فهد سليمان: تجديد شباب حركتنا الوطنية يزيد من فعاليتها النضالية ويحمي مشروعنا الوطني
بيروت (الاتجاه الديمقراطي)
في اطار فعاليات الذكرى الخمسين لإنطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، اليوبيل الذهبي، نظم مكتب التثقيف المركزي في الجبهة ورشة عمل بحثية في قاعة «دار النمر" في بيروت بعنوان "الجبهة الديمقراطية وإسهامها في إثراء الفكر السياسي الفلسطيني»، شارك فيها نائب الامين العام للجبهة الرفيق فهد سليمان وعدد من قادة الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية وشخصيات فكرية ونقابية واعلامية واكبت المسيرة النضالية للجبهة..
توزعت الورشة التي ادارها عضو المكتب السياسي للجبهة الرفيق فتحي كليب على اربع اوراق عمل قدمها كلا من: امين عام الحزب الشيوعي اللبناني الرفيق حنا غريب، الباحث الفلسطيني ماهر الشريف، الرئيس المؤسس للمؤتمر القومي العربي المناضل معن بشور، ومدير عام مركز مسارات للابحاث هاني المصري.
- قال الرفيق حنا غريب في ورقته: مثلت الجبهة الديمقراطية خلال نضالها الطويل احد اهم اعمدة الحركة التحررية الفلسطينية، وهي لا زالت رائدة في مجال الوحدة الوطنية وتقديم المبادرات الوطنية. واليوم نحن نعتقد ان الانقسام الفلسطيني بات يرتدي سمات بنيوية، ويؤشر الى خطورة كبيرة بتحوله من انقسام الى انفصال. لذلك لا حل الا من خلال الوحدة الوطنية..
نحن ندعو الى جبهة مقاومة عربية موحدة تساند المقاومة الفلسطينية كي لا يتم الاستفراد بالشعب الفلسطيني ومقاومته. وقد بات ملحا على جميع القوى التحررية والطبقية اعادة النظر باسلوب عملها وتشكيل كتل شعبية تأخذ دورها في النضال، وان المهمة الاساسية لجميع القوى اليسارية هي التوجه نحو الوحدة لخوض معاركنا بنجاح في جميع اماكن تواجدنا..
- وفي ورقة بعنوان الثابت والمتحول في سياسة الجبهة الديمقراطية قال الباحث ماهر الشريف: ما ميّز الجبهة الديمقراطية في الحقل الوطني الفلسطيني هو انتظام عقد مؤتمراتها وكونفرانساتها الوطنية، وغزارة إنتاجها الفكري، وسعيها الدؤوب إلى مراجعة توجهاتها ومواقفها. ويمكن الإشارة الى أبرز الثوابت التي حكمت فكر الجبهة ونضالاتها على امتداد خمسين عاماً، وهي ثوابت كانت تتكيّف، من خلال التعديلات والتدقيقات التي كانت تدخل على البرنامج السياسي، مع مراحل تطور النضال الوطني الفلسطيني ببعديه العربي والأممي.
الثابت الأول هو التمسك الحازم بالوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، الثابت الثاني كان التحالف الديمقراطي هو ضمانة الوحدة الوطنية، اما الثالث فهو الحل المرحلي الذي يمهد الطريق أمام الحل الجذري للمسألة الفلسطينية، والثابت الرابع الترابط الوثيق بين النضال الفلسطيني والنضال التحرري والديمقراطي العربي، اما الثابت الخامس فهو الثورة الفلسطينية جزء من حركة النضال ضد الإمبريالية. وختاماً، قدمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بإنتاجها الفكري الغزير خلال الخمسين عاماً الفائتة، إضافة نوعية غنية في حقل الفكر السياسي الفلسطيني.
وقال المناضل معن بشور: ملاحظتي الاولى هو انه يسجل للجبهة الديمقراطية ان اعطت للفكر حيزا ومكانا هاما في العمل الوطني الفلسطيني وعملت على تطوير قدرات كوادرها ومناضليها فكريا وسياسيا. وقد انتزعت نوعا من الاحترام والتقدير حتى من الذين كانوا يختلفون معها في هذا الموقف او ذاك بسبب هذه الجدية في التعامل مع المسألة الفكرية. ولعل الانتاج الفكري الغزير الذي تطالعتنا به الجبهة من خلال قياداتها ومثقفيها، ما يؤكد على اهمية الفكر في نضال هذه الجبهة.
الملاحظة الثانية هي ان هذه الجبهة ركزت موقعا لليسار في العمل الوطني الفلسطيني، وحين نتحدث عن اليسار الفلسطيني لا نقصد به تقسيم العمل الوطني بين يمين ويسار لأن جميعهم ينتمون الى حركة تحرر وطني، ومن شروط حركات التحرر ان تكون قادرة على استيعاب كل التيارات السياسية والفكرية المناضلة ضد الاحتلال، لكن التركيز هنا على اليسار امر مهم لسببين: الاول انه يعطي النضال الوطني مضمونه الاجتماعي، رغم ان قضية تحرير فلسطين هي قضية كل الشعب الفلسطيني، بل قضية الامة العربية كلها. لكن من مزايا الجبهة الديمقراطية انها جبهة وحدوية وتغلب الوحدة الوطنية على ما عداها، وحين تختلف مع اي مكون سياسي فلسطيني، فان خلافها يبقى دائما تحت سقف الوحدة الوطنية..
الورقة الاخيرة كانت للكاتب هاني المصري الذي قال: الجبهة الديمقراطية استطاعت العمل في كل الظروف والتطورات وهي تحاول دائما ان تقدم فكرا جديدا وان تكون على قدر المبادرة وهذا امر يحسب لها. وان ما يميز الجبهة الديمقراطية هو استمرارها باستقلاليتها السياسية، وتميزت عن الاحزاب الشيوعية العربية في الكثير من الامور.. حيث تميزت بالجرأة في طرح افكارها التغييرية وطرحت قضايا مهمة للغاية في سياق النضال الوطني الفلسطيني كالبرنامج المرحلي.. وان المشكلة لم تكن في طرح البرنامج المرحلي بل في كيفية التعامل معه..
كما تميزت الجبهة ايضا في طرح فكرتي الوحدة الوطنية والجبهة الوطنية بما فيها وحدة القوى المسلحة التي طرحت الكثير من العناوين النضالية في وقت مبكر وقبل حرب تشرين عام 1973. واليوم هناك حريق يلتهم البيت الفلسطيني واذا لم نتكاتف لاطفاء الحريق في وقت مبكر فالامور ذاهبة باتجاه الاسوأ، وفي هذا الاطار نثمن خطوة تشكيل التجمع الديمقراطي الفلسطيني الذي ينتظره الكثير من العمل..
وبعد استراحة قصيرة، قدمت مداخلات من قبل مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان الرفيق مروان عبد العال، سكرتير التحرير في مؤسسة الدراسات الفلسطينية انيس محسن، ممثل حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين احسان عطايا ومسؤول حزب الشعب في لبنان ايوب الغراب. وقد اشارت المداخلات الى صعوبة المرحلة التي نعيش وضرورة استعادة الوحدة الوطنية خاصة في مرحلة صعبة تعتبر الاشد لجهة خطورتها على القضية الفلسطينية..
المداخلة الاجمالية كانت لنائب الامين العام للجبهة الديمقراطية الرفيق فهد سليمان الذي بدأ مداخلته قائلا: نشكر الجميع على ما قدموه من اسهامات وملاحظات قيمة ستكون موضع دراسة واهتمام من قبل قيادة الجبهة الحريصة على الاستفادة من كل فكرة وملاحظة يمكن ان تساهم في بلورة رؤية سياسية تخرج الحالة والحركة الوطنية الفلسطينية من الازمة التي تعيشها.. ونحن نرى ان هناك فائدة من استعادة بعض التجارب التي خيضت على امتداد العقود الماضية والتي في جانب منها تسلط الضوء على قضايا ما زالت تحافظ على راهنيتها لا بل تشكل جزء من عملية الانقاذ للحالة الوطنية الفلسطينية.
وتابع: في اطار البرنامج الوطني الفلسطيني الذي يرسم السياسة الفلسطينية وما يترتب عليها من مهام، فان المرجعية يجب ان تعود الى الهيئات الاعلى في منظمة التحرير لا سيما تلك التي تكتسب الطابع التمثيلي الاشمل(المجلسان الوطني والمركزي)، وان الخط السياسي للجبهة الديمقراطية، من بين عموم مكونات الحالة الفلسطينية، كان هو الاقرب الى هذا الخطاب المعياري الصادر عن هاتين الهيئتين في مختلف المحطات التي اجتازها النضال الوطني الفلسطيني، من خلال الميل الغريزي للجبهة لتكون جزءا لا يتجزأ من الاجماع الوطني.. لكن هذا لا يعني عدم وجود تباينات وافتراقات عندما كان الخط السياسي للمؤسسات الوطنية يتعرض للمس.
ان الجبهة الديمقراطية كانت الفصيل الاكثر اخلاصا والتزاما بالقرارات والبرامج الموحدة للشعب الفلسطيني، وهي لم ترفض التسوية بشكل مطلق، بل شتان ما بين البرنامج المرحلي وما بين السياسة التي قادت الى اتفاق اوسلو. فالبرنامج المرحلي ليس فقط برنامج تسوية، كما اعتقد البعض عن حسن او سوء نية، بل هو برنامج نضالي أولا، وهو برنامج الاعداد للانتفاضة الشعبية الشاملة في اطار الحرب الشعبية، وهو البرنامج الذي وحّد الشعب الفلسطيني ووفّر الغطاء السياسي للعمل العسكري والذي على خلفيته حصلت منظمة التحرير على اعترافات عربية ودولية واسعة.
وقال: ان التوصيف السليم لازمة الحركة الوطنية الفلسطينية وتحديد طبيعة المرحلة النضالية التي تعيشها، يساهم في الوصول الى المعالجات الصحيحة. وان كانت الازمة ذات ابعاد متعددة، لكن في المدى المباشر فان مؤشراتها واضحة في استراتيجية العمل الوطني الفلسطيني حيث التركيز على خيار واحد هو الخيار التفاوضي واهمال بقية الخيارات. وفي الجانب الآخر الاكثر خطورة هو ما يحدث على مستوى النظام السياسي القائم.
واضاف قائلا: نقطة الانطلاق في المعالجة هو الاقرار اولا بأن هناك مشكلة سياسية تعيشها الحركة الوطنية، ومنها يمكن الانتقال الى تحديد مفهوم ووظيفة كل اطار من الاطر الفلسطينية الموجودة. وبالتالي فان الحركة الوطنية الفلسطينية معنية بمواجهة تحديين اثنين: الاول هو كيف نستعيد زمام الفعل والمبادرة. والثاني هو بالقدرة على تحقيق اختراق حقيقي لجهة استعادة الوحدة الوطنية وبناء النظام السياسي الفلسطيني وفق اسس وآليات حركات التحرر الوطني سواء عبر آليات ديمقراطية وقوانين عصرية تضمن مشاركة الجميع في صنع القرار الوطني او من خلال حث وتشجيع كل مكونات حركتنا الوطنية على تجديد بناها ومسارها بما يصون مشروعنا الوطني التحرري ويحافظ على حقوقنا الوطنية..
كما قال: على ارضية ان الحلول الجذرية للازمة ما زالت بعيدة المنال كون هذه الحلول ليست وصفة سحرية او معطى اراديا، بل آليات عمل ووقائع على الارض تتحكم بها مجموعة من العوامل الموضوعية والذاتية، فنحن من دعاة حلول انتقالية تضع حدا لحالة التآكل والانهيار الراهن. وفي المدى المنظور فنحن نعطي الاولوية لحكومة إنتقالية متوافق عليها، تكون وظيفتها الاساسية الاشراف على انتخابات شاملة لمؤسسات منظمة التحرير والسلطة بنظام التمثيل النسبي الكامل تعيد بناء النظام السياسي الفلسطيني.
وهذا كله يبقى مرهونا بتوافر السياسية الجامعة والقادرة على ان تنقل الحركة الوطنية الفلسطينية الى واقع جديد وارقى.
نحن ندعو الى اعطاء الاولوية لاستعادة الوحدة الداخلية الفلسطينية، ومع استعادة الوحدة على اساس وطني نكون امام حركة وطنية اعيد بناءها مغتنية برافد جديد كان غائبا فيما مضى يؤدي الى تجديد شباب الحركة الوطنية الفلسطينية وزيادة فعاليات في ساحة النضال الوطني ضد مشروع ليس اسرائيليا او صهيونيا فقط بل مشروعا امبرياليا يرمي الى اخضاع شعوب هذه المنطقة الى فصل جديد قد يمتد الى عقود من الاستعمار والاستيطان والتخلف والاستغلال والانقسامات المدمرة..
توزعت الورشة التي ادارها عضو المكتب السياسي للجبهة الرفيق فتحي كليب على اربع اوراق عمل قدمها كلا من: امين عام الحزب الشيوعي اللبناني الرفيق حنا غريب، الباحث الفلسطيني ماهر الشريف، الرئيس المؤسس للمؤتمر القومي العربي المناضل معن بشور، ومدير عام مركز مسارات للابحاث هاني المصري.
- قال الرفيق حنا غريب في ورقته: مثلت الجبهة الديمقراطية خلال نضالها الطويل احد اهم اعمدة الحركة التحررية الفلسطينية، وهي لا زالت رائدة في مجال الوحدة الوطنية وتقديم المبادرات الوطنية. واليوم نحن نعتقد ان الانقسام الفلسطيني بات يرتدي سمات بنيوية، ويؤشر الى خطورة كبيرة بتحوله من انقسام الى انفصال. لذلك لا حل الا من خلال الوحدة الوطنية..
نحن ندعو الى جبهة مقاومة عربية موحدة تساند المقاومة الفلسطينية كي لا يتم الاستفراد بالشعب الفلسطيني ومقاومته. وقد بات ملحا على جميع القوى التحررية والطبقية اعادة النظر باسلوب عملها وتشكيل كتل شعبية تأخذ دورها في النضال، وان المهمة الاساسية لجميع القوى اليسارية هي التوجه نحو الوحدة لخوض معاركنا بنجاح في جميع اماكن تواجدنا..
- وفي ورقة بعنوان الثابت والمتحول في سياسة الجبهة الديمقراطية قال الباحث ماهر الشريف: ما ميّز الجبهة الديمقراطية في الحقل الوطني الفلسطيني هو انتظام عقد مؤتمراتها وكونفرانساتها الوطنية، وغزارة إنتاجها الفكري، وسعيها الدؤوب إلى مراجعة توجهاتها ومواقفها. ويمكن الإشارة الى أبرز الثوابت التي حكمت فكر الجبهة ونضالاتها على امتداد خمسين عاماً، وهي ثوابت كانت تتكيّف، من خلال التعديلات والتدقيقات التي كانت تدخل على البرنامج السياسي، مع مراحل تطور النضال الوطني الفلسطيني ببعديه العربي والأممي.
الثابت الأول هو التمسك الحازم بالوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، الثابت الثاني كان التحالف الديمقراطي هو ضمانة الوحدة الوطنية، اما الثالث فهو الحل المرحلي الذي يمهد الطريق أمام الحل الجذري للمسألة الفلسطينية، والثابت الرابع الترابط الوثيق بين النضال الفلسطيني والنضال التحرري والديمقراطي العربي، اما الثابت الخامس فهو الثورة الفلسطينية جزء من حركة النضال ضد الإمبريالية. وختاماً، قدمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بإنتاجها الفكري الغزير خلال الخمسين عاماً الفائتة، إضافة نوعية غنية في حقل الفكر السياسي الفلسطيني.
وقال المناضل معن بشور: ملاحظتي الاولى هو انه يسجل للجبهة الديمقراطية ان اعطت للفكر حيزا ومكانا هاما في العمل الوطني الفلسطيني وعملت على تطوير قدرات كوادرها ومناضليها فكريا وسياسيا. وقد انتزعت نوعا من الاحترام والتقدير حتى من الذين كانوا يختلفون معها في هذا الموقف او ذاك بسبب هذه الجدية في التعامل مع المسألة الفكرية. ولعل الانتاج الفكري الغزير الذي تطالعتنا به الجبهة من خلال قياداتها ومثقفيها، ما يؤكد على اهمية الفكر في نضال هذه الجبهة.
الملاحظة الثانية هي ان هذه الجبهة ركزت موقعا لليسار في العمل الوطني الفلسطيني، وحين نتحدث عن اليسار الفلسطيني لا نقصد به تقسيم العمل الوطني بين يمين ويسار لأن جميعهم ينتمون الى حركة تحرر وطني، ومن شروط حركات التحرر ان تكون قادرة على استيعاب كل التيارات السياسية والفكرية المناضلة ضد الاحتلال، لكن التركيز هنا على اليسار امر مهم لسببين: الاول انه يعطي النضال الوطني مضمونه الاجتماعي، رغم ان قضية تحرير فلسطين هي قضية كل الشعب الفلسطيني، بل قضية الامة العربية كلها. لكن من مزايا الجبهة الديمقراطية انها جبهة وحدوية وتغلب الوحدة الوطنية على ما عداها، وحين تختلف مع اي مكون سياسي فلسطيني، فان خلافها يبقى دائما تحت سقف الوحدة الوطنية..
الورقة الاخيرة كانت للكاتب هاني المصري الذي قال: الجبهة الديمقراطية استطاعت العمل في كل الظروف والتطورات وهي تحاول دائما ان تقدم فكرا جديدا وان تكون على قدر المبادرة وهذا امر يحسب لها. وان ما يميز الجبهة الديمقراطية هو استمرارها باستقلاليتها السياسية، وتميزت عن الاحزاب الشيوعية العربية في الكثير من الامور.. حيث تميزت بالجرأة في طرح افكارها التغييرية وطرحت قضايا مهمة للغاية في سياق النضال الوطني الفلسطيني كالبرنامج المرحلي.. وان المشكلة لم تكن في طرح البرنامج المرحلي بل في كيفية التعامل معه..
كما تميزت الجبهة ايضا في طرح فكرتي الوحدة الوطنية والجبهة الوطنية بما فيها وحدة القوى المسلحة التي طرحت الكثير من العناوين النضالية في وقت مبكر وقبل حرب تشرين عام 1973. واليوم هناك حريق يلتهم البيت الفلسطيني واذا لم نتكاتف لاطفاء الحريق في وقت مبكر فالامور ذاهبة باتجاه الاسوأ، وفي هذا الاطار نثمن خطوة تشكيل التجمع الديمقراطي الفلسطيني الذي ينتظره الكثير من العمل..
وبعد استراحة قصيرة، قدمت مداخلات من قبل مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان الرفيق مروان عبد العال، سكرتير التحرير في مؤسسة الدراسات الفلسطينية انيس محسن، ممثل حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين احسان عطايا ومسؤول حزب الشعب في لبنان ايوب الغراب. وقد اشارت المداخلات الى صعوبة المرحلة التي نعيش وضرورة استعادة الوحدة الوطنية خاصة في مرحلة صعبة تعتبر الاشد لجهة خطورتها على القضية الفلسطينية..
المداخلة الاجمالية كانت لنائب الامين العام للجبهة الديمقراطية الرفيق فهد سليمان الذي بدأ مداخلته قائلا: نشكر الجميع على ما قدموه من اسهامات وملاحظات قيمة ستكون موضع دراسة واهتمام من قبل قيادة الجبهة الحريصة على الاستفادة من كل فكرة وملاحظة يمكن ان تساهم في بلورة رؤية سياسية تخرج الحالة والحركة الوطنية الفلسطينية من الازمة التي تعيشها.. ونحن نرى ان هناك فائدة من استعادة بعض التجارب التي خيضت على امتداد العقود الماضية والتي في جانب منها تسلط الضوء على قضايا ما زالت تحافظ على راهنيتها لا بل تشكل جزء من عملية الانقاذ للحالة الوطنية الفلسطينية.
وتابع: في اطار البرنامج الوطني الفلسطيني الذي يرسم السياسة الفلسطينية وما يترتب عليها من مهام، فان المرجعية يجب ان تعود الى الهيئات الاعلى في منظمة التحرير لا سيما تلك التي تكتسب الطابع التمثيلي الاشمل(المجلسان الوطني والمركزي)، وان الخط السياسي للجبهة الديمقراطية، من بين عموم مكونات الحالة الفلسطينية، كان هو الاقرب الى هذا الخطاب المعياري الصادر عن هاتين الهيئتين في مختلف المحطات التي اجتازها النضال الوطني الفلسطيني، من خلال الميل الغريزي للجبهة لتكون جزءا لا يتجزأ من الاجماع الوطني.. لكن هذا لا يعني عدم وجود تباينات وافتراقات عندما كان الخط السياسي للمؤسسات الوطنية يتعرض للمس.
ان الجبهة الديمقراطية كانت الفصيل الاكثر اخلاصا والتزاما بالقرارات والبرامج الموحدة للشعب الفلسطيني، وهي لم ترفض التسوية بشكل مطلق، بل شتان ما بين البرنامج المرحلي وما بين السياسة التي قادت الى اتفاق اوسلو. فالبرنامج المرحلي ليس فقط برنامج تسوية، كما اعتقد البعض عن حسن او سوء نية، بل هو برنامج نضالي أولا، وهو برنامج الاعداد للانتفاضة الشعبية الشاملة في اطار الحرب الشعبية، وهو البرنامج الذي وحّد الشعب الفلسطيني ووفّر الغطاء السياسي للعمل العسكري والذي على خلفيته حصلت منظمة التحرير على اعترافات عربية ودولية واسعة.
وقال: ان التوصيف السليم لازمة الحركة الوطنية الفلسطينية وتحديد طبيعة المرحلة النضالية التي تعيشها، يساهم في الوصول الى المعالجات الصحيحة. وان كانت الازمة ذات ابعاد متعددة، لكن في المدى المباشر فان مؤشراتها واضحة في استراتيجية العمل الوطني الفلسطيني حيث التركيز على خيار واحد هو الخيار التفاوضي واهمال بقية الخيارات. وفي الجانب الآخر الاكثر خطورة هو ما يحدث على مستوى النظام السياسي القائم.
واضاف قائلا: نقطة الانطلاق في المعالجة هو الاقرار اولا بأن هناك مشكلة سياسية تعيشها الحركة الوطنية، ومنها يمكن الانتقال الى تحديد مفهوم ووظيفة كل اطار من الاطر الفلسطينية الموجودة. وبالتالي فان الحركة الوطنية الفلسطينية معنية بمواجهة تحديين اثنين: الاول هو كيف نستعيد زمام الفعل والمبادرة. والثاني هو بالقدرة على تحقيق اختراق حقيقي لجهة استعادة الوحدة الوطنية وبناء النظام السياسي الفلسطيني وفق اسس وآليات حركات التحرر الوطني سواء عبر آليات ديمقراطية وقوانين عصرية تضمن مشاركة الجميع في صنع القرار الوطني او من خلال حث وتشجيع كل مكونات حركتنا الوطنية على تجديد بناها ومسارها بما يصون مشروعنا الوطني التحرري ويحافظ على حقوقنا الوطنية..
كما قال: على ارضية ان الحلول الجذرية للازمة ما زالت بعيدة المنال كون هذه الحلول ليست وصفة سحرية او معطى اراديا، بل آليات عمل ووقائع على الارض تتحكم بها مجموعة من العوامل الموضوعية والذاتية، فنحن من دعاة حلول انتقالية تضع حدا لحالة التآكل والانهيار الراهن. وفي المدى المنظور فنحن نعطي الاولوية لحكومة إنتقالية متوافق عليها، تكون وظيفتها الاساسية الاشراف على انتخابات شاملة لمؤسسات منظمة التحرير والسلطة بنظام التمثيل النسبي الكامل تعيد بناء النظام السياسي الفلسطيني.
وهذا كله يبقى مرهونا بتوافر السياسية الجامعة والقادرة على ان تنقل الحركة الوطنية الفلسطينية الى واقع جديد وارقى.
نحن ندعو الى اعطاء الاولوية لاستعادة الوحدة الداخلية الفلسطينية، ومع استعادة الوحدة على اساس وطني نكون امام حركة وطنية اعيد بناءها مغتنية برافد جديد كان غائبا فيما مضى يؤدي الى تجديد شباب الحركة الوطنية الفلسطينية وزيادة فعاليات في ساحة النضال الوطني ضد مشروع ليس اسرائيليا او صهيونيا فقط بل مشروعا امبرياليا يرمي الى اخضاع شعوب هذه المنطقة الى فصل جديد قد يمتد الى عقود من الاستعمار والاستيطان والتخلف والاستغلال والانقسامات المدمرة..
أضف تعليق