ندوة للمؤتمر الشعبي وهيئة العرقوب حول عدوان ترامب على الجولان ومزارع شبعا
بيروت (الاتجاه الديمقراطي)
نظم المؤتمر الشعبي اللبناني وهيئة أبناء العرقوب ومزارع شبعا، ندوة في مركز توفيق طبارة ببيروت، حول «عدوان ترامب على عروبة الجولان وانعكاسه على الأرض المحتلة في سورية ولبنان»، تحدث فيها رئيس المؤتمر كمال شاتيلا، وأمين عام الجبهة الديمقراطية السورية المحامي محمود مرعي، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل، ورئيس الهيئة الدكتور محمد حمدان.
حضر الندوة الرئيس حسين الحسيني، خالد العبادي ممثلا سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور، الصحافي سامي كليب، أحمد مرعي نائب رئيس حزب الاتحاد، محمد قليلات وغسان الطبش عن حركة الناصريين المستقلين المرابطون، أمين سر منبر الوحدة الوطنية وليد حموية، مسؤول الدبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبد العال، عضو المؤتمر القومي العربي المحامي الياس مطران، نائبة رئيس المجلس النسائي العاملي الدكتورة جمال غبريل، الحاج محمد عميرات رئيس حزب الولاء اللبناني، وممثلون عن تجمع اللجان والروابط الشعبية، مؤتمر بيروت للعروبيين اللبنانيين ورابطة أبناء بيروت وجمعيات أهلية وشخصيات لبنانية وفلسطينية وسورية وعربية.
استهلت الندوة بالنشيد الوطني اللبناني، وأدراها مسؤول ادارة بيروت في المؤتمر الشعبي الدكتور عماد جبري بكلمة أكد فيها أن كل قرارات ترامب العدوانية على الحقوق العربية ستسقط بقوة الحق واستمرار مسيرة النضال والكفاح.
كمال شاتيلا
رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا قال: التيار الوطني العروبي هو في طليعة من يقاوم الغزاة والاستعمار، ونحن من طلائع من واجه الاحتلال الاسرائيلي منذ عام 1967 وكذلك حرب التقسيم الصهيونية طيلة 16 عاماً، لذلك مطلوب رأس هذا التيار لأنه يرفع شعار "العروبة هي الحل" ولانه مقاوم ثابت للاحتلال الاسرائيلي والإستعماري.
وجدد التمسك بوحدة سورية وعروبتها واستقلالها، وتضامنه معها في مواجهة قرار ترامب العدواني على الجولان، موضحاً الفارق بين معارضة النظام ومعارضة الكيان ووحدته، مشيراً الى أن كل من يسعى الى تقسيم أي بلد عربي لا يمكن ان يكون وطنياً او قومياً بل تابعاً للأجنبي واداة من أدوات مشروع الأوسط الكبير.
وقال: لبنان الرسمي لم يحارب العدو الاسرائيلي عام 1967، ورغم ذلك بدأت اسرائيل باحتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا طمعاً بموقعها وثرواتها.. ووقف لبنان الرسمي متفرجاً، بينما قاوم الأهالي ونحن منهم وقاتلنا هذا الاحتلال، وفي السبعينيات طلبنا الدعم من سورية ومصر والسعودية لمواجهة القضم الإسرائيلي للمزارع ، لكن لم يستجب لنا أحد ولم تقدم لنا أي مساعدة. وبعد العام 1982 أراد العدو الصهيوني تهويد منطقة العرقوب بالكامل من خلال انشاء ادارة مدنية وتعليم العبرية، مستعيناً بجيش لحد العميل، فقاومت هيئة أبناء العرقوب واسقطت هذا المشروع.. وكل هذه المقاومة الشعبية حصلت بينما النظام الرسمي اللبناني وقف متفرجاً.
ولفت الى أن هيئة ابناء العرقوب هي من زودت الحكومات اللبنانية المتعاقبة بوثائق تثبت لبنانية المزارع والتلال، موجهاً التحية للرئيس الشهيد رشيد كرامي والرئيسين اميل لحود وسليم الحص الذين ساندوا الهيئة في نضالها. واذ أكد ان لا خلاف مع سورية حول لبنانية المزارع والتلال، لفت الى ان من يروّج لهذا الكلام انما لا يريد تحرير الارض ويقدم خدمة مجانية للعدو الصهيوني، مشيراً الى وجود أوقاف اسلامية تابعة لدار الفتوى في المزارع وللأسف مفتي الجمهورية الحالي ساكت عن ذلك، ولم يتبن الموضوع سوى المفتي الشهيد البطل حسن خالد، وكذلك هناك اوقاف للروم الارثوذكس ومقام لسيدنا ابراهيم..
وتابع: عندما قرر ترامب ان الجولان لاسرائيل، وهناك موقف أميركي يعتبر المزارع والتلال جزءاً من الجولان، فإن ذلك يعني ان هذه الارض بالمفهوم الأميركي هي لاسرائيل، وهنا الكارثة.. والسؤال الاساس: ماذا فعلت حكومات ما بعد الطائف وأين خطتها لتحرير الارض المحتلة؟ لم نسمع وزير الخارجية أو رئيس الحكومة يتحدثان عن ارضنا المحتلة أمام المسؤولين الدوليين، وكذلك النواب الوطنيين لم يقدموا اي خطة لتحرير الارض. ثم أين هم جماعة السيادة والاستقلال جماعة 14 آذار امام قرار ترامب العدواني على الجولان وتلال مزارع شبعا وكفرشوبا؟
وإذ دعا الى التمسك بتوازن الردع وكل مقومات قوة لبنان في مواجهة العدو، سأل: ألم ينتهك ترامب سيادة لبنان من خلال الاعتداء على لبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا؟ هل صدر بيان عن قوى 14 آذار رداً على هذا العدوان؟ ولماذا لم يستدع وزير الخارجية السفيرة الاميركية ويقدم له مذكرة تقول ان قرار ترامب يشكل اعتداءً مباشراً على سيادة لبنان ويقدم له وثائق تثبت لبنانية المزارع والتلال.
واضاف شاتيلا أن محاربة الفساد تبدأ بإستعادة اراضي الدولة اللبنانية وعلى رأسها أراضي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي بدأ إحتلالها منذ العام 1967، فلماذا تم السكوت على هذه الأراضي المحتلة. أليس السكوت عن إحتلال المزارع هو جزء من الفساد؟ مستغرباً غياب الإعلام متعدد الجنسية عن طرح القضايا االوطنية بينما تتهافت لتغطية الحفلات الراقصة، لذلك نطالب وزير الخارجية إستدعاء السفيرة الأميركية بتسليمها مذكرة ضد القرار الأميركي بإعلان السيادة الصهيونية على الجولان المحتل والمزارع ووقف تدخلها في شؤون الإدارات، مشدداً على أنه بعد كلام الرئيس عون في إجتماع القمة العربية الذي عقد مؤخراً في تونس، أن تتحرك الجامعة العربية لطرح قضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولدى منظمة الدول الإسلامية.
وقال: إن : « لبنان وسوريا لديهما مشكلة مع الإحتلال الصهيوني، والأراضي اللبنانية المحتلة تم إعتبارها أنها تخضع للقرار الدولي 242 بينما هي يجب أن تخضع للقرار 425 الذي ينص على إنسحاب الإحتلال الأسرائيلي من كل الأراضي اللبنانية»، متسائلاً ألسنا بحاجة للحوار مع سوريا لحل قضية المزارع؟ إن العلاقة مع سوريا ضرورية فالتاريخ والجغرافيا والمصالح الإقتصادية كلها ثوابت وطنية وقومية ومصالح تدفعنا للحوار مع الحكومة السورية، والآن نضيف لها القضية الأهم قضية الإحتلال الإسرائيلي بعد القرار الأميركي، فهل ننتظر القرار الأميركي لسعد الحريري بفتح العلاقة مع سوريا للتباحث معها؟ نحن بحاجة للتنسيق مع الحكومة السورية وتوحيد الرؤية مع سوريا للمطالبة بأرضنا المحتلة. أنا أكثر شخص تضرر من النطام في سوريا، ولكن المصلحة الوطنية والقومية تبقى فوق أي إعتبار.
وحول الوضع الفلسطيني في لبنان، إن ما قامت به الدولة اللبنانية منذ ما بعد الطائف عملت على تهجير الفلسطينيين من لبنان وذلك بهدف إبعادهم عن فلسطين المحتلة، فحرمتهم من المياه والكهرباء والعمل وأبسط ضرورات العيش الكريم. وهذا ما حدث أيضاً في سوريا، حيث تم تدمير مخيم اليرموك لأنه في سوريا على الحدود مع فلسطين. كما إن مشروع بايدن الذي قبله أخوان الأطلسي ورفضته الدولة المصرية سعى لتهجير الفلسطينين من أرضهم وإقامة دولة فلسطينية في غزة وجزء من سيناء بهدف إقامة الدولة الصهيونية على أرض فلسطين. إن الهدف الأميركي هو تهجير الفلسطنيين من أرضهم ومن كل الدول المحيطة في فلسطين.
وختم شاتيلا: إن هذه المنطقة لا تزال تواجه المشروع الإستعماري الأميركي- الإسرائيلي التقسيمي، وهذا المشروع تتم مواجهته عبر مقاومة حضارية عربية قائمة على الإيمان الديني والعروبة. إن تقسيم السودان ذهب ضحيته 300 ألف قتيل في صراعات قبلية، وهذا ما أرسل إنذار لكل القوى الطامعة بالتقسيم وإقامة كانتونات طائفية وعرقية، ففشل مشروع الإنفصال في شمال العراق، وفي سوريا فشل التقسيم وإستطاع الشعب السوري ودولته إعادة فرض السيطرة على الجزء الأكبر من الأراضي السورية، وفي مصر فشل مشروع التقسيمي الطائفي، والجيش الليبي الوطني يتقدم نحو طرابلس، لذلك نحن ندعو لعدم اليأس فهذه الأمة بالرغم من النكاسات ستنتصر.
المحامي محمود مرعي:
ثم تحدث أمين عام الجبهة الديمقراطية السورية المحامي محمود مرعي، الذي ابدى سعادته للتواجد في بيروت، شاكراً المؤتمر الشعبي اللبناني وعلى رأسه الأستاذ المناضل القومي كمال شاتيلا على الدعوة للمشاركة في هذه الندوة حول الجولان ومزارع شبعا وفلسطين بوصلة الأمة العربية، مشدداً على أن أعداء الأمة هم الصهاينة والولايات المتحدة الأميركية التي تسعى لتقسيم العراق وليبيا وسوريا التي بقيت موحدة وإستطاع الجيش العربي السوري من إستعادة جزء كبير من هذه الأرض وطرد المحتلين من مختلف الجنسيات، فنحن لا نقبل أي يحتل أي شبر من الأراضي السورية سواء في الجولان أو عفرين او الإسكندرون.
وقال: في 25 آذار من هذا العام، أعلن الرئيس أميركي دونالد ترامب الإعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، لكن هذا القرار لا قيمة قانونية له وهو يخالف قرارات مجلس الأمن 242 و338 وآخرهم 497، إضافة لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولم يعترف به أي إتحاد لا عربي ولا دولي، وهو أراد من خلال هذا القرار إهداء نتنياهو ورقة إنتخابية لمساعدته في الإنتخابات، مستغرباً الصمت العربي إقامة القمة العربية في تونس بغياب سوريا، فالجامعة العربية لا يمكن أن تكون فعالة إلا بوجود سوريا والتضامن معها، مشدداً على أنه جزء من المعارضة الوطنية السورية الموجودة في الداخل ولا يتحدث للدفاع عن النظام وإنما للدفاع عن سوريا الأرض والوطن، وللتأكيد على رفضنا التضحية بشبر من أرضنا سواءً كنا في الموالاة أو المعارضة الوطنية التي لم تتعامل أو ترتبط مع الخارج ونحن موجودين في سوريا، ونحن نؤكد على سيادة سوريا وعروبتها وإستقلالها على كل أراضي الجمهورية العربية السورية.
وأضاف: إن الجولان هي هضبة مساحتها عام 1860 كلم تم إحتلالها في العام 1967، وإستطاع الجيش العربي السوري إستعادة جزء بسيط من مساحتها، ويعيش فيها حتى الآن عشرين ألف مواطن عربي سوري رفضوا الهوية الإسرائيلية والتعامل مع العدو الصهيوني ومتمسكين بأن الجولان هي أرض سورية عربية. وقد إحتل العدو 164 قرية و146 مزرعة وهجر منها 131 ألف مواطن، وقرر العدو في العام 1981 ضمها للسيادة الصهيونية وهو ما يخالف القوانين الدولية.
وختم: إن الأهمية الإستراتيجية للجولان أنها تشرف على فلسطين المحتلة ودمشق التي تبعد عن الجولان 60 كيلومتر، وثلث المياه التي يستفيد منها العدو الصهيوني تأتي من الجولان إضافة لثورة نفطية، لذلك فإن العدو الصهيوني ومعه الأميركيين يريدون ضم الجولان للكيان الغاصب. ولكننا نقول أنه لا يمكن لأي سوري في المعارضة كان أو الموالاة أن يقبل بضم الجولان للكيان الغاصب، فالجولان سورية وعربية ونحن مؤمنون أن إستعادة الجولان لا يمكن أن تكون إلا عبر القوة العسكرية كما قال الزعيم جمال عبدالناصر " ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة"، لذلك لا يحق لاي سوري أن يتنازل عن الجولان ولذلك فإننا لن نفرط بها ولا بمزارع شبعا ولا بالقدس، ولا من أن يكون المشروع النهضوي العربي في مواجهة المشروع الصهيوني الأميركي، ولا بد من إعادة إحياء المشروع القومي العربي.
علي فيصل:
عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل قال: لا يكفي ان نقول ان اعتراف الرئيس الامريكي باسيادة الاسرائيلية على الجولان السوري المحتل يتناقض والقانون الدولي ومع قرارات الامم المتحدة وهو يشكل تعديا واضحا على دولة ذات سيادة فقط، بل يجب اتخاذ اجراءات عربية ودولية رادعة ضد هذا التوحش والمسار التطرفي الذي تسير وفقه الادارة الترامبية بالتحالف مع العدو الاسرائيلي الذي يقابلها بسياسة توحش مماثلة لجهة تصعيد عمليات الاستيطان والتهويد في الضفة والقدس. لذلك لا يمكن ان نفصل الموقف الامريكي من الجولان عن موقفه من الكثير من القضايا الفلسطينية والعربية والاقليمية بل الدولية والتي تؤكد جميعها اننا امام ادارة عنصرية لا يمكن وقف ممارساتها الا بسياسة واجراءات تتجاوز حدود المواقف والادانات اللفظية..
إن كان ما حدث يشكل استفزازا للمجتمع الدولي بأسره الذي اجمعت دوله ومؤسساته القانونية والسياسية على التأكيد على الوضع القانوني الثابت للجولان المحتل باعتباره جزءاً لا يتجزأ من أرض سورية غير قابلة للتقسيم أو التفكيك، فان مصداقية هذا المجتمع لا يمكن ان تستقيم الا في اطار موقف عملي من مسألة العبث بهوية الجولان، وقبله العبث بهوية القدس الشرقية جزءاً لا يتجزأ من الارض الفلسطينية المحتلة بعدوان الخامس من حزيران. وأن هذا العبث غير المسؤول والقائم على قيم ومعايير استعمارية لفظتها الانسانية منذ عشرات السنين، من شأنه أن يجر المنطقة العربية الى انواع جديدة من الحروب، قد لا يكون أحد بمنأى عنها، بما في ذلك المصالح الامريكية في المنطقة .
ان الاجراءات التي تقوم بها الادارة الامريكية في المنطقة وعدوانها السافر على الحقوق الفلسطينية والعربية تاتي في اطار مسار متكامل تحددت معالمه في المشروع الاميركي الاسرائيلي المعروف بصفقة القرن والذي ما زال يواجه الكثير من العقبات والتعقيدات، وان قوة هذا المشروع وامكانيات نجاحه تكمن في تواطؤ بعض النظام الرسمي العربي الذي لو امتلك الارادة الحقيقية على المواجهة لامكنه تعطيل هذا المشروع وافشاله، خاصة وان هذا المشروع لا يستهدف فقط الحقوق الفلسطينية فحسب بل وايضا يطال الشعوب العربية في ارضها وسيادتها وحقها في اختيار حاضرها ومستقبلها السياسي والاقتصادي..
وبالنسبة الينا كفلسطينيين، فشعبنا اتخذ قراره منذ وقت طويل ودون ان ينتظر الموقف الرسمي العربي، وها هو في غزة يقدم آلاف الشهداء والجرحى في مسيرات العودة وعمليات بطولية في الضفة وحركة مقاومة شعبية في مختلف مدن وقرى ومخلمات الضفة الغربية وتحرك الاسرى الذي نتوجه اليهم بتحية الاعتزاز وهم يخوضوا تحركاتهم رفضا لممارسات الاحتلال واساليبه القمعية وندعو الجميع الى مواكبة هذا التحرك، مؤكدين في ذات الوقت ان الإجراءات الامريكية ومهما تمادت في عنجهيتها وارهابها، فلن تغير من حقيقة ان ارض العرب ستبقى عربية وارض فلسطين ستبقى فلسطينية تحميها سواعد المناضلين الشرفاء من شعبنا..
الدول العربية مطالبة باستعادة الحد الادنى من التضامن العربي واتخاذ قرارات واجراءات ترتقي الى الحد الادنى من المخاطر الذي يشكله المشروع الامريكي الاسرائيلي على الحقوق العربية والفلسطينية. كما ان حركتي فتح وحماس معنيتان بتغليب المصلحة الوطنية على كل ما عداها من قضايا خلافية يجب ان تنتهي الى غير رجعة، نظرا للمخاطر الكبرى التي يسببها استمرار الانقسام على القضية الفلسطينية وعلى كل تفاصيل العمل الوطني الفلسطيني وهو امر يعني ضرورة انهاء الانقسام والعمل بصف موحد وباستراتيجية نضالية واحدة تعيد تقديم الصراع مع العدو الاسرائيلي باعتباره صراعا بين محتل استعماري وحركة تحرر وطني فلسطينية تناضل من اجل تحرير ارضها وتدعو كل شرفاء واحرار العالم الى دعمها.
الدكتور محمد حمدان
رئيس هيبئة أبناء العرقوب ومزارع شبعا الدكتور محمد حمدان عرّف بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وعرض مراحل احتلالها بدءاً من بعد حرب 1967 الى العام 1972، وأبرز وثائق بلبنانيتها، وأشار الى أن ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا وخاصة في منطقة المزارع قد تم بعد اعلان دولة لبنان الكبير عام 1920 وبموجب اتفاقية نيوكامب– بوليه عام1923، وتم تثبيت هذا الترسيم عام 1934 حيث أرسلت نسخ من الاتفاقية إلى عصبة الأمم، ثم أعاد لبنان ارسال هذه النسخ مرة ثانية عام 1946 إلى هيئة الأمم المتحدة، وركّز على وقائع منذ الأربعينيات من القرن الماضي تثبت أن التعامل السوري الرسمي مع قضية المزارع والتلال كان يستند الى حقيقة أنها جزء من الأراضي اللبنانية وتخضع للسيادة اللبنانية.
ولفت الى أن موقف الأمم المتحدة من هذه القضية ملتبس، بحيث أدخلت في متاهات وتشويش وإرتباك بدفع من الموقف الأميركي الذي ساند الكيان الصهيوني الذي يرفض الانسحاب من المزارع والتلال بسبب موقعها الاستراتيجي وثرواتها المائية والزراعية، فضلاً عن الموقف المرتبك للسلطة اللبنانية، وموضحاً أن الأمم المتحدة ارغمت على الاعتراف بلبنانية المزارع والتلال شبعا في القرار 1701 عندما كلف القرار أمين عام الأمم المتحدة في بند مستقل وواضح بوضع تقرير حول واقع مزارع شبعا خلال شهر من صدور القرار، وارسل الأمين العام خبير الخرائط الى المنطقة وكتب تقريرا وصفيا عن المزارع وتوقف الأمر عند هذا الحد.
وتحدث حمدان باسهاب عن تقصير معظم الحكومات المتعاقبة على لبنان اتجاه قضية المزارع والتلال، وطالب الحكومة الحالية بقيادة تحرك خاص واستثنائي من أجل انقاذ هذا الحق من الضياع والنسيان، مجدداً المطالبة بتشكيل لجنة خاصة برئاسة وزير خارجية لبنان وتضم مندوبين عن هيئة أبناء العرقوب كممثل عن أصحاب الحقوق ودبلوماسيين وحقوقيين وعسكريين تكون مسؤولة عن متابعة ملف مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقيادة تحرك فعال لتصويب موقف الامم المتحدة من هذه القضية، ومطالبة الكيان الصهيوني بالتعويض عن خسائر أصحاب الحقوق والتي تجاوزت عشرة مليارات دولار حتى الآن، رافضاً فكرة اللجوء إلى التحكيم الدولي كما حصل في طابا لأنه لا يوجد تنازع قانوني على الملكية بين عدة أطراف، بل هي ارض لبنانية محتلة اسرائيلياً، مشيداً بموقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القمة العربية حول المزارع والتلال، ومطالباً بمواكبة هذا الموقف من قبل الحكومة اللبنانية ووضع استراتيجية تحرك سريعة وفعالة تهدف الى تحرير الأرض ومنع ضياعها وبخاصة بعد قرار ترامب العدواني على عروبة الجولان.
حضر الندوة الرئيس حسين الحسيني، خالد العبادي ممثلا سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور، الصحافي سامي كليب، أحمد مرعي نائب رئيس حزب الاتحاد، محمد قليلات وغسان الطبش عن حركة الناصريين المستقلين المرابطون، أمين سر منبر الوحدة الوطنية وليد حموية، مسؤول الدبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبد العال، عضو المؤتمر القومي العربي المحامي الياس مطران، نائبة رئيس المجلس النسائي العاملي الدكتورة جمال غبريل، الحاج محمد عميرات رئيس حزب الولاء اللبناني، وممثلون عن تجمع اللجان والروابط الشعبية، مؤتمر بيروت للعروبيين اللبنانيين ورابطة أبناء بيروت وجمعيات أهلية وشخصيات لبنانية وفلسطينية وسورية وعربية.
استهلت الندوة بالنشيد الوطني اللبناني، وأدراها مسؤول ادارة بيروت في المؤتمر الشعبي الدكتور عماد جبري بكلمة أكد فيها أن كل قرارات ترامب العدوانية على الحقوق العربية ستسقط بقوة الحق واستمرار مسيرة النضال والكفاح.
كمال شاتيلا
رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا قال: التيار الوطني العروبي هو في طليعة من يقاوم الغزاة والاستعمار، ونحن من طلائع من واجه الاحتلال الاسرائيلي منذ عام 1967 وكذلك حرب التقسيم الصهيونية طيلة 16 عاماً، لذلك مطلوب رأس هذا التيار لأنه يرفع شعار "العروبة هي الحل" ولانه مقاوم ثابت للاحتلال الاسرائيلي والإستعماري.
وجدد التمسك بوحدة سورية وعروبتها واستقلالها، وتضامنه معها في مواجهة قرار ترامب العدواني على الجولان، موضحاً الفارق بين معارضة النظام ومعارضة الكيان ووحدته، مشيراً الى أن كل من يسعى الى تقسيم أي بلد عربي لا يمكن ان يكون وطنياً او قومياً بل تابعاً للأجنبي واداة من أدوات مشروع الأوسط الكبير.
وقال: لبنان الرسمي لم يحارب العدو الاسرائيلي عام 1967، ورغم ذلك بدأت اسرائيل باحتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا طمعاً بموقعها وثرواتها.. ووقف لبنان الرسمي متفرجاً، بينما قاوم الأهالي ونحن منهم وقاتلنا هذا الاحتلال، وفي السبعينيات طلبنا الدعم من سورية ومصر والسعودية لمواجهة القضم الإسرائيلي للمزارع ، لكن لم يستجب لنا أحد ولم تقدم لنا أي مساعدة. وبعد العام 1982 أراد العدو الصهيوني تهويد منطقة العرقوب بالكامل من خلال انشاء ادارة مدنية وتعليم العبرية، مستعيناً بجيش لحد العميل، فقاومت هيئة أبناء العرقوب واسقطت هذا المشروع.. وكل هذه المقاومة الشعبية حصلت بينما النظام الرسمي اللبناني وقف متفرجاً.
ولفت الى أن هيئة ابناء العرقوب هي من زودت الحكومات اللبنانية المتعاقبة بوثائق تثبت لبنانية المزارع والتلال، موجهاً التحية للرئيس الشهيد رشيد كرامي والرئيسين اميل لحود وسليم الحص الذين ساندوا الهيئة في نضالها. واذ أكد ان لا خلاف مع سورية حول لبنانية المزارع والتلال، لفت الى ان من يروّج لهذا الكلام انما لا يريد تحرير الارض ويقدم خدمة مجانية للعدو الصهيوني، مشيراً الى وجود أوقاف اسلامية تابعة لدار الفتوى في المزارع وللأسف مفتي الجمهورية الحالي ساكت عن ذلك، ولم يتبن الموضوع سوى المفتي الشهيد البطل حسن خالد، وكذلك هناك اوقاف للروم الارثوذكس ومقام لسيدنا ابراهيم..
وتابع: عندما قرر ترامب ان الجولان لاسرائيل، وهناك موقف أميركي يعتبر المزارع والتلال جزءاً من الجولان، فإن ذلك يعني ان هذه الارض بالمفهوم الأميركي هي لاسرائيل، وهنا الكارثة.. والسؤال الاساس: ماذا فعلت حكومات ما بعد الطائف وأين خطتها لتحرير الارض المحتلة؟ لم نسمع وزير الخارجية أو رئيس الحكومة يتحدثان عن ارضنا المحتلة أمام المسؤولين الدوليين، وكذلك النواب الوطنيين لم يقدموا اي خطة لتحرير الارض. ثم أين هم جماعة السيادة والاستقلال جماعة 14 آذار امام قرار ترامب العدواني على الجولان وتلال مزارع شبعا وكفرشوبا؟
وإذ دعا الى التمسك بتوازن الردع وكل مقومات قوة لبنان في مواجهة العدو، سأل: ألم ينتهك ترامب سيادة لبنان من خلال الاعتداء على لبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا؟ هل صدر بيان عن قوى 14 آذار رداً على هذا العدوان؟ ولماذا لم يستدع وزير الخارجية السفيرة الاميركية ويقدم له مذكرة تقول ان قرار ترامب يشكل اعتداءً مباشراً على سيادة لبنان ويقدم له وثائق تثبت لبنانية المزارع والتلال.
واضاف شاتيلا أن محاربة الفساد تبدأ بإستعادة اراضي الدولة اللبنانية وعلى رأسها أراضي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي بدأ إحتلالها منذ العام 1967، فلماذا تم السكوت على هذه الأراضي المحتلة. أليس السكوت عن إحتلال المزارع هو جزء من الفساد؟ مستغرباً غياب الإعلام متعدد الجنسية عن طرح القضايا االوطنية بينما تتهافت لتغطية الحفلات الراقصة، لذلك نطالب وزير الخارجية إستدعاء السفيرة الأميركية بتسليمها مذكرة ضد القرار الأميركي بإعلان السيادة الصهيونية على الجولان المحتل والمزارع ووقف تدخلها في شؤون الإدارات، مشدداً على أنه بعد كلام الرئيس عون في إجتماع القمة العربية الذي عقد مؤخراً في تونس، أن تتحرك الجامعة العربية لطرح قضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولدى منظمة الدول الإسلامية.
وقال: إن : « لبنان وسوريا لديهما مشكلة مع الإحتلال الصهيوني، والأراضي اللبنانية المحتلة تم إعتبارها أنها تخضع للقرار الدولي 242 بينما هي يجب أن تخضع للقرار 425 الذي ينص على إنسحاب الإحتلال الأسرائيلي من كل الأراضي اللبنانية»، متسائلاً ألسنا بحاجة للحوار مع سوريا لحل قضية المزارع؟ إن العلاقة مع سوريا ضرورية فالتاريخ والجغرافيا والمصالح الإقتصادية كلها ثوابت وطنية وقومية ومصالح تدفعنا للحوار مع الحكومة السورية، والآن نضيف لها القضية الأهم قضية الإحتلال الإسرائيلي بعد القرار الأميركي، فهل ننتظر القرار الأميركي لسعد الحريري بفتح العلاقة مع سوريا للتباحث معها؟ نحن بحاجة للتنسيق مع الحكومة السورية وتوحيد الرؤية مع سوريا للمطالبة بأرضنا المحتلة. أنا أكثر شخص تضرر من النطام في سوريا، ولكن المصلحة الوطنية والقومية تبقى فوق أي إعتبار.
وحول الوضع الفلسطيني في لبنان، إن ما قامت به الدولة اللبنانية منذ ما بعد الطائف عملت على تهجير الفلسطينيين من لبنان وذلك بهدف إبعادهم عن فلسطين المحتلة، فحرمتهم من المياه والكهرباء والعمل وأبسط ضرورات العيش الكريم. وهذا ما حدث أيضاً في سوريا، حيث تم تدمير مخيم اليرموك لأنه في سوريا على الحدود مع فلسطين. كما إن مشروع بايدن الذي قبله أخوان الأطلسي ورفضته الدولة المصرية سعى لتهجير الفلسطينين من أرضهم وإقامة دولة فلسطينية في غزة وجزء من سيناء بهدف إقامة الدولة الصهيونية على أرض فلسطين. إن الهدف الأميركي هو تهجير الفلسطنيين من أرضهم ومن كل الدول المحيطة في فلسطين.
وختم شاتيلا: إن هذه المنطقة لا تزال تواجه المشروع الإستعماري الأميركي- الإسرائيلي التقسيمي، وهذا المشروع تتم مواجهته عبر مقاومة حضارية عربية قائمة على الإيمان الديني والعروبة. إن تقسيم السودان ذهب ضحيته 300 ألف قتيل في صراعات قبلية، وهذا ما أرسل إنذار لكل القوى الطامعة بالتقسيم وإقامة كانتونات طائفية وعرقية، ففشل مشروع الإنفصال في شمال العراق، وفي سوريا فشل التقسيم وإستطاع الشعب السوري ودولته إعادة فرض السيطرة على الجزء الأكبر من الأراضي السورية، وفي مصر فشل مشروع التقسيمي الطائفي، والجيش الليبي الوطني يتقدم نحو طرابلس، لذلك نحن ندعو لعدم اليأس فهذه الأمة بالرغم من النكاسات ستنتصر.
المحامي محمود مرعي:
ثم تحدث أمين عام الجبهة الديمقراطية السورية المحامي محمود مرعي، الذي ابدى سعادته للتواجد في بيروت، شاكراً المؤتمر الشعبي اللبناني وعلى رأسه الأستاذ المناضل القومي كمال شاتيلا على الدعوة للمشاركة في هذه الندوة حول الجولان ومزارع شبعا وفلسطين بوصلة الأمة العربية، مشدداً على أن أعداء الأمة هم الصهاينة والولايات المتحدة الأميركية التي تسعى لتقسيم العراق وليبيا وسوريا التي بقيت موحدة وإستطاع الجيش العربي السوري من إستعادة جزء كبير من هذه الأرض وطرد المحتلين من مختلف الجنسيات، فنحن لا نقبل أي يحتل أي شبر من الأراضي السورية سواء في الجولان أو عفرين او الإسكندرون.
وقال: في 25 آذار من هذا العام، أعلن الرئيس أميركي دونالد ترامب الإعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، لكن هذا القرار لا قيمة قانونية له وهو يخالف قرارات مجلس الأمن 242 و338 وآخرهم 497، إضافة لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولم يعترف به أي إتحاد لا عربي ولا دولي، وهو أراد من خلال هذا القرار إهداء نتنياهو ورقة إنتخابية لمساعدته في الإنتخابات، مستغرباً الصمت العربي إقامة القمة العربية في تونس بغياب سوريا، فالجامعة العربية لا يمكن أن تكون فعالة إلا بوجود سوريا والتضامن معها، مشدداً على أنه جزء من المعارضة الوطنية السورية الموجودة في الداخل ولا يتحدث للدفاع عن النظام وإنما للدفاع عن سوريا الأرض والوطن، وللتأكيد على رفضنا التضحية بشبر من أرضنا سواءً كنا في الموالاة أو المعارضة الوطنية التي لم تتعامل أو ترتبط مع الخارج ونحن موجودين في سوريا، ونحن نؤكد على سيادة سوريا وعروبتها وإستقلالها على كل أراضي الجمهورية العربية السورية.
وأضاف: إن الجولان هي هضبة مساحتها عام 1860 كلم تم إحتلالها في العام 1967، وإستطاع الجيش العربي السوري إستعادة جزء بسيط من مساحتها، ويعيش فيها حتى الآن عشرين ألف مواطن عربي سوري رفضوا الهوية الإسرائيلية والتعامل مع العدو الصهيوني ومتمسكين بأن الجولان هي أرض سورية عربية. وقد إحتل العدو 164 قرية و146 مزرعة وهجر منها 131 ألف مواطن، وقرر العدو في العام 1981 ضمها للسيادة الصهيونية وهو ما يخالف القوانين الدولية.
وختم: إن الأهمية الإستراتيجية للجولان أنها تشرف على فلسطين المحتلة ودمشق التي تبعد عن الجولان 60 كيلومتر، وثلث المياه التي يستفيد منها العدو الصهيوني تأتي من الجولان إضافة لثورة نفطية، لذلك فإن العدو الصهيوني ومعه الأميركيين يريدون ضم الجولان للكيان الغاصب. ولكننا نقول أنه لا يمكن لأي سوري في المعارضة كان أو الموالاة أن يقبل بضم الجولان للكيان الغاصب، فالجولان سورية وعربية ونحن مؤمنون أن إستعادة الجولان لا يمكن أن تكون إلا عبر القوة العسكرية كما قال الزعيم جمال عبدالناصر " ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة"، لذلك لا يحق لاي سوري أن يتنازل عن الجولان ولذلك فإننا لن نفرط بها ولا بمزارع شبعا ولا بالقدس، ولا من أن يكون المشروع النهضوي العربي في مواجهة المشروع الصهيوني الأميركي، ولا بد من إعادة إحياء المشروع القومي العربي.
علي فيصل:
عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل قال: لا يكفي ان نقول ان اعتراف الرئيس الامريكي باسيادة الاسرائيلية على الجولان السوري المحتل يتناقض والقانون الدولي ومع قرارات الامم المتحدة وهو يشكل تعديا واضحا على دولة ذات سيادة فقط، بل يجب اتخاذ اجراءات عربية ودولية رادعة ضد هذا التوحش والمسار التطرفي الذي تسير وفقه الادارة الترامبية بالتحالف مع العدو الاسرائيلي الذي يقابلها بسياسة توحش مماثلة لجهة تصعيد عمليات الاستيطان والتهويد في الضفة والقدس. لذلك لا يمكن ان نفصل الموقف الامريكي من الجولان عن موقفه من الكثير من القضايا الفلسطينية والعربية والاقليمية بل الدولية والتي تؤكد جميعها اننا امام ادارة عنصرية لا يمكن وقف ممارساتها الا بسياسة واجراءات تتجاوز حدود المواقف والادانات اللفظية..
إن كان ما حدث يشكل استفزازا للمجتمع الدولي بأسره الذي اجمعت دوله ومؤسساته القانونية والسياسية على التأكيد على الوضع القانوني الثابت للجولان المحتل باعتباره جزءاً لا يتجزأ من أرض سورية غير قابلة للتقسيم أو التفكيك، فان مصداقية هذا المجتمع لا يمكن ان تستقيم الا في اطار موقف عملي من مسألة العبث بهوية الجولان، وقبله العبث بهوية القدس الشرقية جزءاً لا يتجزأ من الارض الفلسطينية المحتلة بعدوان الخامس من حزيران. وأن هذا العبث غير المسؤول والقائم على قيم ومعايير استعمارية لفظتها الانسانية منذ عشرات السنين، من شأنه أن يجر المنطقة العربية الى انواع جديدة من الحروب، قد لا يكون أحد بمنأى عنها، بما في ذلك المصالح الامريكية في المنطقة .
ان الاجراءات التي تقوم بها الادارة الامريكية في المنطقة وعدوانها السافر على الحقوق الفلسطينية والعربية تاتي في اطار مسار متكامل تحددت معالمه في المشروع الاميركي الاسرائيلي المعروف بصفقة القرن والذي ما زال يواجه الكثير من العقبات والتعقيدات، وان قوة هذا المشروع وامكانيات نجاحه تكمن في تواطؤ بعض النظام الرسمي العربي الذي لو امتلك الارادة الحقيقية على المواجهة لامكنه تعطيل هذا المشروع وافشاله، خاصة وان هذا المشروع لا يستهدف فقط الحقوق الفلسطينية فحسب بل وايضا يطال الشعوب العربية في ارضها وسيادتها وحقها في اختيار حاضرها ومستقبلها السياسي والاقتصادي..
وبالنسبة الينا كفلسطينيين، فشعبنا اتخذ قراره منذ وقت طويل ودون ان ينتظر الموقف الرسمي العربي، وها هو في غزة يقدم آلاف الشهداء والجرحى في مسيرات العودة وعمليات بطولية في الضفة وحركة مقاومة شعبية في مختلف مدن وقرى ومخلمات الضفة الغربية وتحرك الاسرى الذي نتوجه اليهم بتحية الاعتزاز وهم يخوضوا تحركاتهم رفضا لممارسات الاحتلال واساليبه القمعية وندعو الجميع الى مواكبة هذا التحرك، مؤكدين في ذات الوقت ان الإجراءات الامريكية ومهما تمادت في عنجهيتها وارهابها، فلن تغير من حقيقة ان ارض العرب ستبقى عربية وارض فلسطين ستبقى فلسطينية تحميها سواعد المناضلين الشرفاء من شعبنا..
الدول العربية مطالبة باستعادة الحد الادنى من التضامن العربي واتخاذ قرارات واجراءات ترتقي الى الحد الادنى من المخاطر الذي يشكله المشروع الامريكي الاسرائيلي على الحقوق العربية والفلسطينية. كما ان حركتي فتح وحماس معنيتان بتغليب المصلحة الوطنية على كل ما عداها من قضايا خلافية يجب ان تنتهي الى غير رجعة، نظرا للمخاطر الكبرى التي يسببها استمرار الانقسام على القضية الفلسطينية وعلى كل تفاصيل العمل الوطني الفلسطيني وهو امر يعني ضرورة انهاء الانقسام والعمل بصف موحد وباستراتيجية نضالية واحدة تعيد تقديم الصراع مع العدو الاسرائيلي باعتباره صراعا بين محتل استعماري وحركة تحرر وطني فلسطينية تناضل من اجل تحرير ارضها وتدعو كل شرفاء واحرار العالم الى دعمها.
الدكتور محمد حمدان
رئيس هيبئة أبناء العرقوب ومزارع شبعا الدكتور محمد حمدان عرّف بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وعرض مراحل احتلالها بدءاً من بعد حرب 1967 الى العام 1972، وأبرز وثائق بلبنانيتها، وأشار الى أن ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا وخاصة في منطقة المزارع قد تم بعد اعلان دولة لبنان الكبير عام 1920 وبموجب اتفاقية نيوكامب– بوليه عام1923، وتم تثبيت هذا الترسيم عام 1934 حيث أرسلت نسخ من الاتفاقية إلى عصبة الأمم، ثم أعاد لبنان ارسال هذه النسخ مرة ثانية عام 1946 إلى هيئة الأمم المتحدة، وركّز على وقائع منذ الأربعينيات من القرن الماضي تثبت أن التعامل السوري الرسمي مع قضية المزارع والتلال كان يستند الى حقيقة أنها جزء من الأراضي اللبنانية وتخضع للسيادة اللبنانية.
ولفت الى أن موقف الأمم المتحدة من هذه القضية ملتبس، بحيث أدخلت في متاهات وتشويش وإرتباك بدفع من الموقف الأميركي الذي ساند الكيان الصهيوني الذي يرفض الانسحاب من المزارع والتلال بسبب موقعها الاستراتيجي وثرواتها المائية والزراعية، فضلاً عن الموقف المرتبك للسلطة اللبنانية، وموضحاً أن الأمم المتحدة ارغمت على الاعتراف بلبنانية المزارع والتلال شبعا في القرار 1701 عندما كلف القرار أمين عام الأمم المتحدة في بند مستقل وواضح بوضع تقرير حول واقع مزارع شبعا خلال شهر من صدور القرار، وارسل الأمين العام خبير الخرائط الى المنطقة وكتب تقريرا وصفيا عن المزارع وتوقف الأمر عند هذا الحد.
وتحدث حمدان باسهاب عن تقصير معظم الحكومات المتعاقبة على لبنان اتجاه قضية المزارع والتلال، وطالب الحكومة الحالية بقيادة تحرك خاص واستثنائي من أجل انقاذ هذا الحق من الضياع والنسيان، مجدداً المطالبة بتشكيل لجنة خاصة برئاسة وزير خارجية لبنان وتضم مندوبين عن هيئة أبناء العرقوب كممثل عن أصحاب الحقوق ودبلوماسيين وحقوقيين وعسكريين تكون مسؤولة عن متابعة ملف مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقيادة تحرك فعال لتصويب موقف الامم المتحدة من هذه القضية، ومطالبة الكيان الصهيوني بالتعويض عن خسائر أصحاب الحقوق والتي تجاوزت عشرة مليارات دولار حتى الآن، رافضاً فكرة اللجوء إلى التحكيم الدولي كما حصل في طابا لأنه لا يوجد تنازع قانوني على الملكية بين عدة أطراف، بل هي ارض لبنانية محتلة اسرائيلياً، مشيداً بموقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القمة العربية حول المزارع والتلال، ومطالباً بمواكبة هذا الموقف من قبل الحكومة اللبنانية ووضع استراتيجية تحرك سريعة وفعالة تهدف الى تحرير الأرض ومنع ضياعها وبخاصة بعد قرار ترامب العدواني على عروبة الجولان.
أضف تعليق