24 تشرين الثاني 2024 الساعة 05:28

التجمع الديموقراطي الفلسطيني ماذا بعد للاعلان عن الانطلاقة ؟

2019-01-19 عدد القراءات : 766
بدأت المسيرة الاصعب للتجمع الديموقراطي الفلسطيني بعد ان نجحت المسيرة الشعبية الاسهل التى شكلت اعلان الانطلاقة الفعلية للتجمع الديموقراطي والتى رفعت من سقف توقعات الجماهير التى انتظرت طويلا ظهور طرف سياسي ثالث وقوى ليملأ الفراغ الكبير بين اليمين العلماني متمثلا بحركة فتح من جهة وبين الاسلام السياسي متمثلا بحركة حماس من جهة اخرى وربما بالاصح تيارا يعالج الاشكالات الضخمة الناجمة عن نهج السيطرة والتحكم في النظام السياسي الفلسطيني الذى اوصلته هذه المنافسة بين الطرفين الى حد الانقسام وربما تدفع به رويدا رويدا نحو انفصال جغرافى يتبع الانقسام السياسي والقانوني والمؤسسي القائم منذ اكثر من عقد من الزمن
تاتى انطلاقة التجمع الديموقراطي هذه المرة بشكل تجاوز كثير من المحاولات لتشكيلة ولكنها كانت تتوقف قبل ان يتم الاعلان الرسمي عنه كما حدث هذه المرة مما يعطي حافزا قويا للاستمرار وعدم التراجع فأطراف التجمع لن تستطيع ان تغامر بإفشاله لانها ستواجه المجتمع بشكل يجعلها تدفع ثمنا كبيرا لاي فشل فمراهنة الجماهير علي التجمع تحمل أطرافه مسئولية الاستمرار والتقدم وتدفعهم نحو تطوير الآداء المشترك وصولا الى تجسيد التجمع على الارض كمحمور أساسي في توازنات المكونات السياسية للنظام السياسي الفلسطيني
جاء الاعلان عن تاسيس التجمع الديموقراطي في لحظة حساسة ومرحلة صعبة تمر بها القضية الفلسطينية والتى تتعرض لمخاطر اكبر من اي وقت مضى وتتعرض لهجمة منظمة من دولة الاحتلال عبر استمرار وتوسيع الاستيطان وتهويد القدس واستكمال جدار الفصل العنصرى وحصار غزة ومن حليفتها الأكبر الولايات المتحدة الامريكية التى تحضر لصفقة العصر التى تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي في ظل حالة من التراجع العربي والانشغال بالقضايا المحلية للدول العربية وتركيز العالم على قضاياه الخاصة وفي مقدمتها محاربة الاٍرهاب وقضايا الهجرة والتنمية مما يحمل التجمع الديموقراطي عبئا اكبر في مواجهة الاحتلال وحماية المشروع الوطني وحماية الوطن من نتائج هذه السياسات التي يساهم الصراع الداخلي والانقسام بين حركتي فتح وحماس على تمريرها او على الأقل يمنع إعاقتها
ان المطلوب الان الاسراع فى وضع اليات العمل للتجمع والانتشار في المواقع والعمل وسط الجماهير وخاصة القطاعات المهنية والمرأة والشباب والمخيمات والريف الفلسطيني والمناطق والفئات المهمشة للدفاع عن مصالحها وجذبها للمشاركة في المعركة الوطنية ضد الاحتلال وايضاً لحماية الديموقراطية وصون الحريات العامة والخاصة واعادة بناء المجتمع علي أسس من العدالة الاجتماعية والمساواة ومواجهة التفرد والهيمنة وايضاً محاربة الظلم والفساد
ان الجميع ينتظر ان يكون التجمع الديموقراطي خيارا للجماهير ومعبرا عنها مدافعا عن حقوقها فاليسار الفلسطيني يمتلك القدرة على كسب قلوب الجماهير وعقولها وتأييدها لبناء مستقبل افضل للشعب والوطن.

أضف تعليق