الحراك الشعبي: حقوق وواجبات نحو التغيير
مشهد معقد ممزق من شدة ألمه وتفشيه على مرآى العالم بأسره، ولا سيما أصبح المسؤول الفلسطيني جزء منه وشريك أساسي، تجاه شعب ما زال يرسم ملامح الحرية والكرامة من أجل استقراره، والنعم بأبسط حقوقه الإنسانية والوطنية التي ما زال يناضل لأجلها أمام فاشية الحكم بشقي الوطن، فحسب الوطن ما زال محتل!!
أسفي، أضحك ضحكة ساخرة مليئة بالمأساة، حين أعود للكتابة عن مشهد تمثيلي جل سيناريو هذا المشهد، يحاكي قصة وجع لشعب أعزل هُجر من أرضه قسراً، ولا أحد مستهجن هذه المصيبة، بل على الأقل أن يعمل على رفضها!!
لا بأس، حضرت في ذات يوم مشهد تمثيلي يعبر عن واقع مدمر، تتجسد فيه ثمة أحزان مؤسفة على حال أناس كانوا ضحية جلادين، منهم باسم الدين وأخراً باسم الوطن، حيث مارس كل منهم ما بوسعه إلى أن وصل شعبهم ما هو عليه، وهو شعب فلسطين خاصة في قطاع غزة .
لم أتخيل في لحظة من عمري أن يكون المسؤول في وادٍ والشعب في وادٍ أخر، ويكون ضبابية المشهد سيد الموقف، وتبقى شعبوية القرار في يد أحزاب بات قرارها نائم، مغيب دون معرفة السبب أو أقل القليل مصارحة شعبهم بأن الانقسام نال من عزيمتهم، وجعلهم محشورين القرار في خانة كاد أن تضر موقعهم الوطني والسياسي.
إني أقول في مثل هذه المواقف كلمات قصيرة، حتى يتضح ما أقصده في حديثي اللاحق "عندما يكون المواطن هو المستهدف يصبح النضال واجب على كل إنسان، وحين يكون الوطن هو المستهدف يصبح الصمت أكبر الكبائر"، فهل أحد مختلف على ذلك ؟!
تمعنت في النظر إلى هذا المحتاج الذي بات ينام بدون طعام وشراب، وإلى ذاك المنتظر لسفره على بوابة الصمت (المعبر)، والعطشى لنور ربهم كي يروا طريق كهرباء الحياة كباقي الشعوب، أما الانسان الفقير لربه بعمله الذي يكدح فيه طوال النهار أصبح مقعد بلا عمل، فما باله بأساس عمود الوطن وهم الشباب الذين ضاعوا في طيات الحياة المخدرة دون إحساس أو اهتمام أو رقيب، ويا لوعي لو أدرك هذا المسؤول الأمر أن فتاة العصر عرضت نفسها للبيع مقابل توفير لقمة عيش، أما عن التاجر الذي أصبح يبكي أمام شاشات الكاميرات موضحاً أنه غير سارق أو ناصب على أحد، بل حالة الركوض أصبحت وصفاً لكل عامة الناس عن حالة الانهيار التي وصلنا لها في غزة الصامدة!!!
إن الحالة الوطنية والإنسانية المتردية التي أوصلنا لها الانقسام المدمر، أصبحت بحاجة إلى قرار نهضوي ينقذ الموقف الرسمي والسياسي من هذا المأزق التاريخي، ولا شك أننا نحاول صناعة كل التحركات المساندة والداعمة للموقف الفلسطيني، لكن على الطريقة التي تريدها الجماهير التي تخرج في كل دعوة توجهها تلك النخب الشعبية الممثلة بالحراك الشعبي الفلسطيني، والتي رأت في نفسها حالة ضاغطة في ظل توتر الأوضاع وزيادتها سوءً على الصعيد الإنساني المعيشي، فحسب.
حراك شمال غزة لم يكن الخطوة الأولى أو الأخيرة، لأن هناك إرادة حقيقية للشعب في غزة نحو تغيير الواقع المظلم عليهم من قبل طرفي الانقسام، خاصة أن البيئة الثورية لغزة حاضرة في كل الأزمان والمواقف، وتعتبر غزة الشعلة التي تنير الطريق أمام أي عمل سياسي مرحلي، لذلك المؤسف حقيقةً يكمن في أن هذه الحشود الغاضبة التي خرجت لم ترهق نفسها بالموقف السياسي ومدى إصلاحه مثل ما شاهدناه على مدار تاريخنا الفلسطيني، إنما كانت المطالب الحياتية هي الغالبة في ظل المحاولات التآمرية على القضية الوطنية، وكانت هذه الجماهير السباقة على مدار تاريخ شعبنا الكفاحي والنضالي في رسم سياسة ومعادلة جديدة مع دولة الاحتلال، وكثيرة هي المواقف التي أثبتت أن الإرادة الجماهيرية قادرة على التصدي لأي محاولة التفافية حول قضيتنا الوطنية وعمق الانتماء لها.
إن مرحلة الخمسينات كانت شاهدة على مؤامرة كبيرة، كادت أن تنفذ وسميت التوطين، والتي كانت بمثابة تصفية للقضية الفلسطينية، لكن كان الرد حاسماً من قبل نخب شعبنا الأبي الثائر، ومنهم من كان ناشط سياسي، ومنهم المثقف، ومنهم مدرساً، ومقاوماً وعاملاً وطالباً والـخ.
وعلى غرار ذلك، نجحت النخب الشعبية في التصدي لهذه المؤامرة، وقادت المسيرة بمواقف صلبة جلبت لهم مزيداً من العزة والفخار أمام العالم أجمع، ودون تردد نؤكد أن طبيعة المرحلة التي نمر بها لا تقف أمام أزمة انسانية معيشية فقط، انما قضية وطن بأكمله، لكن هل مطلوب من جائع أن يقاوم؟ هل المطلوب من مريض أن يقاوم؟ وكيف ؟!!
وما أريد توصيله لكم، لا تستهينوا بالتحركات الشعبية الداخلية التي نمارسها من أجل الضغط على طرفي الانقسام، لإنهاء معاناة غزة الإنسانية والتأكيد على أن صوت المواطن ما زال حي ينادي بضرورة إنقاذ هذه المرحلة العصيبة، والعاجز أمامها الكل الفلسطيني.
القادم سيكون له أهدافه الوطنية والإنسانية، من خلال تحركات في كل أرجاء الوطن، من أجل إحباط كل المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا، من تجويع وتركيع واستسلام، والقبول بما يمليه الغاصب علينا، فالخيار للجماهير فقط.
أسفي، أضحك ضحكة ساخرة مليئة بالمأساة، حين أعود للكتابة عن مشهد تمثيلي جل سيناريو هذا المشهد، يحاكي قصة وجع لشعب أعزل هُجر من أرضه قسراً، ولا أحد مستهجن هذه المصيبة، بل على الأقل أن يعمل على رفضها!!
لا بأس، حضرت في ذات يوم مشهد تمثيلي يعبر عن واقع مدمر، تتجسد فيه ثمة أحزان مؤسفة على حال أناس كانوا ضحية جلادين، منهم باسم الدين وأخراً باسم الوطن، حيث مارس كل منهم ما بوسعه إلى أن وصل شعبهم ما هو عليه، وهو شعب فلسطين خاصة في قطاع غزة .
لم أتخيل في لحظة من عمري أن يكون المسؤول في وادٍ والشعب في وادٍ أخر، ويكون ضبابية المشهد سيد الموقف، وتبقى شعبوية القرار في يد أحزاب بات قرارها نائم، مغيب دون معرفة السبب أو أقل القليل مصارحة شعبهم بأن الانقسام نال من عزيمتهم، وجعلهم محشورين القرار في خانة كاد أن تضر موقعهم الوطني والسياسي.
إني أقول في مثل هذه المواقف كلمات قصيرة، حتى يتضح ما أقصده في حديثي اللاحق "عندما يكون المواطن هو المستهدف يصبح النضال واجب على كل إنسان، وحين يكون الوطن هو المستهدف يصبح الصمت أكبر الكبائر"، فهل أحد مختلف على ذلك ؟!
تمعنت في النظر إلى هذا المحتاج الذي بات ينام بدون طعام وشراب، وإلى ذاك المنتظر لسفره على بوابة الصمت (المعبر)، والعطشى لنور ربهم كي يروا طريق كهرباء الحياة كباقي الشعوب، أما الانسان الفقير لربه بعمله الذي يكدح فيه طوال النهار أصبح مقعد بلا عمل، فما باله بأساس عمود الوطن وهم الشباب الذين ضاعوا في طيات الحياة المخدرة دون إحساس أو اهتمام أو رقيب، ويا لوعي لو أدرك هذا المسؤول الأمر أن فتاة العصر عرضت نفسها للبيع مقابل توفير لقمة عيش، أما عن التاجر الذي أصبح يبكي أمام شاشات الكاميرات موضحاً أنه غير سارق أو ناصب على أحد، بل حالة الركوض أصبحت وصفاً لكل عامة الناس عن حالة الانهيار التي وصلنا لها في غزة الصامدة!!!
إن الحالة الوطنية والإنسانية المتردية التي أوصلنا لها الانقسام المدمر، أصبحت بحاجة إلى قرار نهضوي ينقذ الموقف الرسمي والسياسي من هذا المأزق التاريخي، ولا شك أننا نحاول صناعة كل التحركات المساندة والداعمة للموقف الفلسطيني، لكن على الطريقة التي تريدها الجماهير التي تخرج في كل دعوة توجهها تلك النخب الشعبية الممثلة بالحراك الشعبي الفلسطيني، والتي رأت في نفسها حالة ضاغطة في ظل توتر الأوضاع وزيادتها سوءً على الصعيد الإنساني المعيشي، فحسب.
حراك شمال غزة لم يكن الخطوة الأولى أو الأخيرة، لأن هناك إرادة حقيقية للشعب في غزة نحو تغيير الواقع المظلم عليهم من قبل طرفي الانقسام، خاصة أن البيئة الثورية لغزة حاضرة في كل الأزمان والمواقف، وتعتبر غزة الشعلة التي تنير الطريق أمام أي عمل سياسي مرحلي، لذلك المؤسف حقيقةً يكمن في أن هذه الحشود الغاضبة التي خرجت لم ترهق نفسها بالموقف السياسي ومدى إصلاحه مثل ما شاهدناه على مدار تاريخنا الفلسطيني، إنما كانت المطالب الحياتية هي الغالبة في ظل المحاولات التآمرية على القضية الوطنية، وكانت هذه الجماهير السباقة على مدار تاريخ شعبنا الكفاحي والنضالي في رسم سياسة ومعادلة جديدة مع دولة الاحتلال، وكثيرة هي المواقف التي أثبتت أن الإرادة الجماهيرية قادرة على التصدي لأي محاولة التفافية حول قضيتنا الوطنية وعمق الانتماء لها.
إن مرحلة الخمسينات كانت شاهدة على مؤامرة كبيرة، كادت أن تنفذ وسميت التوطين، والتي كانت بمثابة تصفية للقضية الفلسطينية، لكن كان الرد حاسماً من قبل نخب شعبنا الأبي الثائر، ومنهم من كان ناشط سياسي، ومنهم المثقف، ومنهم مدرساً، ومقاوماً وعاملاً وطالباً والـخ.
وعلى غرار ذلك، نجحت النخب الشعبية في التصدي لهذه المؤامرة، وقادت المسيرة بمواقف صلبة جلبت لهم مزيداً من العزة والفخار أمام العالم أجمع، ودون تردد نؤكد أن طبيعة المرحلة التي نمر بها لا تقف أمام أزمة انسانية معيشية فقط، انما قضية وطن بأكمله، لكن هل مطلوب من جائع أن يقاوم؟ هل المطلوب من مريض أن يقاوم؟ وكيف ؟!!
وما أريد توصيله لكم، لا تستهينوا بالتحركات الشعبية الداخلية التي نمارسها من أجل الضغط على طرفي الانقسام، لإنهاء معاناة غزة الإنسانية والتأكيد على أن صوت المواطن ما زال حي ينادي بضرورة إنقاذ هذه المرحلة العصيبة، والعاجز أمامها الكل الفلسطيني.
القادم سيكون له أهدافه الوطنية والإنسانية، من خلال تحركات في كل أرجاء الوطن، من أجل إحباط كل المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا، من تجويع وتركيع واستسلام، والقبول بما يمليه الغاصب علينا، فالخيار للجماهير فقط.
أضف تعليق