23 كانون الأول 2024 الساعة 13:36

المستوطنون يمارسون أعمال العربدة باحتفالات اسرائيل بما يسمى أعياد الاستقلال

2019-05-11 عدد القراءات : 691

نابلس ( الاتجاه الديمقراطي)

أكد المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير في تقريره الاسبوعي حمى الانتهاكات التي يقوم بها المستوطنون على أبواب احتفالات اسرائيل بما يسمى أعياد الاستقلال تصاعدت والتي تتزامن مع الذكرى الحادية والسبعين للنكبة وتشريد الشعب الفلسطيني من وطنه . ولم تقتصر الانتهاكات على عربدات المستوطنين بل هي بدأت بالمستويات الرسمية بشكل خاص ما شجع المستوطنين على توسيع نطاق هذه الانتهاكات . فقد أدى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طقوسا تلمودية في ساحة حائط البراق (الجدار الغربي للمسجد الأقصى) وسط حراسات وإجراءات أمنية مشددة. وكان الاحتلال استبق زيارة نتنياهو لمنطقة البراق بإغلاق شارع حي وادي حلوة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك .
في الوقت نفسه اقتحم 137 مستوطنا نهاية الاسبوع المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة ، بحراسة معززة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال ونفذ جولات استفزازية في المسجد الأقصى قبل مغادرته من جهة باب السلسلة ، علما أن عددا كبيرا من المواطنين يتواجد في المسجد المبارك للتعبّد برحابه الطاهرة. وكانت جماعات الهيكل المزعوم ، دعت أنصارها وجمهور المستوطنين الى المشاركة الواسعة في اقتحام المسجد الأقصى اليوم تزامنا مع احتفالات الاحتلال بذكرى تأسيس كيانه على حساب شعبنا الفلسطيني وأرضه.
وفي القدس كذلك قامت قطعان المستوطنين في اكثر من مكان بأعمال استفزازية وبرفع أعلام دولة الاحتلال ، وتحرشت بالسكان واندلعت مواجهات بعد ترديد المستوطنين هتافات عنصرية وشتائم بحق السكان . وتدخلت قوات الاحتلال الى جانب المستوطنين واعتقلت عددا من الشبان الفلسطينيين واقتادتهم الى مركز الاعتقال والتوقيف في باب الخليل بالقدس القديمة . كما اقتحم مستوطنون بحماية قوات الاحتلال منطقة برك سليمان السياحية ، الواقعة بين قرية ارطاس وبلدة الخضر جنوب بيت لحم وأدوا طقوسا تلمودية . يذكر أن منطقة برك سليمان تتعرض لاقتحامات متكررة من قبل المستوطنين.
وفي الخليل اعتدى على عائلة عماد ابو شمسية بالضرب تحت تهديد السلاح.وليس هذا الاعتداء الاول على عائلة ابو شمسية، التي طالما يستهدفها جنود الاحتلال ومستوطنيه ، وتقوم عائلة ابو شمسية بتوثيق اعتداءات المستوطنين في حي تل الرميدة، وهو ما يزيد من وتيرة الاعتداءات على العائلة التي تتعرض منازلها للهجوم من قبل المستوطنين. ومعروف أن عائلة ابو شمسية كانت قد وثقت بالتصوير جريمة اعدام الشهيد عبد الفتاح الشريف ورمزي القصراوي في الحي المذكور.
وعرقل المئات من المستوطنين تحت حماية جنود الاحتلال الاسرائيلي حركة المواطنين وتنقلهم بين جنوب الضفة وشمالها ، بعد توافد حشود كبيرة منهم على طريق عيون الحرامية شمال رام الله حيث اضطرت طوابير طويلة من المركبات الفلسطينية للانتظار وسط أزمة كبيرة تسببت بها مركبات المستوطنين والجيش ، فيما علقت أعلام اسرائيلية في المكان استعداداً للاحتفال السنوي بما يسمى اعياد الاستقلال . وشهدت منطقة حواره الى الجنوب من مدينة نابلس عرقلة للحركة حيث حولت قوات الاحتلال منطقة وبلدة حوارة الى ثكنة عسكرية وعرقلت حركة المواطنين ومركباتهم فيما كان المستوطنون يستعدون للمشاركة في احتفالات اقيمت في المنطقة بما يسمى أعياد الاستقلال . واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء منطقة المسعودية الأثرية التابعة لأراضي برقة شمال نابلس وأعلنتها منطقة عسكرية مغلقة لتأمين اقتحام المستوطنين بهدف إقامة احتفالات فيها .
على صعيد آخر تتسابق الاحزاب الاسرائيلية على طرح قوانين من شأنها التمهيد لمشاريع ضم الضفة الغربية ، حيث ينوي عضو الكنيست عن حزب الليكود الاسرائيلي ، يوآف كيش فور بدء الكنيست الحاليّة أعمالها ، تقديم مقترحي قانون مؤجّلين من الكنيست السابقة ، هما فرض “ السيادة الإسرائيليّة ” على الضفة الغربية المحتلّة ، وما يسمى لجم المحكمة الإسرائيليّة العليا . ويهدف مشروع قانون فرض السيادة الإسرائيليّة على الضفّة الغربية إلى فرض المحاكم والإدارة المدنيّة على مستوطنات الضفّة الغربيّة ، وتخويل وزير القضاء الإسرائيلي بأن يصدر لوائح بخصوص تطبيق القانون ، بما في ذلك الأحكام والأحكام الانتقاليّة المتعلّقة باستمرار صلاحيّة اللوائح والأوامر والأحكام والحقوق التي كانت سارية في الضفة الغربيّة قبل سنّ القانون .بينما الهدف الأساسي للقانون هو تحديد مكانة المستوطنين كجزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل ، ودون تحديد ما هي المناطق التي ستفرض عليها “السيادة الإسرائيليّة . أما مقترح قانون لجم المحكمة العليا ، فسيقلّص جدًا دور المحكمة العليا والمحاكم الأخرى في إلغاء قوانين سنّها الكنيست في السابق .
ونقلت صحيفة معاريف عن جهات سياسية اسرائيلية مقربة من نتنياهو قولها ان رئيس الحكومة الاسرائيلية لم ولن يتخلى عن مخططاته لإخلاء الخان الاحمر لكنه قد يضطر لتاجيل اخلاءه مرة اخرى نتيجة تأخر اعلان الحكومة الجديدة التي يعمل على تشكيلها وأكدت الصحيفة انه ونتيجة ذلك بات من المؤكد ان اخلاء الخان الاحمر سيتم تأجيله بعد ان تاجل نتيجة قرار حل الكنيست وخوض الانتخابات الاسرائيلية قبل عدة اشهر لكن نتنياهو اعلن انه لم يتخلى عن شعيه لإخلاء الخان الاحمر على الرغم من الانتقادات الدولية لمخططات ازالة الخان وعلى راسها انتقادات الاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة.
وفي قرار يؤشر على الطبيعة العنصرية ويكشف بأن القضاء الاسرائيلي جزءا لا يتجزأ من منظومة الاحتلال ويوفر الغطاء القانوني للمستوطنين وجنود الاحتلال القتلة من المتوقع أن يتم إطلاق سراح المستوطن الإرهابي المتهم بقتل الشهيدة الفلسطينية عائشة رابي من المعتقل ، وتحويله إلى الحبس المنزلي بحجة عدم كفاية الادلة .
وفي سياق مواصلة سلطات الاحتلال الاستيلاء على المزيد من أراضي المواطنين الفلسطينيين في ارجاء الضفة الغربية لأغراض شق طرق استيطانية جديدة يأتي قرار سلطات الاحتلال بمصادرة أراض جديدة قريبة من مستوطنة "بيت آرييه" المحاذية لقرية اللبن الغربي غرب رام الله ، تمهيدا لشق طريق استيطاني جديد يربط المستوطنات الواقعة في المنطقة . ويأتي شق هذا الشارع الاستيطاني بعد اسبوع من قرار مماثل صادقت عليه ما تسمى “لجنة الترخيص في الإدارة المدنية الإسرائيلية ” لشق طريقين التفافيين سيلتهمان مئات الدونمات الزراعية التابعة للمواطنين الفلسطينيين (التفافي حوارة والتفافي العروب، بهدف تحويل جميع المستوطنات بما فيها البؤر العشوائية الواقعة في الضفة المحتلة إلى تجمعات استيطانية مترابطة يسهل ربطها بالعمق الإسرائيلي) والذي ياتي في اطار مخططاتها القائمة على الاستيلاء التدريجي على الأرض الفلسطينية وبشكل خاص المناطق المصنفة (ج).
وفي تناغم مع الادارة الاميركية اعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أنه سيضع حجر أساس بناء مستوطنة جديدة باسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الجولان العربي السوري المحتل، وذلك بداية أو منتصف الشهر المقبل . المستوطنة الجديدة التي سيعلن عنها رسميًا بوضع حجر الأساس فيها بحضور قيادة مستوطنات الجولان، ستسكنها 12 عائلة إسرائيلية في مرحلة أولى. المستوطنة ستبنى قرب مستوطنة “كيلع ألون” شمال الجولان.ومن الجدير ذكره انه منذ احتلال الجولان أنشأت “إسرائيل” 29 مستوطنة ما بين عامي 1967 و1977، ثم تم إنشاء 24 مستوطنة أخرى في غضون 42 عامًا.وكان بنيامين نتنياهو أعلن منذ أسابيع أنه سيعلن بناء مستوطنة جديدة تحمل اسم ترامب تقديرًا لموقفه وإعلانه بالاعتراف بما يسمى “سيادة إسرائيل” على الجولان المحتل
وفي الوقت الذي اتهم فيه المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات في جلسة مجلس الأمن الدولي ، التي انعقدت مؤخرا بدعوة من كل من إندونيسيا (رئيس مجلس الأمن) وجنوب أفريقيا والكويت مجلس الأمن بعدم الحيادية إزاء إسرائيل وادعى ان الاستيطان لا يشكل عائقا في وجه السلام استنكرت 14 دولة من الدول الأعضاء في المجلس النشاط الاستيطاني الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية المحتلة وأكدت عدم قانونية الاستيطان، وطالبت إسرائيل بالكف عن التوسع الاستيطاني لما للاستيطان من تداعيات وآثار مدمرة على الفلسطينيين، تتراوح بين مصادرة الأراضي لإقامة الوحدات الاستيطانية والشوارع الالتفافية، والتوزيع غير العادل للمياه والعنف الذي يمارسه المستوطنون ضد المدنيين العزل وإقامة الجدار العازل على أراضي المواطنين الفلسطينيين
على صعيد آخر انسحبت 3 شركات عالمية (بومباردييه الكندية وماكواري الأسترالية وسيمنز الألمانية) العاملة بقطاع القطارات من مناقصة خاصة بنظام القطارات الإسرائيلية الخفيفة التي تربط المستوطنات ببعضها وبالقدس. بعد ان ادركت هذه الشركات أن المشروع أداة لسياسة الاستيطان الإسرائيلية وأداة لضمها إلى القدس ، في انتهاك تام للقانون الدولي والذي يساعد على ترسيخ وتوسيع التوسع الاستعماري الإسرائيلي في الأرض المحتلة، واعتبر المكتب الوطني هذه الخطوة بالهامة وتشكل رفضا لجريمة الاستيطان داعيا الشركات الأخرى التي تتعامل مع المستوطنات الى قطع علاقاتها بالمشاريع التي تتعدها حكومة اسرائيل في المستوطنات باعتبار الاستيطان جريمة حرب وفق القانون الدولي.

أضف تعليق