22 تشرين الثاني 2024 الساعة 16:00

فيديو|| البيان الـ17 «سيناء 2018»: القوات المسلحة المصرية تقتل 6 مسلحين وتدمر 993 وكرًا

2018-04-01 عدد القراءات : 641
بعد انتهاء الجزء الأول من مسيرات العودة التي أعلنت عنها الفصائل الفلسطينية في غزة والتي استجاب لها عشرات الآلاف، وربما أكثر، الذين تجمعوا في نقاط مختلفة على الحدود التي يبلغ طولها حوالي ٤٠ كم .
وبعد ان استشهد خمسة عشر وجرح ما يقارب ١٥٠٠ بإصابات مختلفة، نصفهم إصابات من استنشاق الغاز ، وكذلك اصابات حرجة ، منها حوالي ١٠٠ جريح سيتم بتر احد أطرافهم ، وهذا هو الجانب المؤلم في هذه الفعالية الوطنية .
في عملية تقييم سريعة لما جرى يوم الجمعة و تأثير ذلك على جميع الاطراف ذات العلاقة من حيث الربح و الخسارة ، يمكن قول التالي:
أولا: من الناحية الاسرائيلية ، وفقا لتقييمهم ، لقد خرجوا من هذا الحدث باقل الخسائر الممكنه، وتقييمهم ان الجيش قد نجح في مهمته الاساسية وهي منع الشبان الفلسطينيين من اقتحام الحدود بالمئات او الآلاف ، وحقيقة ان رئيس هيئة الاركان قد اشرف بنفسه على ادارة العمليات تدلل على الاهمية التي اولاها الجيش لهذه المسيرات.
على الرغم ان عدد الشهداء والجرحى يقلل من قيمة هذا النجاح، حيث هذا العدد من الضحايا هو الذي وضع الحدث على طاولة مجلس الأمن واستجلب الكثير من ردود الأفعال والشجب والاستنكار من دول وزعماء العالم، واعاد الى الاذهان ان هناك شعب يرزح تحت الاحتلال وهناك احتلال لا يتردد في استخدام القوة المفرطة .
من الناحية السياسية، اسرائيل هي الخاسر الاكبر حيث اعادت غزة ترتيب الاوراق على طاولة اي عمل سياسي مستقبلي بما في ذلك كل ما يتم الحديث حوله من مقترحات امريكية تتجاهل الحقوق الفلسطينية، خاصة حق العودة.
ثانيا: من ناحية الفصائل الفلسطينية، مسيرة العودة يوم الجمعة كان انتصارا كبيرا ، حيث شارك اعداد كبيرة ، ولم ترفع رايات او يافطات حزبية، وهذا كان لاول مرة في تاريخ المسيرات والفعاليات الوطنية، حيث رفع فقط العلم الفلسطيني والشعارات كانت موحده تدعو الى حق العودة وكسر الحصار. هذا الأمر سيؤسس إلى مرحلة جديدة من العمل الوطني الشعبي والسلمي يقدم الشعار الوطني وعلم فلسطين على الشعارات والرايات الحزبية.
ثالثا: الرابح الاكبر من هذه المسيرات كانت غزة الجريحة والمحاصرة والمعاقبة والتي تئن تحت الفقر والبطالة والازمات الانسانية. غزة منذ يوم الجمعة اعادة تموضعها على رأس الاجندة الفلسطينية والاقليمية والدولية، واكدت للمرة المليون انها خزان الوطنية الفلسطينية الذي لا ينضب، لا تبخل على الوطن ولا تترد في حماية المشروع الوطني بعيدا عن المتاجرة بالشعارات الرنانة. الرسالة كانت واضحة لكل من يحاصرها ويعاقبها ويتجاهلها ويبخل عليها انها اكبر منهم جميعا ، والمستقبل سيحمل لهم الكثير من الرسائل المشابهه التي ستشعرهم كم هم اقزام امام غزة واهلها.
رابعا : هذه المسيرات ستتواصل على الاقل حتى الخامس عشر من شهر مايو المقبل، وهو يوم النكبة، ولكن الزخم على الارجح سيكون في ايام الجمعة .
السؤال الذي يجب ان يتم اعطاء اجابة له في الايام المقبلة هو هل كان هناك قصور في ضبط الميدان من خلال منع الشبان من الاقتراب الى الجدار وبالتالي تعرضهم للخطر.
بمعنى اخر هل من مصلحة الشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية والقوى المنظمة ان تنتهي هذه المسيرات دون تعرض الشبان الفلسطينيين للخطر والحفاظ فعلا على سلمية هذه المسيرات ، ام انه لم يكن هناك إمكانية للسيطرة على الوضع وكانت هذه النتيجة معروفة مسبقا؟
كأحد الأشخاص الذين كانوا هناك واقترب الى اقصى حدا ممكن من الحدود ومناطق الخطر ، اقول جازما ان امكانية الضبط كانت صعبة وستكون صعبة في المستقبل ولكن على الاقل يجب ان يبذل الجهد المطلوب للحفاظ فعلا على سلمية هذه المسيرات وتجنب خسائر لا داعي لها لان الثمن الذي يتم تقديمه اغلى بكثير من النتيجة.
لذلك اعتقد ان على الفصائل في المرات القادمة ان تكون واضحه في توجهاتها وعدم ترك الميدان وترك القرار للشباب الصغار.
هذا الامر يحتاج الى جهد كبير لضبطه ، سيما انه جزء من ثقافة الشعب في فهمه للمقاومه والنضال ولكن على الاقل يجب ان يكون هناك قرار ويكون هناك جهد واضح لتطبيق هذه القرار على ارض الواقع، وهذا ما لم يحدث حتى الان .
شخصيا ، لو كان لي اولاد صغار لاخذتهم معي الى مسيرة العودة ولكن لن اسمح لهم الى الذهاب الى الجدار ويعرضون حياتهم للموت او الاصابة التي قد ترافقهم طوال حياتهم.
اذا كان هذا مفيد للقضية والنضال الفلسطيني سأذهب قبلهم او برفقتهم ولكن لا اتركهم لوحدهم. هذا بطبيعة الحال لا يعطي مبرر لقوات الاحتلال اطلاق النار على اطفال وشباب عزل كما حدث مع الشهيد عبد النبي الذي تم إطلاق النار عليه وظهره الى الخلف باتجاه غزة.
طوبى للشهداء والشفاء للجرحى والفخر لشعبنا واهلنا الصابرين المرابطين .

أضف تعليق