مصابو «مسيرات العودة وكسر الحصار» معاناة مستمرة في ظل الحصار
غزة (الاتجاه الديمقراطي) (تقرير تامر عوض الله)
يتعمد جيش الاحتلال الاسرائيلي استهداف الفلسطينيين المشاركين في «مسيرات العودة وكسر الحصار» السلمية على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، باستخدامه أنواع مختلفة من الذخائر والرصاص، أخطرها الرصاص المتفجر، بقصد القتل أو إحداث الإعاقات في صفوفهم.
وأصبح مشهد معاناة الجرحى الذين اصيبوا في تلك المسيرات لا يخلو من شوارع واحياء ومشافي القطاع. فرصاص الاحتلال فتك بأجسادهم وبتر سيقانهم، ما زاد من معاناتهم في ظل ندرة الدواء والعلاج اللازم جراء الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ ما يقارب 13 عاماً، وفقدان الكثير حقهم في السفر للعلاج بالخارج.
ندرة العلاج
روى المواطن رمزي أبو زيد البالغ من العمر(37عاماً)، من سكان حي الزيتون شرق مدينة غزة، حيث أصيب بتاريخ 7 كانون أول/ ديسمبر 2018، أثناء مشاركته في المسيرات برصاصة متفجرة، وهي من الأعيرة النارية المحرمة دولياً ويطلق عليها الفلسطينيين المشاركين في المسيرات أسم «الفراشة»، حيث اخترقت هذه الرصاصة ساقيه وهتكت عظام ساقه اليسرى، ومزقت شرايينها وأوردتها الدموية، وخضع للعديد من العمليات الجراحية، وتدهورت حالته الصحية خلال فترة علاجه.
ويعاني أبو زيد من عدم الاهتمام في علاجه، رغم مناشدته لأكثر من مرة من أجل السفر للعلاج في الخارج، للحفاظ على ساقه اليسرى، التي عمل الأطباء على استجماع عظامها بواسطة المثبتات المعدنية «البلاتين»، لكن ذلك حال دون جدوى، ما أحدثت له اورام والتهابات مازال يعاني على أثرها من آلام شديدة.
وأضاف قائلاً: هناك تقصير في تقديم العلاج اللازم من قبل وزارة الصحة، ووضعي المادي صعب جداً، وغير قادر على العمل، خاصة أنني معيل لأسرة مكونة من 7 أفراد، في ظل ظروف اقتصادية صعبة وقاهرة يمر بها قطاع غزة المحاصر.
وناشد أبو زيد كافة المسؤولين والمعنيين للعمل الجاد على مساعدته ومساعدة جرحى «مسيرات العودة وكسر الحصار»، وتسهيل تحويله للسفر للعلاج بالخارج، قبل فوات الأوان وحدوث تلف لساقه المتهتك.
فيما قال المواطن أكرم البرديني (44 عاماً) الذي أصيب بجروح بالغة خلال مشاركته في المسيرات بتاريخ 8 شباط/ فبراير 2019، أن قناصة جيش الاحتلال أطلقوا رصاصة متفجرة اتجاهه، اخترقت ساقه اليسرى وفتكت عظامها، قبل أن تخترق ساقه اليمنى، واحدثت تفتت في العظام وتهشيم لأحد المفاصل، وقطعت شرايينها، حيث اجريت له ثلاث عمليات جراحية، ووضع له الأطباء «البلاتين» في ساقيه، ولكن حالت دون تماثله بالشفاء حتى الآن، وأصبح على كرسي متحرك لا يستطيع المشي على الأقدام.
وأضاف البرديني: لا يوجد علاج غير المسكنات المؤقتة الغير متوفرة في مشافي القطاع، واضطررت لشرائها من خارج المستشفى على حسابي الخاص، فأنا معيل لأسرة مكونة من 8 أفراد، وأصبحت بلا عمل، بعد أن أقعدتني الإصابة، وزادت من معاناة أسرتي، خاصة أن أثنين من أبنائي أصيبوا برصاص الاحتلال المتفجر في تلك المسيرات، ومازالوا يعانون من اصابتهم.
وأشار البرديني إلى تلقيه مبلغاً مالياً شهرياً بقيمة (600) شيكل ما يعادل (170) دولار أميركي، من قبل «الهيئة الوطنية العليا» لمسيرات العودة وكسر الحصار، مبيناً أن هذا المبلغ لا يكفي لشراء المسكنات اللازمة لتخفيف الآلام الشديدة التي يعاني منها، وتكلفة مواصلات الذهاب للمستشفى، حتى يقوم بأجراء المراجعة الشبه يومية لوضعه الصحي.
وناشد البرديني كافة المسؤولين والجهات المختصة بالعمل على منحه الموافقة للسفر للعلاج خارج القطاع، لكي يكمل علاجه ويعود للعمل من أجل توفير قوت أسرته، التي أصبحت تعاني الفقر الشديد في ظل تردي الوضع الاقتصادي في القطاع.
وأوضح الشاب جميل بعلوشة في العشرينات من عمره، ويسكن في منطقة التوأم شمالي غرب غزة، أنه أصيب برصاصة متفجرة بساقه اليسرى، خلال مشاركته في المسيرات في أسبوعها الأول بتاريخ 7 نيسان/ ابريل 2018.
وقال بعلوشة، لقد أصبحت عاطلاً عن العمل بعد اصابتي التي تسببت لي بإعاقة دائمة، بعد قيام الأطباء باستئصال جزء من عظام ساقي المهشمة.
ونوه بعلوشة إلى أنه يتلقى مبلغاً مالياً شهرياً من «الهيئة الوطنية العليا» للمسيرات، بقيمة 300 شيكل ما يعادل 85 دولار أميركي، ولا تمكنه من توفير ابسط مستلزماته وعلاجه.
إحصائيات رسمية
تشير آخر الاحصائيات الرسمية الموثقة التي نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، إلى أن إجمالي الشهداء بلغ 308 شهيداً، في حين بلغ إجمالي الإصابات نحو 33 ألفاً، منهم 17581 إصابة دخلت لمشافي القطاع، فيما جرى علاج نحو 15500 إصابة ميدانياً في النقاط الطبية ومراكز الرعاية الأولية، وبلغت إجمالي حالات البتر 158 حالة، وسجلت 26 حالة شلل، جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الفلسطينيين المشاركين في «مسيرات العودة وكسر الحصار» منذ بدايتها في 30 آذار/ مارس 2018، كان آخرها إصابة 97 مواطنًا، برصاص الاحتلال (19/7) في جمعة «حرق العلم الإسرائيلي».
وأمام هذه المشاهد من معاناة مصابي «مسيرات العودة وكسر الحصار»، يتطلب من المؤسسات الرسمية والدولية، وأصحاب الضمائر الحية تدخلاً عاجلاً لإنقاذهم والتخفيف من معاناتهم، من خلال توفير كافة متطلباتهم، وتمكينهم من العيش بحياة كريمة، وإعطائهم حقوقهم كاملة غير منقوصة.■
يتعمد جيش الاحتلال الاسرائيلي استهداف الفلسطينيين المشاركين في «مسيرات العودة وكسر الحصار» السلمية على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، باستخدامه أنواع مختلفة من الذخائر والرصاص، أخطرها الرصاص المتفجر، بقصد القتل أو إحداث الإعاقات في صفوفهم.
وأصبح مشهد معاناة الجرحى الذين اصيبوا في تلك المسيرات لا يخلو من شوارع واحياء ومشافي القطاع. فرصاص الاحتلال فتك بأجسادهم وبتر سيقانهم، ما زاد من معاناتهم في ظل ندرة الدواء والعلاج اللازم جراء الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ ما يقارب 13 عاماً، وفقدان الكثير حقهم في السفر للعلاج بالخارج.
ندرة العلاج
روى المواطن رمزي أبو زيد البالغ من العمر(37عاماً)، من سكان حي الزيتون شرق مدينة غزة، حيث أصيب بتاريخ 7 كانون أول/ ديسمبر 2018، أثناء مشاركته في المسيرات برصاصة متفجرة، وهي من الأعيرة النارية المحرمة دولياً ويطلق عليها الفلسطينيين المشاركين في المسيرات أسم «الفراشة»، حيث اخترقت هذه الرصاصة ساقيه وهتكت عظام ساقه اليسرى، ومزقت شرايينها وأوردتها الدموية، وخضع للعديد من العمليات الجراحية، وتدهورت حالته الصحية خلال فترة علاجه.
ويعاني أبو زيد من عدم الاهتمام في علاجه، رغم مناشدته لأكثر من مرة من أجل السفر للعلاج في الخارج، للحفاظ على ساقه اليسرى، التي عمل الأطباء على استجماع عظامها بواسطة المثبتات المعدنية «البلاتين»، لكن ذلك حال دون جدوى، ما أحدثت له اورام والتهابات مازال يعاني على أثرها من آلام شديدة.
وأضاف قائلاً: هناك تقصير في تقديم العلاج اللازم من قبل وزارة الصحة، ووضعي المادي صعب جداً، وغير قادر على العمل، خاصة أنني معيل لأسرة مكونة من 7 أفراد، في ظل ظروف اقتصادية صعبة وقاهرة يمر بها قطاع غزة المحاصر.
وناشد أبو زيد كافة المسؤولين والمعنيين للعمل الجاد على مساعدته ومساعدة جرحى «مسيرات العودة وكسر الحصار»، وتسهيل تحويله للسفر للعلاج بالخارج، قبل فوات الأوان وحدوث تلف لساقه المتهتك.
فيما قال المواطن أكرم البرديني (44 عاماً) الذي أصيب بجروح بالغة خلال مشاركته في المسيرات بتاريخ 8 شباط/ فبراير 2019، أن قناصة جيش الاحتلال أطلقوا رصاصة متفجرة اتجاهه، اخترقت ساقه اليسرى وفتكت عظامها، قبل أن تخترق ساقه اليمنى، واحدثت تفتت في العظام وتهشيم لأحد المفاصل، وقطعت شرايينها، حيث اجريت له ثلاث عمليات جراحية، ووضع له الأطباء «البلاتين» في ساقيه، ولكن حالت دون تماثله بالشفاء حتى الآن، وأصبح على كرسي متحرك لا يستطيع المشي على الأقدام.
وأضاف البرديني: لا يوجد علاج غير المسكنات المؤقتة الغير متوفرة في مشافي القطاع، واضطررت لشرائها من خارج المستشفى على حسابي الخاص، فأنا معيل لأسرة مكونة من 8 أفراد، وأصبحت بلا عمل، بعد أن أقعدتني الإصابة، وزادت من معاناة أسرتي، خاصة أن أثنين من أبنائي أصيبوا برصاص الاحتلال المتفجر في تلك المسيرات، ومازالوا يعانون من اصابتهم.
وأشار البرديني إلى تلقيه مبلغاً مالياً شهرياً بقيمة (600) شيكل ما يعادل (170) دولار أميركي، من قبل «الهيئة الوطنية العليا» لمسيرات العودة وكسر الحصار، مبيناً أن هذا المبلغ لا يكفي لشراء المسكنات اللازمة لتخفيف الآلام الشديدة التي يعاني منها، وتكلفة مواصلات الذهاب للمستشفى، حتى يقوم بأجراء المراجعة الشبه يومية لوضعه الصحي.
وناشد البرديني كافة المسؤولين والجهات المختصة بالعمل على منحه الموافقة للسفر للعلاج خارج القطاع، لكي يكمل علاجه ويعود للعمل من أجل توفير قوت أسرته، التي أصبحت تعاني الفقر الشديد في ظل تردي الوضع الاقتصادي في القطاع.
وأوضح الشاب جميل بعلوشة في العشرينات من عمره، ويسكن في منطقة التوأم شمالي غرب غزة، أنه أصيب برصاصة متفجرة بساقه اليسرى، خلال مشاركته في المسيرات في أسبوعها الأول بتاريخ 7 نيسان/ ابريل 2018.
وقال بعلوشة، لقد أصبحت عاطلاً عن العمل بعد اصابتي التي تسببت لي بإعاقة دائمة، بعد قيام الأطباء باستئصال جزء من عظام ساقي المهشمة.
ونوه بعلوشة إلى أنه يتلقى مبلغاً مالياً شهرياً من «الهيئة الوطنية العليا» للمسيرات، بقيمة 300 شيكل ما يعادل 85 دولار أميركي، ولا تمكنه من توفير ابسط مستلزماته وعلاجه.
إحصائيات رسمية
تشير آخر الاحصائيات الرسمية الموثقة التي نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، إلى أن إجمالي الشهداء بلغ 308 شهيداً، في حين بلغ إجمالي الإصابات نحو 33 ألفاً، منهم 17581 إصابة دخلت لمشافي القطاع، فيما جرى علاج نحو 15500 إصابة ميدانياً في النقاط الطبية ومراكز الرعاية الأولية، وبلغت إجمالي حالات البتر 158 حالة، وسجلت 26 حالة شلل، جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الفلسطينيين المشاركين في «مسيرات العودة وكسر الحصار» منذ بدايتها في 30 آذار/ مارس 2018، كان آخرها إصابة 97 مواطنًا، برصاص الاحتلال (19/7) في جمعة «حرق العلم الإسرائيلي».
وأمام هذه المشاهد من معاناة مصابي «مسيرات العودة وكسر الحصار»، يتطلب من المؤسسات الرسمية والدولية، وأصحاب الضمائر الحية تدخلاً عاجلاً لإنقاذهم والتخفيف من معاناتهم، من خلال توفير كافة متطلباتهم، وتمكينهم من العيش بحياة كريمة، وإعطائهم حقوقهم كاملة غير منقوصة.■
أضف تعليق