05 تشرين الثاني 2024 الساعة 22:38

تحليل إخباري: «صاروخا غزة» بين تفعيل محادثات التهدئة وتبهيت حراك«بدنا نعيش»

2019-03-27 عدد القراءات : 599
غزة (الاتجاه الديمقراطي)
ذكرت وسائل إعلام عبرية، تفاصيل اجتماع المجلس الوزاري المصغر«الكابنيت» الذي عقد مساء يوم 17/3 بشأن الوضع الأمني في قطاع غزة. وذكرت القناة 13 العبرية،أنه تم «إطلاع وزراء الكابينت على استئناف المحادثات عبر الوسطاء مع حماس في غزة، رغم إطلاق الصواريخ على تل أبيب يوم 14/3».
ونقلت القناة عن وزراء في الكابينت قولهم إن« المحادثات مع حماس بوساطة مصر تشمل ثلاثة مجالات زيادة مساحة الصيد في غزة، والقيود الإسرائيلية على تصدير المنتجات الزراعية من قطاع غزة، وزيادة مبلغ المنحة القطرية للأسر المحتاجة».وأضافت القناة أن وزير التعليم نفتالي بينت ووزيرة القضاء ايليت شاكيد اعترضتا على ذلك، مضيفة أن بينت أخبر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والوزراء الآخرين في الاجتماع أن ذلك «استسلام للإرهاب».
وبحسب القناة، أبدى الوزيران زئيف إلكين وجلعاد إردان تحفظات على الأمر،ولم يطرح نتنياهو مسألة تجديد محادثات التهدئة للتصويت، ولم يطلب أي من الوزراء التصويت كما أكد نتنياهو أن المحادثات ستتم فقط إذا استمر الهدوء.
ووفقًا لوزيرين شاركا في الاجتماع نقلت القناة أن«نتنياهو ورؤساء مؤسسة الجيش أطلعوا وزراء الكابينت بعد الهجوم الصاروخي على تل أبيب ورد الجيش الإسرائيلي، بأن إسرائيل ستعود إلى المحادثات مع حماس عبر الوسطاء من أجل منع التصعيد قبل الانتخابات».
واستبعد محللون إسرائيليون أن يكون إطلاق الصاروخين من قطاع غزة باتجاه منطقة تل أبيب ناجم عن خطأ أو خلل، وربطوا إطلاقهما بالاحتجاجات الشعبية التي يشهدها القطاع على خلفية الغلاء وفرض الضرائب، فيما سعى نتنياهو إلى تأجيل شن حرب على غزة  إلى ما بعد انتخابات الكنيست، بينما يفضل جيش الاحتلال شن الحرب في الصيف.
وكتب المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»(17/3)، أليكس فيشمان، أنه في أعقاب الاحتجاجات الشعبية في كافة مناطق القطاع، «ليس مستغربا أن إسرائيل مستعدة لتبني قصصا حول خلل قاد إلى إطلاق صاروخين من طراز فجر باتجاه تل أبيب. وإسرائيل مستعدة لأن تمتص الكثير من الخلل من هذا النوع، طالما تتواصل الهبة الشعبية، وربما تتصاعد، ضد حكم حماس».
وبحسب فيشمان، فإن«من يتحدث مع مصادر مطلعة في القطاع عن أن إطلاق الصاروخين باتجاه إسرائيل نابع من خلل، قوبل بضحكة كبيرة. ووفقا لإدراكهم ومعرفتهم، لم يكن أي خلل كهذا. حماس وجّهت كل شيء من أجل حرف الأنظار عن الهبة الداخلية في القطاع نحو المواجهة مع إسرائيل. ولذلك، فإنه كلما تواصلت المواجهة الداخلية، سيكون هناك المزيد والمزيد من خلل كهذا». وحول احتمال أن يكون إطلاق الصاروخين ناجم عن خلل فعلا، شكك فيشمان في ذلك، سواء كان هذا ناجم عن خطأ بشري، أو عن خلل جراء عواصف رعدية.
وشكك هرئيل،المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس» بهذه الرواية، وكذلك بالرواية التي صدرت في أعقاب إطلاق صاروخين باتجاه بئر السبع، قبل خمسة أشهر، نتيجة عاصفة رعدية. واعتبر أن «تسلسل أمور كهذا يخدم جميع الأطراف،ويسمح بوقف التصعيد بعد رد الفعل الإسرائيلي بمهاجمة طيرانه الحربي 100 هدف في قطاع غزة، والإعلان عن عدم إجراء مسيرات العودة، يوم الجمعة الماضي، لأول مرة منذ انطلاقها قبل سنة».
ورأى هرئيل أن «حماس أرادت وقف التصعيد أيضا، لأن قادتها لم يصادقوا مسبقا على إطلاق الصاروخين، فيما في الخلفية هناك الوضع الداخلي الصعب في القطاع،وقادة حماس يعون الخطر الماثل على حكمهم إذا اتسعت موجة المظاهرات».
وأضاف أن «الأنظار تتجه الآن إلى جهود مصر من أجل تحقيق تسوية صغيرة، تؤدي لاستقرار الوضع لشهرين، حتى انتهاء الانتخابات في إسرائيل وربما استكمال المفاوضات حول تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة. وأوعزت التعليمات السياسية للجيش الإسرائيلي بالحفاظ على الهدوء، فيما يسرع وتيرة الاستعدادات لإمكانية نشوب حرب».
واعتبر الجنرال في الاحتياط والباحث في مركز «بيغن ـ  سادات» في جامعة بار إيلان، غرشون هكوهين، في مقال في صحيفة «إسرائيل اليوم»،أنه«فيما تظهر براعم أولية لاحتجاج الشارع في غزة، تصبح المعضلة الإسرائيلية أكثر حدة، حول الاستمرار في تحويل الأموال إلى حكم حماس، بشكل يساعدها على ترسيخ حكمها أم العكس، وأن الأفضل عدم تحويل الأموال وتوقع انعطاف إيجابي يحدث من داخل ضائقة الشارع».
المصدر: مجلة الحرية في العدد الأسبوعي رقم 1719

أضف تعليق