25 كانون الأول 2024 الساعة 22:18

أحمد وأدهم .. الصديقان العازفان ينثران الموسيقى والأغنيات جنوب قطاع غزة

2019-03-02 عدد القراءات : 962
غزة (الاتجاه الديمقراطي)
بمجرد صعودهما على مسرح الهلال الأحمر بمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، يصفق الجمهور فرحاً، ويأخذ كل موقعه، ويصغي الحضور، استعداداً لسماع معزوفات ومقطوعات ستأسرهم بجمالها كما اعتادا من العازفان الصديقان أحمد النبريصي وأدهم مقداد.
ينظران إلى بعضهما البعض بنظرات خاطفة، وكأنها إشارة البدء، ثم يبدآن العزف بتناغم تام، أحدهما يستخدم «الأورج» والآخر «جيتار»، يستمران في الأداء الرائع، لكن الجمهور المعجب والعاشق للموسيقى، يصر على مقاطعتهما بين الفينة والأخرى بالتصفيق الحار، ما يجبرهما على التوقف للحظات، والانحناء احتراماً لجمهورهما، ثم يواصلان العزف.
الفنانان الصديقان، اختارا طريقهما رغم علمهما المسبق بكم الصعاب التي ستواجههما، بحثا مطولاً عن مراكز للتدريب ومعدات موسيقية، حتى ظفرا بعد سنوات ببعض ما يحلمان به، بيد أن أحلامهما الكبيرة لازالت في مهدها.
بداية صعبة
ويقول العازف أحمد النبريصي، «منذ نعومة أظافري كنت أحلم بامتلاك بيانو والتدرب عليه، لكن هذا لم يكن سهلاً، فثمنه مرتفع، ومراكز التدريب الموسيقية نادرة بل شبه معدومة».
وأوضح أنه وحين علم أن حلمه يحتاج لوقت لتحقيقه، قرر شراء جيتار، فهو من وجهة نظره أقرب الآلات الموسيقية للبيانو، وبدأ مع الجيتار يخطو أولى خطواته في هذا العالم الواسع منذ العام 2011، يرافقه صديقه ورفيق دربه أدهم.
وأوضح أحمد أنه رافق الجيتار دون تدريب أو تعليم، لكنه ورغم ذلك كان يجيد العزف عليه، إلى أن التحق وصديقه أخيراً بدورة تدريبية في جمعية الثقافة والفكر الحر، وأبدعا خلال مراحل التدريب، حتى حظيا بإعجاب مدربيهما، حيث كانا الأفضل والأوائل على كل الدفعة، معتبراً أن هذه الدورة كانت أهم محطات تعلم الموسيقى في حياتهما.
وتابع النبريصي: «رغم  ولعي وعشقي كان للبيانو إلا أنني حققت نجاحاً في الجيتار، عزفت عليه الكثير من المقطوعات والمعزوفات، بعضها أغاني معروفة، وأخرى قمت بتأليفها وتلحينها برفقة صديقي».
أما أدهم مقداد فرأى أن حب الناس للموسيقى زاد ولعه وصديقه لها، فكلما صعدا على المسرح رأيا في عيون الناس شغف وولع لسماع ما سيؤديانه، فبمجرد لمس أوتار الجيتار أو أزرار البيانو يخيم الصمت، ويرتفع التركيز، وفجأة ينطلق التصفيق، فيزدادا حماسة، ويواصلان تقديم ما في جعبتيهما من موسيقى بحب وتفاعل.
وأكد
مقداد، أنه وزميله لا يفوتا فرصة للصعود على المسرح إلا واستغلاها، وإن كان معظم أدائهما كان على خشبة مسرح الهلال الأحمر، حيث أحبهما الجمهور وأحبوه، وعشقا العزف على الخشبة التي شهدت بدايتهما ومن ثم نجاحهما شيئاً فشيئاً.
وبعد جهد وعمل دؤوب استطاع العازفان الصديقان تأليف وتلحين مقطوعة موسيقية جميلة، أسمياها «الحنين إلى الوطن»، إذ يقول أحمد أن تلك المقطوعة الجميلة أعجبت كل من استمع إليها، وهما لا يترددان في تقديمها وإسماعها لجمهورهما.
وإلى جانب
«الحنين إلى الوطن»، نجح الفنانان أحمد وأدهم في تأليف وتلحين أغنية «سنة»، بمساعدة بعض المدربين، وتتحدث عن واقع غزة ومعاناة أهلها، أدياها في بعض المهرجانات وحظيت على استحسان الحضور.
ولم يخف الصديقان العازفان رغبتهما في إقامة صرح موسيقى في مناطق جنوب قطاع غزة، فالكثير من الشبان يطلبون منهما تعلم الموسيقى، لذلك بادرا بالتقدم لمنحة مشروع تدعمه إحدى الجهات الدولية، بفتح معهد موسيقى، وهما في طور مناقشة وتطوير الفكرة، ويأملان بأن تكتمل، ويحققا ما يصبوان إليه.
وأكد العازفان أن الموسيقى بالنسبة لهما رسالة سامية، وكل همهما تغيير بعض الأفكار النمطية السلبية السائدة عن هذا الفن، ليصبح الجميع ذواقين له، يستمتعون بجماله.
المصدر: منصة الاستقلال الثقافية

أضف تعليق