل موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» حربه على المحتوى الفلسطيني الذي يساهم في نقل الرواية الفلسطينية وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني،تبدأ بحظر الحسابات الشخصية والصفحات العامة عن النشر وتمتد لإغلاقها قبل حذفها بشكل نهائي.
دفعت هذه الإجراءات غير المبررة العديد من الفلسطينيين إلى إطلاق عدة حملات ضد «فيسبوك»، والتي كان آخرها حملة تغريدية (2/10) بهاشتاغ «fbblockspalestine» عبر خلالها الصحفيون والنشطاء الفلسطينيون عن سخطهم وغضبهم لمحاولات فيسبوك المتكررة محاربة الرواية الفلسطينية في انحياز كامل لجانب دولة الاحتلال التي تواصل عدوانها وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني ونهب أرضه وتهويد مقدساته.
وغردت منى اشتية عبر صفحتها على «فيسبوك»: «حذف المحتوى الفلسطيني على هذه المنصة هو أكبر من سياستها، لكن الأولى أن نفكر بالخصم وهو الإحتلال الإسرائيلي الذي يرصّد ويبلّغ، هذا عمل خلايا ممنهجة، الحملات الفلسطينية يجب أن لا تكون دفاعية، حملتنا يجب أن تكون هجومية، لذلك على الفلسطينيين والحكومة الفلسطينية تنظيم وحدة كاملة متكاملة ترصّد وتبلّغ عن المحتوى الإسرائيلي التحريضي ضد الفلسطينيين».
وأضافت اشتية: «لن يستجيب فيسبوك لمقاطعة النشطاء، 2 مليون مستخدم في عالم فيسبوك لا يعني شيئاً، طالما أن المبرر لفيسبوك هو أن البلاغات تأتي بشكل ممنهج، علينا لوم أنفسنا وسلطتنا لضعفها في تشكيل وحدة رصد وتبليغ عن المحتوى الإسرائيلي المحرض ضدنا، وغياب قدرتهم على المواجهة في الفضاء الرقمي التي لا تختلف عن غيابهم في مواجهة الواقع».
وقف الإعلانات الممولة
ودعت حملة «fbblockspalestine» أصحاب الحسابات والصفحات الفلسطينية لوقف الإعلانات الممولة عبر «فيسبوك» انتصاراً لحقوق فلسطين الرقمية. مؤكدةً أن الرأسمال الوطني يجب أن يكون جزءاً من معركة النضال الرقمي.وقال القائمون على الحملة: «هدف هذه الخطوة التفاعلية هي التأثير على إدارة موقع فيسبوك لإجباره على التراجع عن سياسته باستهداف المحتوى الفلسطيني».
ويتذرع «فيسبوك» حظره وحذفه مئات الحسابات الفلسطينية المهمة والموثقة في نقل الرواية الفلسطينية وفضح جرائم الاحتلال بأنها «مخالفة لمعايير مجتمع فيسبوك وتنتهك سياساته»، في الوقت الذي تتغاضى إدارة «فيسبوك» عن آلاف التعليقات عبر الحسابات والصفحات الإسرائيلية المحرضة ضد الفلسطينيين، منها صفحات تحريضية تدعو لاعتقال وقتل الأطفال الفلسطينيين.
خوارزمية الذكاء الاصطناعي
وأنشأ الموقع الأزرق خوارزمية تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي تقوم بحظر صاحب المنشور وحذف محتواه بشكل فوري في حال شملت على مصطلحات وكلمات معينة دون النظر إلى السياق الذي ترد به هذه المصطلحات، مثل: «شهيد، مقاوم، الجبهة الديمقراطية، حماس، الجهاد، الجبهة الشعبية، المقاومة الوطنية، سرايا القدس، القسام».
وقال الصحفي والناشط الفلسطيني سامح مناصرة: «فيسبوك تَحوَّل اليوم إلى قاعدة بيانات ضخمة لعدد كبير من المستخدمين حول العالَم، وحين يتعامل معنا بهذه الطريقة، فبالتأكيد يستخدم البيانات الخاصَّة بنا ضدنا».
وأضاف: «عند إنشاء حساب جديد حذفه فيسبوك سابقاً، يُحذَف في غضون دقائق، إذا استخدم نفس الاسم والصورة والـ«IP» في إنشائه، بما يعني أن فيسبوك تَحوَّل لأداة قمع بيد إسرائيل وليس منحازاً فقط لها، ويلاحق شخصيات معينة دون غيرها».
ووثقَّ مركز صدى سوشيال 139 انتهاكاً على موقع «فيسبوك» بحق المحتوى الفلسطيني خلال شهر سبتمبر الماضي، متنوعة ما بين منع النشر على الصفحات والحسابات وحظرها وحذفها وتقييد الوصول للصفحات ومنع البث المباشر وحذف منشورات قديمة تعود إلى سنوات.
وأوضح «صدى سوشيال» أن «فيسبوك» استجاب لما نسبته 90% من طلبات الاحتلال لإزالة وحظر الحسابات والصفحات الفلسطينية منذ بداية عام 2019، وأكثر من 200 انتهاك للمحتوى الفلسطيني منذ بداية العام.
وقال مدير المركز إياد الرفاعي، «وجّهنا رسالة شديدة اللهجة إلى مديرة قسم السياسات العامَّة في فيسبوك بالشرق الأوسط نشوى حسين، قدّمنا من خلالها شرحاً للتضييق الذي ارتفعت وتيرته مؤخَّراً تجاه المحتوى الفلسطيني».
وأكد رفضه للآلية التي عمل «فيسبوك» خلالها على تطوير خوارزميات جديدة عبر القيام بفلترة مصطلحات فلسطينية ليعتبرها «إرهابية» وممنوعة من التداول. مديناً هذه السياسات المخالفة للقوانين والمواثيق الدولية التي كفلت حرية الاعتقاد وحرية الرأي والتعبير وحرية العمل الصحفي.
تقييد المحتوى الفلسطيني
وأضاف «سندرس خطوات عملية على أرض الواقع من شأنها الضغط على فيسبوك للعدول عن التضييق الكبير الذي يرتكبه ضدّ المحتوى الفلسطيني، وسنعقد اجتماعاً لشبكة المنظَّمات الأهلية، لكي تتبني بياناً مشتركاً تضغط فيه على فيسبوك للعدول عن هذه الممارسات، وسنُجرِي مشاورات مع الحكومة الفلسطينية لكي يكون لها دور فعال في الموضوع».
وكشفت مؤسسة بحثية دولية أن دولة الاحتلال توظف علاقاتها مع شركة فيسبوك وتستغلها في محاربة المحتوى الفلسطيني في الفضاء الإلكتروني لموقع الشركة.
وربطت مؤسسة «إمباكت الدولية لسياسات حقوق الإنسان» في تقرير صدر عنها، بين الشكاوى الفلسطينية من إجراءات «فيسبوك» على المحتوى الفلسطيني، وبين وجود ارتباط مصالح اقتصادية مع إسرائيل.
وأشارت المديرة التنفيذية للمؤسسة مها الحسيني إلى تكرار زيارات كبار مسؤولي «فيسبوك» لإسرائيل، وإبرام اتفاقيات بينهما بدعوى محاربة التحريض، مما أسفر عن تقييد شديد للمحتوى الفلسطيني، في الوقت الذي تواصل إسرائيل التحريض على الفلسطينيين ونشر الكراهية والدعاية ضدهم، وقلما ما يتم التعامل مع الصفحات الإسرائيلية.
ودعت الحسيني «فيسبوك» للالتزام بالضوابط الأخلاقية الخاصة بها والتي تدعو لتعزيز حرية التعبير ورفض الكراهية والعنف واحترام كرامة الإنسان وحياته.
وانتقد رواد «فيسبوك» تجاهل موقع التواصل الاجتماعي للصفحات والحسابات الإسرائيلية التي تحرّض ضدّ الفلسطينيين، وتدعو إلى قتل الأطفال واعتقالهم وسلب الأراضي. وتساءل بعضهم عن سبب عدم حذف حسابات تحرّض مباشرةً ضدّ الفلسطينيين، مثل حساب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ونجله يائير.
ونشرت صحيفة «هآرتس» العبرية في إبريل (نيسان) الماضي عن استثمار كبير لـ«فيسبوك» في عمليات الذكاء الاصطناعي بإسرائيل من خلال مركز جديد للبحث والتطوير مصمم لمساعدة عمل المهندسين والمبرمجين بالشركة الأميركية وخارجها.
وأبرزت الصحيفة أن «فيسبوك» من بين أكثر من 300 شركة متعددة الجنسيات فتحت منشآت للبحث والتطوير في إسرائيل.ونشر يائير منشوراً عنصريّاً ضدّ الفلسطينيين على «فيسبوك»، كتب فيه، «لن يكون سلام هنا حتى يغادر جميع العرب والفلسطينيين أرض إسرائيل».
دون إنذار
من جهته، رصدَّ المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) في شهر أيلول الماضي، إغلاق وحظر 34 صفحة إخبارية وحساب خاص بصحفيين من الضفة الفلسطينية وقطاع غزة يتابعها مئات آلاف الأشخاص، بدعوى «انتهاك معايير خصوصية مجتمع فيسبوك».
وأوضح «مدى» أن هذه الإغلاقات تأتي في إطار اتفاقيات أو تفاهمات أبرمتها الشركة مع حكومة الاحتلال، ما يعني تبني وجهة نظر سلطات الاحتلال فيما يتعلق بمصطلحي «التحريض والإرهاب»، متناسية خصوصية الوضع للفلسطينيين كشعب لا زال يرزح تحت نير الاحتلال. مشيراً إلى أن معظم الصفحات التي أُغلقت تحظى بمتابعات واسعة، ولم يتلقَّ أصحابها أي إنذارات مسبقة، أو تفسيرات لإقدام شركة فيسبوك على خطوة الإغلاق أو الحجب.
وقال المركز إنه «خاطب دائرة السياسات العامة في شركة فيسبوك في تاريخ 30/5/2019، عن أسباب إقدامها على حجب وإغلاق نحو 58 صفحة إخبارية وصفحات شخصية لصحفيين فلسطينيين دون إنذارات أو إيضاحات مسبقة». مضيفاً: «ردت فيسبوك في 30/9/2019 بإعادة تفعيل 9 حسابات من أصل 58، مبررة ذلك بأسباب تتعلق بـ«معايير فيسبوك»».
واعتبر مركز «مدى» أن الحملة الواسعة لـ«فيسبوك» على صفحات إعلامية تُعتبر مساساً جسيماً وخطيراً بالحريات الإعلامية واستجابة لمواقف إسرائيل بشأن ما تعتبره تحريضاً عليها أو ضدّ سياساتها وجيشها.
وقامت شركة «فيسبوك» بإغلاق وحظر مئات الحسابات الشخصية والصفحات الإخبارية والتابعة للفصائل الفلسطينية بدعوى نشرهم مواد تحريضية وخرق معايير مجتمع فيسبوك، ومنها حظر النشر لمدة شهر لحساب الصحفيين إسماعيل أبو عمر (14 ألف متابع)، ومحمد جربوع ويوسف الحسني، وإغلاق صفحة الصحفي حسن إصليح (31 ألف متابع) وصفحة مدير شبكة برق غزة حسان أبو وردة، وتعطيل صفحات الصحفيين يونس العبادلة، محمود اللوح ومحمد عبد النبي، وحذف حسابات الصحفيين محمد الهمص وإسماعيل الغول، وإغلاق صفحات كتائب المقاومة الوطنية، الجبهة الديمقراطية- الإعلام المركزي، يوميات بيت لحم، حديث اليوم، وحظر النشر لمدة شهر لحساب المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية بقطاع غزة وشبكة دورا الإعلامية.
ولم تكتف «فيسبوك» بانتهاكاتها المستمرة للمحتوى الفلسطيني، بل تحوّل الموقع لمصيّدة أمنية يرصد الاحتلال الإسرائيلي من خلالها مشاركات النشطاء الفلسطينيين ويعتقلهم بناءً عليها ويحاكمهم عليها بتهم التحريض. ■
* ملاحظة: نشر بـ«مجلة الحرية» في عددها 1745
أضف تعليق