25 كانون الأول 2024 الساعة 22:14

فيلم «خارج الإطار» يتناول الأحلام المندثرة على أرض غزة

2018-12-03 عدد القراءات : 929
غزة (الاتجاه الديمقراطي)
عرض ملتقى اعلاميات الجنوب فيلم «خارج الإطار» للمخرجة رهام الغزالي وهو واحد من سلسة أفلام يعرضها الملتقى ضمن أنشطة مشروع « يلا نشوف فيلم! » مشروع شراكة ثقافية _ مجتمعية تديره مؤسسة شاشات سينما المرأة، بالشراكة مع جمعية الخريجات الجامعيات بغزة، وجمعية عباد الشمس لحقوق الإنسان والبيئة، بدعم رئيس من الاتحاد الأوربي ضمن مشروع « تعزيز المواطنة والحوكمة في فلسطين» وبتمويل مساند من مؤسسة (CFD)السويسرية وممثلية جمهورية بولندا في فلسطين.
حيث تناولت المخرجة رهام الغزالي قصة فتاتين من غزة عِشن وكبرن وهن يحلمن بواقع يسمح لهن مشاركة أحلامهن داخل المجتمع للتعبير عن آماله وأحلامه بين ثنايا مواطنيه، وإذ تصدم هاتان الفتاتان بواقع المجتمع الصعب لتندثر أحلامهن ويصبحن خارج الإطار.
في فيلم مدته 11 دقيقة، تنقلت المخرجة بين الفتاتين بشكل متوازي، انطلاقا من المنزل للعمل والبحث عن الذات في مجتمع يرفض فكرة التصوير والرسم بالإضافة للمشاركة الفاعلة في الأنشطة والفعاليات الشبابية المناهضة للاحتلال. وتطمح بطلات الفيلم لتغيير نظرة المجتمع، وينظرن بإيجابية للمستقبل.
وقدمت ميسرة العرض سعاد أبو ختله شرحا قصيرا عن الأفلام متحدثة حول فيلم «خارج الإطار» الذي يتناول قصة الأحلام المندثرة على أرض غزة للفتاتين  «إباء، وريهاف» اللاتي صدمن من بالواقع المرير لغزة بسبب الحصار والعادات والتقاليد البالية المتجذرة في المجتمع، والذي وقف كالسد المنيع أمامهن في تحقيق ما يحلمن به، ليشعرن بأنهن يغردن خارج السرب.
وتستمر أحداث الفيلم حيث تعبر كل فتاة عن حلمها والصعوبات التي تتعرض لها، فريهاف التي تريد أن تمارس مهنتها في التصوير تتعرض لانتقادات لاذعة ومضايقات من الناس عند نزولها للشارع في غزة، وإضافة للضغوطات التي تواجهها من الأهل مما دفعها إلى الخروج دون علم والدها، أما إباء التي واجهت الصعوبات منذ حداثة سنها بسبب طلاق والديها، حيث أصبح جميع من حولها ينادونها «ابنة المطلقة»، الأمر الذي كان حافزا ودافعا لها للنزول للشارع والتعبير عن توجهها السياسي من خلال المظاهرات التي تشارك بها.
 وحضر العرض جمع كبير من الاعلاميات والإعلاميين ومؤسسات مجتمع مدني، الذين أثروا النقاش بعد عرض قضية الفيلم أبدوا آرائهم وانتقاداتهم حول الفيلم وطريقة سرده واخراجه وتصويره، كما ناقشوا قضايا المرأة وأهمية دورها في المجتمع الفلسطيني خلال الدائرة في فلسطين بشكل عام والقدس بشكل خاص.
ويعتبر فيلم خارج الإطار الفيلم الثاني عشر الذي يعرض من خلال ملتقى اعلاميات الجنوب ضمن برنامج المنح الصغيرة من قبل مؤسسة شاشات سينما المرأة لتنفيذ عرض 20 فيلم على مدار العام.
وتبحث الأفلام المشاركة في مشروع « يلا نشوف فيلم! » عدد من القضايا المجتمعية، بطريقة إبداعية نسوية ومطالبتها بحقوقها كما تطالب بإنهاء الانقسام، ويستهدف المشروع جمهور واسع وفئات مجتمعية مختلفة في الضفة الغربية، وقطاع غزة، والقدس وضواحيها، ويسعى من خلال ذلك إلى تطوير قدرة الفئات المجتمعية على النقاش، والتفاعل المتبادل، وذلك بهدف تعزيز حرية الرأي والتعبير، والتسامح، والسلم، والمسئولية المجتمعية، وتماسك النسيج الاجتماعي، وبشكل يجعل هذه الفئات قادرة على المساهمة الفعالة في بناء مجتمع ديمقراطي يحترم التنوع، وحقوق الانسان، ويشارك بفعالية في تحديد أولويات التنمية على أرض الواقع. 
وأبدت إحدى المشاركات اعجابها بالفيلم معتبرة أن الفيلم لامس معاناة الفتيات الطموحات من خلال تناوله لقصة الفتاتان اللاتي قاومن العادات والتقاليد والعرف والنظرة المجتمعية الذكورية من خلال كفاحهن وتحدياتهن للدفاع عن أحلامهن، قائلة: لم يغفل الفيلم عن اظهار من يساند ويدعم قد يكون جد، عم، صديق وإذ بها تبعث برسائل لكل فتاه أن تبحث عمن يدعمها ويساند حلمها ليشجعها بعيدا عن المنتقدين والمحبطين وعن أصحاب النظرة المأساوية والسوداوية الذكورية التي تلف أرجاء القطاع فالفيلم يحمل بين ثناياه دعوة للتمرد وكسر العقبات التي تحطم أحلام الفتيات.
بدوره عبر أحد المشاركين عن استياءه من الفيلم كونه يعطي ايحاء خاطئ لما يحمل في طياته الدعوة للتمرد بالرغم من وجود التحرر داخل أروقة المجتمع الغزي.
كما أكد أحد المشاركين على وجود النظرة السلبية داخل المجتمع الفلسطيني للمرأة المطلقة وأبنائها، مرجحاً أن هذه النظرة تعود للموروث الثقافي، الذي يتعامل مع طلاق المرأة باتهامها بأنها فشلت في الحفاظ على كيان الأسرة وتماسك العائلة ومحاسبتها على ذلك.
وأوصى المشاركون في العرض على ضرورة عرض كهذه الأفلام على أوسع نطاق لنشر الوعي المجتمعي بقضايا المجتمع الفلسطيني التي تمس كافة شرائحه، كما أوصى الحضور بضرورة العمل على انتاج أفلام تكرس مفهوم المواطنة لدى الفلسطينيين، وإبراز الحداثة على الأفلام في ظل اختلاف التوقيت والزمن بما يتناسب مع الأحداث التي تجري الآن، بالإضافة إلى إضفاء القوة بالفيلم من خلال تجسيد حالة بشكل واقعي أكثر.

أضف تعليق