مصاروة: سافَرَت لتحقيق أحلامها وعادت في تابوت
باقة الغربية (الاتجاه الديمقراطي)
صمتٌ قاتل يُخيّم على منزل عائلة المغدورة آية سعيد مصاروة، في مدينة باقة الغربية، والتي قُتلت في مدينة ملبورن الأسترالية، الأسبوع الماضي، وهي ابنةٌ لم تتجاوز الواحد والعشرين من عمرها.
وقعت الجريمة في وقت كانت تتحضر آية فيه لتحقيق حلمها بإنهاء دراستها للقلب الثاني باللغة الإنجليزية، لِتُواصل مسيرتها الأكاديمية في دراسة اللغة اللاتينية، لكن الحكاية التي أرادت أن تخطّها آية، كانت مُغايرةً تمامًا، إذ رسمت جريمة القتل ملامح حكايتها الجديدة.
درست آية في المرحلة الثانوية في أكاديمية القاسمي في بلدها باقة، بتخصص الصحافة والإعلام، ثم سافرت لتحقق حلمها الأول بدراسة اللقب الأول في جامعة شانغهاي في الصين، حيث يُقيم ومنذ ثلاثة عقود والدها رجل الأعمال سعيد البيطار مصاروة، لتنضم إليه وإلى شقيقتها نور التي سبقتها في الالتحاق في ركب التعليم الأكاديمي هناك.
وحملت آية من اسمها كل تكوينها الاجتماعي، والإنساني، إذ كانت مُفعمةً بالأمل والحيوية تتطلع إلى العالم بنظرة متشوقة نحو إحداث التغيير، وبدت آيةً بالفعل في منزل عائلتها، حيث تركت ذكريات جميلة تستعرض محطات حياتها في لحظات، بعد أن اغتيلت بصورة خاطفة وتوقفت في محطات وأذهان كل من عرفها من أهلها وأبناء بلدها. غادرت الدنيا تاركة آثارا عميقة من المعاناة والصدمة والذكريات الجميلة.
صمتٌ قاتل
في انتظار وداع آية وإلقاء النظرة الأخيرة على جثمانها، اختلطت المشاعر لدى أفراد عائلتها، دموع وبكاء تارة، وابتسامة ترتسم على وجوههم تارة أخرى عندما يتذكرون الابتسامة المعهودة التي زينت وجنتي آية في منزلها الذي كان نابضًا بالحياة حينما كانت آية فيه.
لم يستوعب أفراد العائلة من الأعمام والأخوال وغيرهم حقيقةَ ما حصل مع آية، إذ كانت صدمةُ رحيلها صدمةً كبيرة ومُصابا جللا، وحتّى الآن لم يستوعبوا ما حصل مع «آيتهم» التي حلّقت عاليا في سماء الأحلام وعادت إلى مسقط رأسها بتابوت ليحتضنها ثرى الوطن.
يقول الدكتور أحمد مصاروة، عم المغدورة آية: "لا يمكنني أن استوعب أننا نتحدث عن ابنة أخي بلغة الماضي.
ويقول أحمد مصاروة، عم آية :« لقد سافَرَتْ إلى الصين لتنضم إلى شقيقتها نور التي تدرس اللغة الصينية والاقتصاد، حيث أنهت آية دراستها للغة الصينية والإنجليزية وسافرت إلى أستراليا لدراسة اللقب الثاني باللغة الإنجليزية، حيث كانت ستنهي تعلميها الأكاديمي هناك في كانون الثاني/ يناير المقبل، وكانت ستحتفل مع والدها وشقيقتها نور بالتخرج والعودة إلى البلاد».
واستعرض العمّ الثاكل مسيرة ابنة شقيقه، لافتا إلى أنها سارت على درب والدها في تحقيق الذات، إذ تميزت بالذكاء، والاجتهاد، والتفوق في الدراسة بالمرحلة الثانوية، وهكذا واصلت تعليمها الجامعي، ورغم البُعد الجغرافي عن موطنها باقة، عمدت آية كما والدها إلى الحفاظ على اتصال وتواصل مع العائلة وزيارة البلاد كل فترة.
الزيارة الأخيرة
واستذكر مصاروة الزيارة الأخيرة لآية لمسقط رأسها، قائلا: «كانت زيارتها الأخيرة قبل سنة تقريبا، قضت فترة إجازتها بين أفراد العائلة الذين أحبوها وتعلقوا بها حتى الأطفال، كانت مجتمعية واجتماعية ومخزون من القدرات والطاقات الإيجابية، إنسانة بملامح وصفات ملاك بأخلاقها ومعاملاتها، تميزت بالذكاء والهدوء والابتسامة التي زينت وجهها، وهي الملامح الأخيرة التي تركتها حين ودعت العائلة في باقة للسفر لاستكمال الدراسة في أستراليا».
مسيرةُ آية
سارت آية نحو تحقيق ذاتها وأحلامها بالعلم والمعرفة، مثل والدها سعيد، رجل الأعمال، المُقيم في الصين منذ 3 عقود، وعُرفت بتواضعها وحبها لمساعدة البشرية والتطوع من أجل الإنسانية.
والدها الستينيّ، تنقّل بين باقة الغربية ومحطات كثيرة في البلاد وأميركا وأوروبا إلى أن وصل الصين واستقر هناك للتجارة، وتنقل بين موطنه ومحطات التجارة والأعمال، وعاش عالمه وبذل الغاليَ والنفيس من أجل بناته؛ نور، وربى، وآية ولينا.
عُلّقت اللافتات في أرجاء مدينة آية .
أيامٌ عصيبة
تمرُّ العائلة بلحظات وأيام عصيبة، فَبِموت آية يقول العم مصاروة لنا حينما قابلناه: "تحطّمت القلوب وما عاد معنى للحياة، رأيت والدي على فراش الموت وبكيت فراقهما، لكن بموت آية فقد حلت بنا الكارثة، فلو خيرت لتمنيت الموت لنفسي على أن تُقتل آية".
فجأة خيَّم السكون الحزين على العم مصاروة، وراح يبكي بقوة ويقول: "يا ربي لماذا هذا الامتحان الصعب؟، لماذا تفقدنا آية؟، ولماذا قُتلت آية بهذه الطريقة. هذا امتحان في غاية الصعوبة فالموت من أصعب لحظات الحياة.
بعدها بقليل، تجاوز الدكتور مصاروة ثورة المشاعر وحَبَسَ دموعه متسائلا: «لقد أُلقي القبض على القاتل، ثم ماذا؟، إلى الآن لم نحصل من السلطات الأسترالية على أجوبة بخصوص دوافع القتل، ولم نحصل على تأكيدٍ يبيّن لنا فيما إذا كان المُشتبه به، هو القاتل الحقيقي، ومن دفعه لتنفيذ جريمته؟».
لوعةُ الفراق.
وبعيدا عن التساؤلات وبالعودة إلى لوعة الفراق التي تعيشها العائلة منذ لحظة تلقيها الخبر المفجع، فالصدمات في حياة أفراد العائلة كما محطات آية المفعمة والحيوية، أخذت محطات متعددة؛ صدمة الإعلان عن مقتلها والقبض على المجرم، وآخرها تشريح الجثمان.
أيام من الانتظار كي تُوارى آية الثرى في بلدها، مثّلت دهرًا من المعاناة والألم الشديد، فانتكست قلوب أحبابها، وغلبت عليهم المشاعر المختلطة والإرباك الذي يعصف بأفكارهم، فقد تبدلت الأحوال وببساطة؛ ما عادت الحياة بعد رحيل آية كما كانت بوجودها.
صحيحٌ أن أفراد العائلة، لم يستوعبوا ما حصل مع آية، إلا أن الاحتضان والدعم الذين حصلوا عليه من أهالي باقة الغربية والبلدية وأبناء المجتمع العربي وأستراليا شعبا وحكومة، والجاليات العربية والفلسطينية والإسلامية في أستراليا التي احتضنت آية ورافقت الوالد سعيد لأيام، خفف عنهم وطأة الكارثة والصدمة، لكن ذلك لم يمنع خال آية، عبد كتانة، من القول: «لقد انقلبت حياتنا، فمشاعر الحزن والفراق والحسرة ستبقى تعيش معنا في القلب والفكر».
أما عبد كتانة، خال آية قال :« فراق آية، من جريمة القتل وحتى وصول الجثمان، عشنا حالة من الجريمة المتواصلة، كل يوم يمضي كنا وكل لحظة تصدمنا بجريمة، آية قتلت في أستراليا شقيقتها نور التي كانت بالصين عادت إلينا مصدومة وشقيقتها ربى كانت تحدثت معها لحظة وقوع الجريمة، والدها سعيد عاش تجسيدَ المُعاناة، إذ رافق ابنته قبل سنة لمقاعد الدراسة والآن عاد بها في تابوت على متن طائرة، في رحلة موت استغرقت 24 ساعة تقريبا».
وأضاف كتانة: «لو كانت جريمة القتل أمام وقبالة العائلة لكانت الوطأة والصدمة أخف، فالموت صعب كما الفراق، فما بالكم بجريمة عابرة للقارات، وانتظار أيام حتى نقل الجثمان، إذ عشنا في توتر، وأعصاب وألم، وأسى وحسرة، آية قتلت ونحن بعيدون عنها، لدينا شعور أننا جميعا قصرنا في حماية آية والدفاع عنها ومنع الجريمة».
وعن آية الإنسانة والحلم، تحدث خالها بالقول: «تميّزت بدماثة أخلاقها وإنسانيتها وحُبها للتطوع والعطاء والعمل ومساعدة البشرية. للحظة لم تفكر مجرد الإساءة لأي إنسان، إذ عُرفت بتواضعها وشموخها بعلمها ومعرفتها. عاشت الحلم والأمل ودائما كانت تنظر للمستقبل بتفاؤل وتعمل ما تحب وتبدع. شاركت مع أخواتها منذ مرحلة الثانوية في مسابقات تربوية، وعلمية، وثقافية، محلية وعالمية وحصدت معهنّ المراتب الأولى».
أما حول سبب تفضيل آية للمنحة الدراسية في أستراليا على أميركا، قال كتانة: «عندما سألتها السبب، قالت إن أستراليا بلد الثقافة والحضارة والأمن والأمان والهدوء على عكس أميركا، لكنها قُتلت هناك قبل أشهر من إنهاء دراسة اللقب الثاني والبدء في دراسة اللغة اللاتينية، إذ تتقن آية الكثير من اللغات ولديها القدرة على السيطرة والتحكم باللغات، كما أنها تحب الرسم والفن والثقافات والحضارات المختلفة» .
نقلاُ عن عرب 48
وقعت الجريمة في وقت كانت تتحضر آية فيه لتحقيق حلمها بإنهاء دراستها للقلب الثاني باللغة الإنجليزية، لِتُواصل مسيرتها الأكاديمية في دراسة اللغة اللاتينية، لكن الحكاية التي أرادت أن تخطّها آية، كانت مُغايرةً تمامًا، إذ رسمت جريمة القتل ملامح حكايتها الجديدة.
درست آية في المرحلة الثانوية في أكاديمية القاسمي في بلدها باقة، بتخصص الصحافة والإعلام، ثم سافرت لتحقق حلمها الأول بدراسة اللقب الأول في جامعة شانغهاي في الصين، حيث يُقيم ومنذ ثلاثة عقود والدها رجل الأعمال سعيد البيطار مصاروة، لتنضم إليه وإلى شقيقتها نور التي سبقتها في الالتحاق في ركب التعليم الأكاديمي هناك.
وحملت آية من اسمها كل تكوينها الاجتماعي، والإنساني، إذ كانت مُفعمةً بالأمل والحيوية تتطلع إلى العالم بنظرة متشوقة نحو إحداث التغيير، وبدت آيةً بالفعل في منزل عائلتها، حيث تركت ذكريات جميلة تستعرض محطات حياتها في لحظات، بعد أن اغتيلت بصورة خاطفة وتوقفت في محطات وأذهان كل من عرفها من أهلها وأبناء بلدها. غادرت الدنيا تاركة آثارا عميقة من المعاناة والصدمة والذكريات الجميلة.
صمتٌ قاتل
في انتظار وداع آية وإلقاء النظرة الأخيرة على جثمانها، اختلطت المشاعر لدى أفراد عائلتها، دموع وبكاء تارة، وابتسامة ترتسم على وجوههم تارة أخرى عندما يتذكرون الابتسامة المعهودة التي زينت وجنتي آية في منزلها الذي كان نابضًا بالحياة حينما كانت آية فيه.
لم يستوعب أفراد العائلة من الأعمام والأخوال وغيرهم حقيقةَ ما حصل مع آية، إذ كانت صدمةُ رحيلها صدمةً كبيرة ومُصابا جللا، وحتّى الآن لم يستوعبوا ما حصل مع «آيتهم» التي حلّقت عاليا في سماء الأحلام وعادت إلى مسقط رأسها بتابوت ليحتضنها ثرى الوطن.
يقول الدكتور أحمد مصاروة، عم المغدورة آية: "لا يمكنني أن استوعب أننا نتحدث عن ابنة أخي بلغة الماضي.
ويقول أحمد مصاروة، عم آية :« لقد سافَرَتْ إلى الصين لتنضم إلى شقيقتها نور التي تدرس اللغة الصينية والاقتصاد، حيث أنهت آية دراستها للغة الصينية والإنجليزية وسافرت إلى أستراليا لدراسة اللقب الثاني باللغة الإنجليزية، حيث كانت ستنهي تعلميها الأكاديمي هناك في كانون الثاني/ يناير المقبل، وكانت ستحتفل مع والدها وشقيقتها نور بالتخرج والعودة إلى البلاد».
واستعرض العمّ الثاكل مسيرة ابنة شقيقه، لافتا إلى أنها سارت على درب والدها في تحقيق الذات، إذ تميزت بالذكاء، والاجتهاد، والتفوق في الدراسة بالمرحلة الثانوية، وهكذا واصلت تعليمها الجامعي، ورغم البُعد الجغرافي عن موطنها باقة، عمدت آية كما والدها إلى الحفاظ على اتصال وتواصل مع العائلة وزيارة البلاد كل فترة.
الزيارة الأخيرة
واستذكر مصاروة الزيارة الأخيرة لآية لمسقط رأسها، قائلا: «كانت زيارتها الأخيرة قبل سنة تقريبا، قضت فترة إجازتها بين أفراد العائلة الذين أحبوها وتعلقوا بها حتى الأطفال، كانت مجتمعية واجتماعية ومخزون من القدرات والطاقات الإيجابية، إنسانة بملامح وصفات ملاك بأخلاقها ومعاملاتها، تميزت بالذكاء والهدوء والابتسامة التي زينت وجهها، وهي الملامح الأخيرة التي تركتها حين ودعت العائلة في باقة للسفر لاستكمال الدراسة في أستراليا».
مسيرةُ آية
سارت آية نحو تحقيق ذاتها وأحلامها بالعلم والمعرفة، مثل والدها سعيد، رجل الأعمال، المُقيم في الصين منذ 3 عقود، وعُرفت بتواضعها وحبها لمساعدة البشرية والتطوع من أجل الإنسانية.
والدها الستينيّ، تنقّل بين باقة الغربية ومحطات كثيرة في البلاد وأميركا وأوروبا إلى أن وصل الصين واستقر هناك للتجارة، وتنقل بين موطنه ومحطات التجارة والأعمال، وعاش عالمه وبذل الغاليَ والنفيس من أجل بناته؛ نور، وربى، وآية ولينا.
عُلّقت اللافتات في أرجاء مدينة آية .
أيامٌ عصيبة
تمرُّ العائلة بلحظات وأيام عصيبة، فَبِموت آية يقول العم مصاروة لنا حينما قابلناه: "تحطّمت القلوب وما عاد معنى للحياة، رأيت والدي على فراش الموت وبكيت فراقهما، لكن بموت آية فقد حلت بنا الكارثة، فلو خيرت لتمنيت الموت لنفسي على أن تُقتل آية".
فجأة خيَّم السكون الحزين على العم مصاروة، وراح يبكي بقوة ويقول: "يا ربي لماذا هذا الامتحان الصعب؟، لماذا تفقدنا آية؟، ولماذا قُتلت آية بهذه الطريقة. هذا امتحان في غاية الصعوبة فالموت من أصعب لحظات الحياة.
بعدها بقليل، تجاوز الدكتور مصاروة ثورة المشاعر وحَبَسَ دموعه متسائلا: «لقد أُلقي القبض على القاتل، ثم ماذا؟، إلى الآن لم نحصل من السلطات الأسترالية على أجوبة بخصوص دوافع القتل، ولم نحصل على تأكيدٍ يبيّن لنا فيما إذا كان المُشتبه به، هو القاتل الحقيقي، ومن دفعه لتنفيذ جريمته؟».
لوعةُ الفراق.
وبعيدا عن التساؤلات وبالعودة إلى لوعة الفراق التي تعيشها العائلة منذ لحظة تلقيها الخبر المفجع، فالصدمات في حياة أفراد العائلة كما محطات آية المفعمة والحيوية، أخذت محطات متعددة؛ صدمة الإعلان عن مقتلها والقبض على المجرم، وآخرها تشريح الجثمان.
أيام من الانتظار كي تُوارى آية الثرى في بلدها، مثّلت دهرًا من المعاناة والألم الشديد، فانتكست قلوب أحبابها، وغلبت عليهم المشاعر المختلطة والإرباك الذي يعصف بأفكارهم، فقد تبدلت الأحوال وببساطة؛ ما عادت الحياة بعد رحيل آية كما كانت بوجودها.
صحيحٌ أن أفراد العائلة، لم يستوعبوا ما حصل مع آية، إلا أن الاحتضان والدعم الذين حصلوا عليه من أهالي باقة الغربية والبلدية وأبناء المجتمع العربي وأستراليا شعبا وحكومة، والجاليات العربية والفلسطينية والإسلامية في أستراليا التي احتضنت آية ورافقت الوالد سعيد لأيام، خفف عنهم وطأة الكارثة والصدمة، لكن ذلك لم يمنع خال آية، عبد كتانة، من القول: «لقد انقلبت حياتنا، فمشاعر الحزن والفراق والحسرة ستبقى تعيش معنا في القلب والفكر».
أما عبد كتانة، خال آية قال :« فراق آية، من جريمة القتل وحتى وصول الجثمان، عشنا حالة من الجريمة المتواصلة، كل يوم يمضي كنا وكل لحظة تصدمنا بجريمة، آية قتلت في أستراليا شقيقتها نور التي كانت بالصين عادت إلينا مصدومة وشقيقتها ربى كانت تحدثت معها لحظة وقوع الجريمة، والدها سعيد عاش تجسيدَ المُعاناة، إذ رافق ابنته قبل سنة لمقاعد الدراسة والآن عاد بها في تابوت على متن طائرة، في رحلة موت استغرقت 24 ساعة تقريبا».
وأضاف كتانة: «لو كانت جريمة القتل أمام وقبالة العائلة لكانت الوطأة والصدمة أخف، فالموت صعب كما الفراق، فما بالكم بجريمة عابرة للقارات، وانتظار أيام حتى نقل الجثمان، إذ عشنا في توتر، وأعصاب وألم، وأسى وحسرة، آية قتلت ونحن بعيدون عنها، لدينا شعور أننا جميعا قصرنا في حماية آية والدفاع عنها ومنع الجريمة».
وعن آية الإنسانة والحلم، تحدث خالها بالقول: «تميّزت بدماثة أخلاقها وإنسانيتها وحُبها للتطوع والعطاء والعمل ومساعدة البشرية. للحظة لم تفكر مجرد الإساءة لأي إنسان، إذ عُرفت بتواضعها وشموخها بعلمها ومعرفتها. عاشت الحلم والأمل ودائما كانت تنظر للمستقبل بتفاؤل وتعمل ما تحب وتبدع. شاركت مع أخواتها منذ مرحلة الثانوية في مسابقات تربوية، وعلمية، وثقافية، محلية وعالمية وحصدت معهنّ المراتب الأولى».
أما حول سبب تفضيل آية للمنحة الدراسية في أستراليا على أميركا، قال كتانة: «عندما سألتها السبب، قالت إن أستراليا بلد الثقافة والحضارة والأمن والأمان والهدوء على عكس أميركا، لكنها قُتلت هناك قبل أشهر من إنهاء دراسة اللقب الثاني والبدء في دراسة اللغة اللاتينية، إذ تتقن آية الكثير من اللغات ولديها القدرة على السيطرة والتحكم باللغات، كما أنها تحب الرسم والفن والثقافات والحضارات المختلفة» .
نقلاُ عن عرب 48
أضف تعليق