«الحرية أو الموت» الرواية التي تطالب إسرائيل باعتقالها
بين عامي 1926-1927 زار الروائي اليوناني الكبير نيكوس كازانتزاكيس فلسطين لتغطية احتفالات عيد الفصح، وخلال رحلته سجل مشاهداته في وثيقة تعتبر من اخطر الوثائق ضد الصهيونية يكتبها مفكر عالمي في أوائل هذا القرن، وهذه الوثيقة كانت نبوءة الكاتب للكوارث التي ستحل بالشعب الفلسطيني نتيجة الهجرات اليهودية ووعد بلفور والأطماع الصهيونية في فلسطين.
الروائي نيكوس كازانتزاكيس في رحلته إلى فلسطين في وقت مبكر أرسل إشارات تحذير للخطر القادم على يد الحركة الصهيونية والتي جاءت الوقائع الحالية لنؤكد صدقها وتؤكد الفكر النير الطليعي لهذا الكاتب، وقد استلهم من زيارته إلى فلسطين روايته العالمية "الحرية أو الموت"، والتي لا زالت إسرائيل تطالب باعتقالها واعتقال كاتبها ، لا سيما ان شعار الحرية أو الموت أصبح شعار الشعب الفلسطيني الذي يناضل من اجل الحرية والكرامة، وشعار آلاف الأسرى في سجون الاحتلال الذين يواجهون سياسات البطش والقمع والإذلال، وقد شرعوا في اضراب مفتوح عن الطعام يوم 9/4/2019 في معركة اخرى متجددة دفاعا عن حقوقهم العادلة وتحت شعار لا تفاوض على نسبة الكرامة.
بطل الرواية "ميخايليس" لا يجد أمامه في نضاله لتحرير بلاده سوى الموت حين يعجز عن تحقيق فعل الحرية الذي ثار لأجله ضد الاحتلال، وصار الموت البطولي نقيض الاستعباد والاضطهاد هو المسعى لمنح الحياة معنى أكثر عمقا وقوة، تكفل الخلاص من الذل واستلاب الحقوق من قبل المحتل الأجنبي، هذا البطل هو كل فدائي فلسطيني، وكل اسير فلسطيني وقف في وجه الرئيس الاسرائيلي ريفلين الذي زار سجن عوفر العسكري موجها التهديد للاسرى ومستعرضا عضلاته مع قوات القمع المتاهبة للانقضاض على المعتقلين.
ما يزعج قادة وضباط إسرائيل ان المعتقلين قد استلهموا ما في الرواية في نضالهم ضد الجلادين والجرائم الإسرائيلية المتواصلة في السجون، واستمدوا من الرواية كل الشجاعة والتحدي وهم يرددون ما جاء فيها: ان ساعة واحدة في ظل الحرية أفضل من أربعين سنة من العبودية والحرمان.
حكومة الاحتلال تطارد الرواية والراوي، تطالب باعتقالهما لأنها تشكل النقيض للإيديولوجية الاستيطانية الاستعمارية ولخطابات الكراهية المتطرفة التي تلغي وجود الفلسطينيين وتتعامل معهم كأنهم مجهولين، وأكثر ما يستفزها ان أفكار الرواية أصبحت تتجسد في المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، وتتمثل في معارك الإضرابات المفتوحة عن الطعام في السجون خاصة عندما هتف بطل رواية الحرية أو الموت: اه لو استطيع ان أدك هذه الحيطان من حولي لتصبح الدنيا أكثر اتساعا.
الكاتب نيكوس كازانتزاكيس في مشاهداته الأوضاع في فلسطين وفي روايته الإنسانية أول من تنبأ بالنزعة العسكرتارية الإسرائيلية العنيفة ونزعة التعصب القومي والغطرسة والهمجية، هذه النزعات التي نراها اليوم في السياسة والثقافة الإسرائيلية وما يجري على الأرض من استيطان ونهب واعتقالات وإعدامات وتجريد الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين، لهذا دعا كازانتزاكيس في روايته الحرية أو الموت الفلسطينيين وكل من يخضع للاحتلال قائلا: ثبتوا أقدامكم فوق الأرض، ان الحرية بذرة وان هذه البذرة لا تنمو بالماء وإنما بالدماء والتضحيات.
إسرائيل تطارد الأفكار الثورية والإنسانية أينما كانت، فقد لاحقت كتابا وفلاسفة وعلماء عالميين بسبب انتقاداتهم وإدانتهم للاحتلال وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني، حتى هؤلاء الذين حصلوا على جوائز نوبل طالبت إسرائيل باعتقالهم وإخفاء أفكارهم وأرائهم، فقد طاردت إسرائيل الكاتب البرتغالي "سارا ماجو" الحائز على جائزة نوبل للأدب عام 1998 بسبب مناصرته للقضية الفلسطينية والذي قال: ان الصهيونية هي الصورة الجديدة للنازية الدموية، وطاردت إسرائيل الشاعر الألماني الروائي "جونتر جراس" الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1999 بسبب كتابته قصيدة انتقد فيها الاحتلال الإسرائيلي، ولا زالت إسرائيل تلاحق الكاتبة الأمريكية توني موريسون التي فازت بجائزة نوبل للآداب عام 1993 بعد ان نددت بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين ووصفت إسرائيل بدولة الفصل العنصري.
الكثير الكثير من الأدباء والمفكرين العالميين مطلوبين لإسرائيل، وحتى في داخل إسرائيل لوحق المفكر الإسرائيلي ايلان بابيه الذي كتب عن التطهير العرقي الذي مارسته إسرائيل عام 1948، والكاتب اليهودي "هارولد بنتر" الذي قال ان إسرائيل قامت على القتل والإرهاب، ولوحقت حكاية سر الزيت للأسير وليد دقة، ولوحقت أشعار محمود درويش، والكثير من المسرحيات والأغاني التي جرى حظرها ولوحق كتابها.
اسرائيل تطالب باعتقال الافكار لان الافكار تصير كائنات حية ومباديء وقناعات روحية وجسدية، ولان الافكار الحية هي الواقعية نقيض الاساطير والخرافات المدعومة بالقوة المسلحة.
المؤسسات الثقافية والحقوقية والانسانية داخل اسرائيل صارت مطاردة ومتهمة بالخيانة كونها اسست لصوت الحقيقة وتمردت على الولاء لدولة عنصرية تزرع بذور الفاشية والخوف والتطرف في المنطقة.
اسرائيل تطارد رواية الحرية او الموت لانها تريد اعتقال المدينة، المكان والزمان، فالرواية هي تاريخ وبشر وتراث وحضارة وهوية وكوشان ميلاد، هي خائفة مما قاله كازانتزاكيس : ان حياتك ليست ملكا لك، انها ملك لمدينتك وقد تحتاج اليها قريبا.
"الحرية أو الموت" رواية تشكل خطرا على دولة إسرائيل، وتعتبرها إرهابا ثقافيا، لان الرواية لم يعد فيها بطلا واحدا، صار الشعب الفلسطيني كله أبطال الرواية، هؤلاء الأبطال الذين رددوا ما قاله كازانتزاكيس:
الموت حق يا أماه، كلنا سنموت يوما ما، فلنمت الآن دون ان نلوث شرفنا، ان الدماء لا تغسلها الماء، بل تغسلها الدماء مثلها.
الروائي نيكوس كازانتزاكيس في رحلته إلى فلسطين في وقت مبكر أرسل إشارات تحذير للخطر القادم على يد الحركة الصهيونية والتي جاءت الوقائع الحالية لنؤكد صدقها وتؤكد الفكر النير الطليعي لهذا الكاتب، وقد استلهم من زيارته إلى فلسطين روايته العالمية "الحرية أو الموت"، والتي لا زالت إسرائيل تطالب باعتقالها واعتقال كاتبها ، لا سيما ان شعار الحرية أو الموت أصبح شعار الشعب الفلسطيني الذي يناضل من اجل الحرية والكرامة، وشعار آلاف الأسرى في سجون الاحتلال الذين يواجهون سياسات البطش والقمع والإذلال، وقد شرعوا في اضراب مفتوح عن الطعام يوم 9/4/2019 في معركة اخرى متجددة دفاعا عن حقوقهم العادلة وتحت شعار لا تفاوض على نسبة الكرامة.
بطل الرواية "ميخايليس" لا يجد أمامه في نضاله لتحرير بلاده سوى الموت حين يعجز عن تحقيق فعل الحرية الذي ثار لأجله ضد الاحتلال، وصار الموت البطولي نقيض الاستعباد والاضطهاد هو المسعى لمنح الحياة معنى أكثر عمقا وقوة، تكفل الخلاص من الذل واستلاب الحقوق من قبل المحتل الأجنبي، هذا البطل هو كل فدائي فلسطيني، وكل اسير فلسطيني وقف في وجه الرئيس الاسرائيلي ريفلين الذي زار سجن عوفر العسكري موجها التهديد للاسرى ومستعرضا عضلاته مع قوات القمع المتاهبة للانقضاض على المعتقلين.
ما يزعج قادة وضباط إسرائيل ان المعتقلين قد استلهموا ما في الرواية في نضالهم ضد الجلادين والجرائم الإسرائيلية المتواصلة في السجون، واستمدوا من الرواية كل الشجاعة والتحدي وهم يرددون ما جاء فيها: ان ساعة واحدة في ظل الحرية أفضل من أربعين سنة من العبودية والحرمان.
حكومة الاحتلال تطارد الرواية والراوي، تطالب باعتقالهما لأنها تشكل النقيض للإيديولوجية الاستيطانية الاستعمارية ولخطابات الكراهية المتطرفة التي تلغي وجود الفلسطينيين وتتعامل معهم كأنهم مجهولين، وأكثر ما يستفزها ان أفكار الرواية أصبحت تتجسد في المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، وتتمثل في معارك الإضرابات المفتوحة عن الطعام في السجون خاصة عندما هتف بطل رواية الحرية أو الموت: اه لو استطيع ان أدك هذه الحيطان من حولي لتصبح الدنيا أكثر اتساعا.
الكاتب نيكوس كازانتزاكيس في مشاهداته الأوضاع في فلسطين وفي روايته الإنسانية أول من تنبأ بالنزعة العسكرتارية الإسرائيلية العنيفة ونزعة التعصب القومي والغطرسة والهمجية، هذه النزعات التي نراها اليوم في السياسة والثقافة الإسرائيلية وما يجري على الأرض من استيطان ونهب واعتقالات وإعدامات وتجريد الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين، لهذا دعا كازانتزاكيس في روايته الحرية أو الموت الفلسطينيين وكل من يخضع للاحتلال قائلا: ثبتوا أقدامكم فوق الأرض، ان الحرية بذرة وان هذه البذرة لا تنمو بالماء وإنما بالدماء والتضحيات.
إسرائيل تطارد الأفكار الثورية والإنسانية أينما كانت، فقد لاحقت كتابا وفلاسفة وعلماء عالميين بسبب انتقاداتهم وإدانتهم للاحتلال وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني، حتى هؤلاء الذين حصلوا على جوائز نوبل طالبت إسرائيل باعتقالهم وإخفاء أفكارهم وأرائهم، فقد طاردت إسرائيل الكاتب البرتغالي "سارا ماجو" الحائز على جائزة نوبل للأدب عام 1998 بسبب مناصرته للقضية الفلسطينية والذي قال: ان الصهيونية هي الصورة الجديدة للنازية الدموية، وطاردت إسرائيل الشاعر الألماني الروائي "جونتر جراس" الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1999 بسبب كتابته قصيدة انتقد فيها الاحتلال الإسرائيلي، ولا زالت إسرائيل تلاحق الكاتبة الأمريكية توني موريسون التي فازت بجائزة نوبل للآداب عام 1993 بعد ان نددت بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين ووصفت إسرائيل بدولة الفصل العنصري.
الكثير الكثير من الأدباء والمفكرين العالميين مطلوبين لإسرائيل، وحتى في داخل إسرائيل لوحق المفكر الإسرائيلي ايلان بابيه الذي كتب عن التطهير العرقي الذي مارسته إسرائيل عام 1948، والكاتب اليهودي "هارولد بنتر" الذي قال ان إسرائيل قامت على القتل والإرهاب، ولوحقت حكاية سر الزيت للأسير وليد دقة، ولوحقت أشعار محمود درويش، والكثير من المسرحيات والأغاني التي جرى حظرها ولوحق كتابها.
اسرائيل تطالب باعتقال الافكار لان الافكار تصير كائنات حية ومباديء وقناعات روحية وجسدية، ولان الافكار الحية هي الواقعية نقيض الاساطير والخرافات المدعومة بالقوة المسلحة.
المؤسسات الثقافية والحقوقية والانسانية داخل اسرائيل صارت مطاردة ومتهمة بالخيانة كونها اسست لصوت الحقيقة وتمردت على الولاء لدولة عنصرية تزرع بذور الفاشية والخوف والتطرف في المنطقة.
اسرائيل تطارد رواية الحرية او الموت لانها تريد اعتقال المدينة، المكان والزمان، فالرواية هي تاريخ وبشر وتراث وحضارة وهوية وكوشان ميلاد، هي خائفة مما قاله كازانتزاكيس : ان حياتك ليست ملكا لك، انها ملك لمدينتك وقد تحتاج اليها قريبا.
"الحرية أو الموت" رواية تشكل خطرا على دولة إسرائيل، وتعتبرها إرهابا ثقافيا، لان الرواية لم يعد فيها بطلا واحدا، صار الشعب الفلسطيني كله أبطال الرواية، هؤلاء الأبطال الذين رددوا ما قاله كازانتزاكيس:
الموت حق يا أماه، كلنا سنموت يوما ما، فلنمت الآن دون ان نلوث شرفنا، ان الدماء لا تغسلها الماء، بل تغسلها الدماء مثلها.
أضف تعليق