22 تشرين الثاني 2024 الساعة 13:53

صحيفة : كوشنير بلور"صفقة القرن" بالاتفاق مع دول عربية والمنطقة مقبلة على تغييرات اقليمية

a3

2018-03-15 عدد القراءات : 557

واشنطن (الاتجاه الديمقراطي )(وكالات) - كشفت مصادر مطلعة عن قيام الرئيس الاميركي، دونالد ترامب، بإقالة وزير خارجيته، ريكس تيلرسون، بشكل مفاجىء الأسبوع الماضي، وتعيين مدير المخابرات المركزية، مايك بومبيو، المعروف بخطه الصقوري، بديلاً عنه، يعود الى سلسلة طويلة من الخلافات على مدى الأشهر القليلة الماضية بين نهجين، الأول الذي يمثله ترامب ومدير المخابرات المركزية وعدد من صقور البيت الابيض، فيما يتعلق بإيران وكوريا الشمالية وما يسمى بـ"صفقة القرن"، وهو نهج يؤمن بالقوة وضرورة فرض المواقف الاميركية عسكرياً، والنهج الآخر الذي مثله تيلرسون، الذي عارض مواقف ترامب العسكرية فيما يتعلق بكوريا الشمالية وايران، ورأى ان الحل الأمثل للخلافات القائمة هو حل دبلوماسي بعيداً عن التهديدات واستعراض القوة، كما عارض التدخل المتزايد لجاريد كوشنير، صهر الرئيس الأميركي، في السياسة الخارجية وتحديدا في بلورة "صفقة القرن" بالتنسيق مع الصهيونية العالمية.
وأكدت المصادر للقدس ان هذا الصراع الذي حسمه ترامب لصالح الصقور الذين يمثلون اليمين الإنجيلي المتطرف والأقرب الى مواقف اليمين الإسرائيلي، سوف يكون له تداعيات على السلم العالمي، وأن تصعيدا خطيرا هو أقرب الى الواقع قد يؤدي الى اندلاع حروب خاصة في الشرق الأوسط - مع ايران - مما يهدد السلم العالمي، وهو ما يؤكد ما نشرته "القدس" قبل ايام من أن المنطقة مقبلة على تغييرات إقليمية واسعة وأحداث خطيرة.
وقالت المصادر ان الخلافات المتعلقة بـ"صفقة القرن" تتمحور حول الدور المركزي الذي لعبه كوشنير، بشأن هذه الصفقة، حيث اشارت نفس المصادر الى ان التدخل الكبير لصهر ترامب في السياسة الخارجية الاميركية وقيامه ببلورة ما يسمى "صفقة القرن" مع دول خليجية، بالتنسيق مع الصهيونية العالمية، وبلورة السياسة الاميركية الخاصة بمصر وأوروبا والعالم العربي دفعت وزير الخارجية تيلرسون للاحتجاج لدى ترامب وابلاغه إما ان يكون هو ( تيلرسون)، وزير الخارجية الفعلي للولايات المتحدة، أو ان يحل كوشنير محله، مما دفع ترامب الى إبعاد كوشنير وزوجته ايفانكا عن البيت الابيض، إلا ان كوشنير واصل التدخل بالسياسة الخارجية مما زاد من احتجاج تيلرسون، ولتجنب وقوع أزمة في إدارته قرر ترامب مطالبة كوشنير بعدم التدخل بالسياسة الخارجية وإبعاده الى نيويورك.
وأوضحت المصادر نفسها ان جيمس بيكر، وزير الخارجية الاميركي الأسبق، هو الذي نصح ترامب بتعيين تيلرسون بعد ان استشار الرئيس الاميركي وزير الخارجية الأسبق بعرض مرشح لمنصب وزير الخارجية.
واشارت المصادرإلى عدة نقاط للخلاف بين تيلرسون وترامب، غير تلك المتعلقة بكيفية بلورة "صفقة القرن" من قبل كوشنير، أبرزها:
أولاً: الاتفاق النووي الايراني: بينما اعتبر ترامب ان هذا الاتفاق هو أسوء اتفاق تبرمه أميركا ويجب تغييره، اعتبر تيلرسون ان الاتفاق يضمن السلم في آسيا ويمنع إيران من انتاج سلاح نووي. هذا في الوقت الذي اشار فيه رئيس أركان الجيوش الأميركية ان بديل الاتفاق مع ايران في حال قرر ترامب الغاءه هو حرب شاملة مع ايران، وهو ما يعني حرباً تشمل آسيا والمتوسط والخليج.
ثانياً: الازمة الكورية الشمالية: بينما رأى تيلرسون ان هذه الازمة يجب حلها دبلوماسياً فقط باعتبار كوريا الشمالية دولة نووية، فإن ترامب رأى ان الازمة لا يمكن معالجتها الا بشكل عسكري وهاجم الرئيس الكوري الشمالي بشدة.
ثالثاً: الازمة القطرية: فقد أعلن الرئيس ترامب في بداية الازمة وقوفه الى جانب السعودية والامارات والبحرين ومصر في فرض الحصار على قطر، بينما رأى تيلرسون ان هذه الازمة تهدد الأمن الاميركي وأن من الواجب رفع الحصار عن قطر، والتوصل الى حل دبلوماسي بدعوة الاطراف الى واشنطن أو قيامه بجولة خليجية لمحاولة حلها.
وقالت المصادر، إن الرئيس ترامب رفض ذلك، ووضع كل ثقله الى جانب السعودية جراء موقف كوشنير.
كما اشارت المصادر الى تصريح كان قد أدلى به تيلرسون لشبكة "فوكس نيوز" عندما قال إن قيم اميركا هي الأهم لديه، بينما ترامب يرى ان برنامجه السياسي هو الأهم، مما اثار غضب ترامب الذي اتصل بتيلرسون ودار بينهما حديث. وقد تناولت احدى الصحف الأميركية هذا الحديث بالقول إن تيلرسون اغلق الهاتف في وجه ترامب ثم وصفه بأنه معتوه.
كما تحدثت المصادر عن استقبال تيلرسون في واشنطن لوفدين أحدهما يمثل شخصيات اسلامية احتجت على قرار ترامب اعلان القدس عاصمة لاسرائيل، وما سببه من توتر وغضب عربي- إسلامي وكذلك استقباله وفداً من الاخوان المسلمين من مصر احتج على الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرة الى ان تيلرسون رفض اعتبار جماعة الاخوان تنظيماً ارهابياً.
وبذلك حسب نفس المصادر، فإن عزل تيلرسون وتعيين بومبيو المعروف بمواقفه المتطرفة ازاء ايران وكوريا الشمالية يعني فيما يعنيه، ان الادارة الاميركية برئاسة ترامب وبتركيبتها الحالية وبعد عزل الاصوات المعتدلة فيها باتت تهدد السلم العالمي وتدفع باتجاه التصعيد.

أضف تعليق