23 كانون الأول 2024 الساعة 05:05

الاعتراف الأميركي بسيادة اسرائيل على الجولان يفتح شهية الاحتلال على الضم في الضفة

2019-03-31 عدد القراءات : 704

 نابلس (الاتجاه الديمقراطي)

تناول تقرير المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية هذا الأسبوع، الاعتراف الأميركي بسيادة اسرائيل على الجولان السوري والذي يفتح شهية الاحتلال على الضم في الضفة الغربية.
وقال التقرير: « يأتي يوم الارض هذا العام وحكومات اسرائيل المتعاقبة تواصل دون توقف سياسة الاستيلاء على المزيد من أراضي الفلسطينيين بأساليب وطرق مختلفة ، وتشريد أهلها واقتلاعهم من اراضيهم ، وفي ظل مخاوف واسعة من سياسة حكومة الاحتلال بقيادة بنيامين نيتنياهو وتعهداته في حملته الانتخابية لزعماء المستوطنين» من اجل الفوز بالانتخابات بتكثيف النشاطات الاستيطانية واستباحة كل ما هو فلسطيني من خلال التوسع الاستيطاني ، وتعزيز تواجد المستوطنين وحمايتهم وخصوصا في القدس المحتلة وغور الأردن ومناطق جنوب الخليل ، مستندا في ذلك على نهج الادارة الاميركية الحالية ، التي ذهبت بعيدا في تجاهلها للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية في تحديد مبدأ جديد في العلاقات الدولية يجيز السيطرة على اراضي الغير بالقوة ضاربة بعرض الحائط القرارات الدولية، وإيجاد قاعدة جديدة تحكم العلاقات الدولية لمصلحة اسرائيل ، حيث تعود الولايات المتحدة الى الاستعمار القديم بأداة من ادواتها وهي اسرائيل .
وقد توجت الادارة الاميركية هذا النهج باعتراف الرئيس الاميركي دونالد بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس ومن ثم الاعتراف بسيادتها على الجولان السوري المحتل منذ العام 1967في الخامس والعشرين من الشهر الجاري والتوقيع في البيت الابيض بحضور رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على مرسوم رئاسي "لأسباب أمنية على حد تعبيره"،

بنيامين نتنياهو ، الذي عاد من الولايات المتحدة الى اسرائيل حاملا في جعبته هدية ثمينة للاسرائيليين على ابواب الانتخابات المبكرة للكنيست ، يتباهى بالمرسوم الذي وقع عليه الرئيس الأميركي وأقر فيه بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل ليعلن أمام رئيس مجلس المستوطنات في الجولان، ورئيس بلدية كاتسرين، أكبر مستوطنة في الجولان  ها هو المرسوم الذي وقع عليه الرئيس ترامب .. ها هو الاعتراف الأميركي بسيادتنا على الجولان.. انتظرناه 50 عاما.. إنه إعلان عظيم يعزز إلى حد كبير جدا سيادتنا على الجولان  . ويمثل هذا الاعلان قاعدة استباقية يمكن البناء عليها مستقبلاً لإقدامه على الاعتراف بـ (السيادة الاسرائيلية) على الضفة الغربية المحتلة ، حيث عمد السفير الاميركي في اسرائيل ، ديفيد فريدمان ، في خطابه أمام مؤتمر اللوبي الإسرائيلي إيباك يوم 26 آذار لعام 2019 والذي عقد بالتزامن مع اعلان المرسوم ،الى استخدام مصطلح  يهودا والسامرة  وهو المسمى الذي يطلقه المستوطنون الاسرائيليون على الضفة الغربية المحتلة، وقال بأنه يجب على إسرائيل الاحتفاظ بالسيطرة الأمنية في الضفة الغربية وبوجود أمني دائم على خط نهر الأردن، والذي اعتبر إعلانا ضمنيا بموافقة الولايات المتحدة على ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة على الأقل.

وبحسب سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل ومبعوث الولايات المتحدة للمفاوضات من أجل السلام بين الفلسطينيين واسرائيل (آب 2013-آذار 2014) مارتن إنديك كما عبر عنه في " تغريدة " له على موقع تويتر صباح الثلاثاء، 26 آذار 2019 تعليقا على اعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل، بأنه  لن يمر وقت طويلا قبل أن يتم ضم الضفة الغربية بهذه الطريقة ، وهو أمر يثير قلقا بالغا في اوساط الرأي العام في العاصمة الأميركية ، بأن ترامب سيفعل الشيء ذاته في حال قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضم الضفة الغربية بكاملها أو ضم أجزاء منها ، او ما يسمى بـ "الكتل الاستيطانية الكبرى" وهو قلق بات محتملا، كون الإدارة الاميركية تقول بأنها على وشك إكمال خطتها للسلام الفلسطيني ألإسرائيلي المعروفة بـصفقة القرن وستقوم بإعلانها بعد الانتخابات الإسرائيلية يوم 9 نيسان المقبل .

وقد سارع نتنياهو إلى تسويق الاعتراف الأميركي للناخب الإسرائيلي على أنه إنجاز تاريخي ، حيث ترى بعض الاوساط السياسية الاسرائيلية أن نتنياهو يسعى إلى جني ثمار القرار الأميركي خلال مشاوراته المتوقعة ، عقب الانتخابات مع الكتل البرلمانية لتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة. وأن نتنياهو سيوظف هذا الاعتراف الأميركي بالسيادة على الجولان للتسويق بأن ضم أراض احتلتها إسرائيل بات ممكنا وبالتالي فإن الخطوة المقبلة ستتمثل بضم كتل استيطانية في الضفة الغربية المحتلة ، ما سيمكنه من امتصاص أصوات الناخب اليميني والمستوطنين من حزب اليمين الجديد وغيره من أحزاب اليمين واليمين المتطرف . وقد حقق ترامب إنجازا هائلا لنتنياهو ، إذ بات بإمكان الأخير التلويح المتواصل بأن الاعتراف بـالسيادة على الجولان المحتل ، سابقة سياسية ستمهد الطريق لإمكانية ضم الكتل الاستيطانية ، ما سيتخذه الأخير ركيزة لاتفاقات ائتلافية مع أحزاب اليمين دون أن يتحمل عبء شروط صعبة. نتنياهو يخطط على هذا الأساس لعقد صفقات ائتلافية يتعهد خلالها لشركائه بضم على الأقل ثلاث كتل استيطانية في الضفة الغربية المحتلة مثل غوش عتصيون (المقامة على أراض فلسطينية في محافظتي بيت لحم والخليل) ومعاليه أدوميم (المقامة على أراضي بلدة العيزرية ) وأرئيل (على أراضي بلدات سلفيت)، كشروط سياسية تطرح كجزء من الاتفاق الائتلافي.

وعلى صعيد آخر جاء في احدث تقرير صادر عن جهاز الاحصاء الفلسطيني بمناسبة الذكرى 43 ليوم الارض الخالد ، الذي يحييه الشعب الفلسطيني في جميع اماكن تواجده بأن الاحتلال الإسرائيلي يستغل بشكل مباشر حوالي 2,642 ألف دونم في المناطق المصنفة (ج) والتي تشكل ما نسبته 76.3% من مجمل مساحة المنطقة المسماة (ج) والبالغة 3,375 ألف دونم . ولفت التقرير أن عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية العام 2017 في الضفة الغربية كان 435 موقعا ، منها 150 مستعمرة و116 بؤرة استعمارية ، وأن العام 2018 شهد زيادة كبيرة في وتيرة بناء وتوسيع المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية حيث صادق الاحتلال الاسرائيلي على بناء حوالي 9,384 وحدة استعمارية جديدة ، بالإضافة إلى إقامة 9 بؤر استعمارية جديدة . يضاف الى ذلك فإن مساحة مناطق النفوذ في المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية بلغت 541.5 كيلو متر مربع في نهاية العام 2018 ، وتمثل ما نسبته حوالي 9.6 % من مساحة الضفة الغربية ، فيما تمثل المساحات المصادرة لأغراض القواعد العسكرية ومواقع التدريب العسكري حوالي 18% من مساحة الضفة الغربية بالإضافة إلى جدار الضم والتوسع والذي يعزل أكثر من 12% من مساحة الضفة الغربية .

وكشف موقع ( الأخبار اليومية اليهودية ) باللغة الانجليزية التابع للمستوطنين وكبار الحاخامات المتطرفين ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على بناء5 الاف وحدة استيطانية في الضفة الغربية وشرق القدس . وبحسب الموقع الذي حصل على وثيقة ارسلها مساعد وزير الدفاع لشؤون الاستيطان الى المنسق المساعد للانشطة الحكومية في المناطق ( الضفة الغربية ) تبين ان المستوى السياسي وافق برئاسة نتنياهو على عدد من الخطط المتعلقة ببناء 5 الاف وحدة استيطانية . وتظهر الوثيقة التي قال الموقع عنها بانها خطة انتخابية لصالح نتنياهو أنه سيتم بناء1000 وحدة استيطانية في بيتار عيليت و1000 اخرى في افرات و 73 في ارئيل و263 في كارني شمرون و750 في معاليه ادوميم و 323 في كفار ادوميم و 167 في جفعات زئيف ووحدات في مناطق متفرقة ، فيما اكدت المصادر بان لجنة التخطيط والبناء العامة ستجتمع للموافقة على خطة ترويج بناء 4500 وحدة استيطانية نهاية الاسبوع المقبل اي قبل الانتخابات بايام .

في الوقت نفسه كشفت هيئة البث الاسرائيلية ( كان ) النقاب مؤخرا عن أن سلطات الاحتلال ستصدق نهاية الأسبوع القادم على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية، قبل أيام من الانتخابات العامة التي ستجرى في إسرائيل في التاسع من أبريل/نيسان القادم ، حيث أكدت إن لجنة التسوية التابعة للمجلس الأعلى للتخطيط ستصدق في نهاية الأسبوع القادم على بناء أكثر من 4500 وحدة استيطانية في مستوطنات ألون موريه شرق نابلس والكانا وبدوئيل واتز فرايم غرب سلفيت جنوب شرق رام الله والبؤرة الاستيطانية حاريش قرب رام الله (شمالا)، والتي تعد بؤرة غير قانونية حسب القانون الإسرائيلي، مشيرة إلى أن هذا القرار يعني تسوية وضع هذه البؤرة لتصبح قانونية .

وفي مخططات الاستيطان المتواصلة أعلن وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلي إيلي كوهين ، عن قرار مصادرة أراض فلسطينية جديدة لتوسيع المنطقة الصناعية ميشور أدوميم التابعة لمستوطنة معاليه أدوميم ، بـ 500 دونم .وحسب كوهين فإن هذا التوسع في المنطقة الصناعية سيفيد الاقتصاد الإسرائيلي ليس فقط على الصعيد المحلي ، بل وعلى الدولي أيضا. وافتتح كوهين في تلك المنطقة مجمعا تجاريا وترفيهيا ضخما بلغ حجم الاستثمار فيه 400 مليون شيكل.

في الوقت نفسه تتسابق منظمات وجمعيات الاستيطان العاملة في الضفة الغربية في استخدام التطورات الجارية وفي اجواء معركة الانتخابات المبكرة للكنيست الاسرائيلي على زج الاستيطان في برامج الاحزاب والتكتلات الانتخابية الاسرائيلية . وفي هذا الاطار تروج منظمة  نساء بالأخضر  الاستيطانية خطة جديدة تدعو الى فرض السيادة الإسرائيلية على جميع أراضي فلسطين المحتلة وإعادة المستوطنين إلى مستوطنات كان قد ام اخلاؤها في الضفة المحتلة وقطاع غزة. حيث تعمل المنظمة على الخطة على مدار عامين ، وان الخطة يمكن تنفيذها في الذكرى المئوية لإقامة دولة الاحتلال على مراحل: بحيث تكون المرحلة الأولى فرض السيادة الإسرائيلية على مناطق ج في الضفة الغربية، والمرحلة الثانية زيادة عدة المستوطنين في مناطق ب، وصولا لمحاصرة الفلسطينيين في معازل ضيقة يحاصرها الاستيطان والمستوطنون من جميع الجهات . وحسب استبيان جديد أقامته إحدى المؤسسات فإن (73٪) من المستوطنين يعارضون إقامة دولة فلسطينية، و(85٪) من المستوطنين يدعمون فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة المحتلة.

وفي القدس تتواصل استفزازات المستوطنون واقتحاماتهم لباحات المسجد الاقصى المبارك ، وسط تحضيرات لتنظيم اقتحامات خلال عيد "الفصح اليهودي" الشهر المقبل .ومن جهة ثانية عقدت منظمات الهيكل المزعوم اجتماعا ، تناولت خلاله تكثيف الاقتحامات وتقديم القرابين خلال عيد الفصح اليهودي والذي يبدأ هذا العام بتاريخ 19 نيسان لغاية 27 من الشهر، حيث يعتبر هذا العيد من الاعياد التي تتضاعف فيها اقتحامات المستوطنين للأقصى .وركز الاجتماع على عدة نقاط أهمها: قرابين الفصح، وقد تقدم البروفيسور الحاخام هيليل فايس مقترحات لتقديم القرابين في أقرب نقطة من الأقصى، فيما قدم المتطرف رفائيل موريس خطة لإدخال قرابين الفصح إلى داخل الأقصى عشية عيد الفصح المرتقب، وتحدثوا عن امكانية عقد مسيرة تضم حاخامات وكهنة وأفراد من جماعات الهيكل بمرافقة القرابين وأدوات التقدمة تنتهي في الأقصى أو أقرب مكان منه. وخلال الاجتماع تم الحديث بشكل خاص عن التطورات في مصلى باب الرحمة، حيث بحثت المنظمات المتطرفة امكانية الضغط السياسي بواسطة اعضاء الكنيست لإعادة اغلاق المصلى وتمكين المتطرفين من دخول ساحة الباب خلال الاقتحامات.

وفي القدس كذلك رفضت محكمة الاحتلال العليا الالتماس المقدم من قبل عائلة درويش، الذي طالب بإلغاء مصادرة الأرض المملوكة للعائلة ، التي أقيمت بالقرب منها مستوطنة جيلو جنوب القدس المحتلة. وتبلغ مساحة الأرض الإجمالية 242 دونمًا ، من بينها 14.5 دونمًا المساحة المقام عليها منزل العائلة ، وبدأت محاولات السيطرة على هذا الجزء منذ عامين. فيما تم الكشف أن جمعية العاد الاستيطانية وسلطة الآثار الإسرائيلية تعملان على فتح ثغرة تحت أسوار القدس القديمة ، بهدف تسهيل دخول المستوطنين إلى ما يسمى مدينة داود في بلدة سلوان، وإلى منطقة الحديقة الأثرية قرب حائط البراق ، ويمر فتح هذه الثغرة بتفكيك جزء من بناء أثري إسلامي يعود للعصر الأموي ، ويأتي هذا المشروع في سياق مشروع سياحي ضخم تقوم عليه جمعية إلعاد الاستيطانية ، ويبدأ من عين أم الدرج في سلوان وينتهي قرب باب المغاربة. والبناء المستهدف جزءٌ من القصور الأموية الواقعة قرب أسوار المسجد الأقصى والبلدة القديمة.

أضف تعليق