27 كانون الأول 2024 الساعة 00:53

قصة تصميم الفنان ليوناردو دافنشي السري لــ أطول جسر في العهد العثماني

2019-10-12 عدد القراءات : 830

(الاتجاه الديمقراطي)(وكالات)

تفكير الفنان ليوناردو دافنشي العصري يكشف أنه كان رجل سابق عصره ومناسب لعصر النهضة، فاشتهر دافنشي بأعماله الفنية الشهيرة مثل الموناليزا والعشاء الأخير، إلا أن هناك عملا آخر لـ دافنشي لا يقل أهمية عنهم وهو تصميم هندسي لجسر طويل، وهو جسر للإمبراطورية العثمانية كان من الممكن أن يكون أطول جسر بهذا العهد ولكن تم رفضه حينها.
ففي عام 1502، طلب الحاكم العثماني السلطان بايزيد الثاني مقترحات لتصميم جسر يربط القسطنطينية، ما تعرف اليوم بإسطنبول، بالمنطقة المجاورة المعروفة باسم غلطة، وكان دافنشي واحدا من بين الفنانين الذين أرسلوا خطابًا إلى السلطان يصفون فيه فكرة الجسر.
ووفقا لمجلة "لايف ساينس"، أثبتت دراسة حديثة أنه لو تم بناء الجسر حينها لكان قويًا للغاية، ولكن سبب رفض بناءه أن دافنشي لم يتضمن وصفه المواد أو المعدات اللازمة لبناء الجسر، حيث كانت المادة الوحيدة المتاحة في ذلك الوقت لم تكن مناسبة لبناء هذا الجسر الطويل.
وقد توصلت إلى نظريته لبناء هذا الجسر طالبة تدعى كارلي باست وتدرس الدراسات العليا بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وعملت هي وفريقها على إثبات صحة نظرية دافنشي، وافترض الباحثون أيضًا أن مثل هذا الجسر كان من الممكن أن يتم بناءه دون أي معجون أو مادة لتثبيت الحجر معًا.
وقامت المجموعة ببناء نسخة طبق الأصل من الجسر، بعد الأخذ في الاعتبار المواد ومعدات البناء المتاحة منذ 500 عام والظروف الجيولوجية للقرن الذهبي، حيث كان سيتم بناء الجسر فوق مصب للمياه العذبة في بحر البوسفور.
اختبر الفريق مدى متانة هذا الجسر، حيث قاموا بطباعة ثلاثية الأبعاد لـ 126 قالبًا لتمثيل آلاف الكتل الحجرية التي يتطلبها الجسر الأصلي، وكان طرازهم أصغر بمقدار 500 مرة من تصميم جسر دافنشي ، والذي كان يمتد لمسافة حوالي 280 مترًا.
على الرغم من أن جسر دافنشي كان أقل بحوالي أربع مرات من جسر جورج واشنطن الحديث وأقصر بـ 4.5 مرات من جسر البوابة الذهبية، إلا أنه كان سيكون الأطول في وقته، وتم تصميم معظم دعامات الجسر في ذلك الوقت كقوس نصف دائري وكان سيتطلب 10 أرصفة أو أكثر لدعم طول الجسر، لكن تصميم دافنشي كان قوسًا واحدًا تم تسويته بالأعلى وكان من الممكن أن يكون طويلًا بدرجة كافية للسماح بمرور المراكب الشراعية أسفلها.
وجمع الباحثون الكتل المطبوعة ثلاثية الأبعاد باستخدام سقالة، ولكن بمجرد وضع حجر الزاوية في الجزء العلوي من القوس، قاموا بإزالة السقالة، وظل الجسر صامدا، وتضمن تصميم دافنشي ونموذج علماء معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أيضًا هياكل تسمى دعامات امتدت إلى الخارج على جانبي طرفي الجسر لتثبيته ضد الحركات جنبًا إلى جنب، ورجح القائمون على الفريق أن دا فينشي كان يعرف أن المنطقة معرضة للزلازل.
وقدمت المجموعة النتائج في مؤتمر الرابطة الدولية للهيكل والهياكل المكانية في برشلونة، بأسبانيا هذا الأسبوع.

أضف تعليق