22 تشرين الثاني 2024 الساعة 04:42

نميمة البلد: مقاطعة الامريكان

2018-03-03 عدد القراءات : 731
لم يعد مهما التفكير في منحى قرار القيادة الفلسطينية بمقاطعة الإدارة الأمريكية وممثليها الدائمين أو غير المقيمين، أو النظر في خيارات يمكن أن تشكل نقاشا ذي مغزى عند اتخاذ القرار آنذاك، خاصة أن السياسة تحمل أوجهً عديدة فما بين الحدة وصلابة الموقف فرق واسع، كما الفرق بين الحرد الشخصي وموقف الدولة.
وفي ظني أن مقاربة المقاطعة تتطلب تحديد عناصر العمل وتهيئة الظروف وتحديد أوجهها دون ذلك تنزلق الأمور من الوطنية وأفعالها الموزونة القادرة على تقديم رسالتها بوضوح ودون ارتدادات تشوه الفعل الوطني إلى أفعالٍ فوضوية تحيل إلى استخدام أدوات غير مرغوبة أو لتحقيق مكاسب شخصية في مواجهة غير مُقدرة.
إن وضع نوتا العزف لا تكفي لكمال الألحان؛ ففي الأوركسترا لضبط الإيقاع وعدم النشاز وضمان جودة العمل الموزون تحتاج إلى المايسترو. بمعنى آخر إن فتح الباب لاجتهاد هنا أو هناك يخل في رسالة الفلسطينيين للمجتمع الأمريكي ويأتي بارتدادات عكسية لما نحب ونرغب من هذه الوسيلة. هذا فيما يتعلق بالتعامل مع الوفود الأمريكية الزائرة للأراضي الفلسطيني خاصة من مؤسسات المجتمع المدني والحكم المحلي ومن أعضاء كونغرس وغيرهم وتفادي الانطباع بمعادة الشعب الأمريكي ومصالحه.
وان كانت المقاطعة للإدارة مقبول في مواجهة عنجهية رئيسها وغطرستها، لكن لا ينبغي ترك الساحة "الأمريكية" دون لاعب فلسطيني للتأثير على أركان السياسة الأمريكية، وفي ظني أن ساحة المعركة في أروقة السياسة الأمريكية هي الأهم في هذه المرحلة. الأمر الذي يتطلب تحركا فلسطينيا متعدد المسارات والأبعاد في أرجاء الولايات الأمريكية وفقا لخارطة واضحة المعالم لطبيعة وآلية العمل السياسي الأمريكي وعناصر القوة الفلسطينية بما فيها تفعيل الجاليات الفلسطينية والعربية، تستهدف توطيد العلاقة مع مؤسسات المجتمع المدني الأمريكي والشخصيات العامة ووسائل الإعلام وأعضاء الكونغرس الأمريكي، ناهيك عن الولايات المختلفة ومجالس الحكم فيها.
وبات ضروريا صياغة رسالة فلسطينية تراعي تقديم عدالة القضية الفلسطينية والنضال الفلسطيني جزءا من تحقيق العدالة الدولية، وأن سياسات الرئيس ترامب تقوض القانون الدولي ومصالح الشعب الأمريكي وتثير البغض والغضب في المنطقة.

أضف تعليق