بلا فلسطين.. لسنا خير أمة بل لسنا أمة..
تفجر فلسطين الضمير العربي، وتطرح على ملايين الملايين منهم المنتشرين ـ نظرياً ـ بين المحيط والخليج سؤالاً مقلقا، بل معذباً: هل انتهى العرب، فعلاً؟ هل خرجوا بأرجلهم، وليس مرغمين، من التاريخ؟
كيف يكون العرب في التاريخ، بعد، فضلاً عن أن يكون من صناعه، وبلادهم تضيع منهم بعنوان فلسطين، فلا يتحركون ولا يخرجون على العالم بأسلحتهم جميعاً، ويستسلمون للأمر الصهيوني ـ الأميركي وللتواطؤ العربي على أرضهم وتاريخهم ومصيرهم فيها؟
كانت كلمة فلسطين بمثابة النداء المقدس، ما أن تطلق حتى يخرج الناس شبانا وكهولاً وصبية، نساء وصبايا الورد والفتيات اللواتي شربن اسم فلسطين مع حليب أمهاتهم.
لقد سقط بالأمس اكثر من ستين شهيداً، وآلاف الجرحى، وكلهم عزل، لا سلاح في ايديهم الا الحجر يطلقونه مباشرة او عبر “النقيفة”، فلا يقتل جندياً اسرائيليا مسلحاً حتى اسنانه، ولا هو يهدم السور المكهرب الذي بناه الصهاينة من حول غزة لعزلها عن سائر فلسطين (التي بالكاد سمح لها أن تتحرك..)
لم تخرج تظاهرة في أي بلد عربي..
لم تُقدم دولة مُطَبِعة على قطع علاقاتها مع العدو، ولم تفكر، مثلاً، بسحب “سفيرها” منها،
لم يخرج رئيس او ملك او امير عربي بخطاب او تصريح او موقف علني “يشجب” فيه هذه الوحشية الاسرائيلية، كما فعلت بعض دول اوروبا وآسيا!
لم تمتلئ الشوارع من المغرب إلى الجزائر فتونس فقاهرة المعز، فبيروت ـ الاميرة، فدمشق الثوار الاوائل فبغداد وصولاً إلى صنعاء الجريح بالعدوان الشقيق..
حتى محطات الاذاعة والتلفزة تعاطت مع هذا الحدث التاريخي وكأنه “خبر”، مجرد خبر من الاخبار، ليس له ما قبله ولا ما بعده، وربما اقدمت محطة او أخرى على قطع بثها لنقل الصورة من داخل غزه، وربما استعانت بمراسل لها هناك لكي يحدث الناس ببعض التفاصيل عما حدث، ثم عادت تواصل برامجها العادية، بعدما أكدت سبقها.. الاعلامي!
هل هو خدر أم إغماء؟ هل هو تعب ام اعلان اليأس من الذات؟ هل هو انكار للهوية وخروج من التاريخ، وطلب اللجوء إلى الكيانية والاقليمية او اية جنسية أخرى لا تمت للعرب بصلة؟
إنها فلسطين، ارض القداسة والأنبياء والرسل،
إنها فلسطين التي نزل بأرضها رسولان بدينين سماويين بينما أعلنها النبي العربي مسرى الوحي ومعراج الرسول إلى سدرة المنتهى، اذ يغشى السدرة ما يغشى؟
إنها فلسطين.. هل تحتاج فلسطين إلى تعريف؟
أما نحن، نحن جميعاً، في مشرق المشرق كما في مغرب المغرب، فقد اضعنا مع فلسطين هويتنا وانسابنا، وصرنا اشتاتا، نحسب بالملايين، مئات الملايين، ولكن متى جد الجد لا تجد احداً.
فلسطين هي “نحن”..
من دون فلسطين نحن “آحاد” لا يجمعنا جامع، ولا يربطنا رابط، أشتات وبقايا شعوب وقبائل لم نتعارف وليست لنا هوية، ولا تاريخ، ولا جامع يجمعنا..
من دون فلسطين لسنا “خير أمة أُخرجت للناس..” ولن تكون!
• كاتب وناشر ورئيس تحرير صحيفة السفير.
كيف يكون العرب في التاريخ، بعد، فضلاً عن أن يكون من صناعه، وبلادهم تضيع منهم بعنوان فلسطين، فلا يتحركون ولا يخرجون على العالم بأسلحتهم جميعاً، ويستسلمون للأمر الصهيوني ـ الأميركي وللتواطؤ العربي على أرضهم وتاريخهم ومصيرهم فيها؟
كانت كلمة فلسطين بمثابة النداء المقدس، ما أن تطلق حتى يخرج الناس شبانا وكهولاً وصبية، نساء وصبايا الورد والفتيات اللواتي شربن اسم فلسطين مع حليب أمهاتهم.
لقد سقط بالأمس اكثر من ستين شهيداً، وآلاف الجرحى، وكلهم عزل، لا سلاح في ايديهم الا الحجر يطلقونه مباشرة او عبر “النقيفة”، فلا يقتل جندياً اسرائيليا مسلحاً حتى اسنانه، ولا هو يهدم السور المكهرب الذي بناه الصهاينة من حول غزة لعزلها عن سائر فلسطين (التي بالكاد سمح لها أن تتحرك..)
لم تخرج تظاهرة في أي بلد عربي..
لم تُقدم دولة مُطَبِعة على قطع علاقاتها مع العدو، ولم تفكر، مثلاً، بسحب “سفيرها” منها،
لم يخرج رئيس او ملك او امير عربي بخطاب او تصريح او موقف علني “يشجب” فيه هذه الوحشية الاسرائيلية، كما فعلت بعض دول اوروبا وآسيا!
لم تمتلئ الشوارع من المغرب إلى الجزائر فتونس فقاهرة المعز، فبيروت ـ الاميرة، فدمشق الثوار الاوائل فبغداد وصولاً إلى صنعاء الجريح بالعدوان الشقيق..
حتى محطات الاذاعة والتلفزة تعاطت مع هذا الحدث التاريخي وكأنه “خبر”، مجرد خبر من الاخبار، ليس له ما قبله ولا ما بعده، وربما اقدمت محطة او أخرى على قطع بثها لنقل الصورة من داخل غزه، وربما استعانت بمراسل لها هناك لكي يحدث الناس ببعض التفاصيل عما حدث، ثم عادت تواصل برامجها العادية، بعدما أكدت سبقها.. الاعلامي!
هل هو خدر أم إغماء؟ هل هو تعب ام اعلان اليأس من الذات؟ هل هو انكار للهوية وخروج من التاريخ، وطلب اللجوء إلى الكيانية والاقليمية او اية جنسية أخرى لا تمت للعرب بصلة؟
إنها فلسطين، ارض القداسة والأنبياء والرسل،
إنها فلسطين التي نزل بأرضها رسولان بدينين سماويين بينما أعلنها النبي العربي مسرى الوحي ومعراج الرسول إلى سدرة المنتهى، اذ يغشى السدرة ما يغشى؟
إنها فلسطين.. هل تحتاج فلسطين إلى تعريف؟
أما نحن، نحن جميعاً، في مشرق المشرق كما في مغرب المغرب، فقد اضعنا مع فلسطين هويتنا وانسابنا، وصرنا اشتاتا، نحسب بالملايين، مئات الملايين، ولكن متى جد الجد لا تجد احداً.
فلسطين هي “نحن”..
من دون فلسطين نحن “آحاد” لا يجمعنا جامع، ولا يربطنا رابط، أشتات وبقايا شعوب وقبائل لم نتعارف وليست لنا هوية، ولا تاريخ، ولا جامع يجمعنا..
من دون فلسطين لسنا “خير أمة أُخرجت للناس..” ولن تكون!
• كاتب وناشر ورئيس تحرير صحيفة السفير.
أضف تعليق