23 كانون الأول 2024 الساعة 09:46

« مواجهة » رؤية بصرية معاصرة بتقنية «الفيديو آرت» كأول معرض فردي فلسطيني

2019-07-15 عدد القراءات : 865

غزة (الاتجاه الديمقراطي)

إختارت الفنانة التشكيلية رُفيدة سحويل ،أن تسلط الضوء على بعض القضايا الإنسانية،والمجتمعية من خلال المعرض الفردي الثالث والأول، على مستوى فلسطين، بإستخدام تقنية "الفيديو آرت" متجاوزة بذلك تجربة اللوحات ،وتقنيات الفنون التشكيلية ،بإستخدام الفن المعاصر، لكن هذه المرة بتقنية رقمية، كتظاهرة فنية إمتازت بطرح أفكارها بجرأة وقدرة على التعامل مع تقنية الشاشة والصوت والصورة المسجلة ،هذه الأيقونة المعاصرة بدلاً من اللوحة والريشة دون الانفصال بالتعبير الفني عن تقنيات العصر ،وهذا ما يلامسه المتلقى من عمق المحتوى الذي يتجاوز حدود التطور والرؤية المعاصرة بتنوعاتها الفنية والجمالية والبصرية ، سواء كان في الطرح أو إختيار الموضوع، بما يحمله من منافذ للتعبير الفني  ،"إلى ما بعد الحداثة "وأساليب إرتكزت على مسار النهضة الرقمية أفرزت فنون بصرية معاصرة، تجلت في إثنى عشر عملاً فنياً، أقامت بهم الفنانة وحدها كفريق انتاج متكامل من اعداد الفكرة والتصوير والمونتاج والإخراج الفني ومعالجة الصوت.
جاء ذلك خلال إحتضان محترف شبابيك – دائرة الفن التشكيلي بالاتحاد العام للمراكز الثقافية،ضمن منحة إنتاجية بمشروع روابط معاصرة بتمويل من مؤسسة عبد المحسن القطان وإشراف القيّمة جمانة عبود وبالتعاون ومساهمة من مركز غزة للثقافة والفنون ورحب الحضور الفنان شريف سرحان المنسق الفني بالمشروع مقدماً تعريفاً للحضور عن مراحل سير المشروع من حيث الاقامات الفنية والمنح الانتاجية وورش العمل والمعارض الجماعية والفردية.
الأستاذ يسري درويش رئيس الاتحاد العام للمراكز الثقافية ،قال:" أن الفن التجريب الذي قدمته لنا الفنانة رُفيدة هى من أم أدوات التعبير المعاصر لدى الفنانين ،وهى رؤية مستقبلية ونظرة للمستقبل كيف سيعالج قضايا تهم المجتمع ،بما فيها من إهتمام لدى جيل الشباب ،لربما تكون الأداة الأكثر فهماً وأكثر سهولة لإيصال الرسالة للشباب نحو التغيير المجتمعي برؤية معاصرة.
وأضاف درويش أن ترويج هذه الأعمال الفنية الرقمية يحتاج إلى دور عرض وصالات خاصة من حيث التجهيز والإعداد بعيداً عن الضوضاء والازعاج حتى تستطيع التعريف بهذا الفن الذي يتضمن مشاهدة مصورة تحمل في مكنوناتها الصوت والصورة.
حركة وإخراج
الكاتب محمد عفانة قال أرى أن فن الفيديو أو (الفيديو آرت) واحد من أحدث الفنون البصريّة  الممتدة للصورة الضوئية وهو فن يطمح للتعبير عن هواجس الإنسان وتطلعاته المستقبلية في ظل تطور وسائل التواصل والسوشال ميديا بشكل مكثف بما يحمله من تقنيات  حديثة زاوجت خلالها الفنانة بين السينما والصورة والحركة التسجيلية والذي يحتاج إلى مونتاج وحركة وإخراج فني واختيار للمشاهد والموسيقى التأثيرية ونجحت الفنانة في إستخدام أدواتها الرقمية المعاصرة.
الكاتب محمود روقة قال قدمت لنا الفنانة التشكيلية رُفيدة سحويل رؤيتها التشكيلية بشكل مثير ومختلف عن معايير اللون والريشة والاطار الخشبي والقماش الذي يحمل ألواناً إنما جاءت أعمالها برؤية رقمية معاصرة كلوحة ذات أبعاد تأملية وأكثر فكراً وهنا تبرز قدرة الفنانة على إستخدام التقنيات المعاصرة من أجل طرح قضايا إنسانية تمس هموم المواطن أينما تواجد.
المخرج جمال أبو القمصان:" أعتقد أن إستخدام تقنية رقمية معاصرة يسجل للفنانة تجربتها ذات الاهتمام بهموم الجيل الشباب الذين نمو وكبروا وباتو أكثر إحتكاكاً بما تحمل تقنيات العصر الرقمية من محفزات لانتاج أعمال إبداعية ذات علاقة وهى تجربة تستحق التقدير كفنانة بصرية معاصرة ".
 مواجهة
ومن جهتها الفنانة التشكيلية رُفيدة قالت "مواجهة" لقد شرعت في مواجهة مع نفسي، بداية من إعداد هذه الفكرة وتصوير الفيديوهات وعمل المونتاج للمواد، وعرضها على الجمهور، فقد أصبح المعرض يدخل حيز المواجهة بيني وبين الجمهور، ووجدت نفسي أدخل مواجهة بين المتذوق والمجتمع الخارجي، خصوصًا أن عمل الـ "video art" يحتاج إلى مجهود عالي جدًا، وكل عمل له خصوصيته الخاصة، فهو لا يعتمد علي القوانين المتعارف عليها في التصوير، حيث تتعد طرقه ومخرجاته، ويجد في بعض الأحيان الفنان صعوبة في توصيل الأفكار للجمهور بالدرجة التي يسعي لها خاصة وأن الـ" video art"، ينطق بلسان حال المجتمع فهو يعيش القضايا والمشاكل الحياتية التي يعيشها مجتمعنا".
وأضافت أن لفن "الفيديو آرت" دلالات مليئة بالروىء التى تتجمع فيها الفكرة فهى ليست فيلم سينما ولا شريط تلفزيوني وإنما أفكار مختزله من التعبيرات التى تحملها اللوحة الفنية ولكنها تتجاوز هذا المضمون والداخلي للنفس البشرية توافق مع تقنيات رقمية معاصرة بما تحمله من تركيب ومونتاج وتمثيل واداء وحركة وتحريك والاتكاء على المؤثرات الصوتية المطروحة فيها من الخيال والواقع بنفس اللحظة سواء بالمعالجة الشكلية أو النمط العام في إختيار توزيع الاضاءة والألوان والتصميم والمدارس الفنية المعاصرة.
وأوضحت سحويل :"أنها اختارت تقنية "الفيديو آرت" في معرضها لسرعة انتشارها حول العالم وذلك من أجل ضرورة تعريف المجتمع الدولي بقضايا المواطن الفلسطيني من خلال تسليط الضوء على 12 فيديو ارت يعيشها المواطن خلال 12 شهر سنوياً".
جدير بالذكر أن الفنانة التشكيلية رُفيدة سحويل:
لاجئة فلسطينية مواليد مدينة غزة 1987 ومقيمة فيها ، بكالوريوس فن تشكيلي /جامعة الاقصى 2010 ، أتمت دراستها لتحصل على دبلوم تربوي عالي 2015 .عضو الاتحاد للعام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين، وعضو جمعية مركز غزة للثقافة والفنون . فنانة تشكيلية تعمل بالتصوير الفوتوغرافي والتصميم الجرافيكي والتفريغ النفسي عن طريق الرسم، لها العديد من المعارض الفردية والجماعية مختلفة الأدوات البصرية محلياً ودولياً. حاصلة على أربعة جوائز بالمركز الأول في مجال التصوير اللوني والأعمال التركيبية وفن الفيديو ارت، وحصلت على الجائزة التقديرية للفنان الشاب من مؤسسة القطان للعام 2010

أضف تعليق