18 تشرين الثاني 2024 الساعة 07:32

210 آلاف غزّي يُعانون اضطرابات بالصحة النفسيّة بسبب الاحتلال

2019-05-22 عدد القراءات : 554

جنيف ( الاتجاه الديمقراطي)( وكالات)

قدّمت منظمة الصحة العالمية تقريراً تناول الأحوال الصحية في فلسطين والجولان السوري المحتل، وكشف جرائم وتجاوزات الاحتلال الصهيوني بحق القطاع الصحي الفلسطيني على وجه الخصوص.
جاء ذلك خلال اجتماع جمعية الصحة العالمية الثانية والسبعين، المنعقد في جنيف، والذي تُشارك فيه وزيرة الصحة الفلسطينية د.مي الكيلة.
ووفق ما نشرته الوكالة الفلسطينية الرسمية "وفا"، أكّد التقرير الدولي تعرض الفلسطينيين لكثير من العنف، إذ استشهد خلال العام 2018 في الضفة- بما فيها القدس - وقطاع غزة 299 مواطناً، وجرح حوالي 30 ألفا آخرون، بينهم 6239 مصاباً بالرصاص الحي، فيما تعرض 113 من المصابين لحالات بتر، و21 لإصابة بالشلل، و9 مواطنين فقدوا البصر بصورة دائمة.
وأشار تقرير منظمة الصحة العالمية إلى أن "الصحة النفسية للفلسطينيين تتأثر جراء التعرض للعنف وظروف الاحتلال المزمن، حيث يشكل اعتلال الصحة النفسية أحد أهم التحديات التي تواجه الصحة العمومية، ويمكن أن يتعرض أكثر من نصف الأطفال المتضررين من الاعتداءات الإسرائيلية في قطاع غزة لاضطراب الإجهاد التالي للصدمات، وعلاوة على ذلك يعاني حوالي 210 آلاف مواطن من اضطرابات صحية نفسية وخيمة أو متوسطة في قطاع غزة".
وتابع التقرير أن "فلسطين تنوء بواحد من أثقل أعباء الاضطرابات النفسية لدى المراهقين في إقليم شرق المتوسط؛ حيث هناك حوالي 54% من الفتيان و47% من الفتيات الذين تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و12 سنة لديهم اضطرابات انفعالية أو سلوكية."
وسلجت منظمة الصحة العالمية 363 اعتداءً وهجمة "إسرائيلية" على الرعاية الصحية في قطاع غزة العام الماضي، منها 362 هجمة وقعت منذ اندلاع مسيرة العودة الكبرى، فيما استشهد 3 عاملين صحيين بالذخيرة الحية، وأصيب 565 آخرون بجروح، وتضررت 85 سيارة إسعاف، وتشير أعمال الرصد التي تنفذها مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى أن العاملين الصحيين تعرضوا لهجمات بينما كانوا يحاولون الوصول إلى المصابين وبينما كانوا يعالجونهم، وأن الفرق الصحية قد منعت من الوصول للمصابين.
وفي الضفة الغربية سجلت المنظمة الدولية 60 هجوماً شنت من قبل الاحتلال على الرعاية الصحية في  العام 2018، حيث ضمت أغلب الهجمات المسجلة منع وصول سيارات الإسعاف والموظفين الطبيين إلى المرضى، وإلحاق إصابات بهم، وقد منعت 6 عيادات متنقلة مباشرة من الوصول إلى التجمعات السكانية في المناطق المصنفة (ج) لفترات تصل إلى أسبوعين، وصادر الجيش "الإسرائيلي" مركبة تابعة لوزارة الصحة، فيما تضررت عيادتان ومستشفى بسبب حوادث عسكرة المرافق الصحية.
وأضافت المنظمة أن "عدداً من الحوادث التي رصدتها المفوضية تؤكد إهمال الجنود الإسرائيليين في تقديم المساعدة الطبية للفلسطينيين المصابين بجروح قاتلة".
عرقلة وصول المرضى إلى المراكز الصحية.
وأكد تقرير منظمة الصحة العالمية أن نقاط التفتيش "الإسرائيلية" واسعة النطاق تؤدي إلى عرقلة التحرك بين المدن الفلسطينية ونقل المرضى، مضيفة أنه في العام 2018 تم تسجيل 140 نقطة تفتيش ثابتة و2254 نقطة تفتيش متنقلة داخل الضفة .
وأضاف "تتأثر حركة سيارات الإسعاف نتيجة هذه النقاط، حيث تم تسجيل 35 حادثة منعت فيها سيارات الإسعاف من الوصول إلى أماكنها نتيجة الحواجز الإسرائيلية، إضافة إلى عرقلة دخول المرضى من الضفة الغربية إلى مستشفيات القدس، كما أنه ووفقاً لبيانات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني فقد اضطرت نسبة 84% من أصل 1462 رحلة مسجلة لسيارات الإسعاف إلى نقل المرضى من سيارة إسعاف إلى أخرى، ما يؤدي إلى تأخر عبور المرضى ودخولهم إلى المستشفيات، كذلك فقد تم إعاقة وصول العيادات الصحية المتنقلة إلى أماكنها بسبب وجود هذه الحواجز وبسبب جدار الفصل العنصري والمستوطنات".
وأكدت المنظمة أن تقسيم الاحتلال للضفة الغربية أدى إلى إيجاد فئات من المواطنين شديدة التعرض للمخاطر في المناطق المصنفة (ج)، ومناطق التماس، ومناطق 1H في الخليل، فمن بين السكان المقيمين في هذه المناطق والبالغ عددهم 330000 نسمة لا يتاح لـ 114000 نسمة (35% منهم) سوى قدر محدود من الرعاية الصحية الأولية.
أثر بروتوكول باريس على أسعار الأدوية
وأضاف التقرير أنه ولنقص السيادة للسلطة الفلسطينية على الأرض أثر على دخلها المالي، ومن ثم استدامة قطاع الصحة الحكومية، مشيرا إلى أن لبروتوكول باريس الاقتصادي انعكاسات على القدرة على تحمل تكاليف الأدوية والقدرة على تحمل تكاليف الرعاية الصحية بوجه عام في فلسطين، وتدفع وزارة الصحة الفلسطينية مبالغ تفوق الحدود الطبيعية مقابل العديد من الأدوية مقارنة بالأسعار المرجعية الدولية، حيث تشكل القيود المفروضة على الاستيراد عاملاً رئيسياً مساهما في زيادة الأسعار.

أضف تعليق