20 أيلول 2024 الساعة 01:43

أمريكا .... الإرهاب ( القضية الفلسطينية )

2018-04-09 عدد القراءات : 659
عندما يتم التحدث عن الإمبريالية، ليس المقصود بها أمريكا فحسب بل بريطانيا وفرنسا أيضاً ومن لف لفهم من الدول الغربية ، الدول المذكورة تمثل الاستعمار القديم الحديث ولكن الدور الأمريكي يمثل رأس الحربة للإمبريالية البشعة الجشعة المستمدة لقوتها على حساب الشعوب المقهورة ومقدراتها، فالاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني والإعلان عن الشروع بافتتاح السفارة الأمريكية في أوائل أيار 2018 في القدس، إضافةً للهمجية الإمبريالية المحاولة باستخدام الدعم المالي للسلطة كورقة ضغط لإرغامها على العودة لطاولة المفاوضات مع الكيان الصهيوني بدون شروط مسبقة، ونستذكر الموقف الجلي للمندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة عندما هددت بقطع المساعدات عن السلطة وعن وكالة الغوث ( الأنروا) المختصة بإغاثة وتشغيل اللاجئين (الذين هجروا قسراً من أراضيهم عام 1948) ، بل وصرحت في اجتماع هيئة الأمم المتحدة بأن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت للسلطة دعماً بخمسة مليار دولار، أضف إلى ذلك ثلث الدعم المقدم للأنروا أمريكياً، وهذا كان رداً على كلمة السلطة الفلسطينية بلسان الرئيس المؤكدة على الحق الفلسطيني في إقامة دولة على حدود 1967 واعتبار القدس الشرقية عاصمتها مع الرفض القطعي والإدانة للموقف الأمريكي (الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني) ، و لكن نتذكر أن التبجح الإمبريالي لا يأتي من فراغ ، بل أن الإمبريالية تستخدم الدعم المالي لأهداف سياسية واستراتيجية وهذا ما يسمى بالمال السياسي.
من المؤسف عبّر رئيس السلطة الفلسطينية عن ذلك بأن السلطة تماهت مع المواقف و المطالب الإمبريالية الأمريكية على مدى 24 عاماً منذ اتفاقية أوسلو، واعترف السيد الرئيس بأن السلطة لم تنضم ل 22 منظمة من منظمات الأمم المتحدة تماشياً مع المطالب الأمريكية بل و أكثر من ذلك، كنا وما زلنا إرضاءً للإمبريالية الأمريكية، وهذا ما دفع الإمبريالية المطالبة بالأكثر (صفقة القرن – تصفية القضية الفلسطينية )، أضف لذلك الموقف الفرنسي الرافض للاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، وهذا ظهر جلياً في اللقاء الصحفي للرئيس الفرنسي في الزيارة الأخيرة لرئيس السلطة الفلسطينية لفرنسا، والأدهى من ذلك المشاركة لرئيسة الوزراء البريطانية في احتفالية الذكرى المئوية لوعد بلفور الذي أعطى الحق لليهود في إقامة وطن قومي على حساب الشعب الفلسطيني في سنة 1917 ، ولا ننسى الموقف الأمريكي وتأثيره بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على قوى فلسطينية بأن تغادر سوريا العربية في بداية الحرب العدوانية عليها وإغوائها بالمال السياسي، والذهاب إلى الدوحة بالقرب من القواعد الأمريكية، أضف إلى ذلك الموقف من انتخابات 2006 والإصرار الأمريكي على انعقادها في موعدها وانقلاب حركة حماس وإحجام الرئيس عن مقاومة هذا الانقلاب.
فكل هذه الأسئلة تستدعي التوضيح، بالمحصلة – هذه الإمبريالية ( فرنسية – بريطانية – أمريكية ) معادية دوماً لمصالح الشعوب و لا يهمها غير مصالحها، والمخرج يتمثل في النقاط التالية:-  الوحدة بأي ثمن بين القوى الفلسطينية، الاتفاق على برنامج نضالي موحد لمجابهة المؤامرة الإمبريالية الأمريكية الصهيونية الرجعية، إعلان حالة التقشف وخفض الرواتب العالية للإليتا السياسية ، التي تتصرف كما لو كانت في دولة عظمى برواتب مرتفعة ونثريات على حساب شعب أعزل يتضور جوعاً وبيوتاً لا يسترها أي ساتر، وتقرير المحاسبة والشفافية النقي المقدم سنوياً كما لو كانت الإليتا ملائكة ، ونذكر بأن شعبنا قادر على التصدي لكل المؤامرات التصفوية وصفقة القرن المشؤومة، والدليل ظاهر للعيان بتصدي أبناء شعبنا بصدور عارية بمواجهات يومية مع جيش مدجج بكافة أنواع الأسلحة لإسقاط مؤامرة تصفية القضية . فآن الأوان أن ترتقي الإليتا السياسية لمستوى الوعي الجماهيري في حبها للوطن ودفاعها ضد التآمر الإمبريالي الصهيوني الرجعي .

أضف تعليق