تركيب أجهزة تشويش مسرطنة.. إسرائيل تصعد حربها على الأسرى الفلسطينيين
@اقتحام أقسام بسجن النقب وتفتيشها والتنكيل بالأسرى وتركيب أجهزة التشويش تهدف لكسر إرادة الأسرى وحرف مسار معركتهم ضد القرار الإسرائيلي نهب رواتب الأسرى والشهداء
غزة، وسام زغبر
■يشهد سجن النقب الصحراوي حالة من الغليان والتوتر بعد اقتحام إدارة السجون الإسرائيلي عدة أقسام في السجن وتركيب أجهزة تشويش مسرطنة في محيط الأقسام تشكل تهديداً حقيقياً على حياة نحو 1500 أسير فلسطيني.
وأوضح رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة، أن الأوضاع في سجن النقب تتجه نحو التصعيد، في حال لم يتم رفع أجهزة التشويش الإشعاعية التي تلحق أضراراً صحية بحق الأسرى.
وقال فروانة، إن «الاحتلال عمد لتركيب أجهزة التشويش بحجة مواجهة أجهزة الاتصال التي يهربها الأسرى لداخل السجون بعدة طرق»، مشيراً إلى أن 160 أسيراً يعانون من أمراض مزمنة من بينهم نحو 30 أسيراً يعانون من مرض السرطان، وهذا الرقم قابل للزيادة، في حين يبلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة 219 شهيداً، بينهم نحو 60 أسيراً استشهدوا جراء سياسة «الإهمال الطبي» التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسرى.
احتقان في صفوف الأسرى
بدوره، قال مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية «حريات» حلمي الأعرج، إن «حالة استنفار قصوى في صفوف الأسرى بعد تركيب أجهزة التشويش واقتحام القوات الخاصة المدججة بالأسلحة النارية عدة أقسام في سجن النقب، مما يشكل خطراً حقيقياً على حياة الأسرى، وهذا يذكرنا بأمرين، الأول ما حصل مؤخراً من اقتحام سجن عوفر وإصابة أكثر من 100 أسير بجروح مختلفة، والأمر الثاني ما جرى عام 2007 من اقتحام سجن النقب واستشهاد الأسير محمد الأشقر وإصابة العشرات».
وأضاف الأعرج: أن «الآن السجون تشهد حالة من الاحتقان جراء محاولة مصلحة السجون بفرض إرادتها على الحركة الأسيرة تنفيذاً لتوصيات لجنة أردان بسرقة حقوق الأسرى لحرف مسار المعركة البطولية الكبرى التي يخوضها الأسرى وشعبنا ضد قانون سرقة أموال الشعب الفلسطيني وحرمان الأسرى والشهداء من مخصصاتهم».
وشدد مدير «حريات» على أن مواجهة تلك الهجمة الإسرائيلية الشرسة تتطلب وحدة الموقف الفلسطيني، ورفض التعاطي مع القرار الإسرائيلي سرقة مخصصات الأسرى والشهداء، عبر تحرك القيادة الفلسطينية والمؤسسات الحقوقية دولياً بطلب الحماية الدولية للأسرى كافة، والطلب من المنظمة الدولية للصليب الأحمر والمؤسسات الدولية ومنظمة الصحة العالمية بالسماح لها بزيارة السجون والاطلاع عن كثب على معاناة الأسرى.
مساندة خطوات الأسرى
ودعا الأعرج جماهير شعبنا الفلسطيني لمساندة الحركة الأسيرة بالمشاركة الواسعة في الفعاليات الجماهيرية، وتوجيه رسالة سياسية وإعلامية للرأي العام العالمي، لوقف تفرد دولة الاحتلال بهم.
وحذر الأعرج من مخاطر أجهزة التشويش الاشعاعية على حياة الأسرى والتي تتذرع مصلحة السجون أن تركيبها لمنع التقاط موجات الراديو والتلفاز. لافتاً إلى أن الاحتلال يواصل انتهاكاته بحق الحركة الأسيرة من خلال حرمان الأسرى من الزيارات وسرقة حقوقهم ونصب كاميرات في أقسام الأسيرات في انتهاك لخصوصياتهم.
إلى ذلك، أكد مركز الأسرى للدراسات، على أهمية مساندة خطوات الأسرى فلسطينياً وعربياً ودولياً، في أعقاب «الهجمة المسعورة من قبل الحكومة الاسرائيلية»، خاصة بحق معتقلي سجني «النقب وعوفر».
ودعا مدير المركز رأفت حمدونة الى «وضع استراتيجية للتصدي للهجمة الاسرائيلية». وأكد على ضرورة «تدعيم الخطاب الإعلامي الفلسطيني بالمواثيق الدولية واتفاقيات جنيف الأربع ومواد حقوق الإنسان واتفاقيات مناهضة التعذيب وحقوق الأطفال والمرأة والتأكيد على حقوق الانسان».
وشدد على ضرورة تفعيل دور السفارات الفلسطينية والعربية، عبر القيام بورش عمل وتقديم التقارير لوسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان ومجموعات الضغط الدولي، وتفعيل دور نقابة الصحافيين ووزارة الإعلام في تلك الحملة.
من جانبه، أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات أن مصلحة السجون الإسرائيلية اقتحمت الأقسام الثلاثة (3،5،7) في سجن النقب الصحراوي وأجرت تفتيشا استفزازيا غير مسبوق.
وأوضح الناطق الإعلامي للمركز رياض الأشقر أن الاحتلال ولأول مرة يستخدم طائرة مروحية تتابع وتصور عملية الاقتحام والتفتيش لقسم 7 بمشاركة وحدتي «ديروم» و«كيتر» الخاصة، وعشرات من عناصر شرطة السجن، والتنكيل بالأسرى أثناء تواجدهم داخل القسم وليس خارجه، كما يجرى في كل عمليات التفتيش.
وذكر المركز أن الاحتلال انتهى من تركيب (7) أجهزة تشويش في قسم (3)، كذلك بتركيب (8) أجهزة كبيرة في قسم (4) تعتلى أقسام الأسرى، ويصدر عن هذه الأجهزة اشعاعات قوية، وأثرت على بث الراديو والتلفزيون وأدت إلى انقطاعها بشكل كامل تقريباً، إضافة إلى شعور العشرات من الأسرى بصداع وآلام في الرأس.
تصعيد تدريجي
وبين أن الاسرى أعلنوا عن نيتهم البدء بتصعيد تدريجي ضد إجراءات الاحتلال، مشيرا إلى أنهم كانوا أوقفوا التمثيل الاعتقالي «حل التنظيم» في أقسام (٣,٤,٥)، وتوقفت لجنة النظافة عن العمل، ويدرس الأسرى خطوات أخرى للرد على جرائم الاحتلال بحقهم.
وعقبت الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي على التطورات الجارية من إدارة سجون الاحتلال، في بيان لها، بالقول: «نتعرض لهجمة منظمة وممنهجة من دولة الاحتلال، بتركيب أجهزة تشويش خطيرة ومسرطنة وتمنع التقاط موجات الراديو والتلفاز وتسبب الصداع للأسرى».
وأضافت: «لن نقبل بسياسة القتل البطيء، وتركيب تلك الأجهزة التي ينوي الاحتلال تعميمها على كافة أقسام السجون كافة، بعد أن بدأت بتجربتها في قسم (4) في سجن النقب، وقسم (1) في سجن ريمون، وسنواجه هذه الأجهزة التي يريد الاحتلال حرقنا وقتلنا من خلالها».
ويقبع في سجون الاحتلال أكثر من ستة آلاف أسير وأسيرة في ظروف صعبة داخل نحو (22) سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف إسرائيلي، بينهم (250) طفلاً و (48) أسيرة، ومن بين الأسرى (294) أسيراً من قطاع غزة يقضي (26) منهم أحكاماً مؤبدة، تتعامل معهم سلطات الاحتلال بشتى الوسائل والطرق غير القانونية، من خلال التحقيق معهم واحتجازهم في أماكن لا تتوفر فيها أدنى الحقوق الأساسية للإنسان وما يحفظ له حقه وكرامته ■.
ملاحظة: نشرت في مجلة الحرية الأسبوعية في عددها 1716 (3-9 آذار/ مارس 2019)
غزة، وسام زغبر
■يشهد سجن النقب الصحراوي حالة من الغليان والتوتر بعد اقتحام إدارة السجون الإسرائيلي عدة أقسام في السجن وتركيب أجهزة تشويش مسرطنة في محيط الأقسام تشكل تهديداً حقيقياً على حياة نحو 1500 أسير فلسطيني.
وأوضح رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة، أن الأوضاع في سجن النقب تتجه نحو التصعيد، في حال لم يتم رفع أجهزة التشويش الإشعاعية التي تلحق أضراراً صحية بحق الأسرى.
وقال فروانة، إن «الاحتلال عمد لتركيب أجهزة التشويش بحجة مواجهة أجهزة الاتصال التي يهربها الأسرى لداخل السجون بعدة طرق»، مشيراً إلى أن 160 أسيراً يعانون من أمراض مزمنة من بينهم نحو 30 أسيراً يعانون من مرض السرطان، وهذا الرقم قابل للزيادة، في حين يبلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة 219 شهيداً، بينهم نحو 60 أسيراً استشهدوا جراء سياسة «الإهمال الطبي» التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسرى.
احتقان في صفوف الأسرى
بدوره، قال مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية «حريات» حلمي الأعرج، إن «حالة استنفار قصوى في صفوف الأسرى بعد تركيب أجهزة التشويش واقتحام القوات الخاصة المدججة بالأسلحة النارية عدة أقسام في سجن النقب، مما يشكل خطراً حقيقياً على حياة الأسرى، وهذا يذكرنا بأمرين، الأول ما حصل مؤخراً من اقتحام سجن عوفر وإصابة أكثر من 100 أسير بجروح مختلفة، والأمر الثاني ما جرى عام 2007 من اقتحام سجن النقب واستشهاد الأسير محمد الأشقر وإصابة العشرات».
وأضاف الأعرج: أن «الآن السجون تشهد حالة من الاحتقان جراء محاولة مصلحة السجون بفرض إرادتها على الحركة الأسيرة تنفيذاً لتوصيات لجنة أردان بسرقة حقوق الأسرى لحرف مسار المعركة البطولية الكبرى التي يخوضها الأسرى وشعبنا ضد قانون سرقة أموال الشعب الفلسطيني وحرمان الأسرى والشهداء من مخصصاتهم».
وشدد مدير «حريات» على أن مواجهة تلك الهجمة الإسرائيلية الشرسة تتطلب وحدة الموقف الفلسطيني، ورفض التعاطي مع القرار الإسرائيلي سرقة مخصصات الأسرى والشهداء، عبر تحرك القيادة الفلسطينية والمؤسسات الحقوقية دولياً بطلب الحماية الدولية للأسرى كافة، والطلب من المنظمة الدولية للصليب الأحمر والمؤسسات الدولية ومنظمة الصحة العالمية بالسماح لها بزيارة السجون والاطلاع عن كثب على معاناة الأسرى.
مساندة خطوات الأسرى
ودعا الأعرج جماهير شعبنا الفلسطيني لمساندة الحركة الأسيرة بالمشاركة الواسعة في الفعاليات الجماهيرية، وتوجيه رسالة سياسية وإعلامية للرأي العام العالمي، لوقف تفرد دولة الاحتلال بهم.
وحذر الأعرج من مخاطر أجهزة التشويش الاشعاعية على حياة الأسرى والتي تتذرع مصلحة السجون أن تركيبها لمنع التقاط موجات الراديو والتلفاز. لافتاً إلى أن الاحتلال يواصل انتهاكاته بحق الحركة الأسيرة من خلال حرمان الأسرى من الزيارات وسرقة حقوقهم ونصب كاميرات في أقسام الأسيرات في انتهاك لخصوصياتهم.
إلى ذلك، أكد مركز الأسرى للدراسات، على أهمية مساندة خطوات الأسرى فلسطينياً وعربياً ودولياً، في أعقاب «الهجمة المسعورة من قبل الحكومة الاسرائيلية»، خاصة بحق معتقلي سجني «النقب وعوفر».
ودعا مدير المركز رأفت حمدونة الى «وضع استراتيجية للتصدي للهجمة الاسرائيلية». وأكد على ضرورة «تدعيم الخطاب الإعلامي الفلسطيني بالمواثيق الدولية واتفاقيات جنيف الأربع ومواد حقوق الإنسان واتفاقيات مناهضة التعذيب وحقوق الأطفال والمرأة والتأكيد على حقوق الانسان».
وشدد على ضرورة تفعيل دور السفارات الفلسطينية والعربية، عبر القيام بورش عمل وتقديم التقارير لوسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان ومجموعات الضغط الدولي، وتفعيل دور نقابة الصحافيين ووزارة الإعلام في تلك الحملة.
من جانبه، أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات أن مصلحة السجون الإسرائيلية اقتحمت الأقسام الثلاثة (3،5،7) في سجن النقب الصحراوي وأجرت تفتيشا استفزازيا غير مسبوق.
وأوضح الناطق الإعلامي للمركز رياض الأشقر أن الاحتلال ولأول مرة يستخدم طائرة مروحية تتابع وتصور عملية الاقتحام والتفتيش لقسم 7 بمشاركة وحدتي «ديروم» و«كيتر» الخاصة، وعشرات من عناصر شرطة السجن، والتنكيل بالأسرى أثناء تواجدهم داخل القسم وليس خارجه، كما يجرى في كل عمليات التفتيش.
وذكر المركز أن الاحتلال انتهى من تركيب (7) أجهزة تشويش في قسم (3)، كذلك بتركيب (8) أجهزة كبيرة في قسم (4) تعتلى أقسام الأسرى، ويصدر عن هذه الأجهزة اشعاعات قوية، وأثرت على بث الراديو والتلفزيون وأدت إلى انقطاعها بشكل كامل تقريباً، إضافة إلى شعور العشرات من الأسرى بصداع وآلام في الرأس.
تصعيد تدريجي
وبين أن الاسرى أعلنوا عن نيتهم البدء بتصعيد تدريجي ضد إجراءات الاحتلال، مشيرا إلى أنهم كانوا أوقفوا التمثيل الاعتقالي «حل التنظيم» في أقسام (٣,٤,٥)، وتوقفت لجنة النظافة عن العمل، ويدرس الأسرى خطوات أخرى للرد على جرائم الاحتلال بحقهم.
وعقبت الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي على التطورات الجارية من إدارة سجون الاحتلال، في بيان لها، بالقول: «نتعرض لهجمة منظمة وممنهجة من دولة الاحتلال، بتركيب أجهزة تشويش خطيرة ومسرطنة وتمنع التقاط موجات الراديو والتلفاز وتسبب الصداع للأسرى».
وأضافت: «لن نقبل بسياسة القتل البطيء، وتركيب تلك الأجهزة التي ينوي الاحتلال تعميمها على كافة أقسام السجون كافة، بعد أن بدأت بتجربتها في قسم (4) في سجن النقب، وقسم (1) في سجن ريمون، وسنواجه هذه الأجهزة التي يريد الاحتلال حرقنا وقتلنا من خلالها».
ويقبع في سجون الاحتلال أكثر من ستة آلاف أسير وأسيرة في ظروف صعبة داخل نحو (22) سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف إسرائيلي، بينهم (250) طفلاً و (48) أسيرة، ومن بين الأسرى (294) أسيراً من قطاع غزة يقضي (26) منهم أحكاماً مؤبدة، تتعامل معهم سلطات الاحتلال بشتى الوسائل والطرق غير القانونية، من خلال التحقيق معهم واحتجازهم في أماكن لا تتوفر فيها أدنى الحقوق الأساسية للإنسان وما يحفظ له حقه وكرامته ■.
ملاحظة: نشرت في مجلة الحرية الأسبوعية في عددها 1716 (3-9 آذار/ مارس 2019)
أضف تعليق