23 كانون الأول 2024 الساعة 20:34

الاستخبارات الإسرائيلية تخوض حرب أدمغة مع فصائل المقاومة

2019-07-28 عدد القراءات : 547

تل أبيب ( الاتجاه الديمقراطي)

قال تحقيق ميداني أعده الخبير العسكري الإسرائيلي أمير بوخبوط إن «الحرب المعلوماتية الجارية بين إسرائيل والمنظمات المسلحة وعلى رأسها حماس تجري على قدم وساق».
وذكر بوخبوط في تحقيقه الذي نشره موقع (واللا) العبري أن قائد هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، وضع جملة أهداف حيوية لهذه المنظمات تحضيرا للمعركة القادمة، من حيث تركيزه على استهداف وتصفية أعداد كبيرة من المقاتلين، لاسيما أعضاء الوحدات الحاصة والبنى التحتية لهم.
وأضاف أن التحدي الأساسي أمام الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أمان هو العثور على المعلومات الأكثر حيوية داخل محيط من التفاصيل المتزاحمة، مما يزيد الحاجة الى إلقاء نظرة فاحصة على بنك الأهداف الخاصة بهذه المنظمات، التي يتم تحديدها من خلال تصاوير تلفزيونية ومعلومات استخبارية، خاصة في قطاع غزة.
وأشار أن العادة جرت حين تطلق المنظمات الفلسطينية في غزة قذائفها الصاروخية بين حين وآخر، أن تجري مشاورات ماراثونية داخل هيئة الأركان حول طبيعة الأهداف التي سيتم مهاجمتها على صيغة بينغ يونغ، ومن يقف خلف اختيار هذه الأهداف هي وحدات استخبارات الجيش الإسرائيلي.
وأكد أن الاستخبارات الإسرائيلية توصل الليل بالنهار للعثور على شبكات معلوماتية أمنية تبذل المنظمات الفلسطينية جهودا حثيثة في إخفائها عن الجيش، بحيث لا يبقى أمام الطائرة سوى إسقاط الصاروخ، بعد انتظار المصادقة من مقر هيئة الأركان بإلقائه، والضغط على الزر الأحمر بمهاجمة الأهداف المطلوبة.
ولفت إلى أنه منذ اغتيال أحمد الجعبري قائد الجناح العسكري في حماس خلال 2012، بعد عام واحد من دخول بيني غانتس إلى رئاسة الأركان، وخلال أيام الحرب الثمانية في عمود السحاب، هاجم الجيش آلاف الأهداف التابعة لحماس، وصولا إلى حرب الجرف الصامد في 2014، وقد تركزت الهجمات في المواقع النارية الخاصة بالحركة، وفتحات الأنفاق، ومصانع إنتاج القذائف. وفق تعبيره.
وأوضح أن الكثافة النارية في حرب غزة 2014 زادت عما شهدته حرب لبنان الثانية في 2006، والرصاص المصبوب في 2008، وعمود السحاب في 2012، واللافت أنه بعد انتهاء تلك الحرب وصل الجيش إلى قناعة بأن بنك الأهداف لدى حماس تضاعف ثلاث مرات، لكن الكابينت المصغر أكد أن حسم المواجهة مع حماس لن يكون بكميات الهجمات، وإنما نوعيتها التي يستطيع أمان تحديدها.
ونوه إلى أن جهاز أمان يقوم بعمليات تحديثية لمواكبة هذه الزيادة في المواقع المستهدفة لدى حماس، وهو ما تجلى واضحا في اليوم الأول لكوخافي حين تولى قيادة الجيش في كانون الأول/ يناير، وتأكد في سلسلة الهجمات التصعيدية التي شهدها القطاع خلال الشهور الأولى من العام الجاري.
في سياق منفصل ذكر تقدير عسكري إسرائيلي، اليوم الأحد، أن رئيس الوزراء، وزير الأمن بنيامين نتنياهو ، مستعد لدفع كل ثمن مقابل عدم اندلاع أي حرب في قطاع غزة ؛ عشية انتخابات  الكنيست  المقرر في شهر سبتمبر المقبل.
وقال أمير أورن، الخبير العسكري في تقريره المطول بموقع (واللا) العبري إن نتنياهو لا يعرف كم سوف تستمر هذه الحرب، وماذا سيكون ثمنها من دماء الإسرائيليين، وكيف سيظهر أمام جمهور الناخبين، مشيرا إلى وعده لهم قبل عقد من الآن بأنه "سيقضي على حماس ، مرة واحدة وإلى الأبد".
ولفت أورن إلى أن المعطيات الميدانية والعملياتية التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في الآونة الأخيرة تهدد بالقضاء على أحلام قائده الجنرال أفيف كوخافي، الذي يمضي هذه الأيام قرابة ستة أشهر في موقعه الأعلى في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
وأضاف أن اسم مدينة خانيونس الواقعة جنوب قطاع غزة أصبح الأكثر تداولا لدى كوخافي خلال مشاوراته في قيادة الجيش والاستخبارات، باعتباره رمزا على إخفاقه وفشله.
وأكد أنه ليس هناك من منطقة في قطاع غزة أو لبنان دار الحديث حولها في المستويات العسكرية الأعلى في الجيش الإسرائيلي أكثر من خانيونس، لأن الإخفاق الذي مني به الجيش وجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" وجهاز الأمن العام "الشاباك" كان كفيلا باندلاع حرب واسعة لا يريدها كوخافي، على الأقل حالياً.
وأشار إلى أن"الهدف المركزي الذي يحرك قيادة الجيش الإسرائيلي اليوم هو منع اندلاع الحرب القادمة، أو على الأقل إرجاء اندلاعها، ولذلك يخوض الجيش بعض العمليات العسكرية العنيفة التي تسبق وقوع الحرب، من خلال اتباع ما تسمى استراتيجية جز العشب، وهو مصطلح دخل إلى قاموس الجيش الإسرائيلي في منتصف العقد السابق.
وأكد أن الجيش يكون على أهبة الاستعداد، بمساعدة من جهاز الشاباك للدخول في المناطق الفلسطينية بين حين وآخر، كلما نما العشب أكثر من اللازم، فيدخل للقيام بجزه، وإعادته إلى حجمه الطبيعي، تحضيرا لعملية أخرى قادمة.
وتابع أن مثل هذه الاستراتيجية يتبعها الموساد خارج حدود إسرائيل، فيما يتعلق بالمحور الإيراني وحزب الله، لكن الفرق أن آلة جز العشب الخارجية لها جهاز كاتم صوت لا يحدث ضجيجا، كما هو الحال داخل المناطق الفلسطينية، رغم أننا أحيانا نضطر لاستخدام كاتم الصوت مع حماس حين اعتذرت إسرائيل مؤخرا عن قتل أحد كوادرها العسكريين.
وكشف النقاب أنه رغم أن إسرائيل أرسلت لحماس توضيحا عبر القنوات الرسمية، لكن الحركة طلبت توضيحا أشبه ما يكون باعتذار علني لتهدئة الأجواء في غزة، التي كانت تطالب بالانتقام، والقول إن القتل لم يكن متعمدا.

أضف تعليق