25 كانون الأول 2024 الساعة 09:32

أسرار العلاقة الحميمية بين أمريكا وإسرائيل

2018-05-22 عدد القراءات : 799

أدت الولايات المتحدة الأمريكية دورا محوريا في إقامة دولة يهودية على ارض عربية فلسطينية وعلى حساب أهلها الذين سكنوها لقرون.
الكاتبة الأمريكية اليسون وير تبدأ حديثها بالقول انها في عام 2000 بدأت القصة وفي تلك الأثناء كانت الانتفاضة الثانية قد بدأت وكانت نقطة التحول في حياتها , كنت صحفية بسيطة في قرية صغيرة في أمريكا, وكنت اجهل الكثير في أمور الشرق الأوسط, ولاحظت ان المحطات الإخبارية الرئيسية في أمريكا تنقل الخبر لمصلحة جهة واحدة وهي إسرائيل, وتهمش في نفس الوقت الجانب الآخر في الصراع وهو الفلسطينيون.
بحثت في جوجل وكان من السهل علي أن أجد الكثير من المصادر للمعلومات عن الصراع وكلها محطات فلسطينية ومواقع لمنظمات إنسانية وحقوقية تقدم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين وهم ضحايا الصراع هناك.
وفي عام 2001 قررت زيارة فلسطين بنفسي وقررت ان اكتشف الحقيقة وسافرت لوحدي لأرض اجهلها ويتحدث أهلها اللغة العربية وأنا اجهل الكثير عن تلك المنطقة .
لقد قمت بزيارة الضفة الغربية وغزة وقد اكتشفت أن الفلسطينيين شعب طيب وكريم ويحب أبناءه وقد رحبوا بي كثيرا, قد قرأت في عيونهم المعاناة وقد قرأت في وجوههم أنهم يخفون عني قصص الظلم التي يتعرضون لها.
وبدأت في تسجيل القصص والأحداث والتقاط الصور, وقد زرت الكثير من بيوت الأسر الفلسطينية التي فقدت أطفالها واستشهدوا وحضرت الكثير من الجنازات اليومية لهم.
ويوميا هناك الكثير من الأطفال قد جرحوا ومنهم من أصيب بإعاقة دائمة و لا يمكن مساعدتهم. ومن اجل اكتشاف المزيد من الحقائق كنت أقوم بزيارة المستشفيات الفلسطينية وروية الأطفال الفلسطينيين بأعداد كبيرة بين جريح, أو قتيل أو أنهكه التعذيب .
وقد وجدت ان جنود الاحتلال يوجهون كل أهدافهم عندما يطلقون الرصاص إلى منطقتي العين والركبة . ويتبعون سياسة مخطط لها وهي قتل القليل من الفلسطينيين على فترات متباعدة حتى لا يكتشف العالم جرائمهم . واكتشفت ان الجيش الإسرائيلي هو من أضخم جيوش العالم الحربية ويواجهون الشعب الفلسطيني الأعزل من السلاح .
و كل التقارير في عام 2000 التي تتكلم عن غزة تسجل ان الصواريخ المحلية التي صنعها أهل غزة قتلت فقط 29 إسرائيليا , بينما تهمش التقارير الصحفية وحتى لا تتكلم عن الضحايا الفلسطينيين ومنهم الكثير من الأطفال الدين قتلوا بأعداد كبيرة وبلغ العدد 4000 قتيل فلسطيني.
وقد التقطت صور عديدة لأراض زراعية جميلة وقد دمرت كليا وهذه الأراضي يعتمد عليها الفلسطيني لإطعام أسرته وتلعب دورا مهما في الاقتصاد الفلسطيني كمورد أساسي.
وذهبت إلى بيت لحم ورأيت ان هذه المدينة في سجن ويحيطها الجدار الذي أنشأته إسرائيل وتتحكم في حركة الفلسطينيين اليومية ورأيت هدم البيوت اليومي ومصادرة آلاف المساحات من أراضي الفلسطينيين. وسجلت أيضا حجم الاعتقالات الكبيرة اليومية والليلية بحق الفلسطينيين من شباب وأطفال ونساء.
ووقفت مرات عديدة على حواجز إسرائيلية وهي في أراضي فلسطينية وقد رأيت ان الجنود يصوبون بنادقهم نحوي وهم بداخل معسكراتهم ويتحكمون بحركة الفلسطينيين اليومية .
عدت من رحلتي إلى أمريكا وقررت ان انشأ موقعا وفكرت باسمه وقد قررت أن يكون موجها للشعب الأمريكي If Americans Knew.
وبعدها بدأت في قراءة الكثير من الكتب لكتاب وباحثين معروفين من اجل التعلم عن علاقة أمريكا في هذا الصراع وقد وجدت الكثير .
لقد تعلمت الكثير: أنا ولدت في فترة تاريخية ولم تكن هناك دولة إسرائيل في العالم, ودولة فلسطين هي دولة موجودة ويعيشها فلسطينيين عرب مسلمين بنسبة عالية وعرب مسيحيين ونسبة ضئيلة من اليهود.
من تاريخ أمريكا وتحديدا في 1800 ظهرت الحركة الصهيونية وهي حركة سياسية وهدفها إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين . والأمريكان في تلك الفترة وحتى الآن يجهلون هذه الحركة وما هي أهدافها.
في أوائل 1900 بدأت الحركة الصهيونية بإنشاء منظمات كبيرة في أمريكا في المدن التالية : نيويورك , شيكاغو , بوسطن , فيلادلفيا , كليفلند, و كانوا كلهم يشجعون هذه الايدولوجية , وفي عام 1910 زاد عدد الصهاينة في أمريكا إلى عشرين ألف صهيوني, وصاروا يلاحقون المحامين ورجال الأعمال والأكاديميين وأعضاء الكونجرس من اجل تجنيدهم لخدمة الصهيونية .
وفي عام 1948 أصبح عدد الصهاينة في أمريكا 200 ألف صهيوني .
وقد وجد رجال السياسة من كلا الحزبين الديمقراطي والمحافظين أن الصهاينة هم أشخاص يقدمون التبرعات لهم بسخاء ويصوتوا لهم في الانتخابات. وقد رأت أمريكا في تلك الأثناء أنهم يوافقون أمريكا في السياسة والنوايا تجاه العالم وخاصة في الشرق الأوسط. وبذلك حظيت الحركة الصهيونية بدعم أمريكي كبير من اجل إنشاء وطن قومي لهم في فلسطين, وكانت الصهيونية تلاحق المسيحية في أمريكا وأي طائفة دينية من اجل تجنيدهم لدعم اللوبي الصهيوني .
وقد وجدت ان الصهيونية لعبت دورا كبيرا في تحريض أمريكا من اجل المشاركة في الحرب العالمية الأولى , رغم تحفظ أمريكا .
وتم إصدار وعد بلفور 1917 ولم تكن بريطانيا أو فرنسا فقط لهما الدور الرئيسي في كتابته وإنما أمريكا أيضا ورجال السياسة لعبوا دورا مهما أيضا .
والآن سوف أتحدث بالتفصيل عن الأسماء والشخصيات الأمريكية التي لعبت دورا مهما في مساعدة الحركة الصهيونية في أمريكا و قد ألفوا الكتب العديدة من اجل نشر الفكر الصهيوني في أمريكا والعالم. وأيضا سوف أتكلم عن أسماء أمريكية لشخصيات إعلامية وسياسية وأكاديمية ومثقفة كانوا قد اكتشفوا نوايا الحركة الصهيونية وزاروا فلسطين وكتبوا العديد من الكتب التي تتحدث عن أن فلسطين هي ارض لشعب فلسطين وان الصهيونية قدمت من أوروبا وجاءت إلى فلسطين تحت حماية بريطانية واغتصبت الأرض وشردت أهلها وقتلت العديد.
وهؤلاء الأسماء والشخصيات الأمريكية قد تعرضوا للقمع والظلم في أمريكا وقد طردوا من أعمالهم وأغلقت مكاتبهم ومسحوا من التاريخ بعد ان كانوا إعلاما ومشهورين في أمريكا ومنهم من تعرض لتهديدات لاحقت أسرهم وقضت على حياتهم المهنية، وكتبهم التي ألفوها وضعت في قائمة الكتب المحظورة بحجة أنها معادية للسامية .
ومن تلك الشخصيات الإعلامية المشهورة في أمريكا في عام 1920 وهي دوروثي تومسون, ولعبت دورا مهما في تغطية أخبار النازية في العرب العالمية وقد سافرت إلى ألمانيا من اجل كتابة التحقيقات الصحفية عن الجرائم النازية ضد اليهود وقد طردت من قبل الألمان النازيين وعادت إلى أمريكا, وعادت إلى ألمانيا في 1931 وقابلت هتلر والفت كتابا عنه اسمه "أنا رأيت هتلر "I saw Hitler. وقد تكلمت عن خطر هتلر وشخصيته واعتبر كتابها من قبل الألمان انه هجومي وخطر، وفي عام 1934 طردت من ألمانيا و هي أول صحفية تطرد من ألمانيا .
وبلغت شهرتها في أمريكا إلى ثاني شخصية في أمريكا بعد شخصية الينور روزيفلت وقد ظهرت صورتها على غلاف مجلة التايمز الأمريكية في عام 1939 .
وفي عام 1941 كانت ابرز متحدثة في مؤتمر ضد النازية ومن اكبر داعمي الحركة الصهيونية في العالم , وبدأت حياتها تتغير بعد زيارتها التاريخية إلى فلسطين في عام 1945 .
وقد رأت الحقيقة أن فلسطين هي ارض للفلسطينيين وأن إسرائيل تحاول أن تغتصب أرضها من أهلها بكل وسائل التشريد والقتل ومصادرة الأراضي الفلسطينية وإنشاء المستوطنات من اجل توطين اليهود في فلسطين .
وعادت إلى أمريكا وبدأت حركة معادية للصهيونية في وسائل الإعلام الأمريكية كصحفية مشهورة وكانت النتيجة أنها خسرت مهنتها وشهرتها ولوحقت هي وأسرتها ونسيها التاريخ وحتى توفيت في عام 1961. وقصتها مشابهة لكل أمريكي مثقف حاول ان يتكلم الحقيقة ويعادي الحركة الصهيونية في أمريكا ولوحق وفصل من عمله وانتهت حياته المهنية .
وفي النهاية أود القول , ان العلاقة الحميمية بين أمريكا وإسرائيل تاريخية ما زالت المصالح المشتركة موجودة والأطماع الاستعمارية وبسط النفوذ على الشرق الأوسط هدف مشترك, وما حصل مؤخرا من قرارات الرئيس الأمريكي ترمب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس , والإعلان ان القدس هي عاصمة دولة إسرائيل وكل هذه القرارات الأخيرة تجاه القضية الفلسطينية واضافة الى ذلك قرارات حظرت دخول المسلمين من ست دول مسلمة الى أمريكا , كل ذلك إنما هو تجديد على تلك الصداقة, وتجديد لإظهار الود السياسي بين الدولتين العظميتين.

أضف تعليق